رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالكتاب ورقم الصفحة.. التحريض ضد المسيحيين في مناهج الأزهر

تواضروس والطيب -
تواضروس والطيب - أرشيفية


سارع «الأزهر الشريف» بالتنديد بالفتوى التي أصدرها الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، ووصفه عقيدة المسيحيين بـ«الفاسدة»، وأصدر الأزهر بيانًا يؤكد فيه أن ما قاله وكيل وزارة الأوقاف السابق، يمثل «رأيًا شخصيًا».


موقف الأزهر كان محور انتقادات واسعة من قبل البعض، وخاصة المحسوبين على التيارات السلفية، والفريق المعارض لـ«سياسة الأزهر»، في ملف تجديد الخطاب الديني، ويرجع هؤلاء سبب مواقفهم لكون الأزهر يقول عكس ما يفعله، فرغم خروج قيادات المشيخة للتأكيد على تنقية مناهج الأزهر من دعوات التطرف ضد الأقباط، إلا أن الواقع ينافي ذلك تمامًا، فقد لجأ الأزهر إلى التحايل على المطالبين بتنقية المناهج، وكلف بعمل ما يسمى بـ«كتب المقررات والمناهج»، بحيث تحتوي «المقررات» على الأجزاء المحذوفة من «المناهج»، والتي تحث على الكراهية ضد الأقباط.


ومن الأمثلة على ذلك، هناك كتاب في المنهج يسمي «الاختيار لتعليم المختار»، يحتوي على دروس تدعو للكراهية، وهو الكتاب الذي طلب الجميع تنقيته، في حين أن هناك كتابًا آخر مقررًا بعنوان «المختار من الاختيار»، تم خلاله حذف العبارات التي كانت موجودة في كتاب «الاختيار لتعليم المختار»، والكتابان يدرسان للطلاب، نفس الأمر في كتاب المنهج «الإقناع»، فقد تم تنقيته في كتاب «تيسير الإقناع»، والاثنان يدرسان لطلاب الشهادة الثانوية الأزهرية.


وفي كتاب «الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع»، المقرر على الصف الثالث الثانوى الأزهرى، ورد بصفحة 235 ما نصه: «وألا تبنى كنيسة فى الإسلام لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز فى دار الإسلام، فإن بنوا ذلك هدم، ولا يجوز إعادة بناء كنيسة قد انهدمت وبالذات فى مصر».



وفى موضع آخر تحديدًا فى صفحة من 236 - 238: «ويعرف أهل الكتاب فى ديار الإسلام بلبس الغيار وشد الزنار، والغيار هو ما يتم ارتداؤه على أن تتم خياطة جزء من أماكن غير معتاد الخياطة بها كلون مخالف تتم خياطته على الكتف مثلًا، لأن عمر رضي الله عنه، فعل ذلك كما يزعمون، ويمنعون من ركوب الخيل، ويلجأون إلى أضيق الطرق، ولا يمشون إلا أفرادًا متفرقين، ولا يوقرون فى مجلس فيه مسلم لأن الله تعالى أذلهم».


وحسب كتاب «الإقناع» فإنه: «تميز نساء المسيحيين بلبس طوق الحديد حول رقابهن ويلبسن إزارًا مخالفًا لإزار المسلمات، وتميز دورهن بعلامات حتى لا يمر السائل عليهم فيدعو لهن بالمغفرة».


ويدعو الكتاب لـ«كراهية الغير»، وعدم الميل لهم، فبحسب ما ورد فى صفحة 238: «بما أن الإساءة تقطع عروق المحبة فيجب الإساءة لهم وعدم الميل القلبى لهم، وقطع عروق المحبة معهم».


وفي صفحة 357 من كتاب «الإقناع»، يُعلم الأزهر تلاميذه كيف يهينون أصحاب الديانات الأخرى المخالفين للإسلام: «وتُعطى الجزية من الكتابي على وصف الذل والصِغَار، ويقولون له: اعط الجزية يا عدو الله، وليس هذا فقط، بل يكون المسلم الجابي جالسا، والذمي واقفا، ويأخذ بتلابيبه، ويهزه هزًا، ويقول: اعط الجزية يا عدو الله».


وفي كتاب «الاختيار لتعليم المختار» صفحة 237، يقول المؤلف، إنه يجب وضع علامات على بيوت الأقباط؛ حتى لا يدعو السائل طالب المساعدة لهم بالغفران.


أما ما حدث في مناهج الأزهر، وهي الكتب التي يطلق عليها «المقررات»، ففي منهج مادة أصول الدين، المقررة على الصف الأول الإعدادي في المعاهد الأزهرية، ورد في مقدمة الكتاب في الصفحة الثالثة تحديدا: الكتاب يبين علاقة المودة بين المسلمين وغير المسلمين، ويبيّن الحقوق والواجبات المقررة على كل منهم، إضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تظهر سماحة الإسلام، وسماحة خلق النبي عليه الصلاة والسلام، مع جانب من سيرته وتعاملاته مع غير المسلمين.


واستحدث الأزهر درسًا في الصفحة رقم 62 في الكتاب نفسه، يوضح أن الله خلق الناس سواسية، وأن المساواة في الإسلام تكون على مبدأ المواطنة.


أما كتاب «أصول الدين»، والمقرر على الصف الثانى الإعدادى بالمعاهد الأزهرية، فقد تضمن درسًا فى الصفحة «٥٦» حول إنصاف أهل الكتاب.