رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مرض "بيكا" يهدد حياة أطفالنا

مرض بيكا
مرض بيكا

يتجه عدد كبير من الأطفال إلى اكتشاف العالم من حولهم عن طريق أفواههم، بمضغ أو ابتلاع أي شيء من حولهم، سواء كان طعامًا أو أشياء غير قابلة للأكل كالأوساخ والقاذورات، دون النظر إلي خطورة ذلك علي صحتهم، وتُعرف هذه الظاهرة بمرض "البيكا".

في البداية يوضح الدكتور نشأت جبريال -أستاذ الأمراض الباطنية- أن "البيكا" هو اسم إغريقي، عبارة عن مجموعة من الأمراض النفسية والعضوية المتداخلة، وتنشأ من الإصابة بالاضطرابات العاطفية مثل نقص الثقة بالنفس، أو الهروب من الإحساس بالألم والغضب، أو نتيجة لنقص في بعض المعادن من جسم الإنسان مثل الحديد والزنك والكالسيوم.

ويشتهي المريض المواد المضرة بالصحة، وهذا يعتبر خروج عن الطبيعة، لذلك يمثل هذا المرض اضطراب صحي، يتمثل في شهية المريض لمواد غير صحية أو غير غذائية، مثل الورق، وطلاء الحوائط، الغراء، ورماد السجائر، والثلج، وما تبقي من بن في فناجين القهوة، والطباشير، والنايلون، والفحم، والتراب والشعر وغيرها، أو تناول مواد غذائية ولكنها غير مغذية أو ناضجة، مثل العجين، والنشا، والملح، والبطاطس النيئة، والأرز النيئ.

وينتشر مرض "البيكا" في كافة الأعمار، وعلى وجه الخصوص عند النساء الحوامل أو الأطفال أو المتخلفين عقليًا، وقد يصاب بالمرض عدد من أفراد الأسرة الواحدة، أو الأطفال ما بين 18-24 شهرا من ذوي النشأة الفقيرة والبعيدة عن الحب والاهتمام، ويؤثر هذا المرض بوجه عام علي الأطفال. 

ويضيف الدكتور عبد الحكيم عثمان –أستاذ الأمراض النفسية- أن هناك مجموعة من النظريات العلمية وراء مرض "البيكا"، تدور حول المحور النفسي، ولاقت هذه النظريات رواجًا وتقبلًا لدي كل الأوساط، ولكن في أحد النظريات أفادت أن الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من تأخر عقلي، ليس لديهم القدرة علي التفرقة بين ما يصلح للأكل، ومالا يصلح، وقد أثبت العلماء بطلان هذه النظرية، لأن مريض "بيكا" ينتج عن تناول نوع معين من الأشياء، ولا يأكل كل ما يصادفه من أشياء غريبة.

والسبب الحقيقي وراء مرض "بيكا" يتعلق بالجانب النفسي وهو التوتر العاطفي، فالأطفال الذين يعانون من الإهمال، نتيجة انفصال الوالدين قد يعانون من توتر عاطفي يؤدي بهم إلي هذا المرض.

ويسبب أمراضًا خطيرة، فعند تناول القاذورات وخصوصا الطينية تعرض المريض للإصابة بالالتهابات والديدان والقرحة والجروح والانسداد المعوي، وإذا كانت مواد كيميائية مثل تناول الرصاص وأصباغ الحوائط فإنها تصيب المريض بتسمم الجسم وتعفنه داخليًا وتضرر الأسنان، وإذا كانت المواد التي يتناولها تحتوي علي أسمنت فقد يتسبب ذلك في حدوث تلف في الدماغ، وعلي الغدد الصماء والقلب والكلي ،وأعراضه صداع وقئ ونوبات التشنج والغيبوبة والتوقف عن التنفس.

لذلك ينصح د.عبد الحكيم بضرورة حل جميع المشاكل الأسرية وخلق جو أسري مريح بين الأبناء والآباء؛ للتغلب علي مرض "بيكا"، وكذلك تعويض جسم المريض عن جميع المغذيات المفقودة في الجسم، وإعطاء المريض بعض الأدوية المناسبة، ومراجعة الطيب فور ظهور أي أعراض أو أي رغبة في تناول أشياء غير صحية لتحديد الأسباب أولا، وبالتالي معالجة المرض منذ البداية؛ تجنبًا لأخطاره.