رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل حوار الرئيس المنشور اليوم في الصحف القومية

النبأ

أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، حوارًا أمس السبت، مع محمد عبدالهادي علام، رئيس تحرير جريدة الأهرام، وياسر رزق، رئيس تحرير جريدة الأخبار، وفهمي عنبة، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، يتم نشر الجزء الأول منه اليوم الأحد على صفحات الجرائد الثلاث.

وقد تطرق الرئيس خلال حواره إلى العديد من الملفات والقضايا المحلية والإقليمية والعالمية المهمة والمتعلقة بالشأن العام المصري.

وفيما يلى نص الجزء الأول من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يتناول فيه القضايا العربية والإفريقية والدولية:

قلت سيادتك مؤخراً أن أدبيات السياسة الخارجية المصرية فى العقود السابقة لم تعد مناسبة للوضع الحالى.. هذا الكلام يحتاج إلى تفعيل.. فهل المقصود هو تغيير فى ثوابت العلاقات المصرية الخارجية.. أم تغيير نهج كان سائداً فى التعامل؟

الرئيس: المقصود إننا ندير علاقاتنا مع دول العالم فى إطار الشراكة لا التبعية.. فمصر ليست تابعة لأحد.. نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها وهى علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأى والحوار السياسى والاحترام المتبادل.. ونحن من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا بقيادة العالم.. نعطيى الفرصة للآخرين لتفهم ما يدور فى مصر والمنطقة.. ولقد أثبتت الوقائع التى تشكل فى المنطقة صدق الرؤية المصرية.. وصحة ما نطرحه من شواغل كانت من قبل لا تحظى بالقبول أو التفهم.. ولكن الآن ثبت ما كنا نقوله.. ورؤيتنا الحقيقية للواقع.. لذا فإن الثقة فى السياسة المصرية تزداد يوماً بعد يوم.. والاستعداد للتعاون معها يزداد بمضى الوقت الذى هو عنصر حاسم فى زيادة الفهم لسياستها ولحقائق الوضع فى المنطقة.. وأقول بكل وضوح أنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملى علينا شيئاً على غير ما نراه.. فالقرار الوطنى المصرى يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق.. بل أقول إننا عند إعلان بيان الثالث من يوليو عام 2013.. حينما كنت وزيراً للدفاع - فإننا وأقسم بالله - لم نستأذن أحداً أو نخطر أحداً أو ننسق مع أحد. فيما قررته الجماعة الوطنية وأعلنته على الشعب.

في زيارتك لأسيوط قبل شهرين.. أطلقت دعوة إلى كل أطراف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لإعادة إحيائها من أجل إنهاء الصراع.. وبعدها أوفدت وزير الخارجية للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الفلسطينى؛ ما هو تقييمك للوضع، وكيف ترى الجهود الدولية المبذولة فى هذا الاتجاه؟

الرئيس: موقفنا ثابت من عملية السلام.. ونحن ندعم كل الجهود التى تسعى إلى حل هذه القضية شديدة التعقيد.. فاستمرار النزاع له تأثير سلبى بالغ على المنطقة.. أما الاتفاق فله تأثير ساحر على مستقبل شعوبها.
إن مصر كانت ومازالت داعمة للجهود الأمريكية خلال السنين الماضية وحتى الآن.. وداعمة لمبادرة السلام العربية.. كما أعلنت تأييدها للمبادرة الفرنسية.. وعلاقاتنا مع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى تتيح لنا أن نلعب دوراً محورياً لإيجاد حل لقضية السلام.

لكن أين الدور الروسى خاصة أن روسيا أحد راعى مؤتمر مدريد للسلام الذى أطلق عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية منذ أكثر من ربع قرن، كما أنها عضو فى الرباعية الدولية؟

الرئيس: نحن ندعم أى تحرك إيجابى من جانب الدول المعنية والقادرة على التأثير سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبى أو روسيا الاتحادية.
وأذكر أن الرئيس الروسى بوتين أبلغنى بأنه دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للاجتماع فى موسكو لإجراء محادثات مباشرة.
ونحن نؤيد هذه الجهود والكل مدعو للتحرك فى هذه القضية التيى تحتاج إلى جهد جبار والتجاوب مع المبادرات المطروحة بهدف إيجاد ضوء فى نهاية النفق للفلسطينيين لإقامة دولتهم جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
لكن لابد من إنهاء الخلاف الفلسطينى - الفلسطينى من أجل تصفية المناخ لتفاوض حقيقى وتحقيق المصالحة داخل حركة "فتح" أو بينهما وبين حركة "حماس".

لكن سيادة الرئيس.. ألا تعتقد أن انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية قد يؤدى إلى إرجاء أو تجميد تلك الجهود؟
الرئيس: من الضرورى أن يتم التحرك الآن.. وألا يجمد الوضع.. وللأسف المياه راكدة تماماً ولابد من جهود لتحريكها بشرط توافر إرادة لدى إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول الإقليم والمجتمع الدولي.
إننا لا نريد أن نستأثر بدور بقدر ما نريد تشكيل قناعة لدى الآخرين للقيام بدورهم، وإن السلام لو تحقق هو الضوء المبهر الذى سيغير ملامح المنطقة.

من خلال رؤيتك للموقف الإسرائيلى هل تجد قدراً من التغير فى النظرة الإسرائيلية تجاه السلام؟
 الرئيس: أرى أن القناعة بأهمية السلام وإيجاد مخرج تتزايد لدى الجانب الإسرائيلى وهذا مؤشر إيجابى.

بشكل عام.. ما هى النقاط الرئيسية التى تحكم الموقف المصرى من قضايا المنطقة خاصة النزاعات فى دول الجوار العربى؟
** الرئيس: أولاً نحن لا نتدخل فى شؤون الآخرين.. ثانياً مصر تدعم إرادة الشعوب.. ثالثاً اننا ندعم الحلول السياسية السلمية للمسائل المتنازع عليها.

فى هذا الإطار.. نسأل عن موقف مصر من المشاركة فى التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن؟

الرئيس: مصر تشارك بعناصر من القوات البحرية في باب المندب لتأمين الممر الملاحى وتأمين وصول السفن لقناة السويس. ولدينا عناصر من القوات الجوية فى السعودية. لكن لا توجد لنا أى قوات برية فى أى دولة عربية. كل ما لدينا من قوات خارج مصر هى فى إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

الخروج من هذه الأزمة؟
الرئيس: إشكالية الموقف فى سوريا. يكمن فى أنه بلد تتقاطع فيه الرؤى والمصالح بشكل أو آخر، وهناك أطراف كثيرة تتعامل مع هذا الملف. واعتقد أن التفاهمات الأمريكية الروسية من جانب ومرونة الأطراف الإقليمية التى لها مصالح مباشرة من جانب آخر يمكن أن تؤدى إلى إيجاد مخرج لهذه الأزمة، وهذا يحتاج إلى وقت.

أما الموقف المصرى فهو يتأسس على 5 محددات رئيسية هى:
-
احترام إرادة الشعب السورى.
-
إيجاد حل سلمى للأزمة.
-
الحفاظ على وحدة الأرض السورية.
-
نزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة.
-
إعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.

بالنسبة للأوضاع فى ليبيا.. حذرت سيادتك أكثر من مرة من انتقال العناصر الإرهابية إلى الأرض الليبية لتكون منطلقاً لها إلى مصر ودول شمال المتوسط.. ما هى التدابير التى اتخذتها مصر لمواجهة هذا الخطر؟
الرئيس: المسألة بوضوح انه كلما زاد الضغط على العناصر المتطرفة فى سوريا والعراق والنجاح فى مواجهتها، فإننا ننتقل إلى ليبيا، ولقد رصدنا ذلك منذ أشهر. ووجود حركة خروج من سوريا والعراق والتجمع فى ليبيا. وهناك جهود دولية للتعامل مع هذا الخطر.
وفى هذا الصدد، فإن مصر تدعم الجيش الوطنى الليبى والبرلمان لأنهما يمثلان الشعب الليبى وإرادته، ومصر تسهم فى تدريب عناصر الجيش.الليبى، وهم مطمئنون لذلك لأن الجيش المصرى جيش ذو عقيدة وطنية، وليس جيشاً قبلياً ولا طائفياً، ونحن نبذل جهدنا لحماية حدودنا مع الاستعداد الكامل لمجابهة أى مخاطر قائمة منذ سقوط القذافى وحتى الآن.

كيف تقيّمون علاقة مصر بدول الخليج، خاصة أن هناك تقارير خارجية تحاول الترويج لفتور علاقات مصر بالسعودية والإمارات؟
الرئيس: علاقات مصر ودول الخليج ثابتة وقوية، ونحن حريصون على هذا الأمر، وأيضاً الأشقاء فى دول الخليج يحرصون من جانبهم على توطيد هذه العلاقات، ولا توجد مشكلة تعترى هذه العلاقات، سواء فيما يتعلق بقضايا المنطقة والتعاون الثنائى، لكن البعض يختزل العلاقات بين مصر وأشقائها فى الخليج بحجم الدعم المقدم منها، وهذا ليس صحيحاً.

مشكلة اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية التى تضمنت جزيرتى تيران وصنافير أثارت جدلاً في الشارع المصرى كيف ترون أبعاد هذه المشكلة، وتأثير مجرياتها على العلاقات المصرية السعودية؟
الرئيس: نحن نتعامل باحترام كامل لمؤسسات الدولة، ونحترم القضاء وفقاً للقانون وأحكامه، كما أن القضاء نفسه أتاح للدولة التعامل أمامه فى نفس الموضوع وفقاً للقانون، ولدينا مؤسسة البرلمان التى تمثل إرادة الشعب. وسيكون أمام البرلمان فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية بشكل متعمق وكل الأشقاء فى السعودية يتفهمون الموضوع والإجراءات الدستورية فى مصر تماماً.

ما الذى تستفيده مصر من اتفاقيات تعيين الحدود البحرية مع الدول المجاورة لسواحلها؟
الرئيس: تعيين الحدود البحرية يعطى فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة فى المياه الاقتصادية، وهذا ما حدث في اتفاق تعيين الحدود مع قبرص، وأتاحت لنا المنطقة الاقتصادية الكشف عن حقل "ظهر" الذى سيكون مصدراً كبيراً للدخل من النقد الأجنبى عند بدء إنتاجه بحلول عام 2018، كما أن اتفاق تعيين الحدود البحرية مع السعودية يشكل فرصة للتنقيب عن الثروات والنفط فى البحر الأحمر.

وماذا تم فى مفاوضات تعيين الحدود البحرية مع اليونان؟
الرئيس: نحن نمضى فى هذه المباحثات، وبدأنا بالفعل فى إجراءات ابتداءً من الجهود الأمريكية والمبادرتين العربية والفرنسية.. أما فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، فسوف تستضيف القمة الثالثة في أكتوبر القادم لبحث وتفعيل مجالات التعاون والمشروعات التى اتفقنا عليها فى القمتين السابقتين بقبرص واليونان.

توليت رئاسة القمة العربية فى دورتها السابقة. كيف رأيت صورة العالم العربى فى هذا العام؟** الرئيس: أتصور أننا فى منطقتنا العربية بحاجة إلى قيام الدول العربية بمراجعة شاملة تستهدف التعاطى بشكل أكثر إيجابية من قضايانا لصالح الدول والشعوب العربية بأكملها، وفى رأيى أن النقاش والحوار والتنسيق هى أفضل السبل لحل أى إشكاليات والتعامل مع أى شواغل. ودورنا يجب أن يكون جمع الشمل العربى واحتواء المشكلات، لا سيما أن المنطقة في أصعب أحوالها.

ننتقل إلى العلاقات المصرية الإفريقية.. سيادتك حرصت منذ توليك الرئاسة على المشاركة بانتظام فى القمم والمحافل الإفريقية. هل نستطيع القول إن مصر عادت إلى دورها الإفريقى؟

الرئيس: بالتأكيد.. فمنذ خطابى الأول ركزت على الدائرة الإفريقية فى علاقات مصر الخارجية. ونحن بدأنا عهداً جديداً مع الأشقاء، ويمضى مسار تطوير علاقاتنا مع دول القارة بصورة طيبة، خاصة دول حوض النيل، وهناك تقدير كبير للدور المصرى خاصة فى تعاملنا الحكيم مع موضوع سد النهضة.

كيف تسير المباحثات فى اتجاه توقيع اتفاق الدراسات الفنية والبيئية الخاصة بسد النهضة. والتعاون الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا؟
الرئيس: المباحثات تسير بشكل مطمئن للجميع ويبعث على الرضا.. لذا لا بد أن تكون ردود أفعالنا هادئة وواثقة ومطمئنة بأن مياه النيل ستظل تتدفق إلى مصر.. وهم يعون هذا.
وبهذه المناسبة.. فسوف يزور الرئيس السودانى عمر البشير القاهرة فى أكتوبر القادم لبحث تطوير التعاون فى إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.

نأتى إلى علاقات مصر بالقوى الكبرى.. كيف تسير علاقاتنا بالولايات المتحدة؟
الرئيس: العلاقات المصرية ـ الأمريكية هى علاقات استراتيجية تقوم على ثوابت يحرص عليها الطرفان، ونحن فى البلدين مهتمون بأن نعطى الفرصة لأنفسنا لمراجعة مواقفنا، ولقد اتضح لهم خلال السنوات الثلاث الماضية حقائق الوضع فى مصر وسياستها التى تتسم بالتعقل والتوازن والحرص على هذه العلاقات، وبالتأكيد فإن مستقبل هذه العلاقات جيد فى ضوء أنه كلما يمر الوقت تتحسن الأمور.

هل هناك اتصالات مع ممثلى حملتى الرئاسة الأمريكية المقبلة؟
الرئيس: نحن نلتقى مع كل الشرائح السياسية الأمريكية سواء فى الكونجرس أو الحكومة أو البنتاجون ونتحاور معهم وهم يستمعون إلى آرائنا ويتفهمون موقفنا.

العلاقات المصرية ـ الروسية شهدت فى العامين الماضيين زخما كبيرا يعيد لها ثقلها التاريخى. هل تأثرت هذه العلاقات بحادث الطائرة الروسية؟
الرئيس: العلاقات بين مصر وروسيا راسخة وذات طبيعة خاصة ولها بعدها التاريخى.
أما بالنسبة لحادث الطائرة فلم يترك أثراً سلبياً على هذه العلاقة، لكن كانت هناك بعض الظروف وتمت مراعاتها بين البلدين، ونحن متفهمون للموقف الروسى وحساسية القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها، ونعلم أن السياحة الروسية لمصر لا بد أن تعود.

هل هناك مؤشرات على عودتها قريباً؟
إن شاء الله، ومن المهم عودة السياحة الروسية إلى مصر كتعبير عن قوة العلاقة بين البلدين، وأنا متفائل بعودتها قريباً.
ماذا عن توقيع الاتفاق الخاص بإنشاء محطة الضبعة النووية؟
الرئيس: هناك نقاط صغيرة يجرى التفاوض بشأنها، وهذه المحطة هى أمل مصر فى دخول آفاق المعرفة النووية، وإن شاء الله سيتم توقيع الاتفاق هذا العام.

هل ما زالت قضية الدارس الإيطالى "ريجينى" تعترض مسار العلاقات المصرية ـ الإيطالية؟** الرئيس: أسجل إشادتى وتقديرى للتصريحات الإيجابية لماتيو رينزى رئيس الوزراء الإيطالى، وهم فى إيطاليا يشعرون بأننا نتعاون معهم ونحرص على استجلاء الحقيقة، ونحن متعاطفون مع أسرة الطالب الإيطالى، وهناك تعاون بين أجهزة التحقيق فى البلدين.
ولقد ساهمت زيارات الوفود الشعبية فى إيضاح صورة التعاون المصرى ـ الإيطالى، وما زالت جهود التحقيق مستمرة فى هذه القضية. لكن دعونى أقول إننا تناولنا لها فى بعض وسائل الإعلام المصرية أدى إلى تعقيد القضية.

الملاحظ أن العلاقة بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي كل على حدة جيدة بينما الاتحاد نفسه له مواقف تبدو مغايرة في بعض الأحيان.. ما تفسير ذلك؟
الرئيس: إننى أقدر أن لكل دولة موقفها الخاص نحو مختلف القضايا، وعلاقتنا بدول الاتحاد الأوروبى متميزة، وأرى أن التعاون مع الاتحاد ككل فى تحسن مستمر.

بعد تولى تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا، منصبها أجريت سيادتك اتصالا معها.. ماذا دار فى هذا الاتصال؟
الرئيس : هذه المكالمة كانت للتهنئة بتوليها منصبها، وأيضا للحديث عن علاقات التعاون بين البلدين، وتناولنا موضوع عودة السياحة البريطانية لمصر، وكان الحديث إيجابياً فى هذا الموضوع، ونتوقع عودة السياحة البريطانية فى الخريف المقبل. وسنتلقى إجابة حاسمة فى هذا الشأن قريباً.

هناك تصريحات متضاربة تصدر من مسؤولين أتراك عن العلاقات مع مصر.. كيف تستقبلون هذه التصريحات. ولماذا لا نرد بالقدر الكافى على من يمس مصر وقيادتها؟
الرئيس : نحن نعطيهم الوقت لإعادة النظر فى موقفهم من مصر وتصويب تصرفاتهم، وعندما نرد فإننا نرد بموضوعية إذا كان الأمر يحتاج إلى رد، وليس كل ما يقال يستحق الرد. وفى العلاقات بين الدول ينبغى أن يكون هناك مستوى لائق للتصريحات والتعامل. وإننى أحرص على أن نعكس حضارة وثقافة وقيم أصالة مصر، والمصريون أصبحوا متفهمين لذلك.
أما عن العلاقات بين الشعبين، فلا توجد أى أسباب للعداء، ونحن فى مصر ليست عندنا نزعات مذهبية أو طائفية، وإنما نتعامل بالشكل الذى يليق بمصر.

فى مطلع الشهر المقبل. ستقومون بزيارة إلى الصين بدعوة من الرئيس الصينى للمشاركة فى قمة العشرين، ما الذى تحمله إلى القمة كزعيم عربى إفريقى؟
الرئيس : إن حرص الرئاسة الصينية على دعوة مصر لحضور قمة مجموعة العشرين التى ستعقد فى مطلع سبتمبر المقبل فى مدينة "هانجو" الصينية يعكس مدى التقدير الذى تحظى به مصر على الصعيد الدولى، ومدى الثقة في ثقلها الإقليمي، فضلا عن النظرة التفاؤلية إزاء مستقبلها الاقتصادى.
وسوف تحرص مصر خلال مشاركتها على إيصال صوت الدول الأفريقية بوجه خاص، والنامية بوجه عام، وأن تحقق القمة النتائج المأمولة فيما يتعلق بتقديم المساندة الفعالة لهذه الدول فى سعيها لتحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة 2030، بما فى ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها، وتيسير نفاد منتجاتها وخدماتها لأسواق الدول المتقدمة، فضلاً عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ لتقليل الآثار السلبية للانبعاثات الضارة على الدول النامية، وتمكينها من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة.
وسوف تقوم مصر خلال القمة بعرض رؤيتها إزاء الموضوعات الاقتصادية الدولية المطروحة على جدول الأعمال؛ وأهمها سبل تنسيق السياسات الدولية وفتح مسار جديد للنمو، ودفع التجارة والاستثمار على الصعيد الدولى كوسيلة للتغلب على تباطؤ أداء الاقتصاد العالمى، وتجنب الانزلاق مجدداً إلى أزمة كساد، وكيفية الاستفادة من الفرص التى تتيحها التكنولوجيا الرقمية والصناعية المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادى العالمى والتحديات التى تواجه قطاع الطاقة العالمى.
وهذه الزيارة ستكون فرصة لإجراء مشاورات مع العديد من قادة الدول وعقد مباحثات مع الرئيس الصينى لمناقشة التعاون بين البلدين.

فى النصف الثانى من سبتمبر المقبل، تشاركون للعام الثالث فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى المدة الأولى كان الغرض من المشاركة هو أن يطل العالم على مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو، وفى المرة الثانية كان الغرض هو انفتاح مصر على العالم بعد عزلة مؤقتة أعقبت الثورة.. ما هى رسالتكم إلى العالم فى هذا العام؟
الرئيس: الزيارة هذه المرة هدفها تأكيد صدق الرؤية المصرية تجاه أهم قضية تواجه العالم وهى قضية التطرف والإرهاب.. لا سيما أن مصر تشغل مقعداً غير دائم بمجلس الأمن وتتولى رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب.

خلال العامين الماضيين.. زرت العديد من دول العالم، ما هى التجربة التى جذبت انتباه سيادتكم أكثر من غيرها؟
الرئيس: الحقيقة أننى كنت أتصور أن الموارد وشحها أو توافرها هو أحد أهم أسباب تقدم الدول، لكننى عندما ذهبت إلى كوريا الجنوبية وجدت أن الإنسان هو أهم وأعمق وعنصر فى التقدم فالغنى الحقيقى فى كوريا الجنوبية هو قدرة الإنسان الكورى، وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه فى مصر من أجل صياغة الشخصية المصرية واستكمال بنائها.
وفى زيارتى لليابان.. جذب انتباهى التعليم: هناك منظومة متكاملة فى المدارس، فالفصول بلا أبواب وهذا له مغزى، ولقد وجدت أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة التى زرتها فى طوكيو لا يزيدون على 28 فرداً؛ منهم ثمانية يتولون مهمة تجهيز الوجبات للتلاميذ.. والكل هناك مقتنع بأن دور التعليم هو بناء الشخصية.

نلاحظ أن هناك تأخراً فى نقل تجارب بعض الدول، رغم وجود تفاهمات على ذلك؟
الرئيس : نقل التجارب بين الدول مسألة تأخذ وقتا لأن الدول المتقدمة تقوم بدراسات وتضع تصورات لهذا التعاون قبل صياغة الاتفاقات وما سيتم التعاون بشأنه.. الناس هناك تأخذ وقتها فى الدراسة بتعمق؛ لذا فالموضوع يأخذ وقته ولا ينتهى فى شهر أو شهرين كما نتصور.

خلال زيارة سيادتكم إلى كوريا الجنوبية وسنغافورة، شاهدت بعض الشباب المصرى يعمل فى إدارة كبريات الشركات العالمية هناك.. كيف شعرت حين التقيت بهم؟
الرئيس: شعرت بالسعادة البالغة، وتأكد لى أننا قادرون على تحقيق ما نتمناه بشرط أن نتحلى بالصبر والجدية، فإذا تمسكنا بهما فى كل مجال كالتعليم والإنتاج وغيرها سنحقق نتائج هائلة.