رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأسماء.. قائمة الهاربين الجُدد إلى إسطنبول

اعتصام
اعتصام


على مدار الأعوام التي تلت فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في منتصف أغسطس 2013، زحفت أعداد كبيرة سواء على مستوى القيادة أو الشباب من جماعة الإخوان إلى تركيا، هربًا من الملاحقات القضائية التي طالتهم، وتبعهم كذلك عدد ليس بالقليل من مؤيدي الجماعة من تيارات أخرى، وبلغ عدد هؤلاء المهاجرين نحو 15 ألف شخص.


في خلال هذه المدة استقر الإخوان وأنصارهم، وأسسوا منصات إعلامية وبدأوا الاندماج في الحياة التركية، وحصل بعضهم على الإقامة والبعض الآخر على الجنسية، والتحقوا بالأعمال المختلفة في تركيا وخاصة مدينة إسطنبول، وتوقفت قوافل المسافرين إلى تركيا من مصر خلال العامين الأخيرين بشكل كامل، خاصة بعد تشديد إجراءات السفر، وتكييف إخوان الداخل لأوضاعهم.


في المقابل، بدأت بعض الشخصيات التي ارتحلت إلى تركيا في العودة إلى مصر من الذين اختلفوا مع الجماعة بعد تأييدها، وكان أبرزهم الإعلامي بقناة الشرق طارق عبد الجابر، ومن بعده الناشط القبطي ومقدم البرامج بقناة «مكملين» رامي جان وعدد من الشباب غير المعروفين.


إلا أنه خلال الأيام الماضية، عادت جولات الهروب إلى إسطنبول من جديد، وشملت عددا من الشخصيات العامة، والسياسيين لأسباب مختلفة.


كان أول الهاربين إلى إسطنبول والذي قرر الإقامة بها هو المحامي منتصر الزيات، الذي زار إسطنبول من قبل وظهر في قنوات الإخوان ولكنه عاد لمصر، مثلما فعل آخرون أبرزهم حسن نافعة، وسليمان جودة وغيرهم، إلا أنه في هذه المرة قرر الإقامة بصفة دائمة في إسطنبول.


ويأتي سفر «الزيات» إلى إسطنبول؛ هربًا من تنفيذ حكم قضائي نهائي بحبسه 3 سنوات بتهمة إهانة القضاء على خلفية تعليقه على أحكام البراءة الصادرة بحق الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وعدد من رجاله في محاكمة القرن، واتهامه المحكمة في مداخلة إعلامية بالميل إلى أحد طرفي الخصومة وازدراء أسر الشهداء، كما قضت المحكمة كذلك بتغريمه مليون جنيه.


وينفي «الزيات» تلك الاتهامات، وطعن على الحكم عن طريق محامين بمكتبه في مصر، إلا أنه سافر إلى إسطنبول هربا من تنفيذ الحكم، ولن يعود من هناك إلا إذا تغيرت الأمور.


تبع «الزيات» شخصية أخرى محسوبة على تيار الإسلام السياسي وهو جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة «المصريون»، والذي كان مدافعا عن الإخوان خلال السنوات الماضية باستثناء الأشهر التي تلت الإطاحة بحكمهم.


وبعد دعواته المتكررة للمصالحة بين الجماعة والإخوان، فر «سلطان» هاربا إلى إسطنبول بعد حكم قضائي ضده بالحبس، وبعد وصوله إلى إسطنبول وبدلا من التقارب مع الجماعة التي ذهب إليها بدأ في شن حملة واسعة للهجوم على الجماعة ووصفها بأنها «أصبحت حالة ميئوس منها»، وأن أخطاءها الفادحة كانت السبب في التضحية بشبابها، وأنها تتحمل وحدها المسئولية عن كل ما جرى.


برر البعض هذا الهجوم بأنه محاولة لمغازلة السلطة المصرية للحصول على عفو من الحكم الصادر ضده، في حين ذهب آخرون إلى أنها مراجعة لمواقفه، إلا أن كتاباته تلك قوبلت بهجوم شديد من رموز الإخوان ومن شبابهم أيضا.


وكان آخر الهاربين إلى تركيا هو محمد محيي الدين، وكيل حزب «غد الثورة»، والنائب السابق بمجلس الشورى 2012، وسافر إلى إسطنبول باستدعاء من أيمن نور، رئيس قناة الشرق، وبدأ في الظهور على شاشتها مهاجما حكم الرئيس السيسي وسياساته، ثم أعلن عن مبادرة للحوار والمصالحة بين الجماعة والدولة شريطة التخلي عن محمد مرسي والبحث عن الإفراج عن المعتقلين من الجماعة.


قوبلت تلك المبادرة بالرفض من «الجماعة»، التي لم تجد أي إضافة جديدة في مبادرة «محيي الدين»، وبدأ هجوم شديد عليه في قناة «وطن» المملوكة للجماعة، إلا أنه رغم ذلك قرر الاستقرار في إسطنبول، وأصبح ضيفًا دائما على قناة «الشرق»، بناءً على طلب من أيمن نور، رئيس القناة ورئيس حزبه.