رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عصابة دولية تُغرق البلاد بمخدر «الأستروكس» القاتل

مخدر الأستروكس القاتل
مخدر الأستروكس القاتل - أرشيفية


قاد مجموعة من المسجلين خطر، شبكة دولية كبرى لإغراق البلاد، بمخدر «الأستروكس» القاتل، والذي يحتوي على 120 نوعًا من  المواد الكيميائية والمخدرة من أجل صناعتها، ويتسبب في  الهبوط الحاد بالدور الدموية وانخفاض شديد في ضغط الدم، وتوقف عمل القلب فور تعاطيه.

هذا المخدر الذي اشتهر في مصر خلال الفترة الأخيرة،  يتسبب أيضًا في ارتخاء العضلات، والإمساك، والاحتقان، وخلل بالوعى أو ما يعرف بشبه الغيبوبة، بالإضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية.. ونكشف عبر السطور التالية تفاصيل القبض على هذه الشبكة وأسرار انتشار المخدر القاتل.


البداية عندما رصدت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالقاهرة، انتشار مخدر "الأستروكس" الجديد في القاهرة والجيزة.


وبمتابعة نشاط هذا الأمر، تبين أن هناك شبكة كبرى لتهريبه إلى داخل القاهرة، بعد الحصول عليه من عصابات التهريب عبر الحدود في الصحراء الغربية.


على الفور تم تشكيل فريق بحث، وتبين من التحريات أن هناك شبكة دولية تتعاون مع بعض المسجلين خطر داخل مصر، من أجل تهريب المخدر الجديد إلى القاهرة والجيزة، وتوزيعه على الشباب بعد الحصول عليه من على الحدود المصرية الليبية، في الصحراء الغربية.


وأضافت التحريات أن "الأستروكس" عبارة عن خليط مكون من مجموعة من المواد الكيميائية والمخدرة، يتم تصنيعه حتى يتحول إلى بودرة، توضع في أكياس، ولكنه يتسبب في هبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقف القلب عن العمل.


وأوضحت التحريات أن هذه الشبكة يتزعمها بعض الأشخاص من خارج البلاد، منهم رجال أعمال من إيطاليا وجنوب إفريقيا، من أجل تهريب المخدر من قارة آسيا بعد تصنيعه فى "فيتنام"، إلى إفريقيا وتحديدًا إلى دول الشرق الأوسط، وعن طريقه وصوله إلى مصر عبر ليبيا ومن ثم العمل مع عصابات التهريب على دخوله إلى الحدود المصرية، ثم يستلمه الأفراد المسجلون من أفراد الشبكة في مصر، ويتم توزيعه في القاهرة والجيزة في المناطق الراقية، وعلى الشباب في الأوساط المختلفة.


وأشارت التحريات إلى أن الشبكة كانت في السابق تستغل تشابه مخدر "الاستروكس" مع أنواع التبغ الذي يباع في الأكياس، وذلك بعد تصنيعه ومعاجلته كيميائيًا، ولذلك كانوا يصنعوه في الخارج ويعبئونه في أكياس التبغ، ويحشونه في الحاويات عبر الميناء؛ لتضليل رجالل الشرطة وتهريبه إلى داخل البلاد، إلا أنه في الفترة الأخيرة تمكنت قوات الأمن من اكتشافه بسبب الفرق بينه وبين التبغ في الرائحة والملمس، مما جعلهم يلجئون إلى تهريبه عبر الدورب الصحراوية، خاصة أن حجمه داخل الأكياس يكون صغير ولا يحتاج إلى مشقة في نقله، مشيرة إلى أنه أصبح يتم تهريبه داخل أكياس كبيرة في شكل بودرة خام، من أجل تصنيعه في مصر، ومعالجته وبيعه في اكياس صغيرة بعد ذلك، كما يتم وضع بودرة سيراميك وبعض المواد من العطارة مثل البردقوش، ويتم خلطه بالحشيش، من أجل مضاعفة كميته الحقيقية وبيعه للمواطنين، مما يتسبب في أخطار كثيرة.

 

وكشفت التحريات أنه كان يتم توزيع المخدر القاتل في المناطق الراقية، وعلى الشباب الأثرياء فقط، ولكن في الفترة الأخيرة وعلى الرغم من ارتفاع سعر الجرام من المخدر؛ والذي يصل إلى 300 جنيه؛ إلا أنه رغم ذلك انتشر بطريقة كبيرة بين أوساط الشباب المصري بمختلف الطبقات، وليس فقط الأثرياء، لافتة إلى أن هناك مناطق معينة ينتشر فيها توزيع  "الأستروكس"، وهي مناطق "القاهرة الجديدة ومدينة نصر ومصر الجديدة والدقي والزمالك والعجوزة وأكتوبر، خاصة في الأماكن المتواجد بها الديسكوهات والملاهي الليلية، مضيفة أن الشباب اعتادوا على تعاطيه قبل حفلات السكر، نظرًا لأنه يعطي أحساس كامل بالتخدير.


وبمتابعة نشاط هذه العصابة، وردت معلومات عن تهريب كمية كبيرة من المخدر، فتم تشكيل فريق من البحث، وتابع نشاط الشبكة، وأعد الأكمنة لهم، حتى تمكن من محاصرتهم والقبض على أفراد الشبكة، وهم: "محمد.م"، و"إبراهيم.ك"، و" محمد.أ"، عاطلين، وبحوزتهما 10 آلاف كيلو جرام من مخدر و"الأستروكس"، وكمية كبيرة من الاكياس الفارغة، وبعض كميات الحبوب من العطارة، ومبلغ مالي يقدر بنحو 25 ألفا و685 جنيهًا مع أفراد العصابة.


وبالتحقيق مع المتهمين، اعترفوا بحيازتهم المواد المخدرة بقصد الإتجار بعد خلطها وزيادة كمياتها، وتوزيعها على الشباب في المناطق المختلفة بالقاهرة والجيزة، لافتين إلى أنهم يتواصلون مع أفراد الشبكة عبر الانترنت ويتم الاتفاق على الصفقة، وطرق التهريب، الذين يغيرونها على الطريق، مشيرين إلى أن هناك إقبالا كبيرا على شراء هذا النوع من المخدر خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب تأثيره القوي؛ لاسيما في ظل قلة الموجود من الأقراص المخدرة.


وأضاف المتهمون أنهم بدءوا في الاتجار بهذا النوع، بعد انتشار مخدر "الفودو" الذى يشبهه، حيث أن "الفودو"، عبارة عن مادة عشبية تدخل تحت بند بخور، وكان يعطي تأثيرا أشد من البانجو والحشيش، قليلا بعد أن يتسبب فى تسمم للجهاز العصبى، لكنه لم يكن بقوة "الاستروكس"، حتى علموا من بعض الأشخاص القادمين من الخارج عن نوع مخدر يتم تصنيعه عن طريق الخلط بالمواد الكميائيية وأنواع المخدر الطبيعية، وذلك بعد جلبه من أحد الزراعات في أمريكا الجنوبية التي كان يتم تداوله فيها بغرض الاستخدامات طبية عديدة، ثم قام أفراد العصابة بالتواصل مع مهربي المخدرات في الخارج من توريده لهم بطرق مختلفة من الدول الأجنبية إلى داخل البلاد.


تم التحفظ علي المضبوطات وتحرير محضر بالواقعة، والعرض على النيابة العامة؛ لمباشرة التحقيق.


"الأستروكس" هو مخدر عشبي مثل نبات القنب، مستخرج من نفس الزهرة التي يستخرج منها الأفيون، ولكنه يتم خلطه بالعديد من المواد الكيمائية، منها "الاتروبين، والهيوسين، والهيوسيامين"،  تتسبب في السيطرة التامة علي الجهاز العصبي، ومن ثم  تخديره بشكل غير طبيعي، حتى يصيب متعاطيه باحتقان شديد واحمرار بالوجه وحشرجة في الصوت واتساع في حدقة العين، وعندما ينتهي تأثيره على المتعاطي تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التي يشعر بها.


ومن المعروف أن الأستروكس، كان يستخدم في الدول الأوروبية من أجل تهدئة الأسود في السيرك والمحافل العامة، كما استخدم حديثُا كمهدئ للثيران والأحصنة، في السباقات المختلفة؛ إلا أنه خلال الفترة الأخيرة انتشر في الدول النامية كمخدر يتعاطاه الشباب بسبب تأثير الشديد على الجهاز العصبي، والتخدير بشكل كامل، حيث أصبح يتم تدخينه بواسطة السجائر، مثل الحشيش؛ إلا أن تأثيره يكون مختلفًا عن الحشيش؛ لقوته على عدم تحمل الجهاز التنفسي والقلب له مما يؤدي إلى هبوط في الدورة الدموية وتوقف القلب عن العمل


ويتسبب الأستروكس في العديد من الأمراض القاتلة، حيث يدمر الجهاز التنفسي بشكل كامل، وأولى إصاباته تكون في منطقة الأنف، كما ان السموم التي يحتوى عليها نتيجة خلطه بالمواد الكيمائية، تسبب مرض السرطان، وتؤدي إلى الإصابة بسرطان الدم، كما يسفر عن ارتفاع نسبة السموم في الدم مما يؤدي إلى ضيق الدورة الدموية، وهبوط حاد بها على الفور، كما أن شربه مخلوطا بالسجائر يؤدى إلى تدمير الجهاز الهضمي، حيث كشفت الدرسات التي أعدها مراكز الصحة العالمية عن أن هناك نسبة كبيرة من متعاطي هذا المخدر، يصابون بسرطان الكبد والمعدة، في حين أن أغلب من يشربه لا يستطيع قلبه تحمل هذا المخدر المخلوط بالمواد الكيمائية مما يؤدي إلى توقف القلب في الحال، وحيث أصيب نسبة 65% من متعاطيه بالذبحة الصدرية، بالإضافة إلى تضخم في الكبد وتآكل ملايين الخلايا العصبية.


كما هناك بعض الأمراض التي يتسبب فيها "الاستروكس"، منها فقدان الشهية، والنحافة والضعف العام وقلة النشاط والحيوية واختلال في التوازن واضطرابا في الجهاز الهضمي وشعور بالانتفاخ والتهاب المعدة وارتفاع الضغط، وفقدان الذاكرة وهلوسة بصرية.