رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل يعيد ترامب فكرة "الأب الرئيس" من جديد؟!

النبأ

إبان أحداث ثورة يناير 2011، خرجت بعض التصريحات من لسان بعض كبار الإعلاميين والمشاهير، التي تصف حسني مبارك الرئيس المصري الأسبق بالأب، وكانت دائمًا ما ترفض الثورة على مبارك، باعتبارها تمردا على "الأب"!

وفكرة الأب الرئيس تنتشر كثيرًا في الدول السلطوية الديكتاتورية، حيث يرى الرئيس ومن حوله أنه الأب لأبنائه ـ وهم الشعب في تلك الحالة ـ ليتسلط عليهم بسيف أقوى وأشد من الحكم والانتخابات والديموقراطية وغيرها، وهو سيف الأبوة والذي يقدسه الجميع في العالم العربي.

وفكرة الأب الرئيس تعود إلى الفراعنة، حيث الملك الإله، أو النصف إله، وتوارث الفكرة من بعدهم الكثير والكثير من أباطرة الديكتاتورية في العصر الحديث.

وفي الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تشهد صراعًا في تلك الأيام بين دونالد ترامب المرشح الجمهوري، وهيلاري كلينتون المرشح الديموقراطي، يعيد دونالد ترامب فكرة الأب الرئيس للحياة من جديد.

حيث يردد في تصريحاته دائمًا أن الشعب الأمريكي في حاجة لـ "الأب الصارم"!

كما قال في تصريحات أخرى في يوليو الماضي موضحًا حقيقة ذلك الأب الذي يحتاجه الأمريكان، "أنه نوع من الرجال الذي تريد أن يكون والدك"ً، بل إن بعض مؤيديه ساروا على نفس النهج حين وصفوه بأنه نوع من الرجال الذي تتمنى أن يكون والدك، أو في قول آخر "ترامب يذكرني كثيرًا بوالدي"

ويقول جورج لاكوف استاذ علوم اللغويات والمعرفة بجامعة كاليفورنيا إن حملة دونالد ترامب المحافظة تمثل الأب الصارم وقوته وقدرته على ضبط الأمور، وفي المقابل لها الحملة الديموقراطية التي تمثل الحرية وهي الأم الحنون والذي لا يرى دونالد وأنصاره أن الولايات المتحدة تحتاجه الآن.

ويضيف أكوف أن هناك تسلسلا هرميا معنويا فالرب فوق الطبيعة، والطبيعة فوق الرجل، والكبار فوق الأطفال، وهكذا بلادنا التي يجب أن تكون فوق البلاد الأخرى!.

وهذا ما يريد المحافظون تصديره إلى الشعب الأمريكي، ولهذا تبدو الصرامة وقوة الأب في ملامح ترامب دائمًا، حتى بعض رسامي الكاريكاتير، بل إن حتى بعض كتاب الرأي يرون أن الصراع بين هيلاري كلينتون وترامب هو صراع بين الأم والأب!

فهل ينتصر الأب الصارم ويعود من جديد؟!