رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«النبأ» تكشف أسرارًا مثيرة من داخل أوكار «كتائب حلوان»

مواقع كتائب حلوان
مواقع كتائب حلوان


بينما كان محمد خميس عبد الحميد، 25 عامًا، سائق «توك توك»، يستعد لبدء يومه الشاق في منطقة «عرب غنيم» في حلوان، فوجئ بأشخاص، قال إنهم أشقاء «محمود.ع» المتهم بتأسيس «كتائب حلوان»، والمحبوس على ذمتها، فوجئ بهم يشهرون «الأسلحة البيضاء» فى وجهه، ويريدون أخذ «التوك توك» الخاص به.

ورغم هروبه منهم في البداية، إلا أن هذه الواقعة انتهت بمقتل والده خميس عبد الحميد، بطعنتين في صدر على يد أشقاء مؤسس «كتائب حلوان».

أعادت هذه الجريمة «البشعة» قصة «كتائب حلوان» من جديد، وهي تلك المجموعات المسلحة التي نفذت عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة، وتخريب الأملاك العامة، والتي يحاكم 215 من أعضائها حاليًا في محكمة جنايات القاهرة.

منذ ظهور هذه «الكتائب»، أصبحت حلوان - خاصة منطقة «عرب غنيم» - من الأماكن التي يتم الحديث عنها بشدة فيما يخص البيئات الحاضنة للجماعات الإرهابية التي تثير فزع المواطنين، وترتكب أعمالًا تخريبية.

فيديو كتائب حلوان يثير الجدل

منذ فترة، نشرت «كتائب حلوان» فيديو تحرض وتتوعد فيه بقتل ضباط الجيش والشرطة، وتبع ذلك بعض العمليات التخريبية مثل حريق أتوبيس النقل العام، والمجمع الاستهلاكي بمنطقة المساكن الاقتصادية، وحريق نقطتي شرطة عرب الوالدة، ومساكن الزلزال، إضافة إلى قتل أمين الشرطة المكلف بحراسة متحف الشمع.


وبعد أيام قليلة من تداول هذا الفيديو على «يوتيوب»، تم إلقاء القبض على أفراد الكتائب الذين ظهروا في الفيديو، وتوجيه عدد من التهم إليهم، في نفس الوقت، ظهرت أقاويل من بعض المنتمين لـ«تيار الإسلام السياسي»، يؤكدون أن الفيديو الذي تم بثه مجرد «لعبة» من رجال الأمن، وأن الأفراد الذين تم ضبطهم «أبرياء»، وسمعتهم حسنة، مشيرين إلى ظهور «مدرعة جيش» في الفيديو، في محاولة منهم لتضليل الرأي العام، وكسب تعاطف جموع الشعب.


«النبأ» اخترقت معقل «كتائب حلوان»، واستمعت إلى روايات من الأهالي عن أفراد هذه المجموعات المسلحة، وكيف ظهروا، ومن كان يزورهم، إلى أخره من التفاصيل المثيرة.


الأهالي يؤكدون رواية الأمن عن «كتائب حلوان»

وأكد الأهالي في حديثهم لمحرر «النبأ»، صحة المعلومات الأمنية التي تم نشرها عن أفراد هذه المجموعات المسلحة، والتي تطابقت مع الفيديو المتداول على «يوتيوب».


ورصدت عدسة «النبأ» إحدى البؤر «الخصبة» التي كانت مسرحًا لـ«عناصر متشددين دينيا»، وهي بؤرة موجودة بـ«منطقة عرب غنيم» في حلوان.


شخصيات شهيرة تزور مسرح عمليات الإرهابيين

وكشف مجموعة من المواطنين لـ«النبأ»، عن زيارات شخصيات شهيرة لـ«حلوان» وذلك في الفترة التي سبقت إجراء الانتخابات الرئاسية عام 2012، مشيرين إلى أن هذه الشخصيات كانت تروج للمرشح الرئاسي وقتها، الدكتور محمد محمد مرسي، مرشح حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لـ«جماعة الإخوان المسلمين».


وقال الأهالي إن أبرز هذه الشخصيات: عاصم عبد الماجد، والمهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب «الوسط»، ونائبه المحامي عصام سلطان، والذين تواصلوا مع عدد من قيادات الجماعة الوسطى؛ ليتم حشد وتعبئة أكبر عدد من أبناء المدينة لتأييد «مرسي» في الانتخابات الرئاسية.


شباب «طائش» وعناصر إجرامية

كان الحاج «صالح»، أحد المؤسسين لجبهة مضادة لتلك العناصر الإرهابية في حلوان، والذي قال في حديث لـ«النبأ»: إن هذه العناصر المتطرفة ظهرت في المدينة عام 2010، ثم بدءوا في تنظيم حملات دينية تدعو للتقرب إلى الله، مشيرًا إلى أنه تعرف على المدعو محمود أبو حسيبة، الذي أصبح فيما بعد قائد الجناح العسكري لتلك العناصر الإرهابية، وهو الآن هارب.


وتابع الحاج صالح: «كان محل إقامته بجوار منزلي، ونشأت بيننا علاقة صداقة بحكم الجيرة، ولم أرَ منه أية أفعال تثير الشك في انتمائه واعتناقه الفكر الجهادي التكفيري».


واستكمل بلهجة ضاحكة: «كان شابًا صايع.. اعتاد على الظهور في الأفراح الشعبية والموالد، وكان دائمًا يحمل سلاحًا ناريًا عبارة عن فرد خرطوش، كنت أقول في نفسي إنه ولد طائش، أقصى طموحاته امتلاك السلاح للعب به».


وتابع: «في عام 2012، بدأ التحول الكبير في حياة هذا الشاب، وانضم إلى كل من محمود عطية، محمود خليل، وهما من مؤسسي كتائب حلوان، وفي هذا الوقت، كانت جماعة الإخوان أعلنت ترشح الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية»، مشيرًا إلى أن عددًا من المنتمين لـ«الإخوان» اجتمعوا بهم، بمشاركة مجموعة من المسجلين، داخل أحد مقراتهم في منطقة صلاح سالم؛ للاتفاق على طرق دعم «مرسي».


واستطرد: «بعدها شاهدت أبو حسيبة يوزع مع مجموعة من الشباب الزيت والسكر والبطاطس على المواطنين، وعندما سألوه عن مصدر تلك السلع كان يرد الشيخ محمد مرسى بعتهالكم.. إلى أن نجح مرسي».


وأكمل: «وقتها تمكن المسئولون عن جماعة الإخوان في منطقة عرب غنيم بقيادة الشيخ محمود عقل المرشد العام لكتائب حلوان، ومسعد محمد الدهشان، مسئول التمويل، من استقطاب هؤلاء الشباب، من خلال إيهامهم أنهم خلفاء خالد بن الوليد، وبعض الصحابة، وأنهم لابد أن يشاركوا في القتال من أجل إعلاء راية الإسلام، فكانت تلك الجماعة تختار الشباب الذي يتوفى أحد ذويهم، وكان ذلك يتم عن طريق الشيخ محمود عقل، الأب الروحي لهم».


المفتي العام لـ«كتائب حلوان» مجرد «بقال»

وقال الحاج صالح: «حدثت مشادة بيننا داخل نادي عرب غنيم الرياضي؛ بسبب تركيب شبكة محمول، وفي تلك الأثناء أفتى عقل لهؤلاء الشباب أمام الجميع قائلًا: الموت في سبيل منع تركيب هذه الشبكة.. شهادة، وكان حينها القائم بأعمال الشبكات هو البطل صلاح الموجى، صاحب واقعة القبض على منفذ الهجوم على كنيسة مارمينا، والذي اشتبك معه وخاطبه "من من أنت لتوزع الشهادة دون علم، أنت تسيء إلى الإسلام"».


واستكمل: «في هذه اللحظة، قمت بفض هذا الاشتباك، وبعدها حدثت مشادة أخرى داخل مقر جمعية وحدة تنمية المجتمع المحلي، وعقل هذا كان صاحب محل بقالة، وتمكن الإخوان من استقطابه، والسيطرة عليه، واستخدامه كمسئول تنظيم عن المنطقة ليقوم بدوره هو الآخر بتجنيد الشباب، وظهر عليه الثراء السريع».


وتابع: «كان أبناء شقيقه هم أول من قام باستقطابهم، وهم معتقلون حاليًا، بينما هو هارب ومطلوب أمنيًا».


واستكمل: «عندما نجح الدكتور محمد مرسي، وأصبح رئيسًا للجمهورية، كانت تلك اللحظة فارقة في حياة هؤلاء الإرهابيين؛ فقد تزوج محمود أبو حسيبة من نجلة مسعد الدهشان، وظهر عليه الثراء الشديد الذي لا نعلم مصدره، ويُعد أبو حسيبة من أهم العناصر في استقطاب الشباب نظرًا لوجهه البشوش، ولسانه العذب، وامتلاكه القدرة على إقناع الشباب بالانضمام لجماعة الإخوان، وإيهام هؤلاء الشباب أنهم جنود الله على الأرض لنصرة الإسلام».


الأموال تتدفق لـ«تجنيد» الشباب

ويستكمل الحديث «أبو مصطفى»، صاحب محل أحذية، والذي قال: «إن كلًا من محمود عطية، ومحمود خليل، ظهر عليهما الثراء، وامتلاك الأراضي والمنازل، وأنهم حاولوا استقطاب نجله مصطفى، وإقناعه بالانضمام لهم، ولكنه رفض».


وتابع: «تشاجرا مع نجلي، ثم جاءت ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالدكتور محمد مرسي من سدة الحكم، ومن هنا ظهر تسليح هذه الجماعة، وأصبحت الاجتماعات يومية في محاولة لاستقطاب وتجنيد أكبر عدد من الأهالي لحشدهم في المظاهرات المسلحة، ورأيت بعيني توزيع الأموال في المسيرات، والأمر الذي كان يُحيرني أنه لا يوجد من بين أعضاء هذه الجماعة من كان يؤدي فريضة الصلاة».


وقال «مصطفى»، نجل صاحب محل الأحذية، إن أثناء محاولة استقطابه، سأل «أبو حسيبة» عن نكاح الدبر، فقال: «إذا كان بموافقة الزوجة، فهو حلال، فنشبت مشادة كلامية بيننا، بعدها انقطعت علاقتي تمامًا بهذا الشخص الذي أعتبره خائنًا للبلد، ومتاجرًا باسم الدين».


غسل عقول الشباب بـ«الأموال» ومنحهم ألقاب «المجاهدين»

«مصطفى.م» شاب آخر من الذين جندتهم هذه العناصر الإرهابية، والذي قال لـ«النبأ»، إنه انضم لهم بعد الإطاحة  بجماعة الإخوان المسلمين من سدة الحكم في مصر، وكان يسمع كثيرًا من هذه العناصر عن عدالة الإسلاميين، وغيره.


وتابع متذكرًا أيامه وسط هذه العناصر الخطرة: «وقتها كان عمري 19 عامًا، وأطلقوا علي لقب عبود الزمر؛ لتشجيعي على الجهاد، بعدها شعرت بقوة هذا اللقب، وشاركت في اعتصام رابعة، وشاهدت كيفية استقطاب الشباب وغيرهم من مختلف الأعمار بطرق متمثلة في إعطائهم مصروفات جيب يومية، بالإضافة لتوفير المواصلات، والمأكولات والمشروبات والمفارش لإقامة الشباب أكبر فترة ممكنة في الميدان، ولم يقتصر هذا الأمر على الشباب فقط؛ بل وصل للنساء الأرامل، وكان محمود أبو حسيبة يوزع الأموال عليهم.


واستكمل: «ولكن حدثت بعض المواقف التي جعلتني أغير فكري ومفهومي تمامًا عن تلك الجماعات الشاذة، فقد شاهدت تجمعات شباب غرباء عن منطقة عرب غنيم يحملون الأسلحة والذخائر؛ تمهيدًا للاشتباك مع قوات الأمن، فاعترضتهم، قائلًا: إن الله ورسوله لم يأمرونا بإسالة دماء المسلمين، وتركتهم وذهبت إلى منزلي، وشاهدت في التليفزيون ما حدث من جرائم عنف وإرهاب».


واستطرد: «من المواقف الأخرى التي جعلتني أغير رأيي في هذه الجماعات، الاشتباك مع قوات قسم شرطة حلوان، وتحديدًا أمام مزلقان الموقف بمنطقة عرب غنيم، حيث شاهدت أفراد هذه الجماعة يعتلون أسطح المنازل، ويطلقون النيران تجاه رجال الشرطة، وقتها تأكدت أنهم جماعات مسلحة تهدف لتدمير البلاد، وليس إصلاحها، وقررت الانشقاق عنهم، ومن بعدها انضممت إلى جبهة الشيخ صالح المضادة لتلك العناصر الإرهابية، فكنا نعترض مسيراتهم، ونقول لهم إن كنتم تبحثون عن التطهير، فعليكم البدء بتجار المخدرات المنتشرين بالمنطقة أمامكم، ولكنهم كانوا يخافونهم حيث كان فكرهم هو اقتحام قسم حلوان، أو الهجوم على أفراد الأمن وضباط الشرطة فقط؛ لنشر العنف في حلوان وضواحيها».


الظهور الأول لـ«كتائب حلوان»

وعن المشهد الأول لظهور عناصر كتائب حلوان المسلحة، أكد «محمد. ص»، أحد جيران الإرهابي الهارب محمود أبو حسيبة، أنه بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، ظهر محمود أبو حسيبة ومعه مجموعة من المنطقة، بحوزتهم أسلحة، حيث كانوا يطلقون النيران تجاه قوات الأمن، محاولين اقتحام قسم شرطة حلوان، ومن بعدها ظهرت تلك المجموعات في أكثر من عملية تخريب بالمدينة إلى أن جاء يوم تصوير الفيديو المزعوم والذي ظهر فيه كل من مجدي فونيا، محمود عطية، محمود خليل، ومعهم مجموعة مسلحة، وبعد تسجيل الفيديو قاموا بالذهاب إلى كورنيش حلوان، وإيقاف أتوبيس نقل عام، وأشعلوا فيه النيران، ثم قطعوا الطريق، وأطلقوا النيران عشوائيًا؛ لإرهاب المواطنين.


أسرار تعاون صهر «الشاطر» مع «كتائب حلوان»

مفاجأة ثقيلة فجرها ياسر على، أحد جيران «أبوحسيبة»، والذي أكد لـ«النبأ»، أن تلك المجموعات الإرهابية كانت تجتمع مع خالد أبو شادي، «نسيب» خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين بـ«منطقة الملاءة»، والذي كان يعطيهم الأموال، نظير اختبائه بهذا المكان هو ومجموعة من القيادات الإخوانية، أمثال مصطفي محمد، وخالد عودة، بعد فض «اعتصام رابعة».


حقيقة الفيديو المنتشر لـ«كتائب حلوان»

ويكمل «سعيد.ع»، أحد جيران «أبو حسيبة»، قائلًا: إنه أثناء خروجه في أغسطس 2014، شاهد مجموعة من الشباب الملثمين، عددهم أكثر من 50 شخصًا، ومعهم فتاة تحمل كاميرا تصوير يقفون أمام منفذ خبز عبارة عن كشك حديدي فضي اللون، وبجانبه كابينة مقطورة لسيارة نقل صفراء اللون، مشيرًا إلى أنه لم يلتفت إليهم، واستكمل سيره، وبعدها شاهد فيديو على التيلفزيون، ثم فوجئ بقوات الأمن تحاصر المنطقة، وتبحث عن تلك العناصر الإرهابية «الملثمة».


مسجلون خطر يقودون مسيرات الإخوان في حلوان

أما صادق سعيد، موظف بـ«الشهر العقاري»، فيؤكد لـ«النبأ» أنه شاهد المدعو محمد شعيب أبو دياب، يخرج في المسيرات ويشتبك مع قوات الأمن، وكان يوزع منشورات مضادة للجيش والشرطة، لافتًا إلى أنه فوجئ بعدها بالانضمام لتلك الجماعة الإرهابية.


وأكمل حديثه، قائلًا: «تلك الجماعة الإرهابية استقطبت كلًا من وليد غيبوبة، وليد سلامة، وكانت مهمتهما هي تصنيع القنابل اليدوية، وتخبئتها في أحد المساجد بالمنطقة، وهو جامع الرحمن».


والتقت «النبأ» مع المسئول عن هذا الجامع، وهو الشيخ حليم، والذي قال: «أحب ديني، وحزنت على ما قام به هؤلاء الإرهابيون من أفعال ضد الدولة، وقتل الأبرياء مستخدمين اسم الدين الإسلامي، وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم».


وتابع: «أفراد هذه الجماعات كانوا يشهرون بي، خاصة بعدما رفضت تدخلهم في شئون المسجد، فكانت أعداد المصلين قليلة جدًا حتى في صلاة الجمعة، وكان البعض يأخذون رأيي في الحاكم، وجماعته، وكنت أطالبهم بالصبر حتى تظهر رؤيتهم وتوجههم ثم بعد فترة رأيت سفك الدماء من هؤلاء الإرهابيين وهاجمتهم ورفضت أفعالهم.


الدعاء لـ«داعش» داخل مساجد «عرب غنيم»

وأضاف شريف اللاهوني، أحد المواطنين، أن هناك شيخًا يدعى عماد عبد العزيز، كان يدعو لـ«داعش»، قائلًا: «اللهم حكمهم بلادنا»، ويحرض الشباب ضد الدولة، ويطالب داعش بدخول مصر».


أجهزة «ثريا» مع عناصر «كتائب حلوان»

وكشف «اللاهوني» أنه رأى المدعو محمود أبو حسيبة، يجلس أمام منزل حاملًا بيده جهاز «ثريا» لاسلكي إسرائيلي الصنع ويقوم بتوجيه العناصر للدخول من شارع أحمد الدالي، أثناء الاشتباكات، وأنه شاهدهم يحاولون دخول مسجد الروضة الشريفة، إلا أن مسئوله رفض.


وأكمل الحديث الشيخ محمود عادل، قائلًا: «أثناء مطاردات الأمن لتلك العناصر الإرهابية، طالبوا بالاختباء، وتأجير أحد المنازل التي أملكها، ولكني رفضت، وقلت لهم ليس لكم وجود بيننا، فأنتم ضد الدولة، وما تفعلونه ليس حقًا».


تدمير مشاريع الدولة

«الكابتن فتحي»، المسئول عن جمعية التنمية المحلية، ومؤسس «نادي عرب غنيم»، كشف استياءه الشديد من أحوال المدينة والنادي، وعبث بعض أيدي الإخوان «الخفية» في كثير من مؤسسات الدولة، والجمعيات الأهلية، لافتًا إلى أن غرض تلك العناصر، هو تدمير كل ما يتم بناؤه في الدولة؛ لإظهار السلبيات مثل حمام السباحة الأولمبي الذي تم إنشاؤه في شهر أغسطس من عام 2014، والذي شهد افتتاحه المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، حيث قدرت تكلفته بقيمة 4 مليون جنيه وكان يعد من أهم الإنجازات بتلك المنطقة العشوائية.


وتابع: «تدخل لاحقًا مسئول إخواني داخل النادي، وحاول استئجاره لأحد رجال الأعمال بالمنطقة بطريقة غير مباشرة للتربح من وراء ذلك المشروع الهام، وعندما اكتشف الأهالي ذلك المخطط القذر، أخبروا وكيل الوزارة أثناء الافتتاح، فاستدعى مدير النادي، وأخبره أنه في حالة حدوث مكروه للأهالي، سيكون في اليوم التالي في النيابة العامة للتحقيق معه في تهمة فساد».


وأكمل «فتحي»: «المسئول الإخواني رد على ما حدث بتدمير حمام السباحة، وقام بإغلاقه بعد يومين مباشرة من الافتتاح، وترك المكان لتختلط القمامة بالمياه في منظر بشع وغير آدمي ليكون مهجورًا وتهدر الأموال الطائلة التي تم صرفها على ذلك المكان؛ بسبب الفكر الهدام لتلك الجماعة الإرهابية التي كل ما يشغلها هو تدمير ما يتم بناؤه لتشويه الشكل الحضاري للدولة، وإظهارها في صورة سيئة أمام الجميع».


واستكمل: «هناك مثال آخر، حيث تفتقر المدينة للخدمات والمرافق العامة والبنية التحتية وعندما تحدثنا مع رئيس حي حلوان الأسبق اللواء عمرو حسين، رد قائلًا: لما تنضفوا المنطقة من الإرهابيين اللي عندكم.. هنبقي نحللكم مشاكلكم».


وأضاف: «من هذه اللحظة شعرنا بالإحباط، فنحن ليس لنا ذنب في وجود تلك العناصر الإرهابية بالمدينة، فكل آمالنا أن نعيش مثل بقية الأهالي بمدينة حلوان،  فهناك تطويرات تحدث بالشوارع وليس من العدل معاقبتنا على شيء يفعله أشخاص معدودون استغلوا الجهل، وعدم وجود الوعي في استقطاب الشباب، ونشر الفكر الإرهابي المتطرف، كما يوجد أيضًا شوارع بالمنطقة لا تصلها المياه، ويعيش أهلها على مياه الخزانات، وأخرى لا يوجد بها كهرباء، وجميع تلك الأسباب جعلت من المنطقة بيئة خصبة لإيواء تلك الجماعات المحظورة لتصبح بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية، وتتصرف كما تشاء، وتتحرك بحرية تامة».


وتابع: «يخرج هؤلاء الإرهابيون في وضح النهار بالأسلحة الآلية، والقنابل اليدوية محلية الصنع، وينقلونها من مكان لآخر أمام أعين المارة؛ بسبب عدم وجود تخطيط عمراني والبناء العشوائي الذي جعل الشوارع ضيقة يصعب دخول سيارات الشرطة إليها لمواجهتهم».


تعاون الأهالي مع الشرطة

وفي أحد المنازل القريبة من موقع تصوير فيديو «كتائب حلوان»، قابلنا الحاج أشرف، قال إنه عندما شاهد الفيديو في التليفزيون، اتصل بالمقدم وائل غانم، رئيس مباحث حلوان في ذلك الوقت، وأخبره ببعض الذين ظهروا في الفيديو؛ نظرًا لأنهم جيرانه ومعرفون بعلامات مميزة ظهرت أثناء البيان المذاع».

وتابع: «استجاب للبلاغ، وتحرك بسرعة تجاه العناصر المبلغ عنها، وواجهت بعدها مشاكل عدة مع أهالي المتهمين، إلا أنني أخبرت الأمن الذي حذر هؤلاء الأشخاص، وتم تقديم الحماية الكاملة لي ولأسرتي».