رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حكايات «عجيبة» من داخل مستشفيات الغربية

إحدى الوحدات الصحية
إحدى الوحدات الصحية بالغربية

وضع سيدة مصابة بمرض معدى مع آخر فى غرفة واحدة


أدوية الأطفال تنفذ بعد عشرة أيام والأطباء يتهربون من عملهم


استعمال مادة «الأسيتات» الممنوعة دوليا بديلا لمادة «البايكرب»


تعانى مستشفيات محافظة الغربية، من نقص الإمكانيات والمعدات، و«تزويغ الدكاترة»، ويقول فرج قدرى إنه من رابع المستحيلات الحصول على سرير داخل غرفة الرعاية المركزة في مستشفى المحلة العام، موضحا: «منذ شهر دخلت والدتي إلى المستشفى بجلطة دماغية واشتباه جلطة بالقلب، ولكن المستشفى رفضت استقبالها بحجة عدم وجود أماكن شاغرة، وتم تحويلها لمستشفى المبرة وبعد 48 ساعة تم إخراجها من الرعاية، وتسليمها لنا لإخلاء مسئولية المستشفى رغم أن التقرير الطبي أكد أن حالتها غير مستقرة، وتوفت بعد خروجها بحوالى 3 أيام».


وتضيف مشيرة عبيد، مريضة بمستشفى المحلة العام، «نشترى كل شيء على نفقاتنا الخاصة بداية من سرنجات الحقن، وحتى القسطرة، والشاش، والقطن، حتى أكياس الدم نضطر إلى شرائها من البنك الإقليمي في طنطا، ويجب تقديم تبرع 4 أشخاص بالدم مقابل الكيس الذى نقوم بدفع ثمنه، حيث أننا لجأنا للمستشفى العام لضيق الحال لكن لم تختلف النفقات كثيرًا عن أى مستشفى خاص».


وتقول هبة عطية، من قرية الشهيدي، إلى أن أقرب مستشفى لها هو «دمرو العام»، والوصول إليه يتطلب أكثر من نصف ساعة، فمنذ يومين أصيب طفلها بحالة إعياء شديدة فلجأت لإحدى العيادات الخاصة التى استغل فيها الطبيب الموقف، وعدم وجود وسيلة أخرى إلا عيادته، ووصل الكشف بالأدوية إلى حوالى 300 جنيه، وهو ما لا تتحمله الأسر محدودة الدخل.


فيما أوضحت إحدى الممرضات بمستشفى الشهيدي: «نعانى من نقص الموارد الطبية والبشرية، حيث إن كل طبيب أخصائى يعتذر عن التكليف لبعد المسافة بين القرية وأقرب مدينة، وبذلك أغلقت معظم الأقسام».


أما بالنسبة للصيدلية في مستشفى الشهيدي، قالت الطبيبة الصيدلانية سارة محسن، «أدوية الأطفال تنفذ بعد مدة لا تتجاوز العشرة أيام، وهناك نقص فى الكثير من الأدوية، ناهيك عن الترتيب العام والمظهر الذى تظهر به الصيدلية كمتجر لبيع أى شيء إلا الأدوية».


ولفت مرشدى محمد البلتاجى، مراقب الصحة، إلى أن مستشفى الشهيدي يحتاج إلى رعاية أمنية لازمة، بسبب الاعتداء على أفراده أكثر من مرة، وعدم وجود حماية للعاملات بالنوبتجيات الليلة.


لم يختلف الأمر كثيرا في مستشفى جناج بـ«بسيون» كما يقول أحد أبناء المرضى إن إدارة المستشفى تستعمل مادة «الأسيتات» الممنوعة دوليا، والتى تسبب تلف الكبد، بديلا لمادة «البايكرب»؛ لرخص سعر المادة الأولى، مضيفا: «طبعا مدير المستشفي مش هيجيب الغالى لمرضى غلابة».


أما مستشفى الحميات في المحلة الكبرى «حدث ولا حرج»، يقول زوج إحدى المريضات بالالتهاب السحائى (الحمى الشوكية) التى نقلت من مستشفى أبو زيد الخاص بعد إغلاقها، إن فى نفس غرفتها مريض آخر مصاب بجرح فى قدمه رغم العلم أن مرض زوجتى مُعدي، ويجب وضعها في غرف العزل إلا أن الإهمال في أرواح المرضى هو الأمر السائد.


وتقول ميرفت عبد المحسن، إن الأمر في مكتب صحة ثالث المحلة، لم يختلف كثيرا، ويعد عبارة عن كارثة بيئية، متسائلة كيف يتم تطعيم الأطفال ومياه المجارى تحاصر المكتب من جميع الجهات؟


واشتهرت الوحدات الصحية في الغربية بـ«تزويغ الدكاترة»، كما أطلق عليهم الأهالى، مثل وحدة طب شبرا بابل، التابعة لمركز المحلة الكبرى، وتحرر محضر من قبل الرقابة والمتابعة الصحية بتغيب جميع الأطباء ما عدا اثنين.


من جانبها، حاولت «النبأ» التواصل مع الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة في الغربية، لكنه رفض الإدلاء بأى تصريح، معتبرا الأمر «كلام فارغ» على حد وصفه، وموضوعات لا تستحق النشر.