رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف تؤثر الضغوط النفسية على صحة الإنسان "البدنية"؟!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


توصلت دراسة حديثة إلى أن التغيرات النفسية لدى مريض انفصام الشخصية، تؤدي إلى تغييرات واضحة في جسده أيضًا.

عرف العلماء منذ فترة طويلة أن المصابين بالفصام لديهم معدلات أعلى بكثير من الأمراض الجسدية مقارنة بالآخرين، وهذا يساهم في ارتفاع معدلات الوفاة المبكرة. الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يموتون قبل 15 إلى 20 سنة من الشخص العادي.

غالبا ما ينظر إلى هذه الحالة الصحية السيئة على أنها أثر ثانوي للمرض، حيث أن الأدوية المرتبطة بمضادات الانفصام ترتبط بزيادة خطر زيادة الوزن وداء السكري.

ومع ذلك، لاحظ العلماء في السنوات الأخيرة أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم مؤخراً بالفصام والذين لا يتناولون أي دواء حتى الآن يظهرون دليلاً على حدوث تغيرات فيزيولوجية، مثل تأثر جهاز المناعة، وتغير شكل العقل!

ومن خلال تجميع البيانات من دراسات متعددة، وفحص علامات الالتهاب، ومستويات الهرمونات وعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك مستويات الجلوكوز والكولسترول، ومقارنتها بين المصابين بالشيزوفرانيا، وباقي الناس، وجدنا أن الفصام المبكر يرتبط بالتغيرات في بنية الدماغ ووظائفه، كما يرتبط بتغيرات مختلفة في جميع أنحاء الجسم.

هناك ثلاث نظريات يمكن أن تفسر كيف أن التغييرات النفسية قد ترتبط بالتغييرات التي تحدث بالجسم عند الإصابة بالفصام.

أولاً ، قد يتسبب الاختلال الوظيفي في الجسم إلى حدوث تغييرات في الدماغ تؤدي في النهاية إلى الفصام. وقد شوهدت هذه العملية في بعض السرطانات النادرة التي تنتج أجسام مضادة التي تستهدف الدماغ وتسبب الذهان، وإذا تمت إزالة الورم ، فإن الوضع يتحسن.

ثانياً، قد تؤدي أعراض انفصام الشخصية إلى اضطرابات صحية بدنية، مثل التوتر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، والذي يرتبط بدوره بزيادة الوزن والسكري وارتفاع ضغط الدم.

وثالثا ، قد تنشأ أعراض الفصام واضطرابات الصحة البدنية من خلال عامل وراثي، فالأنيميا التي تعاني منها الأم الحامل تزيد من فرص إصابة الطفل بالشيزوفرينيا عند البلوغ.

ولكن المؤكد مع اختلاف تلك النظريات أن معظم الوفيات المبكرة في مرض انفصام الشخصية ترجع إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.