رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"تشيزو".. المدينة الصينية التي صنعت من الهواء "أموال"!

قرية الشعراء في تشيزو
قرية الشعراء في تشيزو


يقول المثل الشعبي في مصر "احنا اللى عبينا الهوا في أزايز وبعناه"، في إشارة إلى الفهلوة والشطارة التي يتميز بها المصريين، ولكن هذا المثل تحول إلى حقيقة في إحدى المدن الصينية، التي استغلت الهواء والبيئة الطبيعية المثالية لديها، لتوفير أموال ومصادر دخل لها.

المدينة التي نقصدها هي مدينة "تشيزو" أو Chizhou إحدى أبرز مدن مقاطعة "آنهوي" الصينية، والتي قمت بزيارتها في إطار زيارة المقاطعة نفسها.

وتعد "تشيزو" من أهم المدن البيئية والسياحية في الصين الجاذبة للسياح، نظرًا لاشتهارها بهوائها النقي.

تقع "تشيزو" في جنوب غرب مقاطعة "آنهوي" على الضفة الجنوبية من نهر يانغتسى، وتحيط بها جبال جيوهوا وهوانغشان من الجنوب، وتبلغ مساحتها 8399 كيلومترًا مربعًا، وعدد سكانها 1.6 مليون نسمة.

الملاحظة الأولى التي تلفت نظرك بمجرد هبوطك أرض المدينة هي الطبيعة الخلابة، وتواجد الكثير من المرتفعات الجبلية التي يكسوها اللون الأخضر، والأنهار الصغيرة، حيث تتجمع الأراضي الجبلية في الجنوب، والسهول الطينية لنهر اليانغتسى في الشمال، كما تتواجد العديد من البحيرات الصغيرة لتشكل مناظر طبيعية خلابة للغاية، وهو ما كان مصدر سعدها ودخلها الاقتصادي الأول.

في "تشينزو" تحالفت الموارد الطبيعية مع البيئة، لإنتاج أول نموذج في الصين بل في العالم، للاقتصاد الأخضر الذي لا يلوث البيئة، ويحافظ على التنمية المستدامة، حيث ساهم المناخ الرطب للمدينة والمعتدل طوال فترات العام، بمتوسط درجة حرارة ما بين 16-17 درجة مئوية، مع توافر كميات كبيرة من الهواء النقي، وتغطية 38.4% من أراضي المدينة بالمساحات الخضراء، في توافد كثير من السياح إلى المدينة، لتحتل السياحة مكانة بارزة كأحد مصادر الدخل القومي.

وبعيدًا عن ذلك فالمدينة تتميز بثراء في الموارد المعدنية مثل الرصاص والزنك والمنجنيز، كما توجد بها محميتان طبيعيتان الأولى هي بحيرة شنغجين، المعروف باسم بحيرة كرين الصينية، حيث توجد العديد من الأسماك النادرة، والمحمية الثانية هي غو نيو جيانغ، وهي محمية طبيعية وطنية للحيوانات والنباتات البرية النادرة، كما يوجد بالمدينة ما يسمى ببنك جينات الحيوان والنباتات العظمى في شرق الصين.

تاريخ عريق

حدثنا المرشد السياحي المرافق لنا عن أن تاريخ المدينة يعود إلى أكثر من 1400 عام، حيث يعود تاريخ تشيزو إلى سلالة تشين وهان، التي استوطنت المدينة، واعتمدت على تطوير صهر الحديد وبناء السفن والمعادن في هذه المنطقة.

كما أن للمدينة تاريخ طويل مع الثقافة البوذية التقليدية، حيث يوجد بها جبل جيوهوا، الذي يعد موقع العبادة البوذية الأول، وأحد أربعة جبال بوذية معروفة في الصين، في الوقت الحاضر، ويوجد بها نحو 100 معبد كبير للبوذيين.

أرقام اقتصادية
تحتل المدينة المركز السادس عشر كأقوى اقتصاد على مستوى مقاطعة آنهوى، وفي عام 2016، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في المدينة بنسبة 10.2٪ عن العام السابق ليصل إلى 46.22 مليار يوان (6.7 مليار دولار) أمريكي.

وارتفعت أرباح القطاع الزراعي بنسبة 3.4٪ لتصل إلى 6.74 مليار يوان (975 مليون دولار)، ويمثل القطاع الزراعي ما نسبته 14.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة، فيما حقق قطاع الخدمات، وهو أكبر قطاع اقتصادي بالمدينة، 16.93 مليار يوان (2.5 مليار دولار) مساهما بنسبة 36.6٪ في اقتصاد المدينة.

وبفضل المناظر الطبيعية الخلابة، فقد اجتذبت المدينة بنهاية عام 2016 أكثر من 34.41 مليون سائح، منهم 0.7 مليون سائح أجنبي، وارتفعت عائدات السياحة في المدينة بنسبة 30.2٪ لتصل إلى 34.5 مليار يوان (5 مليارات دولار).

وفيما يتعلق بالصناعة فالمدينة تتميز بالصناعات الثقيلة، والمناطق الصناعية المختلفة في كثير من المجالات مثل: صناعة الفحم والتعدين والتعدين والكيماويات وتصنيع المعدات وقطع غيار السيارات وتجهيز المنتجات الزراعية والمنسوجات.

كما توجد بالمدينة أكبر مصانع الشاي، وهو مصنع "تيانفا" الذي تأسس في عام 1997 برأس مال 10.3 مليون يوان ما يساوي 1.5 مليون دولار، وهو متخصص في إنتاج الشاي وتصديره لدول العالم.

وتتميز المدينة بوسائل النقل المريحة، حيث تقع على الطريق السريع بين العاصمة بكين، ونانجينج وهيفي (عاصمة أقليم آنهوي) وغيرها من المدن الكبيرة، وخلال ثلاث ساعات فقط تصل من تشيزو إلى مطار هيفي.