رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الأفلام المصرية في «الأوسكار».. مشاركات كثيرة والنتيجة «صفر»!

يوم الدين
يوم الدين


خيرية البشلاوي: هناك معايير عديدة تتحكم في المسابقة.. والجوائز تتأثر بـ«الأهواء الشخصية»

عمرو الكاشف: آلية اختيار الأفلام «مليئة بالأخطاء».. ولجان التحكيم «كاذبة»



وقع اختيار لجنة ترشيح الأفلام المصرية في النسخة الـ91 من مسابقة الأوسكار، والتي ضمت 38 عضوًا من أبرز النُقاد والسينمائيين، على فيلم "يوم الدين" للمشاركة في مسابقة "أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية"، وذلك بعد تفوقه بـ35 صوتًا من أصل 41.

واستطاع "يوم الدين" أن ينتزع الترشيح المصري من بين 5 أفلام مُشاركة؛ وهي: "تراب الماس" للمخرج مروان حامد، و"أخضر يابس" لـ"محمد حماد"، و"زهرة الصبار" لـ"هالة القوصي"، و"فوتوكوبي" لـ"تامر عشري"، ليصبح حديث العالم، وأمل مصر في المسابقة الأشهر على مستوى العالم، والمقرر انطلاقها في مدينة "لوس أنجلوس" في شهر مارس بعام 2019.

فيلم "يوم الدين" من الأفلام الروائية الطويلة، وهو بطولة كل من: "راضي جمال، وأحمد عبد الحفيظ، وشهيرة فهمي، وشهاب إبراهيم، ومحمد عبد العظيم"، وإخراج وتأليف أبو بكر شوقي، وإنتاج دينا إمام ومحمد حفظي.

وتدور أحداث الفيلم في قالب درامي كوميدي، يمتد عرضه إلى 97 دقيقة تقريبًا، حول "بشاي" وهو رجل قبطي أربعيني، من جامعي القمامة، نشأ داخل مستعمرة للمصابين بمرض الجذام في "أبو زعبل"، بعد وفاة زوجته بالمرض نفسه، لكنه يغادر هذه المستعمرة، وينطلق برفقة مساعده الصبي اليتيم النوبي "أوباما"، الذي يرفض تركه أينما ذهب، وحماره، خلال رحلة في محافظات مصر؛ بحثًا عن عائلته واكتشاف الحياة بكل ما فيها.

ويتعرض "بشاي" و"أوباما"، خلال رحلتهما، إلى مواقف عديدة مليئة بالشجن والسخرية والتساؤلات المثيرة والحائرة حول القدر والتسامح والإيمان والظلم والقوي والضعيف والتدين الخادع.

مشاركة فيلم مصري في مثل هذا المهرجان أو في أي مهرجان عالمي، لم يكن أمرًا غريبًا، لكنه سبق وتكرر أكثر من مرة سابقًا؛ إذ شهدت السنوات الماضية وجود أكثر من فيلم مصري في التصفيات الأولية لجائزة الأوسكار، لكن النتيجة في النهاية تكون واحدة، وهي عدم وصول أي فيلم مصري للمراحل النهائية في المسابقة؛ للمنافسة على الجائزة.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الكثيرين يضعون آمالًا عريضة على فيلم "يوم الدين" هذا العام، لكسر القاعدة السابقة، خاصة وأنه شارك في الدورة الـ71 مهرجان "كان" السينمائي، وهو ما يعني أن مسئولي المهرجان وجدوا به شيئًا براقًا مميزًا.

كما أنه حظي وقتها بإشادة كبيرة واهتمامًا واسعًا من قِبل صناع السينما العالمية، بل وفاز بجائزة "Francois Chalais" للأعمال الإنسانية، في شهر مايو الماضي، وسط حضور الكثير من الممثلين العالميين؛ منهم: "جوليان مور، وكيكو ميزوهارا، ولويز بورجوين"، وأعربهم جميعًا عن انبهارهم بخط ودراما الفيلم وأسلوب إخراجه الرائع.

من جانبها، قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي لـ"النبأ"، إن مسابقة "الأوسكار لا يحكمها المستوى الفني للأفلام المشاركة فيها فقط، وإن هناك معايير واعتبارات كثيرة تتحكم في الأمر؛ أبرزها: الجانب السياسي، والدعائي، والعرقي، بجانب الدولة التي يأتي الفيلم منها، والموقف السياسي من هذه الدولة، لافتة إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن المسابقة تُنظم في بؤرة أمريكية محضة.

وأوضحت أنه على الرغم من عدم إمكانية تصنيف فيلم "يوم الدين" على أنه سياسي خالص، لكنه مليئًا بالتلميحات غير المباشرة؛ فـ مثلًا: "بشاي" شخص شديد العلة على الرغم من تعافيه، وصديقه اليتيم اسمه "أوباما"، مؤكدة أن كل ذلك يثير تساؤلات وعلامات استفهام عديدة.

وأكملت "البشلاوي" أنها لا تتوقع أن تزيد احتمالية وصول "يوم الدين" لتصفيات المسابقة، عن 50%، وأنه من المحتمل أن يصل إلى المرحلة الثانية بعد الفرز وهي "القائمة القصيرة" فقط.

كما أشارت إلى أنه من الممكن أن ينال إعجاب لجان التحكيم، قدرة الفيلم على المزج والجمع بين العامل الديني والاجتماعي، بسلاسة شديدة، بجانب تركيبة المخرج نفسه، فضلًا عن جرأة وغرابة موضوع العمل بشكل عام، والتي تقوم على شخص مشوه يجوب الأرض المصرية من الشمال للجنوب.

وتابعت أن تاريخ "الأوسكار" ملىء بهذه الاعتبارات السابقة، وأنه لا يمكن التصديق بأن الجوائز لا تخضع للأهواء الشخصية، سواء في هذه المسابقة أو أي مهرجانات بشكل عام.

وختمت "خيرية" حديثها بأن المشاركة المصرية في حد ذاتها في "الأوسكار"، وفي أي حال من الأحوال، تعد أمرًا جيدًا، ومحاولة تستحق الاحترام، منوهة أنه يجب الوقوف إلى جانب الفيلم ليحقق النجاح للسينما المصرية كلها بشكل عام.

أما الناقد عمرو الكاشف؛ فـ أوضح لـ"النبأ" أن الآلية التي يتم بها اختيار وترشيح الأفلام المشاركة في "الأوسكار" ظالمة ومليئة بالأخطاء وتعد "جهل ما بعده جهل"، قائلًا إنها عبارة عن مسابقة محلية للسينما الأمريكية داخل الولايات المتحدة، ويتم من خلالها تنظيم عدة مسابقات، ثم اختيار أحسن فيلم "أجنبي"، دون عرض الفيلم أو مشاهدته.

وأشار إلى أنه لابد أن يُعرض الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية، لفترة طويلة وكافية، مثلًا بدءًا من شهر يناير وحتى ديسمبر، حتى يمكن مشاهدته، مؤكدًا أنه بهذه الطريقة تكون مشاركته في المهرجان "منطقية".

وأضاف "الكاشف" أن فيلم "يوم الدين" لم يعرض أيضًا في مصر حتى الآن، وأنه سيتم عرضه في المنيا، مسقط رأس البطل راضي جمال، بعد ترشيحه للمسابقة، واصفًا الأمر كله بأنه مجرد ظاهرة و"خدعة" إعلامية تجارية من أجل الدعاية وتحقيق الأموال ليس أكثر، وأن لجان المهرجان كلها "واهمة" وكاذبة.