"اصبر ما هينوبك إلا اللي ناب زكريا".. هكذا بشرني خلف جابر بـ "أربعاء أيوب"

في معرض الكتاب الماضي، أطلق الشاعر خلف جابر أول دواوينه "عجلة خشب"، وكان وقتها لا يزال مجند بالجيش، حصل على إجازة قصيرة لحضور المعرض وتوقيع ديوانه الذي نفدت نسخته الأولى في معرض الكتاب بالقاهرة، واضطر لطبع نسخة ثانية لمعرض كتاب الإسكندرية فيما بعد، فقد أحدث الديوان ضجة كبيرة في الوسط الأدبي والثقافي قبل نزوله، وهي الضجة التي استمرت معه بعد الصدور، وتكللت بحصده جوائز أدبية مرموقة.

حصلت على نسختي من الديوان وطلبت من صاحبه إهداءً مميزًا، وبعد سلسلة من الاقتراحات الساخرة، كتب لي إهداء لم يكتبه لأحدٍ غيري، جاء فيه: "اصبر ما هينوبك إلا اللي ناب زكريا.. كل البشر راح يرموا أقلامهم.. قلمك لوحده هترفعه المَية"، وأخبرني إنه مقطع من قصيدة "أربعاء أيوب" من ديوانه المقبل الذي يحمل الاسم نفسه، والذي لم يكن قد انتهى من كتابة قصائده آن ذاك، ورغم مصارحتي له بسوء خطه وضرورة التدريب على كتابة الإهداءات فقد ظل ذلك الإهداء قريبًا لقلبي.

منذ أيام قليلة أعلن خلف جابر عن توقيع عقد ديوانه الجديد مع دار "دون" للنشر والتوزيع، ليخرج للنور في معرض الكتاب المقبل، وأسعدني كثيرًا أن أكون أول من حصل على كلمات منه كإهداء في المعرض السابق، فعزمت أن أكون أيضًا أول من يكتب عن تفاصيل الديوان الجديد.

"أربعاء أيوب" هو اسم عيد لدى أهل الشام وفي الثقافة القبطية، ويحتفل به أهل السويس أيضًا، اعتقادًا منهم أن الله شفى أيوب في ذلك اليوم بماء البحر، فينزلوا جميعًا البحر في اليوم الذي يوافق أربعاء أيوب ليشكون له همومهم ومرضهم وأوجاعهم، ومن هذا المنطلق كان للشاعر رحلة أيضًا في يوم أربعاء أيوب، يشكو فيها القضايا والهموم التي تشغله للبحر.

ويقول خلف أن الديوان الجديد يحمل في طياته مشروع مختلف عن "عجلة خشب"، ولغة جديدة، وشكل جديد له في عالم الشعر، كما يحمل مفاجأة في صياغته الشعرية كنت أنوي الإفصاح عنها لولا إنني عاهدته ألا أفعل، ومن قصائده "المرحوم"، و"لحظة ميلاد أدم"، و"نخلة العارف"، و"نص مسمعوش هادي سعيد" الذي ينعى فيه صديق الراحل هادي سعيد، بالإضافة إلى مجموعة من القصائد التي تحمل طابع شعري جديد ومختلف، هذا وتنطلق فعاليات معرض الكتاب في 27 يناير وتستمر حتى 10 فبراير 2017.