رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مفاجآت تكشفها أوراق قضية مقتل «عفروتو» بالمقطم

عفروتو - أرشيفية
عفروتو - أرشيفية


كشفت أوراق القضية رقم 507 لسنة 2018، والمتهم فيها محمد سيد عبد الحليم سيد، 28 سنة، نقيب شرطة بوحدة مباحث قسم شرطة المقطم، ومحمد أحمد محمد سالم، 31 سنة، أمين شرطة بوحدة مباحث قسم شرطة المقطم، عن مفاجآت بالجملة، حيث تم اتهام الضابط وأمين الشرطة بضرب محمد عبد الحكيم محمود، وشهرته «عفرتو» عمدًا؛ بأن أسقطه المتهم الثاني أرضًا، وسدد له الأول عدة ركلات بـ«منطقة الصدر» فأحدثا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، ولم يقصدا من ذلك قتله؛ لكن الضرب أفضى إلى موته.

كما تم اتهامهما بالقبض على كل من المجني عليهم محمد عبد الحكيم محمود، وسيد عبد عبد الحميد مرسي، وعلي ناصر سيد، بدون أمر أحد الحكام المختصين بذلك، وفى غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح، وقاما بتعذيبهم بدنيًا، فأحدثا بالأول الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية.

كما وجهت النيابة للمتهم الأول ضابط مباحث قسم شرطة المقطم، تهمة حبس المجني عليهم بدون أمر أحد الحكام المختصين، وأسندت النيابة العامة للمتهمين أنهما ارتكبا الجناية والجنحة المعاقب عليها بالمواد 236 1 و280 و282 2 من قانون العقوبات.

كما كشفت الأوراق الخاصة بتقرير الطب الشرعي في القضية، أنه بعد إجراء الكشف الظاهري والصفة التشريحية لجثة المتوفى تبين أن الإصابات المشاهدة الموصوفة بالكشف الظاهري بالوجه واليد اليمنى عبارة عن إصابات احتكاكية حيوية حديثة، نتجت من الاحتكاك بأجسام صلبة خشنة السطح، وهي بسيطة وسطحية وغير كافية في حد ذاتها لإحداث الوفاة.

كما إن الإصابة الكائنة بأسفل يسار الصدر، أحدثت كسرًا بـ«الضلع السابع»، وتكدما بالرئة اليسرى، وتهتكا بالطحال، ونزيفا دمويا.

أما إصابة البطن، فهي إصابة أو أكثر أرضية حيوية حديثة حدثت من المصادمة أو الارتطام الشديد بجسم صلب أيا كان نوعه.

وأضاف التقرير، أنه لا يوجد «تمزق» بملابس المجني عليه، تشير لوجود اندفاع قوي أدى للسقوط، والإصابة بكسر في الضلع السابع، والسحجات الموجود بـ«خلفية اليد»، وأن هذه الإصابة يمكن أن تحدث من السقوط على الرصيف.

وكشف التقرير، أن السبب الرئيسي في وفاة المجني عليه، هو «التهتك الشديد» بالطحال، وهى إصابة جائزة الحدوث من الركل بالقدم وفق التصوير الوارد.

ولفت التقرير، إلى أنه يتعذر تحديد ساعة الوفاة؛ نظرًا لحفظ الجثمان بثلاجة حفظ الموتى.

كما اتضح من الأوراق أن معاون مباحث قسم المقطم قد أنكر صلته بجريمة ضرب المجني عليه "عفروتو" والتي أودت بحياته، وقرر أن الأمين محمد سالم كان من المفروض أن يتوقع أن اعتراض طريق المتهم أثناء عدوه ومد ساقه ليسد عليه الطريق سيؤدي إلى اصطدامه بالرصيف الخرساني، وبسؤاله عن عدم استجابته لاستغاثات المتهم من الألم الذي كان يشعر به فور اصطدامه، قال إنه لم يتوقع بأن سقوط المتهم أرضًا سنكون له مضاعفات؛ خاصة وأنه طلب منه الوقوف من الأرض وصعود سلم وحدة مباحث القسم وهو ما أشعره بأن المتهم سليم ولا يعاني من مضاعفات.

ونفى معاون مباحث المقطم، قيامه بإعطاء أي أوامر أو توجيهات لأمين الشرطة باستخدام العنف تجاه المتهم، وأنه طلب منه فقط القبض عليه إلا أن الأمين اختار طريقة اعتراض المتهم وسد الطريق عنه من تفكيره الخاص دون أي تعليمات منه، ولكنه قرر بأن الإصابات التي في جسد المجني عليه هي مسئولية الأمين محمد سالم.

ونفى معاون المباحث، قيامه بركل المجني عليه بعدة ركلات في الصدر حسبما جاء على لسان الشهود، كما أكد عدم قيامه بالتعدي على "عفروتو" باستخدام "شبشب" أحد شهود الواقعة، معللًا ذلك بأنه ليس من المعقول قيام ضابط شرطة بارتكاب تلك الأفعال.

كما أفاد بأن المتوفى "عفروتو" قبل وفاته اعترف له بحيازته للمواد المخدرة المضبوطة والمبالغ مالية بقصد الاتجار بها، وأن المبلغ المالي من حصيلة تجارته في المواد المخدرة.

وكذب ما قرره الشهود عن سماعه لاستغاثات المجني عليه ورده قائلًا له: "أنت هتولول زي النسوان"، مضيفًا:"ممكن لأن الناس شافوه بيتألم وأنا واقف جنبه فربطوا بإني السبب في ده ومعندهمش خلفية عن الموضوع وارتطامه بالرصيف".

وعلل قيام المقدم أيمن سمير رئيس مباحث المقطم، بتحرير محضر بالواقعة دون ذكر واقعة سقوط المتهم وارتطامه بالرصيف، بأن رئيس المباحث لم يكن وقت تحرير المحضر قد تلقى كافة المعلومات الخاصة بالواقعة، وأنه نفى لرئيس المباحث وقتها وقوع أي تعد على المتهم.

وبسؤاله عن نفي الأمين محمد سالم واقعة شكوى المجني عليه عن شعوره بآلام بصدره عقب ضبطه، قائلًا: "لأ طبعًا المجني عليه أول لما روحتله وهو واقع كان ماسك صدره وبيشتكي من الألم ولما ركبته التوك توك معايا اشتكى لتاني مرة من ألم في صدره ووقتها أنا كنت قررت إني بعدها أعمل محضر الضبط وانقله المستشفى".

وأشار معاون المباحث، إلى أن سبب امتناعه عن كتابة ما يثبت خروجه وعودته من المأمورية الخاصة بتلك الواقعة بدفتر أحوال القسم، هو أن هذا العرف السائد، مضيفًا: "من المعتاد إني بانزل محضر الضبط بتأييد في النوبتجية لكن مابيحصلش إخطار مباشر مني للمأمور بالإضافة إلى أن الأهم كان سرعة نقل المجني عليه للمستشفى وبالتالي ماجاش في بالي إخطار المأمور".

كما نفى عدم وجود أي خلاف بين الأمين محمد سالم و"عفروتو"، وأضاف أنه كان متوقع إصابة "عفروتو" بصدره نتيجة ارتطامه بالجسم الخرساني واصفًا السقطة بالشديدة نظرًا لسرعة المجني عليه.

وأفاد بأن المجني عليه تعرض لإغماء بعد مرور ربع ساعة على واقعة اصطدامه بالجسم الخرساني.

وعلل وجود إصابات وسحجات بوجه المجني عليه بناحية خده الأيسر، بأن "عفروتو" أثناء سقط على جنبه الأيسر من ناحية وجهه وصدره، وأن تلك الإصابات حدثت نتيجة احتكاك وجهه بالرصيف.

وأضاف بأن السبب الرئيسي لتوجهه نحو "عفروتو" وباقي المتهمين هو مشاهدته للمتوفى ممسكًا بيده سيجارة ملفوفة يدويًا ينبعث منها رائحة نفاذه تشبه احتراق نبات الاستروكس المخدر، كما قرر بأنه اشتبه في قيام المتوفى بإجراء عملية بيع مواد مخدرة لرؤيته للمتهم أثناء تلقيه أموالا من أحد الأشخاص، واعتقاده أن تلك الأموال حصيلة لإتجاره في المواد المخدرة.

واستكمل بأن بداية الواقعة كانت بورود معلومات من أحد مصادره السرية، تفيد قيام "عفروتو" بحيازة مواد مخدرة وبيعها للمتعاطين حال تواجده بمنطقة مساكن مصر العليا التابعة لدائرة قسم شرطة المقطم، وأنه بإجراء تحرياته علم أن المتوفى معروف عنه نشاطه الإجرامي بالاتجار في المخدرات.

وبسؤاله عن سبب استقلاله والقوة المرافقة له سيارة ميكروباص تابعة للشرطة رغم أنها قد تكون محط أنظار وانتباه الشخص العادي وبشكل خاص مرتكبو الجرائم، رد قائلًا: "أنا كان عندي خطه إن بمجرد اقترابي من محيط تواجد المتهم سوف أترك سيارة الشرطة وأستقل وسيلة نقل أخرى وهو ما حدث".

بينما نفى أمين الشرطة قيام معاون المباحث بركل المتهم أو الاعتداء عليه داخل أو خارج القسم.

ومن ناحية أخرى أكد الشهود سيد عبد الحميد مرسي، 22 سنة، عامل بمقهى، وعلي ناصر سيد عبد الرحمن، 19 سنة، طالب، بأنهما تقابلا مع "عفروتو" وتسامرا معه قبالة مسكنه وحينها تفاجأ بقوة شرطية في ملابس مدنية بلغ قوامها سبعة يقودهم معاون المباحث، فقفز "عفروتو" ليهرب فما كان من أمين الشرطة محمد سالم، إلا أن أعاقه وركله إبان عدوه فأسقطه أرضًا ليصطدم بحافة الرصيف فتمكنوا منه، وضربه معاون المباحث عده مرات دون التفات لصرخاته.

وتابع، "ثم سحبه عنوة حتى تحصل من شخص يدعى بدر رمضان هندي حجاج، 74 سنة، بالمعاش، على حذاء خفيف هوى به ضربًا على وجه ضحيته ثم استمر في التعدي علينا ضربًا وصفعًا ثم قاموا باصطحابنا إلى ديوان القسم وتم احتجازنا بإحدى الغرف التابعة لوحدة المباحث وكان عفروتو في حالة إعياء معانيًا من ألم في جنبه وقام بالقيء عدة مرات حتى مضت من الوقت ساعة ونصف الساعة وتدهورت حالته الصحية وخارت قوته فألح في استغاثتنا حتى حمله أحد أفراد الشرطة إلى المستشفى ثم علمنا بوفاته".

بينما أكد حسن محمد عيسى دسوقي، 32 سنة، حرفي، بأن لدى تواجده بمسكنه سمع أصوات منها صرخة فاستطلع الأمر فإذ بالمتهم يخاطب المتهم الثاني قائلًا: "جدع يا محمد عجبني النص ده" وأبصر المجني عليه متوفى طريح الأرض متألمًا، مرددًا "جنبي يا باشا" فأجابه الأول مستنكرًا: "أنت هتولول فين الوجع ده"، ثم هوى بقدمه مرات على جسده في موضع إصابته الأولى ثم اصطحبه هو وزملاءه رفقته وبدأ يصفع ثالثهم بعنف بجوار كوافير.

من العدد الورقي