رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أحمد صبح: إبادة الشيعة كانت ستحدث لو استمر الإخوان في الحكم.. والسيسي أعاد لهم الأمان

محرر «النبأ» مع أحمد
محرر «النبأ» مع أحمد صبح


قال الشيخ أحمد صبح، زعيم المنشقين عن «الجماعات الإسلامية»، إن الشيعة كانوا «سيبادون» لو استمر الإخوان المسلمين في الحكم، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد الأمان للشيعة، وأن الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، قدم أوراق اعتماده للوهابية من قلب طهران بدفاعه عن الصحابة.


وأضاف «صُبح» في حواره لـ«النبأ»، أن الرئيس عند الشيعة والإخوان مجرد منفذ لأوامر المرشد، مؤكدا أنه أنه تم تهديده بالقتل وحرق منزله وخطف أولاده في عهد الإخوان، مشددا على أن عودة الخلافة الإسلامية، وتحرير الأقصى سيكون على يد الفرس بنص كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى تفاصيل الحوار:


في البداية.. ما نقاط الخلاف والاتفاق بين الشيعة والإخوان؟

الإخوان والشيعة يتفقون في الهيكل، ويختلفون في المضمون، فالمرشد أو الإمام موجود عند الشيعة وعند الإخوان، ورئيس الدولة عبارة عن منفذ لأوامر المرشد، وهذا ما حدث أثناء حكم الإخوان، حيث كان الرئيس المعزول محمد مرسي يتلقى الأوامر من المرشد محمد بديع، ومن مكتب الإرشاد.


كيف يختلفون في المضمون؟

الدليل أن الحرب ضد الشيعة لم تبلغ شدتها وتوهجها إلا في عهد الإخوان، في عهد الإخوان تم قتل الشيخ حسن شحاتة ورفاقه، وتم وضع بعض الشخصيات من أمثالي على قوائم الاغتيال بسبب سفرهم لإيران واتهامهم بـ«التشيع».


ما نقاط الخلاف الأخرى بينهما؟

نقاط الخلاف كثيرة منها: أن الإخوان ليست جماعة دينية، ولكنها جماعة سياسية، تقوم على المواءمات، وكل الممارسات التي كانت ضد الإسلام لم يقم بها الإخوان، لكن قام بها السلفيون الذين كانوا السبب في سقوط الإخوان، فمثلًا أنور البلكيمي وعلى ونيس وصاحب فتوى مضاجعة الزوجة المتوفية لا ينتمون للإخوان، ولكنهم ينتمون للتيار السلفي، لكن الناس تخلط بين الإخوان وبين التيارات الدينية الأخرى. فرق آخر وهو أن الإخوان تهادن إسرائيل، الخلاف بين الإخوان وإسرائيل خلاف سياسي وليس عقائديًا، لذلك لم يصلوا للحكم إلا بعد موافقة إسرائيل، عكس الشيعة الذين يكنون العداء لإسرائيل، ويرفعون شعار «الموت لإسرائيل»،  ويطلقون على أمريكا «الشيطان الأكبر»، كما أن الخلاف بين الشيعة وإسرائيل خلاف عقائدي.


لكن العرب والمسلمون ينظرون للشيعة على أنهم أخطر على الإسلام من إسرائيل؟

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا»، وبالتالي الذين يقولون إن الشيعة أشد خطرًا على المسلمين من اليهود يحرفون القرآن، ويتحدثون عن إسلام غير الذي نعرفه، ولو رضيت أمريكا عن إيران سوف ترضى عنها جميع الحكومات العربية والإسلامية، لأن الـ CIA هي التي تحكم العالم الآن.  

       

لكن بما تفسر التقارب بين إيران ومصر الذي حدث في عهد الإخوان؟

كان تقاربًا سياسيًا، بدليل أن مرسي قدم أوراق اعتماده للوهابية في خطابه من طهران، ودافع في عقر دار الشيعة عن بعض الصحابة مثل أبو بكر وعمر، وهو صاحب مقولة «لبيك سوريا» في استاد القاهرة، عندما أعلن دعمه للمعارضة السورية ضد الأسد، وهو يعلم أن إيران تدعم الأسد، والإخوان في أدبياتهم يريدون إبادة الشيعة، وفي عهدهم تمت إبادة الشيعة وقتلهم.


لكن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد زار مصر في عهد مرسي؟

الإخوان كانوا يداهنون النظام الإيراني، وتعاونوا مع السلفيين لـ«ضرب الشيعة»، وفي عهد الإخوان تمت محاصرة منزل السفير الإيراني، وكاد أن يتم قتله.


في عهد مرسي كان هناك حديث عن عودة السياحة الإيرانية لمصر لزيارة الأماكن المقدسة الخاصة بأهل البيت.. تعليقك؟

الإخوان كانوا يحتاجون للمال، بعد أن أوقفت دول الخليج المساعدات المالية لمصر في عهدهم، وكانوا يستخدمون إيران كورقة لابتزاز دول الخليج.


تقييمك للعلاقات المصرية الإيرانية في عهد مرسي والسيسي؟

أيام مرسي كانت العلاقات المصرية الإيرانية أكثر انفتاحا من الآن، لأن مصر كانت في حالة ثورية، ولا ننسى أن الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد وشقيقة الملك فاروق تزوجت من شاه إيران، وأصبحت سيدة إيران الأولى، وأن إيران أرسلت ألف أتوبيس للرئيس الراحل محمد أنور السادات.


هل وضع الشيعة في مصر في عهد الإخوان يختلف عن وضعهم في عهد السيسي؟

وضع الشيعة حاليًا أفضل بكثير من وضعهم أيام حكم الإخوان، في عهد الإخوان كنت أخشى على نفسي من الموت كل يوم، وهددوني بخطف أولادي وحرق بيتي لأنني قمت بزيارة إيران، أما في عهد السيسي فقد اختفى الخطاب الطائفي، وحل محله خطاب المواطنة، وأصبح الشيعة آمنين، بعد أن كان الخوف يملأ قلوبهم في عهد الإخوان.


تقصد أن الإخوان أكثر كراهية للشيعة من السيسي؟

السيسي ليس طائفيا، مرسي كان طائفيا، وفتح الباب لـ«رموز السلفية»، مثل محمد عبد المقصود ومحمد حسان وياسر برهامي لـ«مهاجمة الشيعة»، أما السيسي فدائما يتحدث عن المواطن المصري، سنة حكم الإخوان كانت سوداء على كل الطوائف، وخاصة على الشيعة، لو استمر الإخوان في الحكم كانت ستتم إبادة الشيعة، في عهد الإخوان كان هناك حديث عن انتقال "جند الله" من أبي النمرس إلى الدقهلية لإنفاذ حكم الله في المرتدين، وأنا واحد منهم، خطاب القتل والكراهية لم يحدث إلا في سنة الإخوان.


هل هناك أحد من الإخوان قام بزيارة إيران؟

الدكتور كمال الهلباوي ذهب أكثر من مرة إلى إيران عندما كان في التنظيم الدولي للإخوان، وهناك الكثير من رموز الحركات الإسلامية المضطهدون يعيشون في إيران، لأن الإمام الخومينيي أوصى بمساعدة المستضعفين وعدم تسليمهم لبلدانهم، وهناك الكثير من المحسوبين على الإخوان قاموا بزيارة إيران مثل، عصام سلطان، والمستشار محمود الخضيري، بالإضافة إلى مدير مكتب مرسي السفير محمد رفاعة الطهطاوي الذي كان مندوبا لمصر في طهران لمدة عشر سنوات.


أيهما أقرب للمملكة العربية السعودية الإخوان أم الشيعة؟

الإخوان هم الأقرب للنظام السياسي في السعودية، لكن العداء بين الوهابية والشيعة هو عداء متأصل، فالشيعة تمثل الهاشميين، أما الوهابية فتمثل الأمويين.


لكن السعودية تعتبر الإخوان جماعة إرهابية وتدعم الرئيس السيسي بكل قوة؟

كلام فاضي، المملكة ترقص على كل حبل، لأنها تخاف من أمريكا بعد قانون جاستا، المملكة أنفقت أموالها التي هي أموال المسلمين لإرضاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علماء المملكة هم الذين أفتوا بقتل النصارى، وتحريم بناء الكنائس، وعدم تهنئة المسيحيين بأعيادهم.


أيهما أكثر خطرًا على السعودية الشيعة أم الإخوان؟

السعودية تستخدم الشيعة والإخوان كـ«فزاعة» للحفاظ على حكم العائلة المالكة، السعودية أعطت لـ«ترامب» الذي لا يريد خيرًا للمسلمين 450 مليار دولار، في الوقت الذي تقوم فيه مصر باقتراض 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، كل من يريد فتح خزائن السعودية يعادي إيران، إيران أصبحت هي العدو المفيد لكل الدول الآن.


لكن الأنظمة العربية تستخدم الإخوان للوقوف في وجه التمدد الإيراني في المنطقة العربية؟

هذا غير صحيح، الغالبية العظمى من سكان اليمن والبحرين والعراق هم شيعة، والعرب هم الذين جعلوا قطر ترتمي في أحضان إيران التي لا تريد التمدد في العالم العربي، إيران قوة عظمى، وحضارة فارس أصيلة، والعرب لم يرفع ذكرهم إلا القرآن الكريم.


لكن يقال إن الإخوان هم أكبر حائط لصد المد الشيعي في المنطقة؟

هذا غير حقيقي، المد الشيعي يعني أن أهل السنة ضعفاء، من باب أولى أن نخشى من اليهود، لأن اليهود هم أعداء جميع المسلمين سنة وشيعة بشهادة القرآن الكريم، وبالتالي على الحكومات العربية والإسلامية أن تنسى الماضي، وأن تضع الخلافات في متاحف التاريخ، وتبدأ صفحة جديدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الإسلام جيش واحد وله فروع متعددة، والسنة والشيعة هم جناحا الإسلام.


هناك دراسة كشفت أن محمد مرسي كان يسعى أثناء فترة حكمه لتأسيس حلف إقليمي يشمل مصر وتركيا وإيران والسعودية.. رأيك؟

هذا الكلام غير صحيح، أمريكا كانت تريد محاربة إيران عن طريق الإخوان، «مرسي» كان يسعى لمحاربة الشيعة في سوريا، وهو الذي رفع شعار «لبيك سوريا»، وكان يريد استخدام الأرض السورية للمواجهة بين السنة والشيعة، لكن الله أراد شيئًا آخر، لأن الملك بيد الله، لذلك أطالب علماء السنة جميعا أن يفسروا قول الله تعالى في سورة محمد "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" وقوله تعالى في سورة الجمعة "وآخرين منهم لما يلحقوا بهم"، وأن يفسروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم "لو كان الإيمان في الثريا لناله رجال من فارس"، وهذا ما نجده يتحقق على أرض الواقع ونفخر به، ونتمنى لدولة إيران الإسلامية الازدهار، وأريد من مصر أن تضع يدها في يد الإيرانيين، فهم أصهارنا، واليهود هم أعداؤنا الحقيقيون بنص القرآن الكريم.


أيهما أكثر خطرًا على أمريكا الإخوان أم الشيعة؟

عدو أمريكا هو من يقف ضد مصالحها حتى لو كانت إسرائيل، أمريكا تعادي الإسلام سنة وشيعة، وهناك قول مأثور، وهو: «عدوك هو عدو دينك».


هناك لوبي إخواني في أمريكا والغرب.. أين الشيعة من ذلك؟

الدولة الفارسية تسعى للحفاظ على قوميتها، لذلك هي لا تريد الاندماج مع الثقافات الأخرى، أما الإخوان فتجدهم في كل مستنقع يلهثون وراء مصالحهم.


الإخوان يريدون عودة الخلافة الإسلامية فماذا يريد الشيعة؟

الخلافة الإسلامية لن تعود إلا عن طريق الأعاجم، وهم أهل فارس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو كان الإيمان في الثريا لناله رجال من فارس».


وماذا عن تحرير المسجد الأقصى؟

النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي بشر بأن الفرس هم الذين سيفتحون الأقصى، وهم الذين سيعود الدين على أيديهم.