رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تحركات هشام طلعت مصطفى لاستعادة لقب «إمبراطور العقارات»

هشام طلعت مصطفى والوليد
هشام طلعت مصطفى والوليد ابن طلال - أرشيفية


«العائد من السرداب لاستعادة إمبراطوريته المفقودة».. هذا هو أفضل وصف لحال رجل الأعمال الشهير المهندس هشام طلعت مصطفى؛ صاحب مشروعات «مدينتي» و«الرحاب»؛ فالرجل منذ الإفراج عنه، وهو يقوم بـ«جولات مكوكية»، لإصلاح ما أفسده غيابه عن مشروعاته العملاقة، خلال الفترة التي قضاها بالسجن في قضية قتل المطربة الشهيرة «سوزان تميم».


ومنذ الإفراج عنه بـ«قرار صحي» لم يسترح رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى سوى أيام قليلة انطلق بعدها لتنفيذ مخططاته لاستعادة مجد «مدينتي» من جديد، والقضاء على المشكلات التي يعاني منها السكان في هذا المشروع العملاق.


كما عقد هشام طلعت مصطفى، لقاءات واجتماعات لإنقاذ الشراكة التي تم توقيع الاتفاق المبدئي الخاص بها مع حكومة السعودية منذ عام، وبحسب بيان أصدرته الشركة جاء فيه أن رئيسها التنفيذي والعضو المنتدب، هشام طلعت مصطفى، يزور السعودية، ضمن خطوات تنفيذ وتفعيل مذكرة التفاهم التي وقعتها الشركة في أبريل 2016.


وكانت شركة طلعت مصطفى وقعت اتفاقية إطارية مع وزارة الإسكان السعودية في أبريل 2016 ضمن 20 اتفاقية تم توقيعها خلال زيارة للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لمصر، وتستهدف هذه الاتفاقية الإطارية دراسة مشروعات سكنية متكاملة بنظام المطور الشامل على أراضٍ مطروحة بالسعودية، وأنها ستقوم بعمل مخططات المشروعات، وتنفيذ ما يلزم لتسويق وبيع الوحدات نظير نسبة من الوحدات مقابل ثمن الأرض.


كما عقد هشام طلعت مصطفى اجتماعًا مع رجل الأعمال السعودي الأمير «الوليد بن طلال»، وتفقد الاثنان منتجع «الفورسيزونز الجديد» في شرم الشيخ البالغ سعته 800 مفتاح، بتكلفة إجمالية بلغت 380 مليون دولار، «7 مليارات جنيه مصري»، وهو امتداد لـ«منتجع الفورسيزونز» الحالي الذي افتتح في عام 2002 في شراكة بين شركة المملكة القابضة ومجموعة طلعت مصطفى.


وعند اكتماله العام المقبل سيكون منتجع فورسيزونز شرم الشيخ أكبر منتجع فورسيزونز في العالم بسعة 1400 مفتاح.


وهناك المزيد من المشاريع الجاري تطويرها من قبل مجموعة طلعت مصطفى بالتعاون مع فورسيزونز العالمية Four Seasons في مدينة «مدينتي» شرق القاهرة، وأيضًا في الساحل الشمالي الغربي في العلمين.


ونتج عن الشراكة الاستراتيجية بين فورسيزونز العالمية Four Seasons ومجموعة طلعت مصطفى، أكبر الفنادق العالمية المشهود لها، مثل فورسيزونز النيل بلازا بالقاهرة، وفورسيزونز الإسكندرية.


هذه التحركات تؤكد ما كان يردده المحللون من أن مجموعة طلعت مصطفى تمكنت من تحقيق نجاح كبير على مدار تاريخها بسبب أفكار الشركة المبتكرة وقدرتها على خلق مجتمعات عمرانية «مكتملة» وريادتها في هذا المجال.


وكانت الجولات المكوكية التي قام بها «طلعت» منذ خروجه لتفقد مشروعاته العقارية، لها أثر طيب في نفوس ملاك وقاطني الوحدات بالمشروعات التي تديرها الشركة، خاصة أنه طوال فترة غيابه عانى أصحاب تلك الوحدات معاناة شديدة سواء بسبب أيادي الإهمال التي طالت معظم تلك المشروعات أو بسبب سوء الإدارة خاصة بعد تحرير العديد من السكان محاضر بأقسام الشرطة ورفع قضايا لإثبات تلك السلبيات.


وكانت أبرز تلك السلبيات: «الشروخ» التي أصابت شريحة كبيرة من الأبنية والتي انتشرت في الواجهات الخارجية لأغلب البنايات، وأيضا تعاني الحدائق العامة من إهمال غير مسبوق وتحولت الأماكن الخضراء لـ«صفراء» وأصبح «الفيو» مقيت المنظر.


ووفق روايات بعض السكان فإن من قام بالعديد من السرقات وخطف الأطفال كان عمال الأمن ممن تعاقدت معهم الشركة.


لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ بل تعاني المدينة من «حرق» المخلفات الزراعية بالقرب من «الكتل السكنية»، والتي أضرت السكان ضررًا كبيرًا  وأصابت العديد منهم بأمراض صحية، ورغم أن الشركة كانت تقوم بحرق تلك المخلفات في السنوات الماضية عِند «بوابة 2»، ولكن بعد تحرير العديد من المحاضر بأقسام الشرطة، نقلت الإدارة مقر حرق هذه المُخلفات إلى خارج البوابة الخلفية بأمتار قليلة تسمح للدخان ورائحة الحريق بتغطية سماء المدينة ما يصيب السكان بالاختناق وعدم القدرة على التنفس.


وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى، ردًا على ظهور التشققات ببعض الأبنية، أن بعض البنايات في المدينة التي لا تتجاوز نسبتها 2% هي التي تعاني من وجود شروخ في وحداتها السكنية لطبيعة التربة الصحراوية التي تمتص المياه باستمرار، وأن الشركة تعمل على تعويض أصحاب هذه الوحدات أو نقلهم إلى وحدات أخرى لحين الانتهاء من معالجة الشروخ.


وفيما يخص منع السكان الذين رفضوا دفع فارق الصيانة من تجديد عضوياتهم بنادي المدينة، يقول نائب رئيس مجلس إدارة الشركة: «جميع مرافق المدينة تُعد شبكة واحدة غير منفصلة، وتلك الزيادات مُستحقة لأن النادي يستهلك المياه والكهرباء التي يسدد عن استهلاكها للشركة المالكة وبالتالي المُستفيدون منه والمشاركون فيه عليهم دفع فارق الصيانة لتمتعهم بتلك الخدمات داخله».


وأرسل العديد من السكان وملاك الوحدات رسائل للمهندس هشام طلعت بعدما فرضت عليهم  الإدارة السابقة أمورًا مرفوضة شكلا وموضوعا من الأهالي منها على سبيل المثال:


١- منع تجديد عضويات النادي المدفوع منفصلا، وحرمان الأطفال من ممارسة الأنشطة بحجة عدم استكمال دفع ما يسمى بفروق الصيانة التي تخص وحدات سكنية منفصلة.


٢- التحفظ واستغلال وصرف ودائع وأموال عامة للصيانة خاصة بالسكان، وعدم تقديم المستندات والأدلة التي تخص أوجه الصرف والمرتبات، مع تقديم الخدمات بشكل أقل من المطلوب.


٣- عمل مستنقعات و"ترنشات" للصرف الصحي بأكثر من مكان داخل حدود المدينة، ما يهدد حياة وصحة السكان بالخطر.


4- حرق مخلفات الزراعة على حدود المدينة، ما يعرض حياة وصحة السكان للخطر.


5- شروخ وهبوط بالعمارات نتيجة عدم اتباع المواصفات وأصول الصناعة في البناء.


6- حرمان السكان من أبسط حقوقهم الآدمية من استغلال دعم الدولة عن طريق منعهم من شحن كروت عدادات الكهرباء بقيم فوق رصيد محدد، مع بيع عدادات الكهرباء بأسعار مضاعفة لسعرها بوزارة الكهرباء، ما يخالف منظمات وهيئات حقوق الإنسان.


7- مخالفة التصميمات المعمارية والرسومات وألوان الواجهات والمواد الدعائية التي تم البيع على أساسها.


ولم يقف هشام طلعت مكتوف اليدين أمام تلك المشاكل فهو يعرف جيدًا أن الإهمال وسوء الإدارة هما «معول هدم» أي مشروع ناجح وسارع على الفور بالتحرك بالضرب بيد من حديد لبتر يد الإهمال التي طالت مشاريعه وذهب بين الحين والآخر متفقدًا المدينتين بنفسه والوقوف علي آخر المستجدات وبعث برسالة لجميع قاطني المدينتين يطمئنهم ويعدهم بإصلاح الأمور وعودتها إلى نصابها الصحيح.


وطمأن طلعت مصطفى السكان، في رسالة مهمة له قائلًا:«قمت اليوم بزيارة الرحاب ومدينتي، حيث تلاحظ لي بعض المشكلات التي عانيتم منها في الفترة السابقة ومنذ هذه اللحظة، أعاهدكم بأنني والفريق المعاون لي سنبذل قصارى جهدنا للعمل على حل كل المشكلات التي لاحظتها بنفسي وسوف نتخذ العديد من القرارات التي تضمن تقديم الخدمة لعملائنا وقاطني الرحاب ومدينتي على المستوى اللائق والمنشود كي تحقق تطلعاتكم».


وأخيرا أرجو قبول اعتذاري عن أي تقصير حدث في الفترة الماضية، هذا وسوف نواليكم بالقرارات والإجراءات التي سنتخذها بشكل دوري وذلك حرصا منا على تحقيق رضاكم الكامل، فأنتم شركاء النجاح ونحن ملتزمون بما وعدنا.


وبالفعل اطمأن السكان بظهور طلعت مصطفى على الساحة العقارية، خاصة أن هشام طلعت مصطفى معروف منذ أمد بعيد بقوة قراراته، والنظرة المستقبلية فهو رجل العقارات الأول في مصر، والذي قاد شركة مقاولات والده لتضاهي الشركات الكبرى والتي أصبحت واحدة من أقوى شركات المقاولات بـ«السوق المصرية».


ويُذكر أن طلعت مصطفى اُتهم في سبتمبر 2008، في قضية مقتل سوزان تميم التي قتلت «طعنًا» في مسكنها بدبي وصدر الحكم على مصطفى بالإعدام ثم خفف إلى السجن 15 عامًا، فيما تم الحكم على المتهم الأول بالمؤبد.


وتعد مجموعة طلعت مصطفى، من أبرز المطورين العقاريين في مصر والمنطقة وكانت أول من أدرك وجود معدل طلب هائل على إقامة مجتمعات عمرانية حديثة متكاملة الخدمات تخدم الطبقات المتوسطة وفوق المتوسطة المتزايدة في المجتمع وتلبي احتياجاتهم.


وبرزت ريادة المجموعة في تطوير مجتمعات عمرانية وسكنية ضخمة في مصر.


واستهلت المجموعة باكورة مشروعاتها في هذا المجال بمشروع قرية الروضة الخضراء المقام على مساحة تربو على 84،000 متر مربع في منطقة أبو يوسف بالإسكندرية عام 1990.


وفي عام 1995 شيدت «قرية فيرجينيا بيتش» على مساحة 365،400 متر مربع التي تعد بمثابة أول مجمع سكني متكامل الخدمات على الساحل الشمالي لمصر.


وخلال العقد من 1994 إلى 2004، شيدت المجموعة سلسلة من المجتمعات العمرانية على أطراف القاهرة، حققت من خلالها صيتًا ذائعًا وسمعة قوية؛ نظرًا لاهتمامها بالجودة، وتسليم مشروعاتها في المواعيد المقررة، والتزامها بمواصفات محددة لا تحيد عنها.


وتتضمن تلك المشروعات مجمع الـ«ماي فير» في مدينة الشروق بشرق القاهرة، والربوة في مدينة الشيخ زايد بـ«غرب القاهرة»، ومشروع مدينة الرحاب الشهير بالقاهرة الجديدة، وهي أول مدينة ومجتمع عمراني وسكني متكامل الخدمات في مصر ثم بدأت المجموعة في يوليو 2006 تطوير مشروع مدينتي على مساحة تمتد لما يربو على 33.6 مليون متر مربع، ويعد المشروع بمثابة أكبر مشروع متكامل الخدمات تمامًا في مصر.


وقد تضرر سهم الشركة بقوة بعد اتهام هشام طلعت مصطفى في قضية مقتل سوزان تميم وقام بالاستقالة من منصبه بعد الحكم عليه عام 2009، ثم تعرضت الشركة لـ«هزة أخرى» بعد خلافها مع هيئة المجتمعات العمرانية؛ بسبب أرض «مدينتي»، والتي استمرت تتداول لفترة طويلة في المحاكم حتى تم الحكم بحصة للحكومة من وحدات المدينة.