رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«النبأ» في منزل الطفلة المختطفة على يد «عجوز» بالقليوبية

الطفلة المختطفة
الطفلة المختطفة


تخيم حالة من الحزن والأسى، على أهالي منطقة شبرا الخيمة، عقب اختطاف الطفلة «رقية» على يد عجوز مجهول الهوية، حيث اتشحت معظم نساء المنطقة بالسواد؛ حزنا على الطفلة.


وانتقلت كاميرا «النبأ» إلى منزل الضحية، حيث تواجد والد الطفلة بالشارع، وحوله العديد من الأهالي في محاولة منهم لمواساته، وعلى بعد خطوات تتجمع النساء أمام منزل الضحية، يتشحن بالسواد ولا يملكون غير كلمات التعزية والدعاء لعودة الغائبة وضبط الخاطف.


والدة الطفلة تروي تفاصيل واقعة الاختطاف

في البداية قالت والدة الطفلة «رقية»: «رقية أصغر أبنائي تبلغ من العمر 6 سنوات كانت تستعد لاستقبال عامها الدراسي الأول بفرحة شديدة، وذهبت معها لاستلام الكتب قبل بدء العام الدراسي، وقمنا بتجهيز الملابس، وشنطة المدرسة، وجميع المستلزمات المدرسية التي كانت تزيد من فرحتها بدخولها المدرسة».


وتواصل: «يوم الواقعة، الخميس قبل بدء الدراسة بيومين، انتظرت رقية والدها أثناء عودته من عمله كعادتها، وبمجرد مشاهدتها له ذهبت إليه قائلة بابا عايزة حاجة حلوة، ليخرج الأب بكل سعادة مبلغا بسيطا، ويعطي ابنته لشراء حاجتها من السوبر ماركت المجاور. وبالرغم من كثرة المحيطين بالمكان وازدحام الشارع ووجود محلات كثيرة وقهاوي تملأها البشر وأطفال يلعبون في كل مكان إلا أنه تم اختطافها بطريقة ذكية جدا في دقائق معدودة».


انتظرت الأم عودة نجلتها كثيرا عقب خروجها في تمام الساعة السابعة مساءً إلا أن الطفلة لم تعد وتجمع العشرات من الأهالى محاولين البحث عنها في كل مكان دون جدوى.


وأضافت والدة الطفلة: «رقية معتادة على النزول في أي وقت في الشارع لشعورهم بوجود أمن وآمان داخل شارع الشهيد أحمد فتحى بمنشية الحرية بحي شرق شبرا الخيمة، ولكن بعد حالة اختطاف ابنتي سنمنع أبناءنا من النزول في الشارع، وعدم ذهاب المدارس، لأن هذه هي الحالة الثالثة بحي شرق شبرا الخيمة التي تختفي فيه طفلة ولا يتم العثور عليها ولا يتم اكتشاف الجناة.


قصة كفاح بائع الفول مع أبنائه الأربعة

وتقف «النبأ»، قليلا أمام والد الطفلة عم رضا، «بائع الفول»، والذي يتمتع بسمعة طيبة وسط جيرانه بالمنطقة وجميع زبائنه في منطقة بهتيم بشبرا الخيمة، والذين أجمعوا على أنه رجل خدوم يساعد الجميع، وليس له أعداء.


وتحدث «عم رضا»، قائلًا: «أسكن في هذه المنطقة منذ أكثر من 40 عامًا، نشأت فيها وتزوجت وأنجبت 3 بنات وولد، شيماء بالثانوية العامة، وشهد بالصف الثاني الإعدادي، ومحمد بالصف الرابع الابتدائي، ورقية أصغر أبنائي».


يستكمل الأب حديثه قائلًا: «أستيقظ يوميا قبل أذان الفجر وأبدأ في الرحيل بعربية الفول إلى منطقة بهتيم لتجهيز أغراضي والاستعداد لبداية يومي الشاق بالعمل الشريف وأنتهي من العمل في تمام الساعة الخامسة حيث العودة إلى منزلى ورؤية أبنائي وبمجرد وصولي أجد ابنتي رقية في انتظاري أمام المنزل لتطلب مني نقودا لشراء حاجتها، وبالفعل أخرجت مبلغ 2 جنيه لتذهب به سريعا إلى السوبر ماركت الذي يوجد على بعد خطوات من المنزل».


جنيهان وراء شعور الأب بالذنب

يصمت الأب قليلا، وتدمع عيناه، ولكنه يتابع الحديث قائلا: «ليتني لم أعطها النقود.. أشعر بالذنب تجاهها».


ويستكمل: «انتظرت رجوع ابنتى لساعات طويلة، ثم خرجت من منزلي للبحث عنها ولم أعثر عليها، وأرشدنى أحد الأطفال أن رجلا عجوزا أعطاها مالا لشراء دواء للصداع من الصيدلية وقام أحد الأطفال بالنداء على رقية فقالت له هجيب حاجة لجدو، وقال شاهد عيان آخر إنه بعد خروجها من الصيدلية اصطحبها رجل عجوز، وقالت له الطفلة إن والدتها أرسلتها لشراء بعض الأشياء وعليها العودة سريعا، فقال لها: مامتك عارفة إنك معايا، ووصف الأطفال مكان تواجد الطفلة، وبالفعل تمت مراجعة الكاميرات المتواجدة بالشارع، وشاهدوا العجوز يرسل الطفلة للمرة الأولى للصيدلية ثم تعود إليه سريعا بعد شراء قرص للصداع ثم تقابل معها العجوز في منتصف الطريق وقام بإعطائها مالا للمرة الثانية وطلب منها شراء قرص آخر للصداع وأخذ يلتفت يمينا ويسارا عقب التحدث مع الطفلة وأخذها وذهب بها ملتفتا حوله ومراقبا ليتأكد من عدم رؤيته مع الطفلة، ولكن عدم معرفته بوجود كاميرات مراقبة كان سببًا في افتضاح أمره.


رحلة البحث عن «رقية»

وتحدث الأب عن معاناته في رحلة البحث عن رقية قائلا: «استقبلت مكالمات تليفونية من أشخاص يفيدون فيها بأماكن وجود الشخص المختطف حيث أفاد أحدهم بوجوده في ميدان الحصري بمنطقة 6 أكتوبر، وبالفعل تم القبض عليه، ولكنه لم يكن هو الجاني».


وقال أيضًا: «بعد أيام استقبلت مكالمة أخرى من شخص يفيد بتواجد الشخص المختطف في إحدى المناطق بشبرا الخيمة، إلا أنه خاب أملنا للمرة الثانية، وتبين وجود تشابه فقط بينهما».


وتلقي الأب اتصالا آخر من شخص يفيد بأن الجاني يعمل حارس عقار في منطقة النزهة وبالتوجه إليه تبين عدم صلته بجريمة الخطف على الإطلاق، بالإضافة إلى السفر إلى الإسكندرية لمشاهدة طفلة أخرى تم العثور عليها على أمل أن تكون ابنتهم. كل هذا وقسم شرطة ثان شبرا الخيمة لم يتحرك ويساعدنا في البحث عنها على الرغم من حصولهم على صورة الجاني، إلا أنهم أكدوا جميعا على عدم وضوح الصورة.


600 جنيه لرسم ملامح الجاني

وأضاف والد الطفلة رقية، قائلا: «ذهبت إلى ميدان العباسية، واستعنت برسام ليرسم لي ملامح مختطف البنت بمبلغ مالى 600 جنيه، وذلك لعرضها في جميع وسائل الإعلام، على أمل أن يتعرف عليه أحد ويقوم بمساعدتنا بالإبلاغ عنه حفاظا على ابنتنا».


توجهت "النبأ" إلى الصيدلية التي تم اختطاف رقية من أمامها وبالتحدث إلى الطبيب المتواجد الدكتور "أحمد العطار"، قرر دخول الطفلة إليه في حالة من عدم اتزان وكأنها تشعر بدوار في رأسها وطلبت منه دواء للصداع وبعد لحظات عادت لطلب قرص آخر للصداع وكان ينتظرها الرجل المسن في المرة الثانية حيث قام باصطحابها معه والذهاب بها عكس اتجاه منزلها.


وأكد الصيدلي أنه قد يكون تم تخدير الطفلة عقب خروجها من الصيدلية في المرة الأولى وبعودتها للمرة الثانية كانت تحت تأثير المخدر وتضع يدها على رأسها وآخر كلماتها "الباقي ياعمو" وأخبرها الصيدلي بعدم وجود باقي.


توجه والد الطفلة إلى قسم ثان شبرا الخيمة، وحرر محضر اختطاف ابنته «رقية»، كما ناشد اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، واللواء محمد توفيق الحمزاوي، مدير أمن القليوبية، بتكثيف الجهود؛ لإنقاذ ابنته المختطفة قبل فوات الآوان.