رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف تعرف أن الله يرضى عنك؟

حب الله
حب الله

إن هذه الحياة زاخرة بالفتن والابتلاءات والمؤمن يخاف على نفسه من الفتنة والزيغ خصوصًا بعد انتشار وسائل العبث واللهو والاتصال، وهذا ما جعل المؤمن يحاول أن يلتمس مرضاة الله -عز وجل- وتوفيقه ويتطلع إلى معرفة علامات توفيق الله له.

 

كيف أعرف أن الله راضي عني

نعرف رضا الله من خلال العلامات التي تظهر على العبد، حيث إن علامة الرضا على العبد أن يشرح الله صدر العبد للإيمان ويحبب العباد فيه كما ورد في الحديث عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء أن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض".

أما علامة عدم الرضا هي السخط و الضلال والبعد عن الصراط المستقيم والشعور بالضيق كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: « فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيِّقًا حرجًا كأنما يصعَّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين 

لا يؤمنون » الأنعام / 125 التي قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : « فمن يرد الله أن يهديه ...» قال: " يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به ".

 

علامات رضا الله عن العبد

ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات القرآنية وكذلك الأحاديث النبوية التي تبين علامات رضى الله سبحانه وتعالى عن عبده ونعرف من خلالها هل الله راضٍ عنا أم لا:

أولا: الابتلاء بالمصائب والأمراض في الدنيا دليل على رضا الله سبحانه وتعالى للعبد ومحبته له فإذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وجعلها سببًا فى تكفير الذنوب والسيئات وإذا أراد به الشر أمهل له واستدرجه حتى يوافي به يوم القيامة، والمؤمن يبتلى على قدر دينه وأشد الناس بلاء هم الأنبياء.


ثانيًا: من علامات رضا الله عن العبد محبة الناس له، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل فقال: إني أحب عبدي فأحبوه، فينوه بها جبريل في حملة العرش فيسمع أهل السماء لفظ حملة العرش، فيحبه أهل السماء السابعة، حتى ينزل إلى السماء الدنيا، ثم يهبط إلى الأرض، فيحبه أهل الأرض ".

 

ثالثًا: التوفيق للعمل الصالح عمومًا على اختلاف أنواعه بدنيا أو ماليًا أو بالقول والله عز وجل بين أن الطاعة والتوفيق له هو الفوز العظيم فقال سبحانه: « ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا» وجاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل موته).

 

رابعًا: التوفيق لنشر الخير والدعوة إلى الله وإصلاح الناس فإن هذه مهمة الأنبياء والرسل وقد قال الله عزوجل: « ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين».


خامسًا: أن يوفق العبد لنفع الناس وقضاء حوائجهم كما قال صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم ..).


سادسًا: أن يوفق العبد للتوبة، أو يحال بينه وبين المعاصي فلا يستطيع أن يصل إليها فإن هذا دليل على التوفيق والسداد وإرادة الله به خيرًا، وقال الله تعالى عن سيدنا يوسف عليه السلام « كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين».

والله عزوجل يفرح بتوبة عبده نسأل الله أن يمن علينا وعليكم بقبول توبتنا وأوبتنا إلى ربنا وأن يحول بيننا وبين المعاصي وكل ما يبغض ربنا وقد قال الله عزوجل:« والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيماً ».


سابعًا: حسن عشرة الإنسان لأهله أن يوفق للإحسان إلى أهله وزوجه فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )، فالعبد إذا قضى حوائج أهله وقدمها على الأصدقاء والأصحاب والأقارب كان موفقًا مسددًا فحقهم أولى وأوجب من غيرهم فيجب عليك أخي أن تعطي لكل ذي حق حقه.


ثامنًا: من علامات رضا الله عن العبد أيضًا الابتعاد عن المحرمات والمعاصي والانشغال بالأعمال الصالحة وبذكره عز وجل، قال تعالى: 

« وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ » (العنكبوت:69).


تاسعًا: أن يوفق الله العبد إلى تعلم القرآن الكريم فهو من أحد علامات توفيق الله.

 

عاشرًا: أن يوفق الله العبد ويمنحه السداد في القول والرأي والحكمة التي قال الله عنها سبحانه: « يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا».