رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«5» أزمات تنفجر فى وجه «وزير التعليم» وتهدد العام الدراسى

طارق شوقى - أرشيفية
طارق شوقى - أرشيفية


على مدار الأعوام الماضية، اعتادت وزارة التربية والتعليم على بدء العام الدراسي في الأسبوع الثالث من سبتمبر، وهو ما جرى هذا العام؛ حيث بدأت الدراسة 22 سبتمبر بكل مدارس الجمهورية، بشكل رسمي؛ إلا أن الأمر هذا العام يختلف عن السابق لمتغيرات جديدة ستجعل الدراسة الفعلية تتأجل عمليًا في عدد من المدارس أو المراحل التعليمية، وقد تمتد لتؤثر على الفصل الدراسي الأول بأكمله وتهدد منظومة التعليم الجديدة التي اعتمدتها الوزارة.


التابلت

على مدار الأشهر الماضية طرحت وزارة التربية والتعليم نظاما تعليميا جديدا لا يعتمد على الكتاب الورقي؛ وإنما يستخدم التكنولوجيا الحديثة، وأعلنت بدء تطبيقه في السنوات الأربع الأولى من المرحلة الابتدائية وفي الصف الأول الثانوي، على أن تكون الدراسة هذا العام باستخدام التابلت الذي سيكون عليه المنهج بطرق تفاعلية وبالاستعانة بـ«بنك المعرفة».


وكانت التصريحات الصادرة من الوزارة طوال الوقت تؤكد أن كل شيء سيكون جاهزا مع بداية العام الجديد، وأعلنت عن استيراد مليون تابلت لتناسب احتياجات الصف الأول الثانوي هذا العام.


ومع الأسابيع الأخيرة قبل بدء الدراسة فوجئ الجميع بأن أجهزة التابلت لم تصل بالرغم من أنه كان مقررا تسليمها مع بداية العام، وإجراء الامتحانات الشهرية من خلالها، وبدأت وعود متكررة بأن كل شيء على ما يرام وأنها ستصل في موعدها؛ إلا أن مجلس الوزراء أكد أنها ستصل على دفعات تمتد طوال الفصل الأول، وخرج الوزير بتصريحه الأخير بأن «الكتب موجودة ومحدش يقولي التابلت إمتى»، رغم أن المنظومة بالأساس قائمة على استخدامه بحسب تصريحاته طوال الأشهر الماضية.


وبناءً على ذلك سيضطر طلاب الصف الأول الثانوي لبدء العام الجديد بالطريقة التقليدية، ثم الانتقال إلى التابلت في الفصل الدراسي الثاني، وربما سيتم تأجيله حال لم تصل شحنات التابلت، وحتى في حال وصولها سنكون أمام عام دراسي مختلف في كل تيرم ومنظومة غير مفهومة للطلاب.


خدمات الإنترنت

أعلنت وزارة التربية والتعليم كذلك عن توصيل الإنترنت فائق السرعة "ADSL" من خلال مشروع تطوير التعليم، ليبدأ استخدامه في جميع المدارس مع بداية العام الجديد إلا أن جزءا كبيرا من المدارس لم يصل إليه الخدمة خاصة في المناطق النائية، وهو ما يجعل هناك تفاوتا في الخدمات المقدمة للطلاب بين المدارس، مع بدء العام الدراسي الجديد.


تدريبات المعلمين

حرصت الوزارة على تدريب المعلمين على النظام الجديد إلا أن هناك شكاوى من المعلمين من روتينية هذه التدريبات خاصة أنها بدأت قبل معرفة المناهج الجديدة بشكل كامل وهو ما يجعلها قليلة التأثير ويجعل المعلمين أمام مناهج جديدة لم يتدربوا عليها بشكل فعال.


في المقابل أخّرت الوزارة اختيار معلمي المدارس اليابانية حتى مطلع الشهر الجاري، وبدأت في تدريبهم لمدة أسبوع واحد، سيكون مطلوبا منهم خلاله التعامل مع النظام الجديد والتدريب على أنشطة التوكاستو التي تميز هذا النوع من المدارس، وبعدها بدء التدريس مباشرة.


عجز فى المعلمين

منذ عام 2014 أوقفت وزارة التربية والتعليم المسابقات الكبرى التي كانت معتادة لتعيين معلمين جدد بدلًا من الذين يخرجون إلى المعاش، وهي الزيادة المطلوبة مع زيادة عدد الطلاب وعدد المدارس، إلا أن الوزارة استعانت بالإداريين لتدريس مواد ليسوا متخصصين فيها لمحاولة سد العجز.


وأعلنت الوزارة كذلك عن الاستعانة بخريجي الكليات للتدريس في المراحل الأولى بنظام الخدمة العامة، وهو ما يختلف عن رؤيتها السابقة باختيار أفضل المعلمين لتلك المرحلة، ويجعل منظومة التعليم الجديدة بيد خريجين جدد لم يحصلوا على الخبرة اللازمة ولم يتم تأهيلهم لتلقي هذا العبء.


المدارس

ومع بداية العام الجديد بدأت الوزارة افتتاح نوع جديد من المدارس هو المدارس اليابانية، إلا أنها أجّلت القبول بها حتى أيام قبل بدء الدراسة، وأضافت أسماء أخرى كمرحلة ثانية، في حين لم يستطع أغلب أولياء الأمور استكمال أوراق الالتحاق بالمدرسة مما يجعل بداية الدراسة في موعدها محل شك، وإن بدأت فسيكون ذلك بشكل روتيني دون بدء تدريس المناهج كما هو المعتاد في المدارس الأخرى.


وفي المقابل كانت وزارة التربية والتعليم قد ضمت عددا من المدارس الخاصة التابعة لجماعة الإخوان تحت إدارتها في عام 2014، وقبل أيام من بداية العام الجديد جرى فصل العشرات من المعلمين بدعوى انتمائهم للجماعة، وهو ما جعل الوزارة تعلن عن تعيين معلمين جدد في مدارس مختلفة قبل أيام من بدء الدراسة دون تأهيلهم بشكل كاف للتدريس أو المناهج الجديدة.


من جانبه قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التعليمي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن العام الدراسي الجديد سيكون عاما سيئا دون شك، مشيرا إلى أن الوزارة لم تترك النظام القديم الذي يعرفه الناس وتعودوا عليه سابقا مع إصلاحه، ولا استطاعت عمل منظومة جديدة تعمل بكفاءة وحرفية، فأصبحنا أمام كائن مشوه لا ينتمي لأي شيء.


وأوضح «مغيث» أنه لا يوجد نظام تعليمي جديد بشكل حقيقي، وأن كل ما يجري هو مجرد تصريحات وزارية متفرقة لا تتحقق في أغلبها؛ منوها بأن المنظومة الجديدة بحسب تصريحات الوزير في إبريل الماضي ستعتمد على التابلت، وأكد أن هناك مليون تابلت، خفّضها بعد ذلك إلى 750 ألف، ثم قال إن التابلت قادم ولكن السفن في البحر ثم نفاجئ بأن الفصل الدراسي الأول سيكون بدونه، مشيرا إلى أن هناك تخبطا كبيرا، وليس هناك منظومة تعليمية معروفة موضح بها الفلسفة والأهداف والتخطيط والتدريب والمدى الزمني، ولا توجد شفافية ولا مناقشة مجتمعية لتطوير التعليم.


وأكد الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية أن المنظومة في مصر غير ديمقراطية ولا تهتم إلا بأبناء الصفوة وعلية القوم، وهو ما انعكس على الوزارة التي كانت وزارة الفقراء وأبناء عامة الشعب وتحولت إلى البيزنس والاستثمار في بناء المدارس اليابانية والدولية، مع تجاهل أي تطوير لمدارس الفقراء.