رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"أورجافيا".. قرية صوفية في قلب إسبانيا الكاثوليكية!

مجموعة من أبناء القرية
مجموعة من أبناء القرية يتلون القرآن الكريم

وصل الإسلام في عصره الذهبي من الصين والهند شرقًا حتى اسبانيا غربًا، ومن تركيا وروسيا (الدولة العثمانية شمالا) حتى الصحراء الافريقية جنوبًا، ليحكم الإسلام تقريبًا أكثر من نصف العالم المأهول بالسكان في ذلك الوقت.

ولكن يبقى الإسلام في الأندلس (شبه جزيرة ايبريا حاليًا، اسبانيا والبرتغال) له وضع خاص، وخصوصية مطلقة في كونها كانت حضارة عظيمة، تشبعت بالمبادئ الإسلامية، وأخرجت للعالم الكثير من المفكرين والعلماء المسلمين على رأسهم المفكر والفيلسوف الإسلامي ابن رشد.

ورغم خسارة المسلمين الأندلس منذ ما يقترب من ألف عام، وعودتها للقارة العجوز، إلا أن هناك الكثير من الاسبان اختاروا الإسلام عن إيمان واقتناع ويعيشون بالإسلام الصوفي الذي يعود بنا لعصور الأندلس الذهبية.

وفي قرية صغيرة تدعى "أورجيفيا" بجنوب اسبانيا الكاثوليكية، تبعد 60 كم جنوب شرق غرناطة، ويحيطها من جميع الجهات جبال البوجاراس يعيش ما يقترب من 6000 شخص من 68 جنسية وديانة مختلفة، مع التزام عجيب بمبادئ السلام والأمن المجتمعي، ومن بين هؤلاء يوجد ما يقترب من 35 عائلة مسلمة تعيش بمبادئ الصوفية، وتحولوا جميعًا من المذهب الكاثوليكي واستقروا بإرادتهم في تلك القرية الصغيرة.

وتقول بهية (ماريا خوسيه في الأصل) أحد سكان القرية من المسلمين الصوفية: ولدت في إشبيلية على بعد 320 كم غرب أورجيفا، وقمت بدراسة القانون في مدريد، وبدأت رحلتي في البحث عن طريق صحيح للحياة من الكليات الكاثوليكية، وبعد سنوات من دراسة الفلسفة وتعاليم الصوفية، التي تقوم على الحب غير المشروط للبشرية والتسامح والرفض التام للعنف، والتركيز على بساطة الحياة، تحولت من الكاثوليكية للإسلام الصوفي.

وتضيف بهية أن تلك البساطة لا تعني الابتعاد عن وسائل التواصل الحديثة فنحن نستخدم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، وزوجي لديه محل لبيع الأجهزة الكهربائية، ومزرعة، ولكننا نشعر جميعًا باطمئنان وسكينة مع الإسلام الصوفي مع ارتداء السراويل الفضفاضة والقمصان الواسعة والحجاب.

وحول الربط بين الإسلام والعنف، تقول بهية أنهم في القرية يعيشون في تسامح وحب كبير، وتضم القرية الكثير من المذاهب والأعراق، لكن دون أن يطغى طرف على آخر، ولم تحدث أي مشكلة في تلك القرية بين المسلمين وغيرهم، كما أننا نقيم شعائرنا بشكل متواصل دون مشاكل خاصة صلاة الجمعة وصلوات الأعياد، كما نستقبل الكثير من المسلمين وغيرهم فيما يعرف باسم السياحة الحلال، ونرحب بجميع الزائرين حول العالم.