رئيس التحرير
خالد مهران

"هيبتا".. يحارب الحب من أول نظرة ويكشف مراحل العشق الـ7

فيلم هيبتا
فيلم هيبتا

نقلًا عن العدد الورقي


هل ظلم الأفيش قصة الفيلم؟

أغنية "كيفك أنت" والكلاسكيات الأجنبية أبرز ملامح الموسيقى التصويرية


اتجه بعض الجمهور للحكم على فيلم "هيبتا – المحاضرة الأخيرة" من الغلاف الخارجي فقط، حيث اعتبروا الفيلم موجه للمراهقين، وساذج ولا يمت للواقع بصلة، ويقوم على الرومانسية الجياشة والعواطف المبالغ فيها.

ولكن الفيلم لم يكن مثل هذا الصورة التي بدعها البعض، فالفيلم يتناول مراحل الحب السبعة بطريقة عبقرية ومبتكرة ولم يتناولها أحد من قبل، ويُمكن أن يُشاهده الكبير قبل الصغير والمراهقين.

ومن المتعارف عليه أن الفيلم مأخوذ عن رواية كتبها محمد صادق، وحققت نجاحًا كبيرًا واعتلت قوائم مبيعات الكتب في مصر لعدة أسابيع، وصدر منها أكثر من 36 طبعة منذ إطلاقها في 2014، وتم تحويلها إلى فيلم بواسطة السيناريست وائل حمدي والمخرج هادى الباجوري.

ففي بداية الأمر أود أن أتحدث عن الفكرة القائم عليها رواية "هيبتا":
أولاً لابد من تعريف معني كلمة "هيبتا"، هيبتا تُعني رقم 7 عند الإغريق، وقد اختار الكاتب هذا الرقم ليعرض السبع مراحل التي نمر بها في الحب والعلاقات العاطفية المختلفة.

تتحدث الرواية عن أربع أشخاص تم تسميتهم "أ – ب – ج –د" يمرون بالعديد من المشاكل في حياتهم العاطفية.

الشخصية "أ" هو الشاب البائس المرتبط بفتاة لا يُريد الزواج منها، ولا يعلم متى تنتهي هذه العلاقة بأسرع وقت ممكن، لشعوره بروتين وملل، وفجأة يصادف فتاة أخرى على سطح المنزل المقابل له، فينجذب لها دون مقدمات ويترك الفتاة التي ارتبط بها لمدة عام ونصف.

الشخصية "ب" هو شاب بعمر 17 والذي يرقد داخل مستشفى للعلاج من مشاكل في العمود الفقري، ويشعر دائمًا إنه وحيدًا، ولم يكن أحد يزوره سوى صديقه له، تعرف عليها من المدرسة، وقبل دخوله لغرفة العمليات يعترف لها بحبه.

الشخصية "ج" وهو شاب في العشرينيات من عمره الصدفة تجمعه بفتاة في المقهى مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء، ويبدأ برسمها وهو مغمض العينين حتى تتفاجأ بصورتها كأنه يعرفها منذ زمن، ويُبهرها بعد ذلك بمعرفته لتفاصيل عن حياتها لا يدركها العديد، بما فيهم الشاب الذي  كانت على علاقة معه وكانوا على وشك خطوبة، ولكن الفتاة تترك خطيبها وتنبهر بأسلوب وطريقة "ج" حتى تقع في غرامه.

الشخصية "د" وهو طفل صغير يُعاني من أجواء أسرية غير ثابتة، وتربطه علاقة صداقة قوية مع جارته، التي في نفس عمره و معًا في نفس المدرسة ونفس الفصل، ولكنه يتعرض لحادثة تقلب حياته ويبتعد عنها بعد أن يتعلق بها بمنتهى البراءة، فلم تتحمل الطفلة أحزانه فتتركه لتلهو وتلعب مع أصدقائها الآخرين. 

ففي أحداث الرواية تمر الأربع شخصيات بمراحل الحب السبعة، وهي: البداية – اللقاء - العلاقة – الإدراك – الحقيقة – القرار – هيبتا.

ويتم تناول قصص الأربع شخصيات عن طريق مُحاضر يُدعي "أسامة"، الذي يحكي هذه القصص بشكل غير مرتب وبطريقة شيقة تجعل القارئ لا يمل منها على الإطلاق، بل يُعزز فكرة الفضول لديه حتى يعرف ما هو مصير الأربع شخصيات.

ولم تكن المحاضرة التي يلقيها "أسامة" تتحدث عن الوصول للحب فقط، بل كان يتناول أيضًا الأسباب التي يُمكن أن تنهي أي قصة حب في دقيقة. 

فقد ذكر السبع مشاعر التي تؤدي إلى هدم أي علاقة، وهى: الامتلاك – عدم التقدير – الاحتياج – الحمل – الغيرة والشك – التطبيع – الملل".

ولكنه لم يترك تلك المأساة بلا حل، فقدم لنا خمس حلول للحفاظ على العلاقة بعد حدوث السبع مراحل السابقين، فأختصرهم في 5 مراحل، وهم: الاحترام – الاحتواء – الصراحة – التضحيات – الصفقة".

ويعود من جديد للشخصيات الأربعة ويتناول من خلالهم كل هذه المراحل، ويُفاجئ في النهاية الجمهور.

تحول رواية "هيبتا" إلى فيلم "هيبتا – المحاضرة الأخيرة":
أعلنت شركةThe Producers، أواخر عام 2014، تحويل رواية "هيبتا" لفيلم سينمائي بعد استحواذها على حقوق الاقتباس الفني للرواية، وذلك بعد أن حققت نجاحًا كبيرًا وتصدرها قوائم المبيعات خلال 9 شهور فقط، حيث رأى المنتج هاني أسامة الشريك المؤسس لشركة الإنتاج أن الرواية عمل مفعم بالمشاعر الصادقة والتجارب الحية وتحويلها لعمل سينمائي تجربة مثيرة، وقد كان.

تمكن السيناريست وائل حمدي والمخرج هادى الباجوري من تحويل رواية مكونة من 250 صفحة إلى فيلم أكثر من رائع مدته ساعتين فقط.

فنرى أحداث الرواية هذه المرة في الفيلم من خلال شخصية الدكتور "شكري" الذي يقوم بإلقاء محاضرة للجمهور في جامعة القاهرة بعنوان "هيبتا"، يتحدث فيها عن الحب، ويقسم الحب إلى 7 مراحل مثلما حدث في الرواية.

ويستخدم "شكري" 4 شخصيات تم تسميتهم هذه المرة بأسماء حقيقية، وهم:  شادي -  كريم - رامي – يوسف، وعرض حكاية كل منهما كنماذج للحب في أعمار مختلفة ينطبق عليهم كافة المراحل.

الأربع شخصيات قصصهم مختلفة وطريقة حبهم لبعض لا تتشابه، لكن تم تناول علاقاتهم بشكل مميزة لم يختزل في الكلمات المعسولة والرومانسية التقليدية، التي يمكن أن يتحدث عنها أي فيلم أخر، بل أخذت نظرة أشمل عن الطباع الشخصية وكيفية التأقلم مع الاختلافات وتفادى المشاكل والفشل.

ففي الفيلم جعل المُشاهد يعيش الرواية بشكل مصور وملموس، وبطريقة سهلة وبسيطة ولكن لا تخلوا من التشويق.

فعلى الرغم من حذف العديد من التفاصيل التي تناولتها الرواية بشكل مُفصل إلا أن عبقرية مؤلف ومخرج الفيلم استطاعا أن يوصلوا الأحداث المحذوفة بنظرة أو بمشهد لن يتعدى الثلاث دقائق، وهذا نجاح وبراعة لا يُمكن إنكارها.

أبطال الفيلم:
برع نجوم العمل بأكمله في أداء أدوارهم بإتقان واحترافية هائلة، فقد جمع العمل  بين نخبة من أفضل الممثلين في مصر والوطن العربي.

ومما لا شك فيه أن كل نجم في الفيلم قدم دوره على أكمل وجه، ولكن الفنان ماجد الكدواني، الذي قدم دور المُحاضر "شكري"، والطفل عبد الله عزمي، الذي قدم دور الطفل "شادي"، كانوا الأبرز والأفضل على الإطلاق.

يُعد الفنان ماجد الكدواني من النجوم الذين يمنحوا للمشاهد راحة واستمتاع عند مشاهدة طريقة تمثيله، كان دوره محوري في القصة وكان أكثر ما يُميزه هو حركته وأدائه أثناء تقديم المُحاضرة خلال أحداث الفيلم.

أما الطفل عبد الله عزمي، فعلى الرغم من أن ظهوره في هذا الفيلم هو الأول بالنسبة له، إلا إنه ظهر أمام الكاميرا وكأنه احترف التمثيل منذ نعومة أظافره، واستطاع تقديم الشخصية بشكل أثار إعجاب مشاهدي الفيلم في السينما.

وبالإضافة إلى الأبطال الرئيسيين في العمل، ظهر عدد هائل من النجوم كضيوف شرف، وكانت الممثلة نيللي كريم أبرزهم، التي أدت دور زوجة المُحاضر "شكري"، فعلى الرغم من دورها الصغير إلا إن تعبيرات وجهها فقط أظهرت للمشاهدين كأنها تحمل مشاعر حب وعاطفة تجاه زوجها "شكرى" أثناء إلقائه المحاضرة، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور لمشهد ظهرت فيه  الفنانة نيللي كريم وهى تنظر إلى زوجها ودموع الفرح تُشع من أعينها.

الموسيقى التصويرية للفيلم:
تمكن الموسيقار هشام نزيه في وضع موسيقى تصويرية لكل مشهد في الفيلم بأسلوب رائع ومتناسق، فهذه التجربة لم تكن الأولى لـ"نزيه"، فقد اثبت براعته من قبل في فيلم "الفيل الأزرق"، وحاز على جائزة أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم "أسوار القمر".

وإلى جانب الموسيقى التصويرية، فقد كانت أغنية "كيفك أنت" للمطربة اللبنانية فيروز دورًا هامًا في الفيلم، حيث تم تشغيلها في أحد المشاهد التي جمعت بين الفنان عمرو يوسف والنجمة ياسمين رئيس على سطح أحد البيوت ضمن أحداث الفيلم.

وذلك بالإضافة إلى بعض الأغاني الكلاسيكية الأجنبية التي أبهرت المشاهدين في السينما عند مشاهدة الفيلم.