رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«النجوم الخمسة».. حركة إيطالية تهدد نظام السيسي دوليًا.. «تقرير»

النبأ


في يناير الماضي، وقعت جريمة قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وهي القضية التي لا تزال حتى الآن تمثل لغزًا كبيرًا؛ خاصة مع تعدد الروايات التي وصفت بالكاذبة حول تفسير الحادث، مثل أن الواقعة كانت نتيجة حادث سير، أو الزعم بوجود خلافات لـ«ريجيني» مع أصدقائه في القاهرة، وثالثة ترجح أن هناك علاقات متشعبة للشاب الإيطالي من الممكن أن تكون هي السبب في مقتله، فضلا على رواية الداخلية الخاصة بتورط عصابة إجرامية في الواقعة وهي الرواية التي نالت قدرًا كبيرًا من الانتقادات والسخرية إضافة إلى هجوم السياسيين الإيطاليين، وأسرة الضحية، والرأي العام في إيطاليا.


وفي أبريل الماضي، أعلنت روما استدعاء سفيرها في مصر للتشاور معه بشأن القضية التي شهدت اتهامات من وسائل إعلام إيطالية للأجهزة الأمنية المصرية بالتورط في قتل «ريجيني».


كما قرر البرلمان الإيطالي، في يونيو الماضي، وقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات «إف-16» الحربية؛ احتجاجًا على مقتل الشاب الإيطالي.


كل ما سبق يمثل مقدمة تمهيدية للنقطة الأخطر، وهي تلك الخاصة بحركة النجوم الخمسة الإيطالية، التي كان لها دور كبير في التصعيد ضد مصر في قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني.



منذ وقوع حادث «ريجيني»، دعت هذه  الحركة إلى اتخاذ مواقف سياسية شديدة ضد مصر، وكان لها كلمة الحسم في سحب السفير الإيطالي من القاهرة في أبريل الماضي.



الزخم السياسي، والشعبية الكبيرة لـ«حركة النجوم الخمسة»، اكتسبتها من تبنيها لقضية مقتل «ريجيني»، وهو ما يهدد حكومة المهندس شريف إسماعيل، ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لاسيما أن هذه الحركة السياسية من المتوقع لها أن تشكل الحكومة الإيطالية الجديدة مطلع العام الجديد، ما يشير إلى أن اتخاذها مواقف أكثر تصعيدًا ضد مصر.




تكشف المعلومات المتوفرة عن حركة «النجوم الخمسة» الإيطالية، أنها اكتسحت الانتخابات البلدية في روما في شهر يونيو الماضي، وتعد هذه الحركة ظاهرة سياسية ظهرت في سياق نوع من الربيع السياسي الأوروبي.



وتعد «النجوم الخمسة» من الحركات المتمردة على الوضع السياسي العام، والرافضة للسياسات المحلية، والتي تعادي أيضًا الطبقة السياسية التقليدية، ولا تتردد في وصفها بـ«الفاسدة».



يعود تاريخ تأسيس الحركة إلى عام 2009 على يد كل من الكوميدي جوزيبي غريللو، وجيانروبرتو كازالدجيو، المستشار في استراتيجيات الويب الذي توفي في أبريل من العام الجاري.



وأطلقت الحركة، وصف «النجوم الخمسة» عليها لاهتمامها الأساسي بخمسة محاور تهم بالأساس الحياة البيئية للمواطن، جعلتها أكثر قربًا من المشاكل اليومية للإيطاليين، ما أكسبها شعبية كبيرة.



ويمكن إجمال اهتمامات الحركة، وفقا لإستراتيجيتها منذ تأسيسها، في البيئة والطاقة النظيفة إضافة إلى الإنترنت، حيث ظلت تطالب بالربط المجاني لجميع الإيطاليين بشبكة الإنترنت.



ويقول الدكتور سمير مرقس، المفكر السياسي، في مقال له عن هذه الحركة، إنها تعتمد في امتدادها على أمرين هما: الأول: التواصل مع المواطنين من خلال


التقنيات الحديثة، أو ما يعرف في الأدبيات الراهنة: "الشبكة الشعبية؛ أو توظيف الانترنت لأغراض تنظيمية هدفها النهائي هو الوصول بالديمقراطية للقواعد الشعبية من المواطنين أو ما تؤمن به المواطن العادي".



الثاني: طرح تصورات وأفكار غير نمطية فى معالجة الكثير من القضايا التي باتت مزمنة في الواقع الإيطالي بسبب أصحاب المصالح الذين يسيطرون على الملعب السياسي منذ عقود، ومن مصلحتهم بقاء الأوضاع على ماهي عليه.



المواقف السياسية لـ«حركة النجوم الخمسة» ضد مصر، وتصعيدها المستمر، تحتم على الحكومة البدء في وضع سيناريوهات للتعامل مع عاصفة هذه الحركة في مطلع العام الجديد.



وفي هذا السياق، يقوم أمين إسكندر، القيادي في حزب «الكرامة»، والنائب البرلماني السابق، إن وصول حركة النجوم الخمسة إلى تشكيل الحكومة الجديدة في إيطاليا سوف يكون سببًا في وجود تصعيد كبير من الجانب الإيطالي،  لافتًا إلى أن الشئ الوحيد للحد من الانتقادات الخارجية لمصر في قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، هو حل لغز هذه القضية، والإعلان عن الأشخاص أو الجهات المتورطة في هذه الواقعة.



وأضاف القيادي الناصري، أن من أخطر الملفات التي ستتعامل عليها إيطاليا، هو الملف الخاص بحقوق الإنسان في مصر، مشيرًا إلى أن سجل القاهرة في هذا الملف «غير مشرف بالمرة»، وهو الأمر الذي ستثيره ضدنا روما في جلسات الاتحاد الأوروبي إذا لم نضع نهاية لقضية مقتل «ريجيني».




وأكد «إسكندر»، أن أجهزة الدولة لن تضع سيناريوهات للتعامل السياسي مع حركة النجوم الخمسة إذا وصلت لتشكيل الحكومة في إيطاليا، مشيرًا إلى أن تلك الأجهزة دائمًا ما تترك الحبل على الغارب، بدليل التطورات الكبيرة والخطيرة في الخلافات بين مصر والسعودية التي لم نضع أية سيناريوهات للتعامل معها.



وتابع: نحن نعيش في دولة رئيسها لا يفهم في السياسة، ولا يقدر معنى غضب الاتحاد الأوروبي على مصر بسبب قضية جوليو ريجيني؛ والتأثير السئ لهذه القضية على الاستثمارات في مصر.



بدوره قال اللواء، طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، إننا لا نستطيع التنبأ بما ستكون عليه العلاقات المصرية الإيطالية في المستقبل، مشيرًا إلى أنه على أي دولة أن تكون مستعدة للطوارئ مع المستجدات السياسية في البلدان التي تكون على خلافات معها مثل مصر وإيطاليا، ووصول حزب سياسي أو حركة معينة في الدولة الثانية.



وتابع: الأجهزة الأمنية المصرية لم تنجح في كشف لغز مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، كما فشلت وزارة الخارجية أيضًا في إدارة هذه الأزمة الخطيرة.



في نفس السياق، أكد الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، أن الملف الخاص بقضية مقتل الشاب الإيطالي لن يُغلق إلا في حالة واحدة، وهي كشف الحقيقة بالأدلة التي تستطيع إقناع الشعب الإيطالي الذي تم شحنه بطريقة غريبة ضد مصر في هذه القضية.



وقال إن الاستمرار في سياسات التخبط في قضية «ريجيني» في الوقت الذي من المحتمل أن تصل فيه حركة الخمس نجوم للسلطة في إيطاليا، سوف يكون عاملًا آخر لتوجيه انتقادات لمصر في ملف حقوق الإنسان.