رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدواعش الإدارية في مؤسسات الدولة

كابتن هبة مصطفى
كابتن هبة مصطفى


أثناء حياتك الوظيفية قد تتعثر ببعض الأقدار لتكسب  الكثير من الأصدقاء، وكذلك  بعض الأعداء. 


يُطلق عليهم المثل القائل «الشلة» تجمعهم مصلحة واحدة، وهدف محدد وميثاق واحد «عدو عدوي حبيبي» وقيس علي ذلك مستوي الانحطاط الأخلاقي بكافة صوره  المرفوضة علي المستوي الإنساني، وتقديم أوجه الولاء والطاعة العمياء لكل من مسؤول .كل شيء مباح  ومرتب .



هؤلاء سيحاولون التقليل من قدرك وتاريخك وتأهيلك الوظيفي وهؤلاء «هم حزب العمل الحاقد الغيور»، الذين يمكن أن يكونوا عائقًا في تقدم مهنتك، وقد يعمدون لوضع المصائد في طريقك حتى تتعثر.


ومن سخرية القدر أن  الزميل الغيور يتميز بسهولة، حيث سيقف دائما لأمامك لمحاولة إخراجك بعيدًًا عن للمنافسة في كل مسعى تبلغه، معتمدًا علي درجة الثقة مع المسؤول، وخاصة لو كان هذا المسؤول من مكان آخر فيسهل اصطياده ومن هنا  ينتظر الخصم القذر غير الملحوظ الوقت المناسب للتحدث عنك من وراء ظهرك؛ وهو الأكثر خطورة من الاثنان.


إلا أن التعامل مع هذا النوع من البشر، ينحصر في إطفاء نار الغيرة ومقاومة الجهود المبذولة ضدك علي الرغم من انقياد بعض القيادات لهم نتيجة للخداع في الأفعال والمظهر بخلاف الواقع.

ومن هنا بجب أن نتعرف علي سبب الحرب القذرة، ومن تحت الحزام لهذا الشخص هل لديه سلبيات مزمنة أم نستطيع التغلب عليها، وبجب أن يغيرها وإعادة  جسور الثقة والتعامل مرة أخري «فكسب صديق كنز لا يقدر بثمن هكذا تربينا » أو علي النقيض نجده يمتلك العديد من الجوانب الإيجابية تفوق المسئول ذاته فتطهر سياسة التربص، وعدم إتاحة الفرصة، والتعمد إلى إظهار عمله بشكل سيئ كتغير صبغة جواب، فهو لا يملك إلا هذا الأمر هذا سيفه الخشبي فيترك الإدارة كلها ويركز مع هذا، وخاصة إذا كان هذا الفرد كما يقول الكتاب وغيره «لا يملكون إلا سماعة تليفون أو علاقة شخصية» وينحصر هدفه فقط في لقب«المدير» والسلطة ونطريه المؤامرة وقد بكون يعتنق «اتجاه عقائدي مرفوض مخالف لإتجاه الدولة»  مثلا . 


وتلك اللطمة الكبرى فيد تبني وأخري تهدم ولديها كل الآيات من خلال موقعها الوظيفي هذه أزمة الجهاز الإداري لمؤسسات الدولة.


ومن هنا أتعامل مع هذه الأزمة بطرح عدد من السيناريوهات فالفشل وخسارة زميل مبدأ مرفوض يهدم أي مؤسسة حكومية، ابدأ بالشخص المطلوب إهدار دمه ومستقبله من أجل إعلاء( علم التكتل الواهن).


فنجد أتجاهين «الإيجابي» وسنصل معه إلى نتائج مبهرة لتحقيق «روح الفريق الواحد»، ويتم ذلك عن طريق تجاهل المشكلة، وعدم التحدث فيها، وخاصة  في غيابه لفشل مهام «العصفورة» التي يعتمد عليها لضعف شخصيته، ونحاول استكشاف شي جميل فيه ومدحه فلا تترك مجالًا لأحد ليصيد في الماء العكر. 


كن قدوة لنفسك وللآخرين، قم بتهنئة الفائز، ولا تدع مجالا لأحد ليظن انك غيور أو تبدي مشاعر سلبية اتجاهه.


أما الاتجاه الآخر هو «الشرير»الذي جرحت كرامته بتعين هذا الغبي الذي لا يملك إلا علاقات من صديق أو حبيب أو مصلحة ويمكن إزاحة شخص يكون خطر عليه فالاحتمالات موجودة .


ومن هنا يطهر دور القائد الإيجابي محدد الهدف الغير متحيز، فإذا أرغم علي هذا الجاهل، وهذا سبب نكبة الجهاز الإداري في المؤسسات الحكومية فيجد طريقا للآخر الذي يوازي مكانه الجاهل المحظوظ، ويتعمد خلق عمل مشترك بجمع بينهم لنزع الحقد والقهر الذي يؤثر بالسلب علي أداء العمل وتوفير أو خلق مناخ ايجابي يساعد علي الإبداع والإنتاج.


أما عن رد فعل الجانب الضعيف، فالقوي يتحالف ضد أحد من المفترض أن يكون واثق من نفسه وتأهيله للوظيفة التي منحت له كصدقة جارية من صاحب البر والإحسان لاستمرار العمل لبعض الأشخاص، وتوزيع الدورات والمكافآت والسفريات دون النظر الي تخصص المهم اغتيال حق الغير عن طريق( المدير «الورقي».


فإذا بدأت حملة الافتراءات والتشهير من حزب داعش الإداري الغيور، فمن الصالح إثبات  عكس الإشاعات، وعدم البدء  بحملة افتراءات مماثلة، لأن هذا سيدعم الموقف السيئ.


وابتسم دائماً ولا تبدي مشاعر الغضب، وأعمل بجد لقتل الافتراءات بالعمل الجاد والخلق الحسن، وحارب عدوك بنفس سلاحه، فمن الأفضل هو العثور على من يساندك ويدعمك، فكلما ارتفعت كلما كان الوضع أفضل.


في الحقيقة، فقد يتنازل خصمك الداعشي الجاهل  الغيور عن أسلحته القذرة لأنه سيخاف من الشخص الذي يقف خلفك، ولكن هذا لا يعني بأن تقوم بتملق الآخرين، بل كن لعيب محترف في الحق أو تزوير الوقائع مثلهم، فلو كنت مثلهم لما حوربت ، أجلس مع المدير المسئول وأخبره عن المشكلة، وأطلعه دائما على آخر التطورات، وأتركه ليقوم بالباقي، لا تخبره ماذا يجب أن يفعل بل أعلمه أنك تشعر بالضيق من الوضع الراهن.


ومن جهة أخري احتفظ بسجلات للأحداث الهامة، بالاحتفاظ بسجل يوثق كل ذلك، وكلما زادت مصداقيتك كلما كنت أقوى من أي شخص، وبالطبع لا تقم بالرد عليه بالرسائل المسيئة، أو التورط معه في عراك ينقص من قيمتك وبسجل ضدك، افتح لهم الباب للتراجع، فليس أعظم من السلام واعمل وانتظر الأجر من عند الله وصحح كل القصور المتعمد أو الذي أرغمت عليه.


أما الرؤية الأخرى هي تجنب وضع الخصم «القذر الجاهل» في موقع الدفاع، لأن هذا سيجعله يشعر بالتهديد وسيدافع عن موقفة دفاعا مستميتا، فلن ينقص من قيمتك  أن تقدم تنازلات صغيرةَ لمساعدته، ولا تحاول خدش كرامته وانتظر عدالة السماء الذي لا يضيع الحق لديها واستمر في العمل والإبداع من اجل الوطن الذي لا يعوض، وتأكد أن الله سيفتح لك ألف باب وباب، فما أحوجنا إلى الحب والسلام للتغلب علي التحديات المصدرة لنا فلن نحارب بعض بل نحارب العدو الخارجي من أجل وطنا الحبيب –تحيا مصر