رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة من «10 بنود» تكشف تحركات «الطيب» لمواجهة «الفتاوى الشاذة»

الطيب - أرشيفية
الطيب - أرشيفية


أعلن الأزهر الشريف عن خطة مواجهة الفتاوى الشاذة، والرد عليها، ويبحث الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إعداد قائمة بالفتاوى التي تحتاج للتعديل والنظر فيها لملائمة التغييرات والحياة، وكون تلك الفتاوى أصبحت غير صالحة للتطبيق في الوقت الحالي.


ويبحث «الطيب» تشكيل لجنة فقهية من كبار العلماء المتخصصين في الفقه والشريعة تكون مهمتها سرد الفتاوى الشاذة والمراد تغييرها، وبحث تجديدها، وتقديم الأسباب التي أدت لاتخاذ هذا القرار، ووفقًا للمعلومات داخل المشيخة فإن، تلك الخطوة تصب في صالح ملف تجديد الخطاب الديني، وأنه يتم حاليًا إعداد قائمة بالشخصيات التي سيتم اختيارها والتي ستكون في الغالب من أعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بجانب علماء من قائمة الـ«50» التي أعلن عنها الأزهر من قبل للفتوى بوسائل الإعلام، وسيترك للجنة الحرية الكاملة في عملها، على أن تعرض تقريرها النهائي في اجتماع عام بحضور هيئة كبار العلماء لاتخاذ الموقف النهائي.


ووفقا للمعلومات فإن أبرز الموضوعات المنتظر النظر في تجديدها وفقا للتغييرات الحالية، هو موضوع الرد على الخلاف الدائر حاليا بين العلماء حول هل المنتحر كافر أم لا في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد حاليا، كذلك حسم قضية النقابة للمرأة وعودة الخلافة الإسلامية مرة ثانية، وحسم قضية الطلاق الشفهي، وربط الزواج العرفي بالتوثيق عند المأذون، وعلاقة تطبيق الشريعة، وعلاقة الشريعة بالسياسة.


على الجانب الآخر أعلن الأزهر الشريف عن عشر حلول لمواجهة الفتاوى الشاذة المتطرفة، وسيتم العمل عليهم خلال الفترة المقبلة سواء في التلفزيون أو المساجد أو داخل كليات جامعة الأزهر وهي: 


أولًا: ألا ينبغي أن يتكلم كل إنسان في أي علم دون أن يكون متخصصا فيه، أو له فكر ونظر فيه حتى لا نمنع المفكرين وأصحاب الرأي، ولكن قبل عرض الرأي الجديد على القنوات، لابد من عرضه على المتخصصين والمجامع الفقهية والمؤسسات الشرعية.


ثانيًا: الالتزام بالمعايير الأخلاقية والأدبية للمتكلم، حتى لا يتتسبب في فتن ومشاكل، أو يفرق الأمة بدلا من تجميعها على الخير والبر.


ثالثًا: تعلم الناس فقه الخلاف، وأن مسائل الفروع الفقهية لا يمكن جمع الأمة فيها على قول واحد، فهذا مخالف للشرع والعقل، ومن كان له نظر في العلوم الشرعية فهم ذلك، وأن يعذر المخالف متى كان له دليل ولو كان ضعيفا، ومن هنا يسود الاحترام والمحبة بين طوائف الأمة، وننطلق نحو البناء والتجديد.


رابعًا: أن يسأل الإنسان علماء أهل بلده، وألا نستورد فكرنا الديني من الخارج، فكل بلد له واقع يختلف عن الآخر، وعادات وتقاليد.


خامسًا: دعوة الناس إلى العودة إلى كتب المذاهب الفقهية، مع فهمها جيدا وتنزيلها على أرض الواقع، فلا ننزوي على ما فيها من أفكار، بل نأخذ منها الفكر ونطور بما يفيد مجتمعنا، ولا بأس من عدم أخذ بعض الأقوال المتشددة لبعض العلماء، فكل أحد من الناس يؤخذ منه ويرد عدا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وهذه الكتب ضمانة قوية للحفاظ على فكر الناس؛ لأنها بنيت على أصول وقواعد، وليست كفقه بعض المعاصرين ممن لا أصول عندهم ولا قواعد، وهذا الكلام يجب أن يسري على المفكرين المعاصرين، فلا يتحدث على الأمة من لا أصول له ولا قواعد نحاكمه إليها عند الاختلاف؛ لأن هذا لا يليق بأمة اقرأ.


سادسا: أن نغرس في الناس فكر الحذر من التقول على الله بغير علم، فلا يتكلم في الدين من لا يحسنه، ولا في علم من لا يفهمه، وأن يرجع كل منا إلى الحق متى رأه، فالفقيه المبتدئ والعامي الذي يحفظ القرآن أو كثيرا منه لا يسوغ له الاجتهاد أبدا، أما الفقيه المنتهي اليقظ الفهم المحدث، الذي تلقى العلوم كالفقه والأصول، والتفسير والحديث، والنحو والبيان على أصولها من كتب أهلها، فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيد، وتأهل للنظر في دلائل الأئمة، فمتى وضح له الحق في مسألة، وثبت فيها النص، وعمل بها أحد الأئمة الأعلام كأبي حنيفة مثلا أو كمالك، أو الثوري، أو الأوزاعي، أو الشافعي، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، فليتبع فيها الحق ولا يسلك الرخص، وليتورع، ولا يسعه فيها بعد قيام الحجة عليه تقليد.


سابعا: الأخذ على يد من يخبط عشواء في الشرع الحنيف بجهل أو لغرض، وتطبيق ما يلزم من قوانين لمنعه وإبعاده، حتى لا يحدث بلبلة في المجتمع.


ثامنا: تعليم الناس أن الأئمة كان عندهم ورع وديانة، وهم أتقى من أن يتركوا الحق إذا ظهر لهم، ولكنهم نظروا وتدبروا؛ فأوصلتهم قواعدهم وأصولهم العظيمة إلى هذه الآراء الموجودة.


تاسعا: التعاون الكبير بين كل مؤسسات الدولة خاصة الدينية والإعلامية؛ من أجل رفعة المجتمع، وتقدم مصر، فما المانع من عمل بروتوكولات تعاون بينهما، وإيفاد كل منهما إلى الآخر من يفيده؟، مناشدًا البعد ما أمكن عن الخلاف، والحديث في المتفق عليه خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به مصر.


عاشرا: الالتزام ما أمكن في الخطاب الدعوي في إذاعة القرآن الكريم ووزارة الأوقاف على الصحيحين فقط في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها مصر، حتى يعيدوا أنفسهم ويضبطوا أحوالهم، ثم لا بأس بعد ذلك من التوسع.