رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إبراهيم شكيب: مرسي طلب من طنطاوي 1.5 مليار دولار.. ورئيس الهيئة المالية بالجيش رفض.. "حوار"

اللواء إبراهيم شكيب
اللواء إبراهيم شكيب

حصلت على «وثائق سرية» من عبد الغنى الجمسى تثبت «سعودية» تيران وصنافير.


الإخوان حاولوا الاستيلاء على مشروعات «الخدمة الوطنية» بالجيش.


خطة عسكرية تشبه «عملية الحفار» لضرب سد النهضة فى حال فشل المشاورات السياسية.


«المعزول» كان «بيفرمل» القوات المسلحة حتى لا تقوم بعمليات فى شمال سيناء خدمة لحماس وإسرائيل.


تيران وصنافير لا قيمة عسكرية لهما «ومليانين تعابين وعقارب».


قال اللواء إبراهيم شكيب، الخبير العسكرى والإستراتيجى، إنه اطلع على «وثائق سرية» تثبت أن جزيرتى تيران وصنافير «سعوديتان»، لافتًا إلى أن هذين الجزيرتين لا قيمة لهما، وكلهما «تعابين وعقارب».


وأشار «شكيب» إلى أن المشير محمد حسين طنطاوى، واحد من أهم وزراء الدفاع فى الاهتمام بمشروعات الخدمة الوطنية، لافتا إلى أن الإخوان المسلمين طلبوا منه ضم هذه المشروعات للدولة، ولكنه أخبرهم أنه فى هذه الحالة سيطلب منهم 60 مليار جنيه ميزانية سنوية للجيش، وهو ما أفشل عملية الاستيلاء على هذه المشروعات، وإلى نص الحوار:


لماذا يعتمد السيسى فى الغالب على جنرالات الجيش فى تنفيذ المشروعات؟


المؤسسة العسكرية هى الكيان الوحيد فى مصر الذى يسير وفق نظام صارم، وأحكام عسكرية تطبق على أعضاء هذه المؤسسة، ولذلك فهى قادرة على تنفيذ المشروعات بسرعة، على سبيل المثال: قبل إطلاق إشارة البدء فى مشروع قناة السويس الجديدة، كتب الفريق مهاب مميش فى خطابه الذى سيلقيه أمام الرئيس السيسى، إن المشروع سيستغرق 3 سنوات، ومن باب الذوق عرض «مميش» الخطاب على السيسى أولًا ليعرف هل الرئيس له ملاحظات على هذا الخطاب أم لا؟.. السيسى رأى جملة أن المشروع سيستغرق الـ3 سنوات، ولكنه لم يعقب، وأثناء إلقاء «مميش» الخطاب، اشترط الرئيس عليه سرعة إنجاز المشروع خلال عام واحد، وقد كان، ولهذا فليس من الغريب أن يتم الاعتماد على المؤسسة العسكرية فى تنفيذ المشروعات القومية.


باعتبار حضرتك من قدامى العسكريين.. كيف ترى تجربة الإخوان فى الحكم؟


عندما رأيت الدكتور محمد مرسى يتحدث فى أحد لقاءاته بالجماهير أثناء الانتخابات، ويمسك "ببرنامج النهضة" توسمت خيرًا، وأقسم بالله صدقته، وقلت فى نفسى إن الإخوان مصريون، وتعاطفت معهم، و«أهو نجرب»، فمن الممكن أن يكون لديهم تخطيط إستراتيجى، ومشروعات جاهزة، ثم تحدث مرسى عن الـ 6 مليارات جنيه لمساعدة مصر من الخروج من الأزمة الاقتصادية حالة فوزه بالرئاسة، ولكن ما حدث بعد ذلك كان "فاجعة"، فيبدو أن الجماعة كانت لها فى كل شيء، ما عدا إدارة الدولة، فكيف يأخذ محمد مرسى قرارًا فى الصباح، ثم يلغيه فى المساء، كان نظامًا مشوشًا.


ولكن هل دخلت علاقة الإخوان فى توترات عندما كان طنطاوى وزيرًا للدفاع؟


«طنطاوي» من أكثر وزراء الدفاع الذين اهتموا بقضية زيادة موارد الجيش، خاصة أن ميزانية المؤسسة العسكرية كانت دائمًا ما ترهق الدولة، ولهذا اهتم "طنطاوي" بمشروعات الخدمة الوطنية، ونجح فيها جدًا، ولهذا عندما وصل الإخوان للحكم، طلبوا منه ضم كل مشروعات «الخدمة الوطنية» لصالح مؤسسات الدولة؛ حتى يتفرغ الجيش لحماية الحدود، ورفع الكفاءة القتالية للجنود، المشير تعامل فى هذا الموقف بحكمة، ولم يعترض، ولكنه اشترط على محمد مرسى أن يخصص عند وضع الميزانية 60 مليار جنيه، وجاء هذا بعد مشاورات مع اللواء محمد أمين، رئيس الهيئة المالية بالقوات المسلحة، وبهذه الطريقة قطع عليهم الطريق فى الاستيلاء على كل منافذ ومشروعات قطاع "الخدمة الوطنية" بالجيش.


ولكن.. هل كان طنطاوى يعارض مرسى دائمًا فى كل ما يطلبه منه؟


لا أستطيع الحكم فى هذا الأمر.. ولكن هناك قصة قد توضح جزءًا من هذا الأمر، فى إحدى المرات طلب محمد مرسى المشير محمد حسين طنطاوى، ورئيس الأركان وقتها الفريق سامى عنان، وطلب منهما مليار ونصف المليار دولار؛ لتسديد أحد الديون التى كانت قد حلت فى هذا الوقت، "طنطاوى" لم يعترض واتصل فى الحال باللواء محمد أمين، رئيس الهيئة المالية بالقوات المسلحة، وعرض عليه الأمر، فرد عليه "أمين" بأن هذا المبلغ من الدولارت موجود ولكن جزء من "المعونة الأمريكية"، وهو موضوع كوديعة، وعرض عليه فى الوقت نفسه أن يعطيهم هذا المبلغ بـ"الجنيه" على أن يحولوه لـ"دولارات"، ولكن "طنطاوي" رفض، وقال لرئيس الهيئة المالية لابد من الوقوف بجانب الدولة فى هذا المأذق؟ ولكن رد عليه "أمين" بأنه لا يستطيع تحمل المسئولية بمفرده، المهم فى النهاية استطاع "طنطاوى" توفير هذا المبلغ وإعطاءه لـ"مرسى" ورئيس وزرائه فى هذا الوقت هشام قنديل.


هل كانت تختلف طريقة تعامل طنطاوى مع كل من مبارك ومرسى؟


المشير "طنطاوى" كان يتعامل من منطق "الوطنية" مع الاثنين، فى إحدى المرات اشتكت عائشة عبد الهادى التى كانت وزيرة للقوى العاملة لـ«سوزان مبارك» من وجود منتجات فى مصانع الغزل والنسيج تقدر قيمتها بـ50 مليون جنيه، وأن هذه المنتجات "مركونة" ولا يستطيع العمال تصريفها، "سوزان" أخبرت الأمر لـ"مبارك" فاتصل على الفوز بالمشير طنطاوى وأخبره بالأمر، فنظم المشير معارض لهذه المنتجات فى كل إدارات الأسلحة وتم تصريف هذه المنتجات بالكامل.


بعد ثورة 30 يونيو.. قيل إن أحمد وصفى لم يكن موافقًا عليها.. ما تعليقك؟


فى عقيدة جنرالات الجيش، لا يمكن الاعتراض على تحركات وأوامر القائد العام للقوات المسلحة، وهذا موقف اللواء أحمد وصفى، ولكن الإخوان هم الذين اختلقوا هذه الشائعات التى كانت ادعاءات غير صحيحة، وهدفها الوقيعة بين السيسى ووصفى.


لماذا كان الإخوان يريدون تنفيذ هذا المخطط؟


عندما نجحت ثورة 30 يونيو، تم استدعاء السفير الإسرائيلى بالقاهرة، وأخبره قيادات المؤسسة العسكرية، أن الجيش الثانى الميدانى سيقوم بعمليات تغطى سيناء بالكامل لمنع العمليات الإرهابية التى تصاعدت فى هذا الوقت، وفى تلك الفترة كان اللواء أحمد وصفى هو قائد الجيش الثانى الميدانى، ونجح فى إجراءات عمليات لاقتلاع جذور الإرهاب بالكامل.


هل يعنى هذا أن الإخوان كانوا لا يريدون محاربة الإرهاب فى سيناء؟


نعم.. محمد مرسى كان دائما "بـيفرمل" القوات المسلحة حتى لا تقوم بعمليات فى شمال سيناء؛ لأن هذا يؤثر على حماس، ويعطى فرصة لإسرائيل للتذمر والغضب، خاصة أن المنطقتين "ج" و "د" من الممنوع وجود قوات عسكرية بهما.


ماذا حدث بعد ذلك؟


عندما خرج اللواء أحمد وصفى من قيادة الجيش الثانى الميدانى لـ"هيئة تدريب القوات المسلحة"، ذاعت روايتان فى الجيش: الأولى تقول إنه فشل فى مكافحة الإرهاب، ولهذا خرج. والثانية تقول: إنه حقق نجاحًا كبيرًا، فخشى السيسى من شعبيته.


الرئيس يواجه معضلة فى قضية سد النهضة.. ما تعليقك؟


"سد النهضة" قضية أمن قومى، خاصة أن مصر تشترط عدم الإضرار بحصتها المالية وهى تصل لـ55 مليار متر مكعبا من المياه، والقيادة السياسية الحالية تسير بمنطق أنه لا اقتراب من حصة مصر، ولهذا هى فى البداية ستأخذ كل الإجراءات السياسية والدبلوماسية فى الأمم المتحدة وغيرها، وهذا لا يمنع إطلاقا أن هناك "خطة مدروسة" على غرار عملية "الحفار"؛ للتعامل مع مشكلة السد فى حالة تأثيره على مصر.


ماذا عن قضية تيران وصنافير التى شغلت الرأى العام لفترة طويلة؟


هذه القضية شائكة بلا جدال، ولكنى أستطيع الحديث عنها بلا شك، أنا حاصل على الدكتوراه عن رسالة بعنوان "حرب فلسطين 48 .. رؤية مصرية".. وهذه الدراسة تقع فى 800 صفحة تعتمد كلها على "الوثائق البريطانية"، وتناولت العديد من الموضوعات منها جزء عن "خليج العقبة"، عندما وقعت مصر اتفاقية الهدنة الدائمة مع إسرائيل عام 1949، مارست "تل أبيب هوايتها الأثيرة، ونقضت بنود الهدنة، وحركت 150 جنديًا لاحتلال "أم الرشراش" حتى يكون لها منفذًا على البحر الأحمر، لإقامة علاقات تجارية مع الدول، ثم تحويلها لميناء "إيلات"


وماذا بعد؟


عندما جئت فى رسالة الدكتوراه عند الجزء الخاص بـ"خليج العقبة" طلبت من المشير عبد الغنى الجمسى، الإطلاع على "الوثائق السرية" الخاصة به فوجد الجزء ملفا باسم "خليج العقبة"، وأنه يوجد فى مدخل الخليج 30 "جزيرة صخرية"، وأكبر جزيرتين هما "تيران و صنافير"، وتكشف هذه الوثائق تبعيتهما للسعودية. وأنا دخلت 5 حروب، ولن أكذب فى هذا الأمر.


ولكن هل الجزيرتان لهما قيمة؟


لا قيمة لهما على الإطلاق، هما كلهما "تعابين وعقارب"، والقصة التاريخية تبين ذلك، إسرائيل عندما استولت على "أم الرشراش"، مصر طلبت تصريحًا بتواجد قوات عسكرية على الجزيرتين حتى نتحكم فى خليج العقبة؛ لمنع السفن المحملة بالسلاح من الوصول إلى ميناء "إيلات"، وهناك لواء اسمه إبراهيم محمود، عمره 97 سنة، وهو أقدم لواء فى جمهورية مصر العربية، قال لى: كنت موجودًا فى البحرية عندما خرجت لجنة بأوامر من الملك "فاروق"، لمقابلة عبد العزيز آل سعود؛ للحصول على موافقة لاحتلال الجزيرتين.


وماذا بعد؟


كان باللجنة إسماعيل شيرين، وهو كان متزوجًا من شقيقة الملك فاروق، التى تزوجت فيما بعد بـ"شاه إيران"، وعندما تحدثت اللجنة مع ملك السعودية عن احتلال الجزيرتين قال لهما: فيهما ذهب؟ قالوا له: لا، فسأل ثانية: فيهما بترول؟ قال له: لا، فقال لهم على الفور: سلموهما لأخى "فاروق".