رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بلومبرج: السيسي يسعى لمصالحة مع الإخوان

النبأ


قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سعى خلال الأسابيع الماضية إلى "استكشاف فرص للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين عبر وسطاء".

وأكدت الوكالة في تقرير لها (الثلاثاء) أنها حصلت على معلومات من مصادر داخل جماعة الإخوان أفادت بأن "مسؤولين في المخابرات الحربية تواصلوا مع رموز من جماعة الإخوان في السجون مؤخرا للاتفاق على صفقة يتم بمقتضاها الإفراج عنهم في مقابل عدم انخراطهم في السياسة".

وتوقعت الوكالة، في حال إتمام المصالحة، "أن يتحسن تأثير جماعة الإخوان في الشرق الأوسط بأكمله، وأن يثير هذا قلقا في دول خليجية بعينها، مثل الإمارات والسعودية، اللتين أعلنتا تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية".

وأضافت الوكالة في تقريرها أن مصالحة من هذا النوع يمكن أن "تؤدي إلى تعقيد العلاقات المتشابكة بالفعل بين السيسي ودول الخليج، رغم أنه تجدر الإشارة إلى أن حزب الإصلاح اليمني التابع للإخوان يجري محادثات حاليا مع الإمارات عبر السعودية".

وقالت بلومبرج إن السؤال الآن هو: "كيف ستواصل دول مثل الإمارات والسعودية اعتبار الإخوان منظمات إرهابية إذا قررت الدولة التي تنتمي لها جماعة الإخوان (مصر) القيام بالمصالحة؟"

وأوضحت الوكالة أن مساعي المصالحة تأتي في وقت قام فيه الرئيس المصري بإجراءات غير مسبوقة تمثلت في إقالة عدد من أبرز اللاعبين في الشأن المصري، من بينهم رئيس أركان حرب القوات المسلحة محمود حجازي، ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، معتبرة أن هذه الإقالات يمكن أن "تخفف من الدعم الذي كان يضمنه في السابق من الجيش".

وربطت الوكالة بين تحركات "المصالحة" وبين إقدام السيسي على سجن أكبر منافس له في الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس، وهو الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، في ظل حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وقالت الوكالة في تقريرها إن السيسي اكتشف مثل سابقيه أنه "من المستحيل تجاهل الإخوان" وأنه أصبح "يعتقد أن المصالحة مع الإخوان محتومة، وأنه عازم على ضمان أن تفيده هو لا أن تفيد منافسا له".

وأشارت إلى أن السيسي لا يشذ في هذه المساعي عن الرؤساء المصريين السابقين، الذين "أدركوا في نهاية المطاف أنه يتعين وجود قدر من الاحتواء للإخوان من أجل المحافظة على الاستقرار" في البلاد، مؤكدة أن جماعة الإخوان تمثل "لاعبا رئيسيا، حتى وإن كان مثيرا للجدل، في تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط".