بالأسماء.. حكايات ظهور «السيساوية الكبار» على قنوات الجزيرة والإخوان

على مدار الأيام الماضية، اشتعلت موجة من الهجوم الشديد على بعض الصحفيين الذين ظهروا على القنوات المملوكة لـ«قطر والإخوان»، وجاءت تلك الحملة من مختلف الجرائد القومية والخاصة، فضلًا عن هجوم استمر لأيام من مقدمي البرامج عبر القنوات المختلفة، في حين تم تخصيص فقرات كاملة امتدت لأكثر من ساعتين؛ لمناقشة القضية التي أصبحت موضوع الساعة.

جاءت تلك الحملة على خلفية ظهور الكاتبين بـ«المصري اليوم»، سليمان جودة، وسليمان الحكيم، في برنامج على قناة «الحوار» التي تبث من لندن، والمحسوبة على الإخوان، تم تسجيله باستديوهاتها في تركيا، في حين تم بث ذات الحلقة على قناة «مكملين» بعد ذلك، وتناولت الحديث حول ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية.

ورغم أن سليمان جودة من كبار المؤيدين للسيسي، والمدافعين عن حقه في الترشح لفترة رئاسية، إلا أن نيران الهجوم طالته بشكل كبير؛ بدعوى أن ظهوره وأي مؤيد للسيسي بتلك القنوات، يعطي مصداقية لها، وقررت نقابة الصحفيين إحالته مع زميله «الحكيم» للتحقيق، وكان عليه أن يواجه هجوما شديدا لظهوره في قنوات الجزيرة والإخوان، حضر بعضه في مناقشات على قناة القاهرة والناس وقناة دريم، وصلت لاتهامه بـ«الخيانة».

في المقابل، لم يتم توجيه أي نقد لشخصيات بعضها تمثل جهات رسمية، وأخرى محسوبة على المؤسسة الأمنية؛ بسبب مشاركتها المستمرة في تلك القنوات.

«النبأ» رصدت أسماء المشاركين في قنوات الجزيرة والقنوات المحسوبة على الإخوان من المؤيدين لنظام السيسي، على مدار شهر أكتوبر الماضي فقط، والذين أصروا على الظهور بعد موجات الهجوم على «الحكيم» و«جودة» في الأسبوع الأول من أكتوبر.

ورغم موجة الهجوم التي أثارها ظهور جودة والحكيم على قناة «الحوار»، إلا أن آخرين أصروا على الظهور عبر تلك القناة في نقاشات متعددة، وكضيوف عبر الهاتف أو بالفيديو عبر خدمة «سكايب»، وبرز هذا الظهور بشكل كبير في البرنامج اليومي الذي يستمر لمدة ساعتين ويحمل اسم «نافذة على مصر» من تقديم الإعلامي السابق بقناة «مكملين»، إسلام جاويش.

وكان من أبرز الذين ظهروا في مداخلات عبر قناة «الحوار»، النائب بالبرلمان، طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، وتحدث عبر برنامج «نافذة على مصر» لمدة 6 دقائق، ولكن بعد انتقاد البعض له، قال إن مُعد البرنامج خدعه، وأخبره بأن المداخلة لقناة «الحرة»، وليست لقناة «الحوار».

في المقابل، أكد مقدم البرنامج، أسامة جاويش، أن المعد أخبره بأن المداخلة لقناة الحوار، مؤكدا ملكيته تسجيلا لمكالمته مع المُعد، مشيرا إلى أن «الخولي» شارك في مرات سابقة معه في البرنامج، ونشر إحدى تلك المداخلات.

لم يكن «الخولي» هو البرلماني الوحيد الذي يشارك في مداخلات عبر قناة «الحوار»، ولكن شارك أيضا النائب بحزب «المصريين الأحرار»، أيمن أبو العلا، معلقا على حادثة استشهاد 16 من أفراد الشرطة بـ«الواحات» خلال أكتوبر الماضي.

ولم يقتصر الظهور عبر قناة «الحوار» على البرلمانيين وحدهم، ولكن شملت القائمة أيضا عددًا من العسكريين المتقاعدين والقيادات السابقة بوزارة الداخلية، من بينهم العميد صفوت الزيات، والعقيد محمود قطري، فضلًا عن اللواء عبد الحميد عمران، أحد القادة العسكريين السابقين.

وشملت القائمة عددًا من الحقوقيين المؤيدين للنظام، من بينهم الحقوقي والمحامي بالنقض أسعد هيكل، وكانت آخر مداخلاته في أكتوبر الماضي لمناقشة تصنيف أمريكا لبعض الدول كدول عالية المخاطر من المتوقع أن يكون من بينها مصر، وشارك كذلك أحمد عبد الحفيظ، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والقيادي الناصري، في حلقة تناولت تقريرًا عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر خلال الربع الثالث من العام الجاري.

في المقابل حظيت قناة الجزيرة مباشر، وخاصة برنامج المسائية الذي يتم تخصيص نحو ساعة منه لمناقشة الشأن المصري، بمداخلات كثيرة من السياسيين والأمنيين والصحفيين المؤيدين للرئيس السيسي، وكان من بين الضيوف المتكررين بحسب ما رصدته «النبأ» في الشهر الماضي، ماهر فرغلي، خبير الجماعات الإسلامية، ورئيس تحرير موقع «أمان» التابع لجريدة «الدستور»، وشارك في أكثر من مداخلة حول تمديد حالة الطوارئ في مصر، وتعليقا على عملية الواحات الإرهابية، وكذلك الاشتباكات بين إرهابيين وقوات الداخلية منتصف الشهر الماضي في سيناء.

وشملت قائمة الصحفيين الذين شاركوا أكثر من مرة عبر قناة الجزيرة، الصحفي أكرم القصاص، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «اليوم السابع»، وكانت للحديث عن العلاقة بين مصر وإسرائيل في ذكرى  نصر أكتوبر، وكذلك الصحفي محمود خير الله، نائب رئيس مجلة الإذاعة والتلفزيون، وشارك في حلقة تناولت تطور الأوضاع في سيناء، وياسر شورى، مدير تحرير جريدة «الوفد»، وشارك في حلقة حول تمديد حالة الطوارئ، في حين شارك مجدي شندي، رئيس تحرير جريدة المشهد في أكثر من 10 مداخلات متنوعة خلال هذا الشهر.

وجاء من أكثر الوجوه من حيث الظهور عبر قناة الجزيرة من خلال خدمة «سكايب» اثنان من أكبر مؤيدي الرئيس السيسي وهما محمود إبراهيم، نائب رئيس مركز الاتحادية للدراسات، ومحمود عطية، مؤسس ائتلاف مصر فوق الجميع، وشاركا في أكثر من 10 مداخلات في موضوعات متنوعة عبر قنوات الجزيرة.

وجاء على رأس الخبراء العسكريين والأمنيين الذين شاركوا في مداخلات عبر «الجزيرة»، اللواء مجدي الشاهد، مساعد وزير الداخلية الأسبق، وشارك في التعليق على الاشتباكات التي وقعت بين الأمن ومسلحين في سيناء منتصف أكتوبر، وللتعليق على تحذير الرعايا الألمان والروس من السفر لمصر، واللواء سعد الزنط، وشارك خلال أكتوبر في حلقة حول العلاقات العسكرية بين مصر وكوريا الشمالية، بالإضافة للواء رفيق حبيب، والذي شارك للتعليق على حادث الواحات، فضلًا عن ضيفين شبه دائمين على القناة وهما العميد صفوت الزيات، والعميد محمود قطري.