رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حرب «جبهة الصقور» والقيادات التاريخية تنتقل لـ«إخوان الخارج».. تقرير

شعار جماعة الإخوان
شعار جماعة الإخوان المسلمين - أرشيفية


بعد تعقد أزمة الإخوان الداخلية التي بدأت منذ نهاية ديسمبر 2013، وفشل جميع محاولات رأب الصدع داخل «الجماعة»، لجأت كل جبهة من جبهتي «الجماعة»، الأولى: التي تمثل القيادات التاريخية بقيادة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، والثانية التي تمثل «صقور الجماعة»، من أنصار عضو مكتب الإرشاد الراحل، محمد كمال، إلى عمل انتخابات كل على حدة.



وأجرت جبهة محمود عزت، استكمالا للأماكن الشاغرة داخل مصر، في حين انتخبت جبهة «صقور الجماعة»، قيادات جديدة، في انتخابات كلية، وأنشأت مجلس شورى جديد، ومكتب إرشاد، حمل اسم «المكتب العام للإخوان المسلمين».



ولكن هذا الصراع، الذي اشتعل داخل مصر للسيطرة على قرار «الجماعة» ومواردها، وصل مؤخرًا للخارج، إلى مكاتب «الجماعة» في تركيا والسودان، وهما أكبر مكتبين يتواجد فيهما إخوان مصريين خارج مصر، حيث يتواجد نحو 5 آلاف إخواني في تركيا ومثلهم في السودان، ولذلك سعت كل من الجبهتين للسيطرة على هذين المكتبين الأكثر تأثيرا خارج مصر على الإطلاق.



ففي تركيا تمردت قيادات جبهة «صقور الجماعة»، على مدير المكتب المنتخب، مدحت الحداد، والذي يدين بالولاء للقيادات التاريخية بـ«الجماعة»، ودعت لعقد جمعية عمومية لسحب الثقة منه، ولكن توقفت إجراءاتها مع تصاعد أزمة الداخل، واتجاه «جبهة الصقور» لعمل انتخابات شاملة في مصر، وانتظروا ليروا موقف الداخل، ليعرفوا ماذا سيفعلون.



وخلال الأيام الماضية أعلنت «جبهة الصقور» في مصر، أنها تمكنت من إجراء انتخابات جديدة مكنتها من انتخاب إدارة شابة، وأعلن قيادات تلك الجبهة الحاليين استقالتهم، كي يتركوا المناصب لمن خلفهم، وأبرزهم محمد منتصر، المتحدث باسم الجبهة، وعمرو دراج، القيادي بالجبهة، وأحمد عبد الرحمن، مدير مكتب الإخوان في الخارج، في حين لم تعلن الجبهة عن القيادات المنتخبة في مصر خشية إلقاء القبض عليهم.



بعد تلك الخطوة، أدركت جبهة القيادات التاريخية أنه لابد أن تجري انتخابات في المكاتب في الخارج قبل أن تعلن «جبهة الصقور» الانتخابات داخلها، وإذا اجتمع أغلب أعضاء جبهة الصقور في مكتب الإخوان في تركيا مثلا فلن تستطيع الجبهة إنكار شرعيتهم؛ لأن عملية الانتخاب وتواجد الإخوان سيسهل تصويرها ونشرها، على عكس انتخابات الداخل التي أنكرتها «الجماعة»، وقالت إن أكثر الإخوان لم يشاركوا فيها.



وبناء على ذلك، سعت جبهة القيادات التاريخية للدعوة للانتخابات على عجل حتى يجتمع لها أنصارها، ويتم تغيير بعض القيادات بشكل غير مؤثر، لعدم تمكين «جبهة الصقور» من السيطرة، واستباق دعوتهم التي أطلقوها لإجراء انتخابات في الخارج، الشهر المقبل.



وبالفعل أعلنت جبهة القيادات التاريخية، عن انتخابات جرت على عجل، وأعلنوا أنه تم عمل تغييرات في الجماعة وانتخاب شخصيات جديدة عن طريق الاقتراع السري، ولم يكشفوا عنها ولا عن تلك التغييرات.



مصادر في مكتب إخوان تركيا أوضحت أنه تم عمل تغييرات محدودة شملت تغيير مدحت الحداد مدير المكتب، واختيار همام علي يوسف، عضو مجلس شورى الإخوان التابع للقيادات التاريخية بديلا عنه، وفي عضويته حسين عبد القادر المتحدث باسم حزب «الحرية والعدالة».



وبهذا سيطرت جبهة القيادات التاريخية على مكتب تركيا، في حين يستعد أنصار جبهة الصقور لإجراء انتخابات جديدة، بعد طعنهم في صحة تلك الانتخابات.



أما في السودان، فقد تم تعيين محمد الحلوجي، القيادي بالإخوان، رئيسا لرابطة جماعة الإخوان المصريين في السودان، وبعد الانتخابات التي تم إعلانها في مصر لـ«جبهة الصقور»، سارعت جبهة القيادات التاريخية إلى الإعلان عن انتخابات جديدة، وأكدت أن الانتخابات تمت ونتج عنها قيادات جديدة منتخبة لم تعلن أسمائها، فيما كشفت مصادر بـ«الجماعة»، أن تلك الانتخابات أفرزت نفس القيادات المقربة من جبهة القيادات التاريخية، وبقي «الحلوجي» مديرا للمكتب كما هو، بدعم من مسئول الإخوان في إفريقيا والمقيم في السودان محمد البحيري.



في المقابل رفضت جبهة «صقور الجماعة» تلك الانتخابات، ولكنها لجئت لحيلة أخرى غير عقد انتخابات موازية، وهي الدعوة لجمعية عمومية يجتمع فيها كل الإخوان في السودان في مكان واحد، وإذا حضر أكثر من نصفهم سيكون قرارهم لاغيا للانتخابات، ومنشأ لمكتب جديد يلغي شرعية المكتب القادم بعد الطعن في صحة انتخابات جبهة القيادات التاريخية.



وأعلنت «جبهة الصقور» داخل الجماعة عن موعد انعقاد تلك الجمعية التي ستجرى 13 يناير الجاري، والتي من المتوقع أن يحضرها عدد كبير من الإخوان في السودان؛ لأن أغلبهم شباب عانوا من معاملة مكتب الإخوان تحت إدارة «الحلوجي».



ويتصدر لدعوات عقد الجمعية العمومية، ممثلين لجبهة صقور الجماعة أبرزهم، أحمدي قاسم، عضو المكتب التنفيذى لرابطة جماعة الإخوان المصريين فى السودان ، وصلاح الدين مدنى، عضو مجلس شورى الإخوان في السودان.



ومن المقرر أن تعلن «جبهة الصقور» عن انتخابات في مكتبي الإخوان بالسودان وتركيا ليكون هناك مكتب لكل جبهة، وله ممثلون غير الجبهة الأخرى، وتزيد من انقسام الجماعة في الخارج، كما هو الحال في الداخل.