رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدولة تواجه الإرهاب بـ«كتاب القيم والأخلاق والمواطنة».. ومقولات «السيسي»!!

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


سادت حالة من الارتباك في الشارع المصري، بعد خروج تصريحات متضاربة بين وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، والتربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، حول قرار إلغاء تدريس مادة «التربية الدينية»، بدءًا من العام الدراسي المقبل 2017 - 2018.


وكانت البداية بخروج تصريح خطير للدكتور محمد مختار جمعة، بإلغاء مادة التربية الدينية، على أن تحل بدلًا منها مادة «القيم والأخلاق والمواطنة»، دقائق وخرجت وزارة التربية والتعليم لتنفي ذلك تمامًا.


وحصلت «النبأ» على تفاصيل هامة بشأن حقيقية إلغاء مادة التربية الدينية، من عدمه، وتشير هذه المعلومات إلى أن فكرة إلغاء مادة التربية الدينية الإسلامية والمسيحية، نوقشت داخل «بيت العائلة»، في عهد حكومة «الببلاوي»، بعد أحداث« 30 يونيو» 2013، بمشاركة وزارة التربية والتعليم في عهد الوزير الأسبق محمود أبو النصر، وجاءت هذه الفكرة بطلب من «لجنة التعليم» ببيت العائلة في إطار مراجعتها لمناهج التربية والتعليم، وهو ما كشفه فيما بعد تصريح الأنبا «أرميا»، عضو مجمع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقوله: «إن لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية راجعت مناهج وزارة التربية والتعليم، ووضعت تعليقات عليها».


وكانت الفكرة قائمة على خيارين الأول: إلغاء تدريجي لمادة التربية الدينية الإسلامية والمسيحية، عقب بدء تدريس مادة القيم والأخلاق والمواطنة الجديدة، الخيار الثاني، وهو الإلغاء الفوري.


وأفادت المعلومات، أن الأمر عرض على الجهات الأمنية لاستطلاع الرأي والموافقة، وكانت النتيجة رفض الجهات الأمنية ذلك بعد دراسة شاملة لتداعيات هذا القرار، وعدم تهيئة المجتمع لتقبله، ورفض التيارات السلفية قبوله.


في الوقت نفسه، كان الأزهر الشريف متحفظًا بشدة على رؤية «بيت العائلة» بشأن إلغاء مادة التربية والتعليم، الغريب في الأمر أيضًا، أن الأجهزة الأمنية، رفضت طبع كتاب القيم والأخلاق والمواطنة الجديد والذي كان يفترض توزيعه على الطلاب في النصف الثاني من العام الدراسي الماضي، 2016؛ بسبب أن الكتاب غير مطابق للمواصفات أو النسخة الموقعة مع الأزهر والكنيسة.


كما رفض الأزهر تقديم مساعدات مالية لوزارة التربية والتعليم، قدرت بحوالي 500 ألف جنيه من صندوق «بيت العائلة»، ونظرًا لتعدد العمليات الإرهابية ضد الكنيسة، والحديث حول ضرورة تنقية مناهج التعليم من الآراء المناهضة للكنيسة، فتم الموافقة مؤخرًا على طبع الكتاب من العام الدراسي المقبل، مع الاحتفاظ بتدريس مادة التربية الدينية لحين إشعار آخر، مع الاتفاق على إحداث تغيير كامل في منهج التربية الإسلامية بدءًا من العام المقبل لتتوافق دروسه ومناهجه مع ما يحتوي عليه كتاب «القيم والأخلاق».


أما عن تفاصيل محتوى كتاب «القيم والأخلاق والمواطنة»، فيشرف على طباعته قطاع الكتب بوزارة التربية والتعليم، وتساهم في طباعته ماليا منظمة اليونسكو، ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ويحتوي على 3 أبواب في 100 صفحة، ويحتوي الفصل الأول على أبرز الأخلاقيات، إضافة إلى بعض القضايا مثل مواجهة ظاهرة التحرش، وتنمية الروح الدينية لدى الطلاب، وعدم خلط الدين بالسياسة، ويحتوي الكتاب أيضًا على دور الكنيسة المصرية في الأحداث السياسية التي مرت بها مصر منذ ثورة يناير، وبعض الأناشيد والأغاني والتعليم في حب الوطن، والتي تتشابه بعض كلماتها مع كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشهيرة، مثل «مصر أم الدنيا.. وهتبقى قد الدنيا».


ويشمل المنهج أمثلة لتوافق بعض القيم المشتركة بين الأديان، كما يعرض أمثلة من الإنجيل والقرآن حول القيم المهمة.


ومن أهم الدروس التي وردت في منهج المرحلة الابتدائية، قيمة النظافة، والتي من المفترض تدريسها في مادة اللغة العربية، عن طريق عرض صور لأدوات النظافة، فضلا عن «قيمة المواطنة وأهميتها»، عن طريق تكوين حروف من كلمات، مثل «بلدي– أمي– علم»، وغيرها، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية استخدام الأناشيد والأغانى الوطنية؛ لترسيخ قيم المواطنة والانتماء.


كما يتضمن المنهج، فصلًا عن الحقوق والواجبات، التي تهدف لأن يتعرف الطفل على معنى الحق، ويستطيع من خلاله تحديد ما عليه من واجبات، وما له من حقوق، ويدرك أن لديه حق التعلم، وأن الدراسة واجب عليه، وفى النهاية تكون القيمة المستفادة من الدرس هي التفريق بين «الحق والواجب».