رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«لغز» ظهور البرادعى بعد «فرم» عنان وشفيق وخالد على.. (تقرير)

شفيق والبرادعي وعنان
شفيق والبرادعي وعنان وخالد على - تعبيرية


طوال الفترة الماضية، ظل الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس السابق لـ«الشئون الخارجية»، بعيدًا عن التعليق على الأحداث السياسية التي تشهدها الدولة المصرية، واكتفى بـ«تغريدات» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للحديث عن الحروب في سوريا والعراق، وانتقاد سياسات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، خاصة قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، حيث قال: «هانت علينا أنفسنا فهُنّا على الغير»، داعيًا إلى اعتماد بدائل وخيارات فعالة لرد فعل عربي ضد قرار «ترامب»، وعدم الاقتصار على الشجب والإدانة.

وحتى عندما ظهر «البرادعي» على قناة «التليفزيون العربي» في برنامج «في رواية أخرى»، تحدث عن الفترة التي سبقت «ثورة يناير»، مشيرًا إلى أنه تحرك خارجيًا لـ«كسر حاجز الخوف» الذي كان سائدًا في عصر الرئيس المخلوع «مبارك»، نافيًا أن يكون هو «المهدي المنتظر».



لكن ومع تعقد المشهد الحالي في مصر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتراجع الفريق أحمد شفيق، عن الترشح في الانتخابات الرئاسية، و«إزاحة» الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق من المشهد الانتخابي، وانسحاب خالد على، ظهر الدكتور محمد البرادعي مجددًا للتعليق على هذا المشهد المعقد، من خلال «تغريدات نارية» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».


الحديث السابق، بدأ عندما ترددت أخبار بشأن احتمالية ترشح الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب «الوفد» في الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، «فغرد» نائب الرئيس السابق لـ«الشئون الخارجية» على «تويتر» منتقدًا هذا الأمر بقوله: «من الأكرم ألا نتمسح في طقوس الديمقراطية ونحولها إلى مسخ طالما لا نفهم معناها ولا نؤمن بها كنظام حكم».


وأضاف «البرادعي»: «استئجار دوبلير لمحاولة إقناع الجمهور أنهم يشاركون في مشهد ديمقراطي سيؤدي فقط إلى المزيد من السخرية من الأداء والإخراج سواء داخل صالة العرض أو خارجها»، مؤكدًا أن «الصدق أفضل للجميع».


بعد ذلك، رفضت الهيئة العليا لـ«حزب الوفد»، ترشح الدكتور السيد البدوي في انتخابات الرئاسة، وجرى الدفع بالمهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد» للترشح في اللحظات الأخيرة.


لم يترك الدكتور محمد البرادعي، هذا الأمر يمر مرور الكرام، ولكن كتب تغريدة جديدة على «تويتر» قال فيها بطريقة ساخرة قائلًا: «أطيب التمنيات للمهندس موسى مصطفى موسى في معركة الانتخابات الرئاسية القادمة، والله الموفق والمستعان».




اختفاء الدكتور محمد البرادعي، طوال الفترة الماضية، ثم ظهوره لانتقاد سياسات النظام قبل إجراء الانتخابات الرئاسية يطرح تساؤلات عن الظهور المفاجئ لـ«نائب» الرئيس السابق لـ«الشئون الخارجية»، وهل يُريد تحريك المعارضة داخل الدولة ضد «السيسي»، لاسيما بعد «فرم» الثلاثي خالد على، وشفيق، وعنان.


في هذا السياق، قال هاني الحسيني، عضو الهيئة العُليا لـ«حزب التجمع»، إن الدكتور محمد البرادعي شخص لا يمتلك الكفاءة السياسية، لافتًا إلى أنه يكتفي بالتغريدات التي يكتبها، وتنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يكون لها تأثير فعال داخل الدولة.


وتابع «الحسيني» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»: البرادعي ظهر في الفترة التي سبقت الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وتعلق به الشباب، باعتباره شخصية دولية، وحاصل على جائزة نوبل، وأظهر انتقادًا لسياسات الرئيس المخلوع، وبالتالي كانت له مكانة داخل مصر، وظهر هذا الأمر عندما عاد من الخارج.


وأضاف «الحسيني»، أنه مع مرور الوقت اتضح أن «البرادعي» ليس لديه الكفاءة السياسية، وأنه لا يمكن أن يكون قدوة، أو نموذجًا لـ«قيادة الحركة الوطنية المصرية».


واستكمل: في مصر توجد صفات معينة لمن يقود الدولة؛ فمثلًا كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر زعيمًا، وكذلك الرئيس محمد أنور السادات، أما حسني مبارك، فكان رجل دولة، وله تاريخ في المجال العسكري باعتباره من أبطال حرب أكتوبر، أما الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو أيضًا رجل دولة، ويستعين بمستشارين.


نرشح لك: «اللعب في الجنوب».. إجبار «الصعايدة» على توقيع استمارات علشان تبنيها بـ«عصا الأمن الوطني»



وأكد «الحسيني»، أن الدكتور محمد البرادعي يُمارس معارضة النظام من الخارج وبـ«الشوكة والسكين»، على طريقة «بيعمل الواجب وبس»، لافتًا إلى أن المعارضة تحتاج عدة متطلبات مثل: عقد اللقاءات السياسية في الداخل، والاحتكاك بالمواطنين، والتضحية، لأن طريق المعارضة من الممكن أن يعرضك للسجن، أو التهميش الإعلامي، أو الاتهام بتلقي تمويلات من الخارج، خاصة أن المعارضة في العالم الثالث تكون مُكلفة جدًا.


وختم «الحسيني» قائلًا: «نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يهتم بمعارضة الدكتور محمد البرادعي على تويتر، ويراها مجرد بلورات أو فقاعات تنتشر على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي دون أن يكون لها تأثير واضح على الدولة، هي فقط تنتشر بين الشباب المحب للبرادعي فقط».


بدوره، قال المحامي أحمد قناوي، عضو مبادرة «الفريق الرئاسي 2018»، إن «تغريدات» الدكتور محمد البرادعي في هذا الوقت، أمر طبيعي، خاصة أن كل المواطنين مشغولون بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتًا إلى أن كل التعليقات على هذا الأمر تكون بـ«السلب» حتى من داخل دوائر السلطة نفسها.


وتابع: «البرادعي وأنصار وتيار ثورة 25 يناير يُعارضون المشهد الحالي»، لافتًا إلى أن نائب الرئيس السابق لـ«الشئون الخارجية» يُراهن على أن الأحداث السياسية التراكمية التي تشهدها الدولة حاليًا، ستكون سببًا في إجراء مصالحة وطنية شاملة داخل الدولة.


وعن اهتمام نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتغريدات السياسية المعارضة التي يكتبها الدكتور محمد البرادعي، بعد تعقد المشهد الحالي، و«فرم» عنان وشفيق وخالد على، وخروجهم من «سباق الرئاسة»، قال «قناوي»، إن النظام لا يرى إلا نفسه، رغم أن هذا الأمر قد يؤدي إلى حدوث انفجار، لافتًا إلى أن المشهد القمعي الحالي يكون سببًا في غياب الحوار تمامًا.


وعن احتمالية عودة «البرادعي» لمصر، أكد المحامي أحمد قناوي، أن «البرادعي» من الممكن أن يعود بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.