رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الجارديان» تكشف تطورات جديدة فى قضية «ريجيني»

جوليو ريجيني
جوليو ريجيني

توقعات باتجاه مصر للاعتراف بالمسئولية عن قتل الطالب الإيطالي.. وضابط صغير «كبش فداء» 

كشفت صحيفة« الجارديان» البريطانية، تفاصيل جديدة متعلقة بقضية الطالب الإيطالي المقتول في مصر، جوليو ريجينى، عبر تقرير مطوّل على موقعها الإلكتروني. 


وذكرت الصحيفة أنه قبل 6 أشهر، بدأ الطالب الجامعي إبراهيم فاروق، 21 عامًا، الذي يقود سيارة «مينى باص»، يومه بممارسة وظيفته المعتادة، للحصول على أموال إضافية، بتوصيل 4 أشخاص - بالكاد يعرفهم - من منطقته إلى أحد مكان آخر بالقاهرة، مشيرة إلى أن ركاب إبراهيم في هذا اليوم - هم 3 أفراد من عائلة واحدة وصديق مقرب للعائلة - معروفون بأنهم من صغارالمجرمين، وكذلك بسجلهم الإجرامي مع السلطات، قضى اثنان منهم عقوبة بالسجن لسرقتهما محفظة عام 2001، وأحدهم أيضًا كان مدمنًا للمخدرات، ويقول أقارب هؤلاء الرجال الأربعة أنهم كانوا متجهين للعمل بديكور أحد المنازل بحي التجمع الخامس، لكنهم لم يبلغوا مقصدهم، بحسب تقرير الصحيفة. 


قُتِلَ هؤلاء الرجال بوابل من رصاص قوات الشرطة، وبعد ساعات من مقتلهم، اتهمتهم السلطات المصرية بأنهم جزء من عصابة لصوص تستهدف الأجانب، وبعد الغارة على منزلهم تم الربط بينهم وبين الحادث الشنيع وهو تعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني. 


وتضيف الصحيفة أنه عُثر على جثة ريجيني – طالب الدكتوراه بجامعة كامبريدج، 28 عامًا، الذي كان يبحث في إحدى القضايا الحساسة بمصر، مشوهة وتبدو عليها آثار الضرب، في حفرة على جانب الطريق بين القاهرة والإسكندرية، قبل تصفية هؤلاء المتهمين بـ7 أسابيع. 


وسرعان ما نشرت وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة، صورًا جرافيكية للحادث وللجثث المحاطة بدماء القتلى الخمسة، وهم طارق سعد عبد الفتاح ويبلغ من العمر 52 عاماً، وابنه سعد طارق سعد ويبلغ 26 عاماً، وصهره صلاح علي سيد ويبلغ 40 عاماً، ومصطفى بكر ويبلغ 60 عاماً، وإبراهيم فاروق. 


وحينها، قالت وزارة الداخلية إن الخمسة قُتِلوا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، على الرغم من أن الصور التي تم نشرها لا تشير إلى أنه لا توجد بنادق داخل الـ«مينى باص» أو حوله، كما أن الشهود أفادوا بأن الرجال حاولوا الهرب عندما أطلقت عليهم الشرطة النيران، وكان إطلاق النيران كثيفًا لدرجة أن الرصاصات شوهت وجه فاروق، لدرجة أن خطيبته قالت إنه لم تعرفه في البداية. 


بعد ذلك بقليل، أعلنت وزارة الداخلية أن ممتلكات ريجيني – وبينها جواز سفره ومحفظته - تم العثور عليها فى منزل أحد المتهمين، والذي لم يتمكن من الدفاع عن نفسه. 


وتؤكد الصحيفة أن المسئولين ظنوا أن التوصل إلى قتلى ريجينى، سيريحهم من هذه القضية، لكن الخبراء والمسئولين الإيطاليين كانوا يشكون منذ البداية في تورط عناصر من أجهزة الدولة المصرية في تنفيذ جريمة قتل ريجيني، رغم الإنكار الشديد للحكومة المصرية، وهو ما تسبب فى أزمة دبلوماسية كبيرة بين البلدين. 


أما فى روما، فإن المسئولين الإيطاليين، يرون أن ادعاء السلطات المصرية بأن الرجال الخمسة الذين قُتلوا هم من قتلوا ريجيني، ليس إلا محاولة للتستر على الفاعل الحقيقي، وعلى الفور تم تجاهله، وبعد شهور من الأزمة بين المسئولين الإيطاليين والمصريين بخصوص جريمة قتل ريجيني التي لم يتم حلها، أصبحت حادثة قتل الرجال بالحافلة مجرد حدث هامشي. 


وأضافت الصحيفة أن المسئولين المصريين اعترفوا أن الخمسة المقتولين في الغالب، ليسوا متورطين بمقتل ريجيني، وصرح النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، في مطلع الشهر الجاري، أنه في الوقت الذي لا تزال القضية قيد التحقيق، فإن الربط بين الـ5 قتلى، ومقتل ريجينى ضعيف. 


ورغم إعلان إيطاليا إعادة سفيرها إلى مصر، بعد سحبه أثناء ذروة الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، بدعوى استبداله، إلا أن السفير الجديد لم يصل مصر حتى الآن، وهى إشارة إلى أن العلاقات بين البلدين لم تزل متأزمة. 


وقال رافائيل مارتشيتي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس فى روما، الذي يتابع قضية ريجيني، إن «إيطاليا كانت قد لاحظت تطورًا طفيفًا في تعاون المسئولين المصريين في التحقيقات الجارية بشأن مقتل "ريجيني"، وإنه كان هناك اعتقاد بأن مصر ستقوم باعتقال أحد المسئولين، وسيكون غالباً أحد الضباط منخفضي الرتبة، مما سيعد اعترافاً بتحمل أجهزة الدولة لبعض المسئولية عن الجريمة.


ويضيف مارتشيتي أن «الأمر ليس رسميًا بالطبع، ولكن إن قمت بتجميع كل الأحداث التي جرت في الفترة الأخيرة، فإنها تشير إلى بداية الاعتراف بالمسئولية الرسمية». 


وبحسب تقرير الصحيفة، فإن عائلات الـ 5 قتلى، يجمعهما نفس الواقع الأليم، فهي لا تملك المال أو العلاقات الكافية لتتمكن من السعي في تحقيق العدالة في مصر، فضلا عن أنه قد تم القبض أيضاً على أربعة أقارب للضحايا بدون أي ضمانات للإفراج عنهم في المستقبل. 


وتضيف الصحيفة، أن الأمر غامض، خصوصًا بعد تصريح المسئولين المصريين بأن القتلى الخمسة ليسوا مرتبطين بمقتل ريجيني، متسائلة "كيف وصل جواز سفر ريجيني وبطاقة البنك ووثائق الهوية الخاصة به إلى شقة شقيقات طارق - أحد القتلى- إذ لم يتم سحب أي أموال من حساب ريجيني بالبنك، ولم يتم العثور على هاتفه مطلقاً طبقاً للمسئولين الإيطاليين.