رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«6 أكتوبر» تحت حصار الحرامية وبلطجة «السواقين» وطفح المجاري

مدينة أكتوبر
مدينة أكتوبر


على الرغم من الرئيس عبد الفتاح السيسي أبدى اهتماما بالغًا بالمدن الجديدة، مؤكدا ضرورة الالتزام بأعلى معايير الجودة وأحدث التقنيات، وأن توفر المدن الجديدة لساكنيها مستوى معيشة راقيًا ومتطورًا، إلا أن الواقع العملى يؤكد أن الانتقال إلى هذه المدن، وخاصة مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، يسبب معاناة شديدة للمواطنين بعد أن زحف عليها سرطان العشوائية وصار ينهش في جسدها.

وأصبحت تلك المدينة تعاني غياب الرقابة والمتابعة على كل مظاهر الانفلات ومخالفة القانون فى شوارعها وأحيائها وميادينها، حتى بدت مثالا حيا للتناقض بين الأحياء الراقية والـ«كامبوند» والفيلات والقصور والأحياء التي تعاني العشوائية الصارخة ومظاهر الإهمال المختلفة بين انتشار القمامة والكلاب الضالة، ورسمت المدينة لوحة تجسد انقسام المدينة بين هذا وتلك، وإن غلب على مظهرها الإهمال على كافة الأصعدة والمستويات سواء على المستوى الخدمي أو الأمني، ولم يلتفت المسئولون والقائمون على شئون المدينة لأنات المواطنين وصرخاتهم التي بلغت الحلقوم والذين أصبحوا يحذرون كل من يحاول أن يطمئن عن أحوال المدينة للانتقال إليها والإقامة فيها  ليهرب من شبح الفوضي والعشوائية ليلقي مصيرًا أسودًا لأنه سيعيش بمدينة يطلق عليها «مدينة التوك توك».

سيارات الأجرة و«التوك توك» صداع في رأس المدينة
اشتكى عدد كبير من سكان المدينة من عشوائية سيارات السيرفيس خاصة السيارات «البوكس» المتهالكة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمي ولا حتى الحيواني، وأيضا ينطبق الحال على المركبات الثلاثية (التوك توك) لاسيما أن سائقي هذه المركبات يتعاطون كافة أنواع المخدرات، ويسيرون بتهور شديد معرضين حياة الآخرين للخطر دون مراعاة لآداب الطريق والذوق العام، ولم يكتفوا بذلك بل يصل الأمر إلي الشجار مع الركاب، ولا يخلو الأمر من بلطجة «فتوات» بعض المواقف سواء موقف «ليلة القدر» أو موقف «الحي 12»  أو ميدان «الحصري» الذي يشهد كثافة مرورية كبيرة بسببهم.

ولا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة  لسائقي «التوك توك» الذين يسيرون عكس اتجاه الطريق دون خوف من تطبيق العقوبات عليهم وما زاد الطين بلة؛ أنه أصبحوا يتعرضون للفتيات جهارًا سواء بالتحرش اللفظي أو الجسدي ويصل في بعض الأوقات إلى خطف الفتيات والأطفال والسرقة بالإكراه، ولم تنجح جهود جهاز المدينة في السيطرة على تلك المظاهر السيئة وردع المتجاوزين منهم للقضاء على ذلك السلوك السيئ، بحسب كلام المواطن محمد سعد.

كما اشتكى آخرون، أن بعض الطرق تكون ترابية غير ممهدة، والبعض الآخر لا تتم صيانتها بصفة دورية ويكون أغلبها سيئ  للغاية، والأسفلت غير مطابق للمواصفات، وتعاني تلك الطرق  الإهمال  والتكسير وبعض «الحفر» التي تؤثر على العمر الافتراضي للسيارات، خاصة طريق غرب «سوميد» والذي يخدم منطقة من أرقى المناطق والتي تضم عددا من الفيلات والقصور، بحسب كلام خالد جلال من سكان المنطقة.

القمامة - طفح المجاري - قطع المياه
اشتكى أغلب سكان المدينة من غياب النظافة وانتشار القمامة بشكل لافت للنظر، حتى أن أحد السكان وصفها بأنها أشبه بناطحات السحاب، وأصبحت الشركات المعنية بالنظافة والتجميل لا تقوم بعملها بالشكل المطلوب، بل يتحول عامل النظافة لـ«شحات» يمد يده لطلب المساعدات من المارة والسيارات ويهمل عمله بطريقة متعمدة، وأصبحت القمامة من العلامات المسيئة للمدينة التي من المفترض أنها بعيدة كل البعد عن مظاهر التلوث، بالإضافة إلى عدم وجود صناديق القمامة ببعض الأماكن مما يجعل المواطن يلقي بها بعرض الطريق، ممكن يسبب تلوثا بيئيا، ويعرض سكان المنطقة من الأطفال وكبار السن للأمراض المختلفة.

وينطبق الحال نفسه على المنطقة الواقعة بجوار محل «أطيب شامي» والبنزينة القريبة منه، وأيضًا تعاني بعض المناطق من عدم صيانة الأشجار والاهتمام بتجميلها ممل جعل أغلبها مهددا بالموت والإزالة، كما هو الحال بالأراضي الشاسعة الواقعة بين «ليلة القدر» والسوق القديم، والتي كانت مزروعة بأشجار الزيتون ولكن تمت إزالتها وتم الاستيلاء على تلك الأراضي بوضع اليد من قبل بعض معدومي الضمير، وقاموا بتحويلها إلى مخازن لفرز القمامة وجراجات تدير عليهم آلاف الجنيهات شهريًا، بل وصل الأمر لقيام خفير لشركات مقاولات بالاستيلاء على قطعة أرض وتحويلها لمخزن للأخشاب، ويتجمع هو وأصدقاؤه ليشربوا المخدرات، وتتعالي ضحكاتهم ليلًا مما يزعج قلق السكان ويثير ذعرهم.

لم يقتصر الأمر على انتشار القمامة بكثرة بجميع أنحاء «6 أكتوبر» بل تعاني المدينة من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي أصبحت  تثير ذعر كافة ساكنى المدينة سواء الكبار أو الصغار على حد سواء وجعلت بعض الأسر تلزم مساكنها خوفًا من تعرض أحد أفرادها للعقر من تلك الكلاب عند عودته ليلًا، وهو ما اشتكى منه المواطنون وسكان الحي الـ12 بالمدينة بالتحديد، مؤكدين استياءهم من شكل القمامة ومن تجمع الكلاب الضالة صباح كل يوم بمحيط المخلفات للعبث بها، وهو ما يمثل خطرا آخر على الأطفال وطلاب المدارس الذين يتعرضون لإيذاء تلك الحيوانات. 

وكذلك تعاني المدينة  من مظهر آخر من مظاهر التلوث وهو «طفح المجاري» الذي ضرب عدة أماكن بالمدينة وذلك بحسب شكاوى عديدة ومنها ما أرسله سكان المربع المتواجد خلف العمارة 109 بالمجاورة الأولي بالحي السادس والذين يشتكون مر الشكوى من «طفح المجاري» بذلك المربع مما يعرض حياتهم وحياة أولادهم للأمراض وأرسلوا شكاوى عدة دون تحرك من المسئولين، وعلى الجانب الآخر يعاني بعض السكان من انقطاع المياه لمدد تتراوح بين يوم ويومين بحسب أحد سكان الحي 11 «70 متر شباب».

الأمن
تعاني المدينة من مشكلة حقيقة في تطبيق الأمن وإحكام السيطرة على تلك المدينة المترامية الأطراف والتي  يغلب عليها بعض المدقات الصحراوية، التي يفر منها اللصوص والحرامية، حيث شهدت الآونة الأخيرة عدة ظواهر سلبية بسبب غياب الأمن، أبرزها خلو الشوارع من قوات الأمن مما تسبب في ارتفاع عدد السرقات، وانتشار أعداد من تجار المخدرات ومروجيها، ووصل الأمر إلى وجود حالة من الذعر لدي السكان كما أن بعض شوارع الأحياء تعاني من نقص أعمدة الإنارة وذلك يساعد على ازدياد حالت السرقة والخطف ويثير حالة من الرعب بين الأهالي وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة السكان الوحيدة للتحذير وإبلاغ بعضهم البعض من وقوع سرقة فى مكان ما أو حدوث عملية خطف تتم فى حي أو مجاورة تقع فى نطاق المدينة.

وحذر أحد سكان مدينة السادس من أكتوبر، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» رواد وسكان المدينة، من عصابة تقوم بسرقة المواطنين بطريقة شيطانية.

وحذر المواطن شنودة محروس من شخصين يستقلان سيارة ملاكي ويقومان بسرقة المواطنين بنطاق الحي الثاني والثالث وميدان الحصري.

وأضاف «شنوده» واصفًا إياهما، أحدهما ذو جسد عريض وأصلع، والآخر نحيف وذو شارب ويرتدي نظارة دائما وعند اختيارهما لمن يسرقاه يترجل «النحيف» عن السيارة ويحاول الحديث مع الضحية ومحاولة الاعتداء عليه كأنه «يهزر» ويقوم بمغافلته وسرقت ما معه من متعلقات، ويستقل السيارة سريعًا ويهرب قبل أن يكتشف الضحية سرقته.

تحذير «شنوده» لقي صدى واسعا من المواطنين، وكتب آخرون مؤكدين حدوث مثل تلك الحوادث معهم شخصيًا وأن أغلب السرقات بهذه الطريقة تتم في الحي الثاني والثالث وتحديدًا عند التوحيد والنور والمنوفي وسنتر الدروس وأن السرقة تتم بطرق مختلف من وقت لآخر فتارة تكون السرقة بـ«موتسيكل» وتارة أخرى بسيارة سوزوكي حمراء.

مظهر آخر من مظاهر العشوائية يعاني منه سكان مدينة السادس من أكتوبر وهو انتشار الباعة الجائلين بمحيط مسجد الحصري، وتحول الميدان كـ«عتبة خضراء» مصغرة، وأصبح الباعة الجائلون سواء المصريون أو السوريون يحتلون كافة أركان الميدان ورغم الشكاوى العديدة من السكان لجهاز المدينة للضرب بيد من حديد وقطع الطريق على هؤلاء البائعين لعودة المدينة لشكلها الحضري، لم يحرك أحدا ساكنا وانتشر الموضوع بشكل لافت للنظر بعد أن قام العديد منهم بعمل محلات مخالفة لبيع  الخضروات والفاكهة بأسعار مرتفعة للغاية ترهق كاهل المواطن هناك ويئن تحت وطأتها في ظل غياب تام للرقابة من الدولة على هؤلاء وضبط الأسعار.