رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأدلة والمستندات.. براءة صهر جمال عبد النأصر من الخيانة العظمى.. وعلاقة سريةبـ«مبارك» تكشف المستور

الراحل أشرف مروان
الراحل أشرف مروان

- معلومات مثيرة ودلائل قوية تكشف

تورط الموساد الإسرائيلى فى قتل أشرف مروان

-     مروان مات فى نفس يوم مقابلة المؤرخ الإسرائيلى أهارون بيرجمان

-     تفاصيل الرسالة التى حملها جمال مبارك لوالدة من أبنه جمال عبد الناصر

-     تصريحات إسرائيلية وراء خديعة الرأى العام العالمى

-     حقيقة الوثيقة التى سربتها إسرائيل فور وفاة أشرف مروان

-      

-     حقيقة تورط أشرف مروان فى تسريب حوار عبد الناصر مع قيادات سوفيتية بشأن صفقة سلاح

-     سر تسليم ياسر عرفات على يد أشرف مروان برعاية المخابرات المصرية

-     تعرف على الأمر الذى تسبب فى التعجيل بقرار التخلص من أشرف مروان

-     مؤلف بريطانى يكشف:

أجهزة المخابرات العالمية تعتبر أشرف مروان «الصندوق الأسود» للسوق السوداء للأسلحة

-     علاقات «مروان» بـ«الفايد» و«القذافى» و«رولاند» و«خاشفجى»

-     علاقة «مروان» بوكالات الاستخبارات الجاسوسية فى الغرب والشرق الأوسط

-     سر تخالفه مع عملاء CIA واتهامه برشوة ضباط لتمرير أسلحة أمريكية إلى ليبيا ولبنان




كما ابتلعت شرفات لندن سر وفاة السندريلا سعاد حسنى، دون أن نعرف تلك الأيدى التى دفعتها للسقوط لُيقضى عليها، تكرر نفس السيناريو عام 2007 أى بعد مرور عدة سنوات من الواقعة الأولى، وتحديدًا فى تاريخ 27 يونيو من عام 2007، لكن الأمر هذه المرة تكرر مع شخصية يحاك حوله الكثير من الغموض وهو الدكتور أشرف مروان، صهر الرئيس جمال عبد الناصر، أحد أدوات المخابرات المصرية فى فترة ما بعد حرب 1967 إلى ما بعد 1973.

هذا اليوم الذى لا ينساه المصريين عندما أعلن الاسكتلاند يارد نبأ وفاة أشرف مروان فى مدينة الضباب دون وجود شبهة جنائية، وأن التحقيقات فيها لا تزال ضارية.

وفى هذا التوقيت نشرت الصحف المصرية والقنوات التلفزيونية الفضائية والأرضية نبأ الوفاة بشكل مقتضب دون أية تفاصيل.

وكانت المفاجأة رد فعل الإعلام الإسرائيلى الذى يحمل فى طياته أبعاد ومواقف نستطيع أن نستشفها بقراءة متأنية ما بين سطور ما قيل عن وفاة أشرف مروان.

وسام رئاسة الجمهورية

وبالعودة إلى الوراء قليلًا، ولد أشرف مروان فى يناير عام 1945 حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة، وتم تكليفه عقب تخرجه بالعمل بالمعامل المركزية بالقوات المسلحة، وتزوج من «منى» نجله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعين برئاسة الجمهورية عقب زواجه، ووصل إلى منصب سكرتير مساهد للمعلومات ومساعد لسامى شرف حتى وفاة جمال عبد الناصر، وبعد تولى السادات الرئاسة عينه سكرتيرًا للمعلومات بدلا من سامى شرف فى مايو 1971 ومنحه السادات وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرًا لما بذله من جهد خلال حرب أكتوبر 1973.

صحيفة يديعوت أحرونوت قالت فى أول تقرير لها عقب الوفاة أن هناك شكوكا فى صحة رواية سقوطه من شرفة شقته أو أنه انتحر، ونقلت أنه كان يُخشى على حياته منذ أن كشفت إسرائيل عام 2003 أنه عميل كبير للموساد، وهو ما يؤكد مخطط الموساد لتوريط مصر فى اغتيال مروان.

وكشفت الصحيفة أن «مروان» كان من المفترض أن يقابل يوم وفاته المؤرخ الإسرائيلى أهارون بيرجمان،الذى كشف أنه عميل مزدوج، وأضافت أن «مروان» أتصل به ثلاثة مرات فى اليوم السابق لوفاته وترك له عده رسائل صوتية وأتفق على مقابلته مساء اليوم الذى توفى فيه.

ونقلت عما أسمته مصادر فى الموساد أن «مروان» تسبب فى خسائر كبيرة للموساد فى حرب أكتوبر، وفى نفس التوقيت قال الصحفى المعروف دان مارجليت بصحيفة معاريف فى معرض تعليقه على «مروان» قبل وفاته بأسبوعين أن بقاء «مروان» حرًا طليقًا يمارس حياته الطبيعية دون أى عائق يؤكد أن إسرائيل راحت ضحية لعبة رجل محترف من طراز فريد، ولعل حضور جمال مبارك لجنازة «مروان» دليل على ذلك، خاصة أن السيدة منى جمال عبد الناصر لم تتمالك نفسها من شدة الموقف، واحتضنت نجل الرئيس وبدت وكأنها تحمله رسالة إلى والده بتدخل الدولة فى ذلك الوقت لإعادة الاعتبار لزوجها.

وهو ما حدث بعدها بساعات قليلة حيث كشف الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، عند الدور الوطنى لأشرف مروان.

ونعود إلى أراء المحللين فى وفاة «مروان» حيث طرح البعض سؤلًًا حول استجابة الموساد لتلك النبرة التحريضية، وأخذ بثأره من «مروان» على اعتبار أنه السبب فى خسائر حرب أكتوبر فهذا الاحتمال ربما يكون الأقوى ويؤيده الكثير من المحللين، فالدوافع موجودة وقوية، والموساد لا ينسى أبدًا من يهين إسرائيل كما أنها فطنت جيدًا إلى أن «مروان» لم يضح بوطنيته المصرية، وشرّب إسرائيل أكبر مقلب فى الحرب.

وفى كتاب أهارون بيرجمان، بعنوان «تاريخ إسرائيل» أشار إلى أن «مروان»  سرب معلومات لإسرائيل عن حوارات دارت بين عبد الناصر والقيادات السوفيتية لشراء معدات عسكرية متطورة، وأقنع إسرائيل أن مصر لن تشم حربًا عليها ما لم تحصل على ثلاث طائرات حربية قادرة على الوصول لتل أبيب، ولكنها كانت معلومات مضُللة لإسرائيل وثبت عدم صحتها وكان لها أبرز الأثر فى نصر أكتوبر.

ويحكى «بيرجمان» أنه برغم أن المعلومات كانت مضللة إلا أن ثقة الإسرائيليين فى «مروان» كانت بلا حدود وقد ساعد فى بناء هذه الثقة المخابرات المصرية على طريقة «مقلب شربه الموساد»، ففى أحد الأيام كما يشير «بيرجمان» أمد «مروان» إسرائيل بمعلومات عن نية بعض الفدائيين الفلسطينيين القيام بعملية فدائية ضد طائرة إسرائيلية فى روما، وكانت هذه المعلومات صحيحة، وتمكنت إسرائيل بالفعل من إحباط المحاولة اعتقال الفدائيين، وكان هدف المخابرات المصرية من إيصال هذه المعلومة هو ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فمنها كسب الموساد وتهدئة ليبيا وتفادى استعداد إسرائيل لحرب أكتوبر قبل شنها فى موعدها.

الغريب رغم كل ما حدث وظهر، إلا أن الموساد الإسرائيلى حتى وقت قريب من تاريخ وفاة «مروان» كان يثق فيه ولكن ظهور «مروان» على شاشات التلفزيون فى ذكرى مرور 31 عام على نصر أكتوبر مع الرئيس مبارك ووضع أكاليل الزهور على قبر السادات، لفت أنظار الإسرائيليين بشدة لأن تعامل «مبارك» معه لا يمكن أن يكون بمثل هذه الثقة إلا إذا كان لديه معلومات مخابراتية أنه بطل من أبطال تلك الحرب، وأن حضوره معه فى هذا التوقيت تكريمًا له وليس خائنًا لبلاده.

ومن هنا كان التحول فى وجهة نظر الموساد فى «مروان» وربما المعلومات الأخيرة التى فجرها «بيرجمان» عن نية «مروان» فى كتابة مذكراته التى كان يعتزم التوضيح فيها عن كيفية قيام الجميع فى مصر بالعمل لإرباك إسرائيل، كانت سببًا رئيسًا وراء التعجيل بموته، فالموساد الإسرائيلى لا ينسى أبدًا من وجهوا إهانت لإسرائيل ولا ينسى ثأره أبدًا حتى ولو مرت عليه سنوات طويلة والتاريخ يؤكد ذلك، ومن أمثلة ذلك ما أمرت به جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، بتصفية قادة المقاومة الفلسطينية الذين اشتركوا فى عملية ميونخ الشهيرة الذين قاموا فيها باختطاف الفريق الإسرائيلى فى أولمبياد 1972، وظل الموساد يلاحق منفذيها حتى يونيو 1992 حيث اغتيال عاطف بيسو أحد مساعدى عرفات، بحجة أنه ينتمى لمنظمة أيلول الأسود المسئولة عن تنفيذ العملية، وخلال الفترة الممتدة بين التاريخين 1972 و1992 قام الموساد باغتيال حوالى 23 فلسطينى لنفس السبب، ولا يزال ماثلا فى الأذهان أيضًا حادث تشوية رمسيس الثانى فى باريس أثناء فترة السبعينيات على يد مجموعة من اليهود الذين لم ينسوا أبدًا أنه قام بطردهم من مصر، وأنهم فشلوا فى الانتقام منه حيًا فلاحقوه ميتًا.

ولا يفوتنا أن نذكر أن المخابرات المصري وجهت ضربات متتالية للموساد قبل اغتيال «مروان» بالقبض على مهندس طاقة ذرية والحكم عليه بالسجن المؤبد، وكان الحكم بمثابة صدمة للإسرائيليين أضيفت إلى صدمة إفشال مخطط التجسس على اجتماعات المسئولين المصريين مع قادة حماس التى تمت فى هذا التوقيت.

وبرغم أن كل أصابع الاتهام تتجه نحو الموساد الإسرائيلى فى وفاة «مروان» بشكل غامض إلا أن ذلك لا يمنع أن تمتد الشكوك إلى جهات استخباراتية أخرى رأت مصلحة فى قتله والتخلص منه إذا ما سلمنا برأى سيمون ريجان، المؤلف البريطانى المعروف ف كتابه الشهير «من قتل ديانا» فيقول، أن مروان شخصية لم تكن عادية فهو صاحب عقلية استخبارتية فذة فهو هدف جيد لكل وكالات الاستخبارات والجاسوسية العالمية للحصول على معلومات فى اتجاهات عديدة وتحقيق أهداف مختلفة، ويمضى «ريجان» فى حديثه عن «مروان» قائلًا: «أن يكون العميل الأمثل لكل وكالات الاستخبارات والجاسوسية سواء الغربية أو الشرق أوسطية لكى تعتمد عليه فى معرفة ما يدور فى عقل الزعيم الليبى معمر القذافى، حيث أرتبط «مروان» بعلاقة قوية به لدرجة وثيقة وصلت استثمار الرئيس الليبى فى شركات تابعة لـ«مروان» استخدمت لغسيل أموال النظام الليبى ولدعم نوايا المنظمات الإرهابية».

وزعم المؤلف بأ «مروان» كان موردًا أساسيًا للسلاح إلى المنظمات المناوئة للولايات المتحدة الأمريكية مثل جماعة أبو نضال.

وأشار «ريجان» إلى أن أجهزة الاستخبارات المختلفة كان يمكنها من خلال «مروان» معرفة ما يدور فى كواليس السوق السوداء للسلاح، وما يسيطر على المشهد السياسى المصرى الفرنسى، وكذلك وضع عين الرقابة على الراحل تينى رولاند، رجل الأعمال البريطانى صاحب مجلة الأوبسرفر، ومحمد الفايد، رجل الأعمال المصرى صاحب محلات هارودز بلندن.

وأضاف «ريجان» فى الفصل التاسع من كتابع الذى خصصه عن «مروان» بعنوان «مروان اللغز»، أنه كان يتحرك بحرية تامة بين لندن وباريس ودول أوربا دون القبض عليه بزعم أن أسمه – كما يزعم الكاتب – أرتبط بصفقات مشبوهة فى تجارة الأسلحة وغسيل الأموال ولا يمكن أن يفعل ذلك إلى إذا كانت شخصيته تتمتع بحصانة مطلقة وحماية رسمية تحت مظلة استخباراتية.

وطرح «ريجان» أسم «مروان» كواحد من المشبته بهم فى تنفيذ مخطط اغتيال الأميرة ديانا دودى، مع أحمد قذاف الدم.. إذا لم يكن بالتمويل فعلى الأقل بالتخطيط فكلاهما – على حد  زعمه – يشاركان «رولاند» ولديهما خلفية استخباراتية قوية ومعرفة تامة بشوارع وأزقة باريس، خاصة وأن «مروان» كان يملك شقة فاخرة فى باريس بالقرب من شقة دودى بشارع فوش أفخم شوارع العالم.

واستطرد «ريجان» مدعيًا أن علاقة «مروان» ومحمد الفايد والد دودى لم تكن على مايرام لدرجة أن «مروان» أرتبط أرتباطًا وثيقًا مع «رولاند» ضد الفايد وخاصة فى صراعهما مع فريزر هاوس، مالك محلات هارودز، وصلت الأمور – حسب زعم الكاتب – إلى درجة أن «مروان» ساعد رولاند على امتلاك جزء من أسهم وكالة استخباراتية خاصة تحت أسم «أوكتاجون» لضرب مصالح الفايد وتعطيل مسيرته الناجحة خارج الحدود.

ويدعى «ريجان» أن مروان كان واحد من أكبر تجار الأسلحة من خلال شركة تريدز ونيد التي أساسها ويملك فيها 40% من الأسهم بالمشاركة مع رولاند.

وأستطاع «مروان» حسب زعم الكاتب أن يعقد صفقات من النوع الثقيل محققًا أرباحًا طائلة من وراء توريد الأسلحة من أمريكا إلى لبنان وليبيا بطرق ملتوية حيث كان وقتها مفروضًا حذر على خروج الأسلحة الأمريكية.

ويدعي «ريجان» أن «مروان» أتهم برشوة أثنان من ضباط المخابرات الأمريكية CIA وتم إدانتهما وصدر أمر باعتقال «مروان» إذا وطأت قدماه الأراضي الأمريكية، وبحسب الموقع الإلكترونى «لاروس باك» تعاون «مروان» مع عميل الـ«CIA»السابق يتد شالكى، وهرب النفط جون ديوس فى صفقات سلاح عديدة، فالمعروف أن «ديوس» و«شالكى» من شركاء ضابط الجيش البريطانى «تيم لانجون» الذى حقق أرباحًا طائلة من عمله كمستشار عسكرى لسلطان عمان، ويتم التحقيق مع «لانجون» فى تهمة رشوة ضباط مجريون الجنسية لتخليص صفقة طائرات مقاتلة.

وطرح «ريجان» أيضًا أسم عدنان خاشفجى، تاجر السلاح السورى، المشهور كصديق مقرب لـ«مروان».