رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أبو هاشم: "مليونية العودة" تصنع التاريخ.. ولن نفرط في الثوابت الفلسطينية

د. هشام أبو هاشم
د. هشام أبو هاشم


مسيرات العودة وضعت القضية الفلسطينية على سلم أولويات المجتمع الدولي
الفلسطينيون نجحوا في تبني شكل جديد للمواجهة مع سلطات الاحتلال
الاحتلال لم يعد قادرا على مواجهة الشباب الفلسطيني وقد يلجأ للتصعيد 


يواصل الفلسطينيون اليوم التصعيد السلمي ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ضمن فعاليات "مسيرات العودة"، إذ خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى المناطق الحدودية بين غزة والاحتلال في إطار "مليونية العودة"، ويأتي ذلك تزامنا مع الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية 15 مايو 1948، وهي ذكرى التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم واحتلالها، واليوم التالي لإعلان قيام دولة إسرائيل، وهو ما تزامن أيضا هذا العام مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لما يمثله هذا الإجراء من تهويد للقدس وانتهاك صارخ لحقوق الفلسطينيين، واستفزاز صريح للعرب باختيار هذا اليوم تحديدا لافتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، إذ يمثل يوم نضال وطني هام في التاريخ العربي والفلسطيني، وخرج الشعب الفلسطيني منذ يوم الأرض في 30 مارس الماضي في مسيرات سلمية قوبلت برصاص الاحتلال وأسقطت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، ويواصل الفلسطينيون التصعيد الذي بلغ ذروته اليوم وأمس للتنديد بالحصار على غزة والمطالبة بالعودة إلى أراضيهم التي هجروا منها..

يقول الدكتور هشام أبو هاشم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة وأحد المشاركين في مسيرات العودة: "مليونية العودة" قادرة على صناعة التاريخ وتحقيق حلم العودة والاستقلال، فقد مرت سبعة عقود على احتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية وبدعم من الدول الكبرى، وعانى الشعب الفلسطيني طوال تلك الفترة من التشرد والنزوح عن أرضه أملاً في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، وتزامنت مسيرة العودة مع حالة من الشعور بالإحباط على المستوى الشعبي والفصائلي وانسداد أفق الخيارات الأخرى وإغلاق أفق المشروع الوطني والرغبة في تصفيته، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب في 6 ديسمبر 2017، بأن القدس عاصمة لإسرائيل ونية الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى مدينة القدس في 14 مايو الجاري، واحتفال الكيان الصهيوني بالذكرى السبعون، انطلقت مسيرة العودة في 30 مارس 2018، وذلك بمناسبة يوم الأرض.

وفيما يتعلق برسالة مسيرة العودة قال: كان لتلك المسيرة رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني بكافة فصائله شعب أعزل عانى على مدار 70 عاماً من التهجير القسري والدمار الذي لحق بهم من آلة البطش الصهيونية، بالإضافة إلى القتل والحصار الذي تمارسه ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وفاقت مسيرة العودة كافة التوقعات على الصعيد الإقليمي والدولي، وأربكت حسابات المؤسسة الأمنية والسياسية الصهيونية.

وعن مكتسبات مسيرة العودة أضاف: لقد جاءت مسيرة العودة في ظروف حساسة جداً على القضية الفلسطينية، فقد استطاعت أن تثبت للجميع أنه لا تفريط في الثوابت الفلسطينية وخاصة حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها حسب قرارات الشرعية الدولية، واستطاعت وضع القضية الفلسطينية على سلم أولويات المجتمع الدولي، وسوف توفر تلك المسيرة زخماً تلقائياً للقضية الفلسطينية بهدف تسليط الضوء على الحقائق السياسية والقانونية ومعاناة ونضال الشعب الفلسطيني، فقد نجح الفلسطينيون في تبنى شكل جديد من أشكال المواجهة مع سلطات الاحتلال الصهيوني.

وعن مواجهة الاحتلال للمسيرات قال: بعد أكثر من شهر على مسيرة العودة فشل الاحتلال في التعاطي معها رغم سقوط ما عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، إلا أن الاحتلال الصهيوني يسعى في الأيام القادمة ومع اقتراب يوم النكبة والمواجهة المعروفة بإزالة السلك الفاصل والدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948م، إلى القيام بعمليات عسكرية لضرب عمق قطاع غزة لجر المقاومة للرد، وبالتالي الذهاب نحو تصعيد منظم بهدف إفشال مليونية العودة، لكن كافة الفصائل الفلسطينية لا تريد التصعيد في المرحلة الحالية بهدف التقدم نحو الهدف المنشود الذي يضع العالم أمام حقائق ووقائع تاريخية مهمة.

وأضاف: ما يقلق سلطات الاحتلال اليوم أنها باتت غير قادرة على مواجهة الشباب الفلسطيني والتصدي لأساليب المواجهة التي ابتدعوها وطوروها وحققت تفوق على ترسانتهم العسكرية وكشفت أن إسرائيل دولة مجرمة، ولجأت طائرات الاحتلال الصهيوني منذ فترة إلى استهداف  بعض المواقع  في غزة ردا على إزالة السلك الشائك، في تطور واضح لرغبة إسرائيل في المواجهة وتوسيع استهدافها الحربي للمنشئات بطريقة قد تصل إلى قيام عملية عسكرية على غزة، وقد تتطور الأمور لما هو أبعد من ذلك، فالأيام القادمة ستشهد مزيداً من التدهور والتصعيد ليس فقط في قطاع غزة، ربما تنتقل إلى الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل.