رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ترامب يغازل السيسي بحظر الإخوان ومواجهة الإرهاب

السيسي وترامب
السيسي وترامب


يبدو أن وصول دونالد ترامب لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قد يكون أكثر إيجابية  للنظام المصري من فوز هيلاري كلينتون، بعد أن تعهد المرشح الجمهوري بمواجهة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة في ليبيا وسوريا والعراق بشكل حاسم؛ للقضاء على الإرهاب أثناء اللقاء الذي جرى بين الرئيس السيسي والمرشح الجمهوري في نيويورك بالأمس، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.


ويرى ترامب أن كلًا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهيلاري كلينتون دعّما جماعة الإخوان كي تصل إلى حكم مصر، على حساب الرئيس السابق حسني مبارك؛ مما تسبب في ضياع مصر في عهد الجماعة وضياع مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية.


وحول الوضع الليبي الذي يعد أكثر الملفات التي تشغل بال السيسي، يرى ترامب أن التدخل الأمريكي في ليبيا أدى إلى نتيجة كارثية، وهي انتشار الفوضى والحرب الأهلية وبناء قاعدة جديدة لتنظيم "داعش"، إضافة إلى قتل السفير الأمريكي هناك كريستوفر ستينفز، مشيرًا إلى أنه سيدعم القوى المعتدلة لمحاربة المتشددين في ليبيا وهو ما يطالب به السيسى.


كما أن وصول ترامب لرئاسة الولايات المتحدة يدعم خطة الحزب الجمهوري لتقديم معونات عسكرية إضافية وعاجلة للقوات المسلحة المصرية، إذ يرفض الديمقراطيون الذين تمثلهم هيلاري كلينتون تقديم أي مساعدات إضافية للجيش المصرى؛ بسبب أوضاع حقوق الإنسان.

أسباب التأييد

 ذكرت  صحيفة "ديلى بيست الأمريكية" أن علاقة ترامب والسيسي تظهر من خلال تغريدة رجل الأعمال نجيب ساويرس على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" التي أعلن من خلالها تأييده ودعمه للملياردير الأمريكي في الوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة.


فيما نقل السيناتور ليندسي جراهام، خلال زيارته لمصر في إبريل الماضي، رسالة طمأنة للسيسي بأنه لا يجب أن يقلق حول دونالد ترامب.


وقال السيناتور الجمهوري لوسائل الإعلام الأمريكية عقب لقائه بالسيسي: " إن المصريين لا يجب أن ينزعجوا من وصول ترامب إلى الحكم"، مضيفًا أنه طمأن الرئيس المصري حول هذه الأمور.


وما يعزز مساندة مصر للمرشح الجمهوري ترامب، خروج تصريحات من بعض الكتاب والمحللين السياسيين بالولايات المتحدة  ليعلنوا عن علاقة هيلاري كلينتون بجماعة الإخوان المسلمين، إذ يقول جو هيرنج، المحلل السياسي والكاتب الأمريكي، في تصريحات خاصة: " إن وصول هيلاري كلينتون قد يمنح الجماعة مناصب في الإدارة المقبلة وتعطيهم فرصة ثانية" ، مضيفًا أن الديمقراطيين، من بينهم أوباما، يرفضون إجراء أي تحقيقات حول نشاط التنظيم في الولايات المتحدة الأمريكية.


وأضاف هيرنج أن جماعة الإخوان لديها علاقات قوية بهيلاري كلينتون، إذ كشف في الماضي القريب أن مديرة مكتبها على تواصل مع التنظيم الدولي للإخوان.

 

تصريحات خادعة

من جانبه أوضح  الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية، أن الرئيس الأمريكي مُحجم الاختيارات وفقًا للدستور، وأن الفصل في الإدارة الأمريكية للأجهزة وليس للرئيس، وبالتالي فالمرشح الجمهوري ترامب لا يستطيع  تنفيذ كل ما يعلنه أثناء الانتخابات؛ لأن القرار يتوقف على التقارير التي ستقدمها له المخابرات الأمريكية أو البنتاجون.


وأكد أستاذ العلوم السياسية أنه من الطبيعي قيام المرشحين في الانتخابات الأمريكية بمغازلة مصر باعتبارها دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإن ترامب سوف يلجأ إلى التعاون مع مصر في مجال الإرهاب، ولكن قد تؤخذ تلك التصريحات من منطلق أن الرأي العام الأمريكى الذي يمثل ترامب قطاعًا كبيرًا فيه تغير مزاجه وأصبح يؤمن بدور مصر في مكافحة الإرهاب.


وأشار إلى أن  تعاون ترامب حال نجاحه مع الرئيس السيسي في مكافحة الإرهاب سيكون له تأثير كبير في القضاء عليه وجعل العالم خالي منه، وهو ما دعا به الرئيس السيسي منذ وصوله للحكم.


وطالب الخبير السياسي النظام المصري بعدم الانسياق وراء تصريحات ترامب باعتباره الأفضل لمصر، فجميع التجارب السابقة تؤكد تراجع المرشحين عن وعودهم، فقد استقبل الجميع رئاسة بوش الابن لرئاسة أمريكا بحماسة شديدة، مؤكدين أنه صديق العرب، ونفس الشيء حدث مع أوباما، ويكفي استقباله بترحاب كبير بجامعة القاهرة، وفي النهاية لم يعمل أي منهما شيئًا للدول العربية ومصر خاصة.

مجرد تصريحات

من جانبه، أكد الدكتور محمد  فتحي، أستاذ العلاقات الدولية،  أن ترامب من الشخصيات الكارهة للعرب وللمسلمين، ويمثل ذروة التطرف الأمريكي غير المعلن من مؤسسات الدولة الأمريكية، ونموذجًا بشعًا لزواج المال والسلطة، موضحًا أن أداءه في السياسة أقل من المستوى، قائلًا: "لا أعتقد أنه مؤهل لقيادة أكبر دولة في العالم".


وطالب فتحي، الخارجية المصرية بضرورة الحرص في التعامل مع مثل هذه التصريحات وعدم التجاوب معها وكأنها لم تكن، خاصة وأن أحاديث  ترامب تبقى مجرد تصريحات مرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الممكن أن تتغير عندما ينجح.


وقال خبير العلاقات الدولية :"إن مصر دولة ذات ثقل سياسي في المنطقة وسوف تكون محور حديث مرشحي الرئاسة الأمريكية  خلال الأيام  القادمة، خاصة عند حديثهم عن أزمات المنطقة العربية وثورات الربيع العربي، ومن المنطقي تجنب مغازلة المرشحين لجماعات التيار السياسي الإسلامي المتواجدين في بعض الدول العربية، وعلى رأسهم مصر والسعودية".