طفل برج الثور.. "الراسى الرايق"

يتميز طفل برج الثور بالهدوء، ويستطيع جذب اهتمام أسرته والمحيطين به، ومن أهم الأسباب التي تـُثير غضب هذا الطفل إجباره على الأكل أو اللبس أو غيرها من الأشياء، وإذا ما حاولت أمه فتح فمه بطرف الملعقة أو شدّ ذراعه لادخالها في كُم السترة فانه يردّ عليها بالرفض من خلال شد جسده الصغير وتقليص عضلاته بكل ما أوتي به من قوة، وإذا ما أصرت احتقن وجهه كثيرا ليصبح قرمزي اللون وصدرت من حنجرته القوية أصوات تهز جدران البيت.

يملك طفل برج الثور الكثير من الحب والحنان، ويهوى الضم والتقبيل، ولا يتراجع أو يتردد في إظهار مشاعره لأهله ولأصدقائه، أما طفلة برج الثور الأنثى تجيد بشكل خاص التعبير عن عاطفتها وحبها باستخدام النظرات و الابتسامات أو المداعبة، وتضمن لها هذه الوسيلة جميع ما ترنو إليه، وتجعلها طفلة أبيها الأكثر دلالا والتي لا يرد طلبها.

طفل برج الثور متمرد في هدوء و متصرف وفق هواه و العناد هو السلبية الوحيدة في ذلك الطفل لأن أطفالكم في الغالب ظرفاء بشكل مدهش، يحبون أن يحملوا على أيديكم و يحبون اللعب معكم و مداعبتكم لهم و يفرحون و لا يخافون من أي زائر من أصدقائكم.

تظهر علامات النضوج العقلي والجسدى على طفل برج الثور مبكرا ويمتلك مواقف اجتماعية تتميز بالهدوء والتهذيب، لا يُعكر صفه أي شيء، ويرفض التدخل فيما لا يخصه ويحب الحصول على الخصوصية، إذا تعرض للضغط والإكراه يتسم رده بالعنف والقسوة، وإذا تمت معاملته بلطف تراجع عن عناده والتزم بالأوامر، انه طفل قوى أمام العنف ضعيف أكثر أمام اللين والحب. لذلك يسهل قيادة طفل برج الثور بالعقل والمنطق وليس بالعنف والصوت العالي. ويمكن اطلاق لقب "الراسي الرايق" على طفل برج الثور.

للألوان دور فعّال في تكوين طفل برج الثور وصقل شخصيته منذ مراحله الأولى، فمثلا إذا كان اللون الأحمر أو اللون البرتقالي بمشتقاتهما تغلب على أثاثه في غرفته شعر بالقلق والحنق مظهرا ذلك لأهله الذين يعجزون عن ادراك سبب هذه الحالة، أما إذا أحيط باللون الأزرق أو اللون الأخضر أو بالألوان الاخرى التي يسودها الانسجام والبعيدة عن التنافر هدأت حاله واستكانت نفسه، وكما الألوان فان للأصوات أيضا تأثيرا مماثلا على هذا الطفل، فهو ينفر من الأصوات العالية المزعجة والضجيج الصاخب ويرتاح للموسيقى الهادئة والغناء العذب وكافة الأصوات المنسجمة المتوافقة.

يحب طفل برج الثور معلميه ويسعى إلى ارضائه، إنه طفل نظامي ومجتهد، متفوق على غيره من الأطفال في القدرة على التركيز، ومع أنه ذو استيعاب بطيء إلا أنه يملك ذاكرة قوية تجعله يستعيد التفاصيل الدقيقة بعد فترة طويلة، يتميز بمواظبته وعدم ميله للإهمال وهذا ما يجعله يجتاز الامتحانات دون أي صعوبة تـُذكر، دائما يكون أول المشاركين في النشاطات والألعاب المختلفة وهذا بفضل رجاحة العقل وهدوء الطبع لديه وامتلاكه القدرة على القيام بدورالحكم بشكل رائع، ومن ألعابه الطفولية المفضلة لعبة السيارات والتراكتورات وكذلك كل ما يتعلق بالأرض والزرع والأشياء الأخرى المماثلة التي تجعله يبدو بمظهر القذر المهمل بعض الشيء، في تلك الفترة أيضا يظهر عشقه للأكل واضحا جدا فلا يتردد على سبيل المثال في التهام طبق لغيره، لكنه بالمقابل طيب القلب كريم الطبع لا ينسى واجباته سواء في المناسبات أو الأعياد فيقدم لأفراد عائلته وخصوصا أمه الهدايا الثمينة ليعبر بها عن تقديره وحبه.