رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة اتهام "إليسا" بالسرقة والتقليد فى "نحتاية" "سهرنا يا ليل"

إليسا
إليسا

تعد المطربة اللبنانية إليسا، من ألمع نجمات الوطن العربي خلال السنوات الماضية، واستطاعت بجدارة تحقيق نجاحات غير مسبوقة خلال تاريخها الفني، الذي كانت بدايته في عام 2000، عندما قدمت الـ"ديو" الشهير "بتغيب بتروح" مع النجم راغب علامة، ومنذ ذلك الحين، وهي تنطلق بسرعة الريح إلى طريقها للعالمية.

واستطاعت بإحساسها القوي وصوتها العذب، اكتساب شعبية وشهرة كبيرة بين جمهورها في جميع أنحاء الوطن العربي، ولكن في الوسط الفني سواء في الغناء أو التمثيل، يتعرض النجم إلى حملات عديدة ومتنوعة من التشويهات والانتقادات والاتهامات، التي من الممكن أن تنهي كل ما قام ببنائه في سنوات عديدة.

وهذا ما حدث مع "إليسا" منذ طرح ألبومها الأخير "سهرنا يا ليل"، الذي لقي انتقادات لاذعة وغير مسبوقة، فبعد أن حققت نجاحا كبيرا في ألبوم "حالة حب"، الذي تم طرحه العام الماضي، كان الجمهور ينتظر مفاجآت المطربة اللبنانية في ألبومها الجديد، ولكن ألبومها الأخير، واجه ردود أفعال سلبية واتهمها البعض بالسرقة، والتقليد، في نحتاية. 

فبعد أن استمع الجمهور المصري، على وجه الخصوص، للألبوم رأى أن هناك أغنية تحمل اسم "عمري ابتدا"، وهو نفس اسم ألبوم تامر حسني الجديد، الذي طرحه مؤخرا، وقام بتصوير هذه الأغنية على طريقة الفيديو كليب مع المخرج ياسر سامي، ولذلك اتهم جمهور "تامر" المطربة اللبنانية بـ"التقليد والنحت"، وشنوا حملة ضدها وقاطع بعضهم ألبومها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اتهمت إليسا بتقليد النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، وهذا الأمر لاحظه الجمهور ولكن أكد عليه الشاعر الكبير محمود صلاح، الذي اتهم إليسا بتقليد وسرقة أغنية هيفاء وهبي "ملكة جمال الكون"، التي كان قد كتب كلماتها، وكررتها في أغنيتها الجديدة "ملكة الإحساس"، التي كتبها أسامة مصطفى ولحنها سامر أبو طالب ووزعها تميم.

ومن جانبه، رأى الشاعر اللبناني الكبير منير بو عساف أن الألبوم كان به ملل في الألحان، وكانت إليسا غير موفقة على الإطلاق في اختيار شكل ونوعية أغاني هذا الألبوم المتجرد، حسبما وصفه، وساد عليه الإيقاع الغربي المبتذل، وكان هناك "لَت وعجن" في كلمات الأغاني بشكل غير طبيعي، وغير محبب على الإطلاق.

وفي حديث صادم للشاعر الكبير، أوضح أن النجومية مع إليسا جاءت بالصدفة، وأن هذا الأمر أصبح واضحا تماما بعد هذا الألبوم، الذي أكد إنه أضاع وقته في سماع أغانيه "العادية"، وأضاف أن فنانة مثل إليسا بعد هذه السقطة الفنية، سوف يكون مصيرها النسيان مع الوقت.

وكان من أبرز الأسباب التي جعلت الجمهور يمل عند سماعه الألبوم، هو احتواؤه على 16 أغنية، وهذا الأمر أول مرة تقوم به إليسا، فخلال مشوارها الفني كانت تطرح ما لا يزيد عن ١٤ أغنية فقط في ألبومها، ولكن في ألبومها الأخير كسرت هذه القاعدة، وشمل الألبوم على ١٦ أغنية تنوعت بين اللهجة المصرية، والتي بلغت ١٢ أغنية، واللهجة اللبنانية، التي شملت ٤ أغنيات، استعانت في اثنين منها بملحن وشاعر مصري، وهما سامر أبو طالب وأسامة مصطفى.

وهذا الأمر جعلها لم تتأن في اختياراتها الفنية مما جعل الأغاني كثيرة دون أن تفرقها أو تشعر بأن إليسا قدمت لونا جديدا، فوجد البعض أن "استعجال" إليسا في طرح الألبوم كان وراء وقوعها في هذه الهفوات، التي لا يمكن التغاضي عنها.

وكانت نتيجة طبيعية لكثرة عدد أغاني الألبوم، أن تقع "ملكة الإحساس" في فخ التكرار، فلم تحرص في الألبوم على الإبداع كما عودت جمهورها، حيث جاء الألبوم عاديا أو أقل، وخلا من أي لون غنائي جديد كعادتها.

وكان الجمهور في انتظار أغنية قوية مثل "يا مرايتي" أو "حالة حب" أو "عايشالك"، وغيرها من الألوان، ولكن استعجال إليسا في الانتهاء من تسجيل أغاني الألبوم جعلها تستقر على العديد من الأغاني دون الاهتمام بمضمونها أو حتى التركيز لعدم تكرار نفسها، وعلى الرغم من ذلك كان الألبوم تعرض لتأجيلات عديدة، كان من الممكن أن تعيد فيها نظرها حول بعض الأغاني.

وعلى الصعيد الآخر، لأول مرة يخلو ألبوم لها من الأسماء الكبيرة والمتعارف عليها، التي تعودت إليسا التعاون معها، ومنها الملحن محمد رحيم، الذي قدمت معه أكثر من عمل فني ناجح واعتاد على تقديم الأغاني المناسبة لها، كان أبرزهم أغنية "أجمل إحساس"، ولكن بعد حدوث خلاف بينهما بسبب إحدى الأغنيات التي قامت الفنانة نانسي عجرم بغنائها، توقف التعاون بينهما.

ولدى المطربة اللبنانية العديد من الخلافات بين زملائها في الوسط الفني، جعل صدور ألبوم لها بدونهم بلا طعم، فبعد وقوع المشاكل بينها وبين الفنان اللبناني مروان خوري، الذي قدم مع إليسا أنجح أغانيها، أنهت علاقتها به بعد خلافات كانت حديث الوطن العربي بأكمله، وكذلك الملحن والفنان زياد برجي، الذي قدم معها أغنية "يا مرايتي" من قبل، فجاء اعتماد إليسا على أكثر من شاعر وملحن في أكثر من أغنية، ليكون ذلك كفيلا بتكرار أكثر من أغنية.

وكان ذلك واضحا، عندما اعتمدت على الشاعر نادر عبد الله في أكثر من ٥ أغنيات، وكذلك الموزع اللبناني ناصر الأسعد، الذي قام بتوزيع أغلب أغاني الألبوم، فهذا الأمر جعل أذن الجمهور تشعر إنها تستمع إلى أغنية واحدة ولكن بطرق مختلفة، ولكن المضمون واحد. 

وفي حادثة لم تكن الأولى لأليسا، وقعت في فخ التقليد والاستعانة بألحان الأغاني التركية، فهذا الأمر لاحظه الجمهور في أغنية "ولا بعد سنين"، الذي وجدوا أن ألحانها متشابهة مع أغنية تركية بعنوان "Git Diyemem" للمطرب "إيزو"، الذي تم طرحها 2014، وسبق ووقعت إليسا في مثل هذا الشيء، في أغنية "بدي دوب"، التي اقتبستها من الأغنية التركية be adam.

وبعد كل هذه الصراعات والاتهامات، لم تخرج الفنانة إليسا عن صمتها بطريقة مباشرة، ولكن كتبت تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر" إنها ترتاح نفسيا عندما تخسر بعض الناس في حياتها، وهو الأمر الذي لم يقبله العديد من جمهورها، وجاءت بعد ذلك ووجهت كلمات إلى المحبين وغير المحبين، وغردت قائلة: "إن كنت تحبني أم لا، إن كنت توافقني الرأي أم لا، عليك أن تحترمني. وعندما تحترمني سنصل إلى السلام".