رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«لغز» تراجع مصر في «مؤشر السعادة» العالمي: «ياريتنا زي ليبيا والعراق»

مواطن مصر
مواطن مصر


المصريون أقل سعادة من دول كنا نضرب بها المثل في الفقر والتخلف مثل الصومال التي تتعرض الآن للمجاعة، ومن دول مازلنا نحذر من أن نلقى مصيرها مثل العراق وليبيا، رغم الفوضى العارمة، والحروب الأهلية، وحتى من دول محتلة مثل فلسطين.

   

هذا ليس خيالا أو حتى مزاحا، ولكنها الحقيقة التي كشفت عنها "شبكة حلول التنمية المستدامة"، التابعة للأمم المتحدة التى تأسست سنة 2012 وتضم فى صفوفها مراكز البحث والجامعات والمعاهد التقنية من أجل المساعدة فى إيجاد حلول لبعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحا فى العالم، من خلال تقريرها السنوي حول مؤشر السعادة في العالم لعام 2016، والذي استند إلى 38 مؤشرا مختلفا، من بينها نظام الحكم السياسى ومستوى الفساد فى المجتمع والتعليم والصحة والأجور، وقدرة الأفراد على تقرير مستقبلهم، ونصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى، والسنوات المتوقعة للحياة بصحة، والدعم الاجتماعى، والحرية الاجتماعية، والسخاء، حيث احتلت مصر المركز 120 على مستوى العالم ورقم 15 عربيا في هذا الموشر، من بين 157 دولة، بعد الصومال التي احتلت المركز 8 عربيًا و76 عالميًا وليبيا التي جاءت في المركز 7 عربيًا و67 عالميًا، والعراق الذي جاء في المركز 14 عربيًا و112عالميًا، وفلسطين التي جاءت في المركز 13 عربيًا و108 عالميًا.


فترتيب الدول العربية طبقا لهذا المؤشر جاءت كالآتي: الإمارات الأولى عربيا و28 عالميا، السعودية فى المركز الثانى عربيًا و32 عالميًا، وقطر فى المركز 3 عربيًا و36 عالميًا، والجزائر فى المركز 4 عربيًا و38 عالميًا، والكويت فى المركز 5 عربيًا و41 عالميًا، البحرين فى المركز 6 عربيًا و42 عالميًا، ليبيا فى المركز 7 عربيًا و67 عالميًا، الصومال فى المركز 8 عربيًا و76 عالميًا، الأردن فى المركز 9 عربيًا و80 عالميًا، المغرب فى المركز 10 عربيًا و90 عالميًا، لبنان فى المركز 11 عربيًا و93 عالميًا، تونس فى المركز 12 عربيًا و98 عالميًا، فلسطين فى المركز 13 عربيًا و108 عالميًا، والعراق فى المركز 14 عربيًا و112عالميًا.


أما الدول العشر الأقل سعادة في العالم فهي اليمن وجنوب السودان وليبيريا وغينيا وتوجو ورواندا وسوريا وتنزانيا وبوروندي وإفريقيا الوسطي.


أما إسرائيل فجاءت فى المركز الـ١١، فيما جاءت تركيا فى المركز 69، والصين 79، باكستان 80، وإندونيسيا 81، وحلت نيجيريا فى المركز 95، بينما جاءت إيران فى المركز 108، أما الولايات المتحدة الأمريكية فجاءت فى المركز 14.


من جانبها قالت الإعلامية لميس الحديدي، إن أسباب تراجع مركز مصر في ترتيب السعادة هو الفساد والوضع الاقتصادي السيئ بجانب البطالة وفساد منظومة التعليم، وتابعت: "مصر في آخر تلك الدول التي تشعر بالسعادة، حتى فلسطين يشعر أهلها بالسعادة رغم احتلال أراضيهم".


ويقول الدكتور كمال مغيث الخبير فى المركز القومى للبحوث التربوية، إن وجود مصر في مؤشر السعادة بعد الصومال وليبيا والعراق وفلسطين يعنى أن الناس تشعر بإحباط شديد، بسبب عدم انسداد قنوات التغيير، والإحساس بالظلم، رغم أن الشعب المصري قام بأكبر ثورة في التاريخ، انتهت بأن تصبح الأمور أسوأ من أيام مبارك.  


وأضاف "مغيث" في تصريحات لـ"النبأ"، أن هذا المؤشر يخضع لنفس المعايير التي يخضع لها مؤشر التنافسية العالمية في التعليم، ومؤشر التنمية البشرية، والتعليم والصحة والعمل ونصيب الفرد من الدخل القومي والسكن والمشاركة السياسية وإحساس الناس أنهم أصحاب قرار وأنهم أحرار، لذلك هناك علاقة إيجابية بين تقارير التنمية البشرية وبين مؤشر السعادة.


وأكد الخبير فى المركز القومى للبحوث التربوية على أن الشعور بالسعادة مرتبط بالحفاظ على المال العام وعلى الأمن القومي، وتعظيم المشاركة السياسية وصناعة القرار، والابتعاد عن الجرائم الكبرى مثل التطرف والعنف والمخدرات، وبالتالي غياب السعادة سيكون له تأثير سيئ جدا على مستقبل الوطن.


من جانبه يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن هذا المؤشر يقوم على عدد من المعايير أو المقاييس منها، مستوى الدخل ومعدلات الفساد والبطالة، ومستوى التعليم والصحة، مشيرا إلى أن الدول الأكثر سعادة مثل الدول الاسكندنافية لديها شبكة حماية اجتماعية قوية، وتأمين صحي متطور، وفي دول مثل العراق نجد أن مستوى الفرد مرتفع، لكن مستوى الأمن منخفض.


وأضاف "صادق" في تصريحات لـ"النبأ" أنه من ضمن العوامل التي أدت إلى وجود مصر في مركز متأخر بعد الصومال وفلسطين والعراق وليبيا، التفاوت الكبير بين الطبقات في مصر، وتدني دخل المواطن بالمقارنة بدخله في دولة مثل العراق، وكذلك ارتفاع معدل البطالة وارتفاع معدلات التضخم، الزحام، وغياب الحريات، وانخفاض قيمة العملة المحلية، وانخفاض معدل الاستثمار، وضعف الأمن، مشيرا إلى أن الأوضاع في مصر حاليا أسوأ بكثير مما كانت عليه عام 2010.


 وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي على أن مستوى السعادة في مصر لم يتحسن في الواقع كما يزعم البعض، ولكن الذي حسن مركز مصر عن المؤشر السابق هو إضافة دولة إفريقيا الوسطى، مشيرا إلى أن مستوى دخل المواطن في فلسطين تحت الاحتلال الاسرائيلي أعلى من دخل المواطن المصري، لأن المواطن الفلسطيني موجود في اقتصاد اسرائيلي متقدم عن مصر ومعدل السعادة فيها مرتفع، وهي أحسن من مصر ومن دول عربية كثيرة رغم أنها دولة احتلال، لافتا إلى أن هذه التقارير مهمة لأنها تجبر الحكومات على تحسين الأحوال المعيشية للناس.