رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مدارس المحافظات «خربانة».. مبانٍ متهالكة وأخرى غارقة في مياه «المجاري»

جانب من أحد المدارس
جانب من أحد المدارس في الغربية

«التعليم»: لا توجد ميزانية لاستكمال الإصلاحات في الغربية 

«وكيل الوزارة بالشرقية»: مدارس الأهالى الإنفاق لصيانتها محكوم.. ونزع الملكية أمر مُعقد 

تخصيص أحد مبانى مدرسة في دمنهور لـ«الإداريين» بدلاً من ترميمه

مدارس القليوبية «بلا مياه»

غَطَّت المدارس في سبات عميق وكأن القائمين عليها لا يعلمون أن الدراسة لا يفصلها عنا إلا بضعة ساعات، فضلا عن الحالة المتردية لدورات المياه، وأكوام القمامة التي تنافس أسوارها في الارتفاع، إلا أن الكارثة الأكبر أنه يوجد مدارس تسبح في برك الصرف الصحى، وأخرى مازالت تخضع لعمليات الصيانة والترميم. 

وجاءت تصريحات المسئولين بأن أعمال الصيانة ستنتهى قبل موعد بدء العام الدراسى، إلا أن المؤشرات تشير إلى وضع غير مُبشّر فعمليات الترميم تسير ببطء السلحفاة. 

ففى محافظة الغربية، مازالت عمليات الترميم في المدرسة الصناعية الميكانيكية بمحلة أبو على، في المحلة الكبرى، تسيير بخطى بطيئة والفصول من الداخل ودورات المياه عبارة عن «خرابة»، بسبب مماطلة مقاولى الباطن وعدم التزامهم بمواعيد التسليم، حيث بدأت عمليات الترميم في شهر يونيو الماضى، ولم ينته أى شيء منها إلى الآن.  

وعلمت «النبأ» من مصادرها أن المقاول جمع معداته وترك المدرسة على حالها لا تصلح لوجود تلاميذ، مع العلم بأن تلك المدرسة تضم عددا ليس بقليل من طلاب مركز ومدينة المحلة والقرى المجاورة لها، وأن تلك المشكلة ليست وليدة اليوم لكنها تحتاج لعمليات ترميم وإصلاحات منذ أكثر من خمس سنوات، وخاصة منطقة الورش التي تعد خطرا على الطلبة، وذلك بعد تكسر الأرضيات، وتسرب مياه الصرف لها، وجاء رد الوزارة كالآتى تعليقا على الأزمة ل"ا توجد ميزانية لاستكمال الإصلاحات"، كما تدخلت مؤسسات المجتمع المدني لتوفير التمويل إلا أنها فشلت أكثر من مرة. 

أما مدرسة كفر حجازى الإعدادية للبنات، التابعة لإدارة غرب المحلة، فحدث ولا حرج غرق فناء المدرسة في مياه الصرف الصحى أصبح عادة، وبفعل حرارة الشمس وركود المياه تتحول للون الأخضر جاذبة لأنواع الحشرات الطائرة والزاحفة كافة، والأمراض التي لا تحصى، ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة. 

ومن جانب آخر، أزالت مديرية الأمن وشرطة المرافق عددا كبيرا من الأكشاك المتواجدة بجوار أسوار المدارس في مراكز «المحلة الكبرى، وطنطا، وسمنود، وبسيون». 

وفي محافظة الشرقية، تشهد مدرسة اللغات الابتدائية التابعة لإدارة غرب الزقازيق، كارثة حقيقية تهدد حياة الطلاب وذلك بعد انهيار أحد الجدران، والأسقف بالمدرسة، بالإضافة إلى دورات المياه التى تحولت إلى مستنقع، بسبب تهالك المواسير وخلاطات المياه التى تتسبب فى طفح مياه الصرف، ورغم توجه عدد كبير من أولياء الأمور إلى مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، ومخاطبة الأبنية التعليمة أكثر من مرة، مطالبين بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لعمل الصيانة للمدرسة لكن دون جدوى. 

كما تعانى مدرسة الزهراء التابعة لإدارة غرب الزقازيق من كثرة التصدعات والشروخ، حتى أصبحت مُهددة بالسقوط وتشكل خطورة على حياة التلاميذ، بالإضافة إلى أن المدرسة تحولت إلى مقلب لـ«الزبالة». 

وفى مدينة بلبيس يعانى أكثر من 700 طالب وطالبة بمدرسة ميت حمل الإعدادية المشتركة من نقلهم إلى مبنى معهد أزهرى منذ عام ونصف، عقب إخلاء المدرسة لتصدعها، وعدم إحلالها وتجديدها منذ شهر أكتوبر2014. 

وفى قرية أولاد سيف تجد مدرسة أولاد منصور الإعدادية التابعة لإدارة بلبيس التعليمية عبارة عن ثلاث غرف، وحمامين وحوش صغير جدًا كالصالة وبها 350 طالبا وطالبة. 

ولم يختلف الأمر كثيرا في مدرسة بير عمارة الأعدادية ببلبيس، حيث يتلقى التلاميذ العلم بصورة غير آدمية حيث يفترشون فناء المدرسة التى صدر لها قرار الإزالة منذ 6 سنوات، ويؤكد على مختار مشرف نشاط بالمدرسة أن المدرسة مشتركة، وهى على فترتين صباحية للبنات ومسائية للبنين، والطلاب يتلقون العلم مجموعات داخل فناء المدرسة، ما يؤدى إلى عدم قدرتهم على التركيز في دروسهم، بالإضافة إلى استمرار طفح مياه الصرف، ما يعوق دخول وخروج الطلاب بالمدرسة. 

وفى أبو حماد مدرسة الحلمية الابتدائية المشتركة، مبانيها قديمة وآيلة للسقوط، ويوجد بها العديد من التصدعات والشروخ، وكثيرا ما تنفجر مياه الصرف الصحى أسفل المبنى، وأحيانا تدخل مياه الصرف لتملأ الفصول، فضلا أن السلالم متهالكة وهو ما يدفع الطلبة إلى النزول واحدا تلو الآخر خوفا من الانزلاق، وكل ما تفعله هيئة الأبنية هو عمل صيانة لها فقط من حيث الشكل مثل الدهانات فقط. 

وفى منيا القمح وبالتحديد مدرسة منيا القمح الابتدائية يجلس التلاميذ على الأرض في عز الشتاء لأن المدرسة لا يوجد بها أثاث، وكثافة الفصل أكثر من 60 تلميذًا. 

وأكد أولياء الأمور أن المدارس بالريف تشهد حالة من الإهمال الشديد والتسيب، وتكدس الفصول ما يدفع الطلاب للجلوس علي الأرض لعدم توافر مقاعد لهم، في ظل عدم وجود أي رقابة من المسئولين. 

وفى مدينة فاقوس مدرسة أبو خليل التابعة لقرية سوادة تشهد كارثة كبرى حيث يمر بها خط تيار عالٍ يؤثر على العمل داخل المدرسة، ويضع حياة الطلاب تحت دائرة الخطر. 

كما تشهد مدرسة محمد عبد العاطي في قرية الجبهة التابعة لإدارة الحسينية التعليمية حالة من الإهمال الشديد من قبل مسئولى وزارة التربية والتعليم ومحافظ الشرقية لعدم وجود أسوار في المدرسة لحماية الأطفال، بالإضافة إلى بناء الفصول الدراسية بالطوب التقليدى، وتأديتهم تحية العلم في أراض زراعية وليس فناء مدرسة، وتقدم أولياء الأمور باستغاثات لمسئولى المحافظة ووزير التربية والتعليم لإنقاذ أطفالهم من تلك المعاناة وتطوير المدرسة قبل بدء العام الدراسي الجديد، لكن دون جدوى. 

فيما لا يزال مدرسة غصن الزيتون التابعة لمدينة الصالحية الجديدة تعانى من كارثة وسط غياب الأجهزة التعليمية وعلى رأسها وزير التربية والتعليم والذي لا يعلم أن هناك مدرسة بها مئات التلاميذ وحياتهم معرضة للخطر، حيث إنهم يذهبون إلى مدرسة أشبه بالخرابات والعشش، حيث تقع في زمام قرية غصن الزيتون البالغ تعداد سكانها نحو عشرة آلاف نسمة، بالإضافة أنها لا يوجد بها مياه شرب، ويشترى المسئولون بالمدرسة جراكن مياه سعر الجركن الواحد يتعدى الـ 3 جنيهات. 

من جانبه، صرح محمد الشيمى وكيل وزارة التربية والتعليم بالشرقية، لـ"النبأ الوطنى" بأن هناك خطة مالية وخريطة احتياجات تربوية نلتزم بها، مؤكدا أن بعض المدارس التى تحتاج إلى صيانة وترميم، لدينا خطة داخلية لتأهيل مبانيها من خلال الصيانة بأنواعها سواء كانت جسيمة أو شاملة أو بسيطة. 

وأضاف وكيل الوزارة أن هناك عددا من المدارس ملك للأهالى، فبعض هذه المدارس الإنفاق عليها من ناحية الصيانة محكوم، ويتم بعد موافقة المالك، مشيرا إلى أن إجراءات نزع ملكية هذه المدارس، مُعقدة وليست سهلة لأنها بتصبح قضايا وحكم محكمة، وتستمر لوقت طويل. 

وفي محافظة البحيرة، رصدت «النبأ» أن أعمال الترميم بمدرسة التحرير الابتدائية التى تم إخلاؤها العام الماضى من الطلاب إثر انهيار جزء منها بسبب موجة السيول التى تعرضت لها المحافظة، لم تنته حتى الآن.

فيما نجد أحد مبانى مدرسة طه حسين بدمنهور، خُصص للإداريين، لأنه لم يتم ترميمه، مما يشكل خطورة على العاملين في المدرسة، وعلى الطلاب أيضا حيث إن المبنى يتضمن المكتبة. 

ومن ناحية أخرى، ناشد أهالى قرية النجاريين التابعة لمركز الدلنجات، المسئولين ببناء مدرسة ابتدائية لأبنائهم في القرية، موضحين أن أقرب مدرسة ابتدائي تبعد عن القرية بأكثر من 5 كيلو مترات. كان تبرع أحد الأهالى بقطعة أرض منذ عام 2009 لبناء مدرسة ابتدائى، ووافق على بنائها المحافظ السابق مصطفى هدهود، لكن لم تُنشأ حتى الآن، وسط بطء الإجراءات. 

ومن جانبه، صرح المهندس محمود أبو الغيط وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، بأنه انتهت معظم الترتيبات والاستعدادات للعام الدراسى الجديد، وانتهاء أعمال الصيانة في بعض المدارس بنسبة 80 %. 

وفي محافظة سوهاج، قال عبد الجواد عبد العال، وكيل وزارة التربية والتعليم، إن المديرية أنهت جميع الاستعدادات الخاصة باستقبال العام الدراسى الجديد، مشيرا إلى أنه تم سد العجز بالمدارس والإدارات التي تعانى من وجود عجز في مدرسي بعض المواد، وذلك بتنفيذ القرار 202. 

وأكد وكيل الوزارة في تصريح صحفى، أنه تم الانتهاء من توزيع مبالغ اللامركزية لصيانة المدارس، وجار الانتهاء منها، كما تم استلام المدارس التي أجريت لها صيانة شاملة، مع وجود عدد قليل من هذه المدارس لم يتم الانتهاء منه. 

وبالنسبة للكتب المدرسية، أوضح عبد العال أن 65% من الكتب المدرسية وصلت للمديرية، وتم توزيعها على الإدارات المختلفة، مشددا على ضرورة تسليم الكتب دون الارتباط بالمصروفات المدرسية. 

وفي محافظة القليوبية، يوجد 6 مدارس لا يتم توصيل المياه إليها حتى الآن، وهى «مدرسة عزبة أبو حسن الابتدائية التابعة لمدينة بنها، طه عجاج الإعدادية بطوخ، وحبيبة عيسوي ببنها، ومدرسة عرب جهينة الصناعية بشبين القناطر، وصنافير الثانوية بنين بقليوب، وميت نما الثانوية بنات بقليوب، وكفر أبو جمعة الثانوية بنين بقليوب». 

ومن جانبه، أمر عمرو عبد المنعم، محافظ القليوبية، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بتوصيل المياه فورا لتلك المدارس.