رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«أرامكو».. «كرباج» سعودي يُلهب ظهر مصر بعد توقف «شحنات البترول»

شركة «أرامكو» - أرشيفية
شركة «أرامكو» - أرشيفية

يبدو أن حالة «الجفاء والتوتر» في العلاقات المصرية السعودية سوف تستمر خلال الأيام القادمة، لاسيما بعد استمرار شركة «أرامكو»، في عدم إرسال شحنات المواد البترولية الخاصة بشهر «نوفمبر»، وهو نفس الأمر الذي حدث في شهر أكتوبر الماضي، قبل أن توقف الشركة إمدادتها البترولية نهائيًا.



وتشكل الخلافات بين السعودية ومصر فيما يتعلق بالأزمة السورية، والملف اليمني أكبر الأسباب وراء تدهور العلاقات بين الدولتين اللتين كانتا في الماضي أكبر حليفين في المنطقة.  



بدأت «الخلافات المكتومة» بين الدولتين فيما يخص الأزمة السورية، تظهر للعلن، بعد تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي، الذي كان يدعو إلى الاسترشاد بالاتفاق الأمريكي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورًا، والتأكيد على التحقق من فصل قوات المعارضة السورية المعتدلة عن جبهة فتح الشام، المصنفة إرهابية.



على خلفية هذا الإجراء وجهت السعودية انتقادات شديدة لمصر، ووصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي، تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بـ«المؤلم».



من العوامل الأخرى التي ساهمت في تصاعد الأزمة بين السعودية ومصر، سخرية الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي «إياد مدني» من الحديث الخاص بـ«ثلاجة السيسي التي ظلت 10 سنوات لا يوجد بها سوى الماء»، بحسب قول الرئيس نفسه، وهي الأزمة التي انتهت باستقالة «مدني» من منصبه، بعد الإهانة اللاذعة التي وجهها لمصر ورئيسها.



وكانت مصر تستورد المشتقات البترولية من شركة «أرامكو» السعودية من خلال عدد كبير من التسهيلات المالية، ولكن شحنات الشركة توقفت بعد ظهور الخلافات السياسية بين القاهرة والرياض إلى العلن، وكأن السعودية تريد عقاب مصر على مواقفها السياسية التي لا تتماشى معها.



وردًا على توقف شحنات شركة «أرامكو» السعودية لمصر، قال المتحدث باسم وزارة البترول  حمدي عبد العزيز، إن مصر تتعامل مع الموقف الحالي كما فعلت بعد توقف الشحنات الخاصة بشهر أكتوبر، من خلال تدبير صفقات بديلة عقب رفع أسعار الوقود، منوهًا إلى أن هيئة البترول تعاقدت الشهر الماضي على شحنات بديلة من السوق العالمي.



في نفس الإطار، ولمواجهة توقف شحنات شركة «أرامكو»، وقعت الهيئة المصرية العامة للبترول مذكرة تفاهم مع شركة «سوكار» الأذربيجانية على توريد مليوني برميل زيت خام لمصر، بجانب التعاون في مجال الغاز المسال والبنية التحتية، فضلا عن الاتجاه لإيران والعراق؛ لمواجهة هذه الأزمة



وتكشف المعلومات المتوفرة على الإنترنت عن شركة «أرامكو» السعودية التي تستخدمها السعودية مثل «الكرباج» لعقاب مصر على مواقفها السياسية، أنها شركة تعمل في مجالات النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات والأعمال المتعلقة بها من تنقيب وإنتاج وتكرير وتوزيع وشحن وتسويق، وهي شركة عالمية متكاملة تم تأميمها عام 1988، ويقع مقرها الرئيسي في الظهران.



وتعد أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، بقيمة 781 مليار في عام 2006، و7 تريليون دولار في عام 2010 طبقاً لتقدير صحيفة فاينانشال تايمز.



وتمتلك أرامكو سجلاً طويلاً في مجالات التنمية الاجتماعية ورعاية البيئة والخدمات الطبية والتعليمية داخل المملكة السعودية عن طريق الإدارة والمشاركة في المشاريع الاجتماعية والخدمية العامة، وتطوير البنى التحتية حول مواقع عمل الشركة، وتوفير مياه الشرب العذبة، ورعاية الأيتام، والمساهمة بقوة في مكافحة الأمراض والأوبئة عن طريق التطوير المستمر للخدمات والمرافق والموارد البشرية الطبية والصحية، فيما تلعب دوراً بارزاً في مجال التعليم، من خلال توفير فرصة إكمال التعليم لموظفيها، وإرسال البعثات الدراسية للخارج، وبناء وصيانة المدارس النموذجية لجميع المراحل التعليمية.