رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

جريمة قتل تكشف تورط وكيل نيابة وضابط في علاقات جنسية مع طليقة مسئول سعودي كبير

جثة - أرشيفية
جثة - أرشيفية


شهدت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار جابر عبد الحميد خليل وعضوية المستشارين ايمن مصطفى الصحن وخالد قطب وأمانة سر أنيس ميساك جيد قضية من العيار الثقيل، تدور أحداثها حول مقتل سيدة أعمال تدعى "مي مصطفى رزق"، طليقة الشيخ "سعيد الفارسي" حاكم جدة السابق، ورغم انتهاء المحاكمة بمعاقبة سائق المجنى عليها بالإعدام، إلا أنها مازالت تحمل فى طياتها الكثير من الألغاز التى لم تحل أثناء عمليات التحقيق والمحاكمة، خصوصا ما كشفت عنه أوراق القضية ذاتها عن العلاقات العاطفية للقتيلة بعدد من رجال الشرطة ووكيل نيابة. 

ويبدو أن هذه القضية التي تحدثت عنها المدينة الساحلية طوال العام قبل الماضي لم تنته بحكم إعدام "بلال عثمان"، سائق المجنى عليها، بناء على تحريات اتهمته بقتلها هي وابن شقيقتها داخل فيلتها بالعجمي في شهر أكتوبر عام 2014، وسرقة محتويات خزينتها، رغم أن التحقيقات شهدت ملابسات غريبة، منها وجود بصمة دماء لشخص مجهول لم يتم التوصل له حتى الآن، وشهادة حارس الفيلا المجاورة بسماع أصوات مشاجرة أثناء وقت الجريمة واختفاء سجل الزوار للفيلا الخاص بآخر شهر قبل القتل، فيما كشفت أقوال شقيقة القتيلة عن علاقاتها المتشعبة بضباط، وأيضا علاقات الشيخ السعودي "سعيد الفارسي" وزواجه العرفي من فتيات، والتي تسببت في قيام ابنه هاني بمنعه من
العودة لمصر وإجباره على تطليق القتيلة. 

"النبأ" حصلت على مستندات القضية وبحثت بين سطورها فى محاولة لإيجاد إجابات لكل التساؤلات التى أثارت الشارع السكندرية. 

بداية القصة 
تعود أحداث القضية إلى عام 2014، حين أبلغت لمياء مصطفى رزق شقيقة القتيلة، عن عثورها على شقيقتها "مي" و"أحمد السيد" ابن شقيقتها الأخرى مصابين بعدة طعنات. 


وأكدت في التحقيقات أنها شعرت بالقلق على شقيقتها بعد اتصالها بها عدة مرات دون استجابة، فاصطحبت أشقاءها وتوجهوا إلى الفيلا الخاصة بها بمنطقة بيانكي في العجمي. 

وعند وصولهم طرقوا الباب عدة مرات دون رد، ثم اقتحموا المكان عن طريق أحد الأبواب الخلفية، وأثناء البحث عن شقيقتهم، عثروا على سكين ملطخ بالدماء، فأسرعوا إلى الدور العلوي، لكنهم لم يجدوها وبعد بحث طويل عثروا على ابن شقيقتهم الأخرى ملقى في حجرة الغسيل بالبدروم ومضرجا في دمائه وعلى مقربة منه وجدوا القتيلة في دورة المياه. 

وأكدت شقيقة المجني عليها أنها تعيش بمفردها منذ طلاقها من زوجها رجل الأعمال السعودي سعيد الفارسي، والذى كان يتولى منصب محافظ جدة، مشيرة إلى أن شقيقتها مي، اكتشفت قبل طلاقها منه أنه يقيم علاقات متعددة مع سيدات، وتزوج بإحداهن عرفيا، بالإضافة الى أنه كان يمنح مبالغ مالية لكل سيدة يتعرف عليها، وأن القتيلة تعرفت عليه عن طريق سيدة تدعى منى، وهي نفس السيدة التي قامت بإحضار الفتيات له. 

وأضافت فى البلاغ أن ابنه هاني، الذي يقيم بالخارج، علم بسلوك والده من محاسب يعمل عنده بمصر، فاتصل به وطلب من أبيه الشيخ سعيد العودة إلى السعودية، ولم تكن مي تعلم أنه لن يعود، إلا بعد اتصال تليفوني أخبرها خلاله أن ابنه هاني منعه من العودة مرة أخرى لمصر وتركها معلقة. 

وبدأ هاني في إرسال محامين لها لإقناعها بالتنازل عن ممتلكات والده التي كتبها باسمها، وفي النهاية عقدت مي معه اتفاقا على احتفاظها بالفيلا مقابل أن تترك باقي الممتلكات لهاني وتحصل على الطلاق من والده
وهو ما حدث بعد ذلك. 

وأكملت لمياء اعترافاتها المثيرة قائلة: إن سعيد الفارسي أثناء تواجده بمصر تزوج عرفيا من ابنة بواب فيلا عبد الحليم حافظ المجاورة لفيلا أختها عن طريق الخفير الخاص بفيلا مي، والتي قامت بطرده عقب طلاقها من سعيد. 


وكشفت لمياء عن قيام مي بالاستعانة باثنين من قوة شرطة قسم الدخيلة لحراسة فيلتها، أحدهما يدعى الصول محمد.


وأضافت أن القتيلة كانت مرتبطة عاطفيا بالضابط أحمد جلال، ووكيل النيابة أحمد درويش، وشرطي يدعى وسام الكاشف الذي كانت تربطها به علاقة حب قوية وصلت الى حد رغبتها في الزواج منه، لولا أن زوجته ذهبت إلى مي بالفيلا وقامت بسبها. 


ونفت لمياء أن يكون لهؤلاء أية علاقة بمقتل مي واتهمت بلال سائقها، وأحد حراسها ويدعى محمد الحسيني، والذي قامت بطرده قبل الحادث بشهور وكان يطالبها بمبالغ مالية نظير حمايته لها من نجل زوجها. 


وشهدت أوراق القضية اعترافات مثيرة للمتهم "بلال" من ضمنها، أنه تم استئجاره من قبل هاني، نجل طليق القتيلة دكتور سعيد الفارسي، وهو رجل أعمال سعودي وحاكم سابق لجدة. 


كما أشار خلال التحقيقات التي حصلت "النبأ" على تفاصيلها إلى وجود علاقات محرمة بين القتيلة وضباط شرطة ومدير نيابة، مؤكدا أن أحد هؤلاء الضباط قام بالضغط عليه والتوسط بينه وبين طليقها ونجله لقتلها مقابل مبالغ مالية كبيرة، مدللا على ذلك بقيام القتيلة بتسجيل فيديوهات جنسية والتقاط صور لها مع الضابط ووكيل النيابة. 


وأفاد فى اعترافاته أن الهدف من قتلها كان الانتقام، مؤكدا "أنهم هددوه وطلبوا منه إتمام المهمة" مقابل مبلغ مالي كبير وتسفيره خارج البلاد. 

اعترافات مثيرة 
بدأ السائق اعترافاته المثيرة، قائلا: اسمي بلال عبد الواحد عثمان سائق لدى سيدة الأعمال مي مصطفى رزق 29 سنة. 
بدأت علاقتي بالقتيلة عندما عملت عندها سائقا، وعلمت خلال عملي أن الزوج الذي يبلغ من العمر 65 عاما قد تركها وسافر، ثم حدثت خلافات بينها وبين ابنه هاني الذي يقيم في الخارج، والذي طلب منها إرجاع كل ما كتبه لها والده، وتم الاتفاق بينهما على أن تعطيه شقتي سيدي بشر مقابل أن يترك لها الفيلا، ويساعدها على الطلاق من زوجها، وهو ما تم بالفعل، إلا أنها احتفظت بمجوهرات بالملايين وأرصدة في البنوك، وتم الطلاق بينها وبين زوجها السعودي قبل الجريمة بسنتين، وخلال تلك الفترة أقامت العديد من العلاقات المحرمة كنت شاهدا عليها، من ضمنها علاقتها بالرائد أحمد جلال رئيس مباحث المنشية آنذاك، والذي قامت بتسجيل فيديوهات لها معه، وأيضا أحمد درويش وكيل نيابة المنشية في ذلك الوقت، وشرطي يدعى وسام الكاشف بإدارة المرور. 


وكان الرائد أحمد جلال يأتي إلى القتيلة في الفيلا وبعد ذلك أقوم بتوصيله إلى عمله بالسيارة وكانت القتيلة تقوم بتصوير علاقتها به والآخرين قائلة "عشان يكونوا تحت جزمتي". 


أضاف المتهم: نشأت بيني وبين القتيلة علاقة محرمة، بدأت عندما طلبت مني كوبا من العصير، فتوجهت به إلى غرفتها، وعندما هممت بالانصراف فاجأتني بطلب إقامة علاقة غير مشروعة معها، وكأي شاب ضعفت أمامها؛ وبت أقيم معها بالفيلا بصفة شبه دائمة خاصة بعد اختلافها مع الخفير وطردها له، وكنت أقوم بكافة الأدوار وكانت تثق في ثقة عمياء، وفي الآونة الأخيرة بدأت في استضافة ابن شقيقتها أحمد بصفه دائمة، والذي كان يشك في علاقتي بها، ثم بدأ يعاملني بطريقة سيئة. 

وفي أحد الأيام جاءني اتصال هاتفي من رقم خاص كان الصوت مألوفا وعرفته بعد ثوان، فقلت له: "الرائد أحمد جلال؟"، قال لي: "جدع"، وطلب مني انتظار مكالمة من أحد الأشخاص وتنفيذ ما سيطلبه مني ثم أغلق الهاتف، وبالفعل بعد فترة قصيرة جاءتني مكالمة من رقم غير ظاهر فأخبرني المتحدث بصوت سعودي أنه جاء لي بفرصة عمري وعلي استغلالها قائلا: حياتك كلها ستتغير وبعد يومين اتصل مرة أخرى قائلا: "التنفيذ في جهة وأنت وأسرتك في جهة اخرى"، وعندما سألته عن طبيعة المهمة أخبرني أنه يريد التخلص من مي لصالح نجل طليقها انتقاما منها لأنها استولت على أموالهم، ووعدنى حال قمت بقتلها أن يقوم بمساعدتي على السفر خارج البلاد بنفوذه وطلب مني قتلها وهي في حالة
سكر حتى لا تقاوم. 


وأردف بلال: مرت ثلاثة أيام على تلك المكالمة الغريبة وفي اليوم الرابع جاءني نفس الصوت على الهاتف، وطلب مقابلتي، وبعد قليل توقفت سيارة سوداء أمام الفيلا سألني قائدها عن عنوان، وبعد نصف ساعة عادت بعد تغيير السائق والذي وضع أمامي حقيبة واختفى وعندما قمت بفتحها وجدت مائة ألف دولار أمريكي. 


وأكمل: لم أنم في تلك الليلة وبدأ الشيطان يزين لي الأمر وفي الصباح اتصل بي نفس الشخص وطلب مقابلتي أمام الفيلا وعندما خرجت أعطاني خاتما ثمينا وساعة وانتهى اتصاله بي عند هذا الحد. 


وفي ذلك اليوم توجهت مي لزيارة والدتها وأقامت عندها ثلاثة أيام، ثم عادت للفيلا في اليوم السابق للجريمة بصحبة أبناء شقيقتها. ولم أنم في تلك الليلة أيضا وظلت مي مستيقظة طوال الليل هي وأقاربها حتى الصباح، وفي الثامنة بدأت أعمالي المنزلية المعتادة، ثم قمت بتوصيل أقاربها بناء
على طلبها ماعدا ابن شقيقتها أحمد، وعندما عدت كان الهدوء يسود المنزل فتوجهت إلى المطبخ واستللت سكينا كبيرا، ثم صعدت السلم إلى حجرة أحمد فوجدته شبه نائم والباب مفتوح، وبعدها توجهت إلى غرفة مي التي كانت تسترخي على السرير، واعتقد أنها كانت "شادة هيروين" لحظتها فعدت لإحضار بلاستر وقماش لتكميمها، وبمجرد دخولي وجدتها مستيقظة فضربتها طعنة في البطن في نفس اللحظة التي دخل أحمد إلى الحجرة، وقال لي بتعمل ايه يا مجنون محاولا الدفاع عن خالته بمنضدة صغيرة ضربني بها في ظهري وانكسرت واضطررت إلى ضربه بالسكين عدة مرات حتى سقط واتصلت بعد ذلك بأحد خبراء الخزائن ويدعى حلمي، وأخبرته أن المدام فقدت المفاتيح وتريد فتح الخزينة بفيلتها وقبل وصوله قمت بوضع مشايات على آثار الدماء على الأرض ثم حملت أحمد وكان لايزال فيه الروح ويتألم وتوجهت إلى غرفة الغسيل بالبدروم وعندما وضعته كان "قطع النفس". 


وعدت إلى مي التي كانت تجثو على الأرض والدماء تنزف منها وقالت لي "خد كل حاجة ومش عايزة أموت" وطلبت منها مفتاح الخزنة فأقسمت أنه ليس معها فحملتها ودخلت بها إلى دورة المياه وتركتها هناك وعدت إلى الحجرة فقمت بتغيير الملايات وملابسي ووضعتها تحت المرتبة، وأخذت بعض المقتنيات حتى يظهر الموضوع كأنه بقصد السرقة. 


وكنت في طريقي للفرار لولا اتصال خبير الخزائن بي فانتظرته، وبالفعل جاء واستطاع فتح الخزينة وأخبرته أنني والمدام سنسافر إلى الغردقة وأعطيته 300 جنيه، وعقب انصرافه استوليت على كل ما كان في الخزينة من مجوهرات، ودولارات، وسبعة شيكات باسم القتيلة الواحد بخمسين ألف جنيه، وشهادات استثمار وتليفونات محمولة، وعشرة آلاف دولار أمريكي، وساعات حريمي ورجالي، وخواتم سوليتير. 


وقمت بوضع كل ذلك في حقيبة كبيرة وأغلقت الفيلا، ثم استقليت سيارة المجني عليها وهربت وفي الطريق اتصلت بوالدتي وخالتي وأخبرتهما، فطلبت مني أمي تسليم نفسي وتوجهت الى المنزل وفي اليوم التالي فوجئت بالشرطة تقتحم الشقة وتلقي القبض علي. 
فيما أكدت والدة المتهم في أقوالها أمام النيابة، أن بلال اعترف لها بقتل مي  بناء على طلب هاني الفارسي ابن طليقها، وأيضا الضابط أحمد جلال، مشيرة إلى أنها خشيت من الإدلاء بتلك الاعترافات بقسم الشرطة قائلة:  في يوم السبت 11/ 10/ 2014، فوجئت باتصال من بلال يطلب مني فيه الحضور من القاهرة إلى الإسكندرية، أنا وشقيقته عفاف. وأكد لي أنه موجود عند خالته بمنطقة العصافرة، وبالفعل توجهنا إلى الإسكندرية في صباح اليوم التالي، ووجدنا معه منقولات وكلبين كبيرين، علمت بعد ذلك أنهما يخصان القتيلة، وفي اليوم التالي عدنا إلى القاهرة، وفي الطريق أمام الرست توقف بلال وأخبرني أنه على موعد مع صديق له يدعى زياد ونزل بالفعل من السيارة متوجها إلى أحد الأشخاص، الذي كان يرتدي جلبابا أبيض، وواضح من مظهره أنه ليس مصريا، وجلس بلال معه في سيارته التي كانت تبعد عنا بمسافة، وبعد ذلك عدنا إلى القاهرة وقام بلال بتحويل كاسيتات وسماعات وتليفزيون وحقيبة كبيرة كانت جميعها في السيارة التي يقودها، وأيضا الكلبين إلى المنزل . 


أضافت: مر يومان على عودتنا، كان بلال خلالهما مرتبكا وفي حالة من الذعر، وفي اليوم الثالث فوجئت به عائدا إلى المنزل وهو في حالة ارتباك شديدة وأخبرني أن سيارة شرطة تتبعه، وعندما سألته لماذا بدأ في البكاء واحتضنته، وأخبرني أن السيارة والمنقولات تخص مي التي يعمل عندها وأنه قام بقتلها هي وابن شقيقتها بإيعاز من ابن طليقها؛ بسبب خلافات مالية بينهما. وأكد أن هاني الفارسي خطط للجريمة منذ أربعة أشهر، وأنه قام بأخذ المنقولات وسرقة الخزينة حتى تظهر الجريمة بدافع السرقة، مؤكدا لي أن هذا الرجل يده طائلة، ولن يتركه وأن الشخص الذي قابله في الطريق الصحراوي، ويسمى أبو زياد، جاء من طرفه وأخبره أنه سيساعده على السفر وقام بإعطائه ستة آلاف جنيه وحذره من الاعتراف عليهم .

على جانب آخر جاءت فى التحقيقات، أقوال الرائد أحمد جلال ضابط شرطة، الذي أكد أنه تعرف على القتيلة أثناء زيارتها لشقيقها المحبوس على ذمة قضية مخدرات بقسم المنشية، عندما كان رئيسًا لمباحث دائرة القسم، وذكر أنها عندما حضرت إليه  أخبرته أنها خطيبة أحمد درويش وكيل نيابة المنشية في ذلك الوقت، ثم طاردته بعد ذلك عن طريق التليفونات والرسائل الغرامية فى محاولة لإقامة علاقة معه وأنكر تماما
صلته بالجريمة .  


بينما أقر أحمد درويش، وكيل نيابة المنشية، ثم غرب الكلية سابقا، أن علاقته نشأت بالمجني عليها خارج نطاق العمل وشرع في خطبتها بالفعل، مشيرا إلى أنه عدل عن قرار الخطبة قبل مقتلها بفترة.  وأقر وسام الكاشف مندوب بإدارة المرور، أنه كانت تربطه علاقة عاطفية بالقتيلة وكان يتردد على مسكنها، وأنه أنهى العلاقة قبل الجريمة. 


 تقرير الأدلة الجنائية  فجر تقرير الأدلة الجنائية مفاجأة، حيث أثبت وجود بصمة دماء لذكر مجهول مختلفة عن بصمة المتهم والقتيلة، تم
العثور عليها على حائط الطرقة المؤدية إلى غرفة نوم القتيلة، والتي تمت فيها الجريمة.

 
بينما أشارت تحريات المباحث إلى احتمالية أن تكون خاصة بأحد أقارب المجني عليها أثناء دفعهم للباب بقوة بهدف دخول الفيلا فور اكتشاف الجريمة، إلا أن الأمر انتهى عند ذلك الحد، ولم يتم الالتفات إليها أو معرفة صاحبها حتى الآن. 


فيما أكدت تحريات المباحث، كما ورد بمذكرة النيابة العامة على ارتكاب بلال لجريمة القتل بمفرده بهدف السرقة، نافية ما ورد باعترافات المتهم من اقترافه الجريمة بناء على تحريض من أحمد جلال وأحمد درويش وهاني الفارسي. 


وجاء فى مذكرة النيابة أن التحريات لم تتطرق لعلاقتهم بالمجني عليها لكونها ليست ذات صلة بالواقعة وأنها توصلت لمرتكب الواقعة ودوافعه. 
كما ورد بالمذكرة ما أكدته شهادة العقيد أسامة عبد الباسط مفتش مباحث الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام، بأن مرتكب الواقعة هو بلال عثمان سائق المجني عليها. 


وكشفت تحريات الأمن العام عن وجود علاقة صداقة بين المجني عليها والمقدم أحمد جلال الدين الحسيني، رئيس مباحث المنشية وقت الحادث، بدأت أثناء ضبط شقيقها في قضية اتجار في مخدر الهيروين، المقيدة برقم 2216 جنايات المنشية، وأيضا علاقتها بأحمد سليمان درويش وكيل النيابة الكلية أثناء عمله بنيابة المنشية آنذاك، ووسام منصور الكاشف مندوب شرطة ممتاز أثناء عمله بمكتب مدير أمن الإسكندرية. 


وخلصت مذكرة النيابة التي قدمت المتهم إلى المحاكمة إلى أن أقواله جاءت مرسلة، ولم تجد ما يؤيدها بالأوراق أو الدليل أو ثمة قرينة، بالإضافة إلى ما أسفرت عنه تحريات الشرطة من عدم صحة تحريض من ذكرهم المتهم على القتل، وأن الخلافات بين القتيلة ونجل زوجها هي مجرد خلافات مالية لا ترقى إلى مرتبة الدافع. 


وورد بالمذكرة أن وجود علاقة بين سالفي الذكر والقتيلة لا يدعو إلى الاطمئنان والجزم بصحة ما ادعاه المتهم . 

تفاصيل جديدة تكشفها شقيقة المتهم بالقتل 
وفي حوار خاص مع "النبأ"، أكدت عفاف عثمان شقيقة المتهم بلال، أن شقيقها بريء، مفجرة عدة مفاجآت بحسب حديثها، منها تأكيدها على وجود علاقة حب بين القتيلة وشقيقها بلال. 


وأضافت أن من قام بعملية القتل يوم الحادث كما أخبرها بلال، هم ثلاثة أشخاص، وكان معهم أحمد درويش وأحمد جلال، الذي قال لشقيقها أنا عايز أخلص من مي النهاردة، ثم عادوا إلى الفيلا بعد قليل ومعهم أشخاص أحدهم يدعى منصور العرباوي، وكانت مي في ذلك الوقت مع ابن شقيقتها بمفردهما في الفيلا بعدما قام احمد جلال بصرف الأمن. 


وقالت عفاف، إن أحمد قام بحبس شقيقي بإحدى الحجرات عندما رفض الاشتراك معهم حتى قاموا بإتمام المذبحة وعندها أطلقوا سراحه، وقال له أحمد جلال أمامك خمسة أيام للهروب من مصر ومعك النقود وفي اليوم السادس، سأضطر للقبض عليك وقام بنقل بعض الأشياء من الفيلا بهدف إظهار عملية القتل بدافع السرقة، ثم انصرف. 


وبعدها توجه بلال إلى مي، التي كانت لا تزال على قيد الحياه، تعاني سكرات الموت، وتحاول جمع أحشائها التي تدلت خارج بطنها، فاستنجدت به فقام بحملها إلى دورة المياه، وحمل ابن شقيقتها إلى حجرة الغسيل بالبدروم واستقل السيارة بالمنقولات وهرب. 


وفجرت عفاف مفاجأة أخرى، قائلة إن القتيلة كانت تربطها علاقة بابن طليقها وقامت بتسجيل فيديوهات له هو والضابط ووكيل النيابة، لذلك قاموا بالتخلص منها إلا أن تلك الفيديوهات والأوراق، استطاع بلال التحصل عليها ووضعها عندي قبل الحادث وطلب مني عدم فتح الموبايل الذي يحتوي على الصور ولم أكن أعلم وقتها السبب، فقمت بفتحه لأجد صورا لسيدة مع أربعة رجال مختلفين، علمت بعدها أنها مي، وأن من ضمنهم أحمد جلال، الذي فوجئت به في قسم الدخيلة يطالبني بالموبايل الأزرق S5 ، فور القبض علينا أنا وشقيقي عقب الجريمة، فأخبرته أنني لا أعلم عنه شيئا بعد أن تم وضع عصابة على عيني فور ضبطنا بشقتنا . 


وعندها قاموا بإدخالنا الحجز واختفت الحقيبة والموبايل حتى أمر وكيل النيابة المسئول عن التحقيق في القضية باطلاق سراحي.  كما أوضحت أن المساومات، استمرت بين بلال والقتلة كما وصفتهم وطلبوا منه عدم ذكر أسمائهم مقابل مساعدته في الخروج خارج البلاد . 


وكشفت عفاف بحسب قولها، عن اربع  محاولات قتل تعرض لها شقيقها بلال داخل حجز قسم شرطة الدخيلة أثناء تجديد حبسه، كانت أولها تسميم طعام تم إدخاله من مجهولين، وقام ضباط القسم بإنقاذه، والثانية عندما تم وضعه في حجرة بمفرده وقام أحد الأشخاص بخنقه، إلا أن بلال تغلب عليه وأخذ في الصياح حتى أخرجوه وبعد ذلك تم وضعه في زنزانة، حيث تم اختلاق مشاجرة معه من مسجلين، حاول أحدهم كتم أنفاسه، مشيرة إلى أن بلال أثناء التجديد أبلغ وكيل النيابة الذي حوله إلى السجن. 


أكد بلال محروس، محامي المتهم في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن جميع اعترافات القاتل جاءت تحت التهديد وأنه لم يرتكب الجريمة؛ لكنه شهد عليها بعد تهديده بالقتل، مشيرا إلى أن السائق المتهم كان يحتفظ بـ«فيديوهات»، وأوراق براءته على تليفون محمول، وتمت سرقته عقب القبض عليه كما تعرضت أسرته لضغوط شديدة، مضيفا أن النقض سيشهد عدة مفاجآت في القضية.