رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«ألاعيب» الكهنة تهدد بـ«ثورة المسيحيات» على البابا تواضروس

البابا تواضروس
البابا تواضروس

«أ- ن- م»: ذهبت لتجديد بطاقتي الشخصية فاكتشفت الكارثة.. وعشت 12 سنة «ذل»

«س- أ- ج»: حياتي كلها ضاعت.. الدولة لا تعترف بزواجي نهائيًا



لوقت طويل، راودهن حلم الزواج، والاستقرار، والعيش في منزل، مهما كان بسيطًا، فالحب سيملأه فرحة وبهجة، تكون تعويضًا لهن عن كل متاعب الحياة.


بالفعل تحقق الحلم، وقفت هؤلاء الفتيات المسيحيات فرحات بملابس الزفاف البيضاء، ومظاهر العرس في الكنيسة، كانت أصوات الأجراس، وأكاليل القساوسة، أجمل لحن راودهن منذ كن صغيرات.


دخلن «عش الزوجية» يحملن أحلام الحياة الجميلة، ولكن هذه الأحلام قُتلت في مهدها، بعد أن علمن أن عقود الزواج لم يتم توثيقها من قبل الكهنة، ما حول الحياة إلى صراع من أجل البقاء، وانتزاع الحقوق المشروعة، ومحاولة الهروب من التشرد والضياع.


«النبأ» استمعت إلى قصص سيدات مسيحيات لم توثق عقود الزواج الخاصة بهن، فعشن في معاناة حقيقية،  ثم غضب يهدد الكنيسة بـ«ثورة النساء».


«الصدفة البحتة جعلتني أكتشف خداع زوجى لى بعدم توثيق عقد الزواج»، بهذه  الكلمات روت "أ- ن- م"،  تفاصيل المعاناة التي تعيشها.


بنبرات حزينة، وصوت مكتوم، قالت: «تزوجت وعمري 21 عاما، وسط فرحة من الجميع الذين حضروا الإكليل في الكنيسة، وبارك الكاهن لنا الزواج، وكنت سعيدة لأن حلم الزواج كان يراودني باستمرار، وأن يكون لي بيت وأسرة، ولكن بعد ذلك حلمى طلع فشنك».


صمتت فترة قصيرة من الوقت وكأنها تتذكر تفاصيل الرواية المأساوية، ثم قالت:«مرت 12 سنة على زواجي ولم أكن أعلم أنني أعيش خدعة كبرى صاحبها زوجي، عشت في ذل وإهانة بسبب المطالبة بحقي».


وأضافت بكل حسرة: «عندما توجهت لتغيير بطاقتى الشخصية، اكتشفت أن عقد زواجى لم يوثق، ولا يوجد أى مستند لدى الدولة يثبت أننى متزوجة، فقررت العودة إلى زوجى لمعرفة الحقيقة».


واستكملت:«واجهته بهذا الأمر، فقال لي إن القمص يوحنا نصيف، كاهن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، أعطاه عقد الزواج قبل أن يوثقه بناء على رغبة منه في ذلك».


وتابعت: «تجددت المشاكل بينى وبين زوجى بعد ذلك، وذهبت إلى الكاهن يوحنا نصيف، لإقناع زوجي بتوثيق عقد الزواج، ووعدنى بأنه سيبذل كل جهده لتحقيق هذا الأمر، ولكن لم يحدث شئ، كما أن هذا الكاهن ترك الخدمة وسافر أمريكا».


واستكملت: «أنا كنت عايشة معاه كل يوم فى ذل وعذاب، وكمان المشكلة الثانية أنه مش بيخلف واستحملت، ولكنه أصبح بعد ذلك عاجزًا».


واستطردت:«حاولت معه أن يوثق عقد الزواج، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، وكان يقول لي إنه مش بيخلف.. ومش هيوثق العقد، لأنه مش عايزني أورثه، وكل حاجة هيكتبها باسم أهله».


وأضافت:«نظرا لعدم قدرة زوجى على عدم الإنجاب وإصابته بالعجز، حصلت على قرار بطلان زواج من الكنيسة، ولكن عندما ذهبت إلى المحكمة للحصول على مستحقاتي المالية، رفضت المحكمة وأوضحت أنه لا يوجد ما يثبت أنني متزوجة من الأساس».


وختمت: «حقوقي كلها ضاعت لاستهتار الكاهن بحياة الناس، أطالب البابا تواضروس بالتدخل لحل هذه المشكلة التي تعاني منها مسيحيات كثيرات بالإسكندرية، ومش عارفة الكاهن عمل كده ليه، وطب فلوس توثيق العقد راحت فين».


«ه- أ- ف»، سيدة في الأربعين من عمرها روت قصتها لـ«النبأ»، قائلة: «تزوجت رجلا يبلغ من العمر خمسين عاما، ذهبت إلى الكنيسة لإتمام إكليل الزواج على يد القمص كيرلس كاهن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية»، وتابعت:«بعد زواجي بيوم علمت أن الكاهن أعطى العقد إلى زوجى.. دون توثيقه».


وأضافت: «كل يوم كنت بتخانق مع زوجي وذهبت كثيرا للكاهن لحل المشكلة، ولكنها لم تحل».


وأكملت: «ولكن بعد مرور 6 شهور على الزواج، اكتشفت أنني حامل، وبعد محاولات طويلة قمت بها وذهبت مرارًا وتكرارًا للكاهن، أقنعت زوجي بتوثيق العقد، وانتهت المشكلة بعد ذلك».


وأوضحت: «عشت ذليلة طوال 6 شهور، وكل يوم مشكلة، لم أذق طعم النوم خوفا من أن يتركني زوجي، دون أن أحصل على ما يؤكد زواجى منه».


وختمت: «هناك فتيات كثيرات يعانين من هذه المشكلة، نظرًا لتكاسل الكاهن في توثيق عقد الزواج، ما يجعل المسيحيات تحت أقدام أزواجهن، ويعشن حياة كلها ذل، فعلى الرغم من حل مشكلتى أطالب البابا تواضروس بالنظر إلى أهالى الإسكندرية لحل مشاكلهم».


فيما روت «س- أ- ج» قصتها، قائلة: «حياتى كلها ضاعت، الدولة لا تعترف بزواجي، ولا أستطيع الحصول على حقوقي؛ بسبب استهتار الكاهن».


وأضافت: «لم أكن أعلم أن كاهن الكنيسة لم يوثق عقد الزواج، ولكن بعد فترة توفى زوجى، فتقدمت بطلب للحكومة للحصول على معاش بسبب أنني أصبحت أرملة، ولكننى فوجئت برفض طلبي لعدم وجود ما يثبت أنني تزوجت هذا الشخص من الأصل».


وختمت: «أطالب البابا بالتدخل لحل هذه المشكلة التي كانت سببا في ضياع حقوقي».


وأكد نادر صبحي سليمان، مؤسس حركة «شباب كريستيان»، للأقباط الأرثوذكس، وجود حالات السيدات اللاتي لم توثق عقودهن في محافظة الإسكندرية فقط؛ موضحا وجود حالة من الغضب والاستياء لقيام القمص كيرلس، كاهن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بعدم توثيق عقود الزواج بالمحكمة».


وأضاف «سليمان»، أن الكاهن هو المسئول عن توثيق مثل هذه العقود بالمحكمة، نظرًا لأنه يمتلك السجلات الخاصة بعمليات الزواج، متسائلا: أين تصرف الأموال التي تعطى للكاهن لتوثيق العقود؟ وهل ما يحدث فى الكنيسة بالإسكندرية أصبح عرفا يتبع من قبل الكهنة؟.


وكشف أن البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، علم بمثل هذه الوقائع ووعده بالتدخل لحلها.


ونفى القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، علمه بوقائع السيدات اللاتي لم توثق عقود زواجهن.


وأكد أن عقد الزواج يتم توثيقه بعد إكليل الزواج مباشرة.