رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أهمها دعوة فنانين «درجة ثانية».. 8 أسباب وراء فشل مهرجان القاهرة السينمائي

مهرجان القاهرة السينمائي
مهرجان القاهرة السينمائي


الفساتين الشفافة للنجمات و«خناقات» السجادة الحمراء وغياب الشباب يُحرج إدارة المهرجان

الظهور الغريب لـ" سما المصرى" يتسبب في استفزاز المدعوين

تطاول شركات الأمن على الفنانين والصحفيين

كان عدد كبير من الجمهور وعشاق السينما في انتظار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يُعد حدثًا هامًا تشهده الأوساط الثقافية المصرية وتنتظره من عام لآخر، ولكن للأسف كانت الدورة الـ38 من أسوأ دورات المهرجان على مدار السنوات الماضية.

سوء تنظيم
في البداية شهد حفل الافتتاح حالة من الهرج والمرج غير طبيعية، وعانى العديد من الحضور من سوء التنظيم على السجادة الحمراء، مما جعل بعض الفنانين يشعرون بالضيق، فتحولت السجادة إلى "سويقة"، يتواجد عليها أنصاف فنانين، لم يعرفهم الكثير من الجمهور، وتفاجئوا بوجودهم في هذا الحفل الضخم، فضلًا عن التكدس الكبير الذي سيطر على المهرجان بشكل عام.

وجود سما المصري يثير الجدل
بالحديث عن أنصاف الفنانين، فإن تواجد الفنانة سما المصري في حفل الافتتاح أثار جدلا كبيرا، لأنها ليست فنانة وليس لها تاريخ مشرف، وتساءل البعض عن سبب تواجدها في مثل هذا الحدث، وخرجت رئيسة المهرجان الدكتورة ماجدة واصف عن صمتها، وأكدت أنها فوجئت مثلها مثل الجمهور الذين حضروا حفل الافتتاح بتواجد سما المصري، وأنها لا تعرفها ولم ترسل لها أي دعوة للحضور.

وجاء رد "سما" على هذا الأمر بطريقة غير لائقة، وفضلت أن تترك الجمهور في حيرة، ولم توضح من وجه لها الدعوة، ولكن كشفت بعد ذلك أنها لا تحتاج إلى دعوة لحضور المهرجان، وأنها ليست فنانة مغمورة لكي لا تحضر مثل هذا الحدث، وأكدت أنها هى من أعطت للحفل مذاقا وطابعا خاصا.

غياب النجوم الكبار والعالميين والاكتفاء بأنصاف الفنانين
لم يتواجد في المهرجان نجوم الفن المصري الكبار، الذي اعتاد الجمهور على تواجدهم في مثل هذا الحدث الهام كل عام، بل اقتصر الأمر على تواجد نجوم الدرجة الثانية، مع عدد ضئيل للغاية من نجوم الصف الأول، فعلى رأس النجوم الذين حضروا الفنانة إلهام شاهين، وجاء حضورها نتيجة لعرض فيلمها "يوم للستات" في حفل الافتتاح، إلى جانب باقي أبطال العمل وهم فاروق الفيشاوي، وإياد نصار، أحمد داوود وزوجته علا رشدي، وتأخرت الفنانة نيللي كريم عن الحضور، مما جعل البعض يستاء من هذا التصرف، خصوصًا أنها فنانة لها جمهور كبير.

وتغيب عن المهرجان الشباب، ولكن هذا الأمر ليس جديدا، ففي كل دورة يواجه المهرجان نفس المشكلة، ولكن ما تأثر به المهرجان فعليًا هو عدم وجود نجوم عالميين، فنتيجة لأزمة الدولار التي تواجهها مصر حاليًا، لم تتمكن إدارة المهرجان من استضافة أي فنان عالمي؛ نظرًا للمبالغ الباهظة التي يحصلون عليها نظير مجيئهم إلى مصر.

وكان من المفترض استضافة النجمة الكبيرة ميريل ستريب، التي تُشارك بأحدث أفلامها في المهرجان، ولكن إدارة المهرجان أكدت أن تكلفة استضافتها تصل إلى أكثر من 250 ألف دولار، بخلاف تذاكر الطيران، والإقامة، التي سيتحملها المهرجان، لذلك لم يتمكنوا من استضافة أي فنان عالمي.

تطاول شركات الأمن على الفنانين والصحفيين
تعاملت شركات الأمن مع النجوم والصحفيين بأسوأ معاملة على الإطلاق، فلم تكن مهمتهم حماية النجوم وتأمين المهرجان، بل التطاول مع الفنانين، واستحقار الصحفيين، ولعل أبرز الفنانات اللاتي تعرضن لموقف محرج من قبل الأمن في المهرجان الفنانة لقاء سويدان، التي أبدت تذمرها الشديد من أمن المهرجان،الذي منعها من الدخول لأكثر من ٢٠ دقيقة، وتركوها على الباب، وبعدها تم السماح لها بالدخول وسط غضب شديد من الفنانة التي دخلت المسرح قبل انتهاء الحفل بقليل، ودخلت "لقاء" من الباب الرئيسي غير المخصص للفنانين والنجوم المدعوين.

وحدث أمر مشابه مع الفنانة داليا مصطفى، التي قررت مقاطعة المهرجان بسبب اعتراض الأمن لها في حفل الافتتاح بداعي أنها تأخرت أمام البوابة الرئيسية وعدم السماح بدخولها إلا بعد استدعاء المسئولة الإعلامية عن دعوة الفنانين.

وواجه نفس المشكلة الصحفيون المتخصصون في تغطية المهرجان، فتم التعامل معهم بطريقة سيئة للغاية، لم تحدث في الدورات السابقة للمهرجان، وتم تعطيلهم كثيرًا على البوابات قبل دخولهم، مما جعلهم يواجهون مشاكل في تغطية هذا الحدث المهم، الذي تُعد وسائل الإعلام والصحافة بالنسبة له من أهم الوسائل الترويجية.

فساتين شفافة وإطلالات مُلفتة لا تحترم وفاة "الساحر"
بالرغم من دعوة المهرجان للفنانين بارتداء الأسود حدادًا على روح النجم الراحل محمود عبد العزيز، الذي توفى قبل بداية المهرجان بأيام قليلة، إلا أن عددًا من النجمات عكسن القاعدة تمامًا بارتداء الأبيض، بحجة عدم وجود وقت كاف لتغيير الفستاين التى تم اختيارها لارتدائها في المهرجان ولكن هذا لم يكن مبررًا على الإطلاق.

وحدث هذا على سبيل المثال مع النجمة ناهد السباعي التى ظهرت بفستان شفاف أبيض، أثارت به الجدل، على الرغم من معرفتها بوفاة "الساحر"، وعلى الجانب الأخر ارتدى عدد من الفنانات فساتين ملونة مثل مريم حسن، وهيدي كرم، وإنجي المقدم، وهنا شيحة، وظلننا يتباهين بمظهرهن على السجادة الحمراء، وكأنه ليس هناك نجم كبير فقدته الساحة الفنية.

عدم توافر التذاكر وتأخر كارنيهات الصحفيين:
منذ بداية فتح باب التذاكر أمام الجمهور والصحفيين، وهناك حالة فوضى غير طبيعية، فبعد انتظار التذاكر بالساعات يتفاجأ الحاضرين بنفادها، وعدم إبلاغهم من البداية، مما أدى إلى التسبب في نشوب العديد من المشاجرات بين الجمهور وموظفي شباك التذاكر.

وعلاوة على ذلك، لم تقتصر المعاملة السيئة التي تعرض لها الصحفيون منذ حفل الافتتاح على المشاجرات فقط، بل عانى الكثير منهم من تأخر الكارنيهات، التي تمنح الصحفي الحرية لدخول دار الأوبرا وحضور فعاليات المهرجان بكل بساطة، ولكن تفاجأ البعض من تأخر غير طبيعي في استخراج الكارنيهات، مما أدى إلى ضياع فرص عديدة للتغطية الإعلامية.

الأفلام الصينية غير مترجمة
أثارت عدم ترجمة الأفلام الصينية، التي اختارتها إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لتكون ضيف شرف الدورة الـ38، الجدل بعد أن تمت ترجمة 4 أفلام فقط من أصل 20 فيلمًا مشاركًا هذا العام، وهو الأمر الذي جعل المشاهد يشعر بالاستياء والضيق، لعدم استمتاعه بمشاهدة الأفلام، وفهم مواضيعها جيدًا، مما جعل مجهود القائمين على العمل يضيع بسبب هذا الأمر.

وبرر الناقد الفني يوسف شريف رزق الله، مدير المهرجان، عرض هذه الأفلام بدون ترجمة، بتركيز المهرجان على ترجمة الأفلام التي سيحضر ضيوفها فعاليات المهرجان فقط لا غير، وذلك تسهيلًا على الجمهور لمناقشة الضيوف في الندوات التي تقام بعد عرض هذه الأفلام، ولكن الأفلام التي تم عرضها دون ندوات ودون حضور صناعها تم إهمالها بشكل كبير، دون احترام الجمهور الذي حجز التذاكر للاستمتاع بالسينما الصينية.

اعتداءات وسباب داخل مسارح دار الأوبرا
تسببت إدارة المهرجان في مشاكل عديدة عندما استعانت بعدد من "بودي جاردات" لتأمين العروض السينمائية، التي تم عرضها في مسارح دار الأوبرا المصرية، ومرت عروض عديدة بسلام، إلا عرض فيلم "البر التاني"، حيث نشبت مشادات مع "بودي جاردات"، وصلت إلى الاعتداء اللفظي والاشتباك بالأيدي بينهم وبين عدد من الصحفيين.

وفي ساحة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، عقب انتهاء الندوة الفنية الخاصة بفيلم "البر التاني"، تعرضت الناقدة الفنية علا الشافعي لاعتداء لفظي من قبل بودي جاردات الشركة المنظمة لتأمين حضور الفيلم، ووقعت الحادثة عندما تعاملت الناقدة الفنية مع أحد البودي جاردات وتطور الأمر بالاعتداء عليها لفظيًا بعدد من الشتائم والسباب.

وعندما تدخل زميل صحفي آخر لحل المشكلة تم سبه ودفعه للخلف، الأمر الذي لفت الأنظار وجعل الناقد السينمائي طارق الشناوي يتدخل هو وعدد من الزملاء لحل الأزمة في أسرع وقت ممكن، ولكن انتهى الأمر بقيام الناقدة علا الشافعي بتحرير محضر لإثبات الواقعة.

ولم تكن "الشافعي" الضحية الوحيدة لبودي جاردات الشركة الخاصة بالفيلم، بل تعرض عدد آخر من الصحفيين لتطاول البودي جاردات عليهم بالسباب والألفاظ البذيئة، ولكن تدخلت الشرطة وألقت القبض على بعض الصحفيين والبودي جاردات.