رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

دار الإفتاء: أربع أمور يجب على المسلم إنجازها قبل حلول عيد الأضحى

دار الإفتاء
دار الإفتاء

 

أكدت  دار الإفتاء المصرية في فتوى صادره  تحت رقم "8956" ، أن  الليالى العشر التى أقسم الله بها فى أول سورة الفجر، قيل إنها العشر الأول من شهر الله المحرم ونسب هذا إلى ابن عباس ، وقيل :إنها عشر ذى الحجة ، ونسب هذا إلى مجاهد والسدى والكلبى ، بل نسب إلى الرسول من رواية أبى الزبير عن جابر ، وإن لم تثبت هذه الرواية ، وهذا القول رجَّحه الكثيرون ، وبخاصة أن الليالى العشر ذكرت مع الفجر، وكثيرون من المفسرين قالوا : إنه فجر يوم النحر. وهى كما قالوا : ليالى أيام عشر .

ويؤكد هذا القول أحاديث وردت فى فضلها ، فقد روى البخارى وغيره عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام " يعنى أيام العشر، قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله ؟ قال "ولا الجهاد فى سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك شىء " .

هذا أصح ما ورد فى فضل هذه الأيام . ولكن ما هو العمل الصالح ، هل هو نوع معين من العمل ، أو هو كل قربة يتقرب بها إلىالله ؟ جاء فى بعض الأحاديث النص على بعض القرب ، ففى رواية الطبرانى بإسناد جيد " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلىَّ العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير" فالعمل هو الذكر لكن جاء فى حديث غريب -أى رواه راو واحد فقط -للترمذى قوله "يعدل صيام كل يوم بصيام سنة . وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر" فالعمل هو الصيام والقيام ، وجاء فى فضل هذه الأيام أيضا بوجه عام كلام رواه البيهقى بإسناد لا بأس به عن أنس ابن مالك قال :

كان يقال فى أيام العشر: بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم .

إن النص على عمل فى هذه الأيام لا يلغى عملا آخر، لهذا أرى أن أى عمل صالح له ثوابه المضاعف ، وبخاصة ما نص عليه فى بعض الروايات ، من الذكر والصيام والقيام ، وكان سعيد بن جبير يجتهد فيها اجتهادا شديدا حتى ما كَان يقدر عليه .

ولعل الفضل سببه أن هذه الأيام هى التى يكثف فيها الذهاب إلى المسجد الحرام لأداء فريضة الحج والعمرة ، ويعيش الناس فيها فى ظلال الروحانية والشوق إلى الأماكن المقدسة ، سواء منهم من سافر ليحج ومن لم يسافر، والعمل الصالح إذا وقع فى ظل هذه الروحانية كان أرجى للقبول ومضاعفة الثواب ، وبخاصة أن هذه الأيام فيها يوم عرفة الذى جاء فيه حديث رواه ابن خزيمة وابن حبان "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة " وفيها العيد والحج الأكبر، وهى أيام يتوفر فيها الأمن فى البلاد الإسلامية لتهيئة الجو للمسافرين للحج ولمن خلفوهم وراءهم وذلك بالانشغال بالعبادة والذكر .

ويقول ابن جحر فى فتح البارى ج 2 ص 234 : والذى يظهر أن السبب فى امتياز عشر ذى الحجة ، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهى الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك فى غيره ، .