العالم السرى للشواذ فى مصر

عالم المثليين غامض وسري، ولا يعلم تفاصيله الكثيرون، بل لا يدرك السواد الأعظم من المصريين، أن انتشار هذا السلوك البغيض، بلغ حد الظاهرة، أو كاد، بعد أن وصل أعضاء نادي الـ"شيميل"، من الشباب، إلى أعداد ضخمة يصعب حصرها!!
ورغم محاولات الأجهزة الأمنية، محاربة هذا السلوك، المشين، فإن هذه الجهود لم تنجح في التخلص من ظاهرة الشواذ.
ولأن هذا العالم مليء بالحكايات الغريبة، والمثيرة، التي تكشف تفاصيلها أسلوب حياة وتفكير هذه الفئة، مما يساهم في إلقاء الضوء عليهم، بشكل يساعد على مواجهة أزمتهم، والقضاء على إعوجاج سلوكهم بالعلاج، والتقويم.
"النبأ" اخترقت هذا العالم السري؛ لكشف أسراره المثيرة، وأشهر أماكن تجمع الشواذ، كما نرصد حكايات من داخل هذا العالم تكشف لأول مرة، وأيضا الثالوث المرعب الذ يقف وراء انتشار هذا السلوك.
القانون يجرم الشذوذ
تجرم القوانين المصرية ممارسة الشذوذ، باعتباره أحد أنواع الفجور، التي تصل عقوبة الإقدام عليه إلى الحبس 3 سنوات، طبقا لنص المادة "9/ج"، من القانون رقم 10، لسنة 1961، بخصوص مكافحة الدعارة.
وتنص هذه المادة على: "معاقبة اعتياد ممارسة الفجـور، والدعارة بالسجن ثلاث سنوات، بالإضافة للغرامة"، وتعني كلمة دعارة، جميع أنواع الجنس التجاري، أما كلمة فجور فنطاقها أوسع من ذلك بكثير، حيث تشمل الفحشاء بشكل عام، ويدخل تحت تعريفها أفعال الشواذ.
الأرقام تكشف أعداد الـ"شيميل" في مصر
على الرغم من أنه ليس هناك إحصائيات فعلية، عن حجم الشواذ فى مصر، فإن احصائيات غير رسمية، كشفت عن أن هناك أكثر من 10 آلاف شاذ يعيشون داخل مصر، ويمارسون أفعالهم بمناطق مختلفة، أهمها بالقاهرة والجيزة، وتحديدا أحياء مدينة نصر، وميدان لبنان، والهرم والعجوزة، فضلا عن أن هناك أكثر من 158 قضية، تمكنت الإدارة العامة الآداب من ضبطها، فى مصر خلال العام الماضي.
فضلا عن أن هناك بعض الشواذ الذين يمارسون هذه الأفعال مقابل مبالغ مالية كبيرة، تتراوح ما بين 1000 جنيه، إلى أكثر من 10 آلاف جنيه، بحسب المناطق والطبقات المتواجد بها هذه النماذج.
كما كشفت الاحصائيات عن أن الفئة المتوسطة هي أكثر الفئات التي تضم الشواذ، كما أن أغلب من يتم القبض عليهم يمارسون هذه الافعال، من الفئات الثرية، وأن معظم الشواذ، تعرضوا إلى حوادث اعتداء فى الصغر؛ أدت بهم إلى دخول هذا العالم، بعد اعتيادهم ممارسة الشذوذ، ومن ثم بدءوا يتحولون إلى شواذ حقيقيين، بل إن بعضهم يتخذون من هذه الأفعال مصدرا لجنى الأموال، وأن 75 % منهم، يمارسون الشذوذ مقابل الحصول على أموال.
كما أن هناك نسبة كبيرة ممن يتم القبض عليهم، يمارسون الشذوذ، ويتم عقابهم بالسجن، يعودون إلى ممارسة تلك الأفعال عقب خروجهم، بل وهناك العديد من الحالات التي تم القبض عليها بالفعل أكثر من مرة بتهمة ممارسة الفجور والشذوذ مقابل الحصول على أموال، بالإضافة إلى أن الاحصائيات كشفت عن أن هناك نسبة 40 % من حالات الإصابة بالإيدز في مصر كانت بأسباب خاصة بممارسة الدعارة.
3 أسباب لانتشار الشذوذ
البعد عن الدين، انهيار الأخلاق، الفقر، ثالوث مرعب اتفق الخبراء على أنه أهم أسباب انتشار الشذوذ، في المجتمع.
ويقول الدكتور أحمد هلال أستاذ الطب النفسي، إن أسباب انتشار مثل تلك الحالات، أخلاقية ونفسية فى الأساس، إذ إن الانحرافات الجنسية، خطأ مجتمعي؛ سببه البعد عن الدين، وإظهار أن مثل تلك الأفعال محببة، كما أن فقر الحالة المادية يساعد بشكل كبير على انتشار هذه الظاهرة، لافتا إلى أن الانحرافات لابد أن يتم علاجها بطرق سليمة سواء فى المدارس أو محاضرات اجتماعية أو عبر برامج يمكن من خلالها معالجة جميع الانحرافات الجنسية التي يتعرض لها الشباب.
المثلية الجنسية حرام
يقول الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن المثلية الجنسية، تعتبر من أكثر الجرائم التي تواجه البشرية فظاعة، كما أنها من أخطر ما تجابهه الأديان السماوية؛ لأن الأديان السماوية كلها توافقت على حفظ النسل والتكاثر، وجريمة الشذوذ موجهة مباشرة ضد هذه المصلحة الدينية، التي أوجب الله حمايتها في كل أديان السماء.
وأضاف، الشاذ شخص أناني وغير سوي، ولا يسير في الاتجاه الصحيح، إذ يبحث عن شهواته ثم ينتهي الأمر به عند هذا الحد، ومثل هذا المستوى من التفكير تنزهت عنه الحيوانات أنفسها.
فكل اتصال جنسي بين الحيوانات يتم فى إطاره الصحيح؛ الذى يستهدف التكاثر وإتيان العقب والخلفة؛ لأنها مدركة بطبعها الذي أوجده الله فيها، لمهمة الخلافة والتكاثر حتى يستمر نسلها مسبحًا بحمد الله إلى قيام الساعة.
ولفت إلى أنه ما من كائن فى الأرض، إلا وهو مسبح بحمد ربه لقوله تعالى: "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ"، وتلك الحيوانات، التي لا عقل لها، لا تسرف فى هذه العلاقة، ومنها ما يمارس هذا الأمر مرة واحدة حتى يحدث التكاثر.
وأضاف: "ما سمعنا ولا قرأنا منذ أن أوجد الله الخليقة، أن حيوانا مارس الشذوذ مع آخر، فتلك فطرة الله فى الحيوانات، فما بالنا بالإنسان العاقل المكلف، ونحن نجده يعاشر ابن جنسه، كما كان يفعل قوم لوط الذين قال الله تعالى فيهم «أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ».
أسرار العالم الخفي للشذوذ
مصدر أمنى كشف لـ«النبأ»، تفاصيل مثيرة وأسرارا من داخل هذا العالم، حيث أكد أن هناك عددا كبيرا من الشواذ جنسيا يعيشون في مصر، وتحاول الإدارة العامة لمباحث الآداب القبض عليهم، خاصة أنهم متوارون عن الأنظار، ويستفيدون من التطور التقني في الاتصالات، مما يساعد على وجود حالة من عدم المركزية، تصعب مهمة القبض عليهم.
وأضاف فى البداية كانت هناك أماكن محددة ومعروفة يتواجد بها الشواذ، أما الآن فالجميع يحاولون التواصل من خلال "فيسبوك"، والذى يتفقون من خلاله على المواعيد واللقاءات، مشيرا إلى أن هناك "جروبا سريا"، على "فيسبوك"، مخصص للشواذ داخل مصر، يحاولون التواصل من خلاله مع بعضهم، وذلك عبر حسابات وهمية، حتى لا تتم معرفتهم، كما أنهم يستخدمون مجموعات محدودة على برنامج "واتساب"، يتواصلون من خلالها، مع بعضهم.
وأوضح المصدر أن هناك انتشارا كبيرا للشواذ فى مصر خلال الفترة الماضية، وذلك ما استطاعت مباحث الآداب معرفته، وبالتالي كشف ملابسات هذا العالم الخفي، بعد أن استطاعت القبض على الأب الروحي لهم.
"أبو رحاب".. كلمة السر
أحمد أبو الرحاب 54 عاما، مقيم بني سويف، والذى يعتبر الأب الروحي والراعي الرسمي لدعوى الشذوذ في مصر، مشيرا إلى أن هذا ما كشف تفاصيل هذا العالم الخفي، حيث إنه كان مسئول عن توزيع الشباب علي راغبي المتعة الحرام، والتواصل مع الزبائن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه مسئول عن تنظيم حفلات الشواذ بأفخم الفيلات والكافيهات والفنادق الشهيرة.
وكشف الأب الروحي للشذوذ فى مصر عن تفاصيل حفلات زواج المثليين، حيث أنه كان المسئول عن تحرير عقود الزواج لهم، والذي يحرره كعقد زواج عادي، مع الاختلاف فقط في كونه زواجا بين رجلين.
واوضح: "تكون تفاصيل العنوان والأسماء مماثلة للعقد الرسمي، ثم بعد لك يدعو أصدقاءه من الشواذ لحفلة صاخبة ينظمها للاحتفال بالعروسين، تقتصر عليهم، ويكون هو المتعهد بحل أي خلافات بين الزوجين، ويكون تحت قيادته "ماستر"، تنظم الحفلات التي يقيمونها فى المحافظات المختلفة.
كما أن الأب الروحي كشف خلال التحقيقات معه، عن أنه كان يحاول تجنيد الشباب لممارسة الشذوذ، خلال الفترات القادمة، من خلال استقطابهم من الملاهي الليلية؛ ليجربوا الشذوذ ثم يبدأ بعد ذلك إقناعهم بأفكاره، حول متعة ممارسة الجنس مع رجل، والحصول على مميزات كبيرة عندما يتحول إلى شاذ، منها المبالغ المالية وضمان عدم الإنجاب، والسرية فى العلاقات.
وأوضح أنه استطاع بالفعل جمع عدد كبير من الشواذ إلى مجموعته، الذين كان سببا فى انتشارهم خلال الفترات الماضية، بل إنه من ساعد على انتشار الشواذ فى الملاهي الليلية، وتعريفهم إلى الأثرياء العرب الذين يريدون ممارسة الجنس مع رجال.
دعارة الـ"شيميل" بـ10 آلاف جنيه
وأكد أنه من كان يقود تلك الشبكات المختلفة التي تشعبت كثيرا خلال الفترة الماضية، إلى ممارسة نوع جديد وهو دعارة الـ"شيميل"، حتى وصل ثمن الليلة الواحدة إلى أسعار خيالية تخطت 10 آلاف جنيه فى الليلة الواحدة، ورغم من حبس هذا الرجل فإن الشواذ انتشروا كثيرا فى المجتمع خلال الفترة الماضية.
خريطة أماكن الانتشار
المصدر الأمني كشف أيضًا عن أن هناك العديد من الأماكن المعروفة لدى الأجهزة الأمنية والتي يشتهر فيها الشواذ، وتحاول قوات مباحث الآداب مداهمتها من أجل القبض عليهم، لافتا إلى أن أشهر تلك المناطق بميدان لبنان بالمهندسين، وشارع الهرم، والعجوزة، حيث تواجد الملاهي الليلية فى تلك المناطق، يساعد على تواجد الشواذ بها، ووجود من يحاولون اصطياد الشباب من أجل ممارسة الرذيلة معهم.
كما أن هناك مناطق عباس العقاد ومكرم عبيد بمدينة نصر، وشارع التسعين بالتجمع الخامس من الأماكن التي تم خلالها القبض على العديد من الشواذ بها، في أثناء محاولتهم اصطياد بعض الأشخاص لممارسة الشذوذ، الى جانب انتشار هذه الظاهرة في الأرياف أيضا.
سمسم "رقاص شرم الشيخ"
كما أن هناك مناطق سياحية، تضم شواذا خاصة شرم الشيخ، والذى بها عدد من الشواذ كان أبرزهم "سمسم" وهو أشهر راقص مصري، والذي بدأ عمله فى الملاهي الليلية والقرى السياحية التي تقدم الفقرات الفنية.
وعندما وجد الأموال تنهال على أجساد الراقصات قرر أن يخلع عباءة الرجولة ويتقمص دور الراقصة، حتى ذاع صيته، وعمل فى مناطق شهيرة بشرم الشيخ، إلى أن تمكن النقيب خالد شلبي وكيل قسم حماية الآداب من ضبطه أثناء تقديمه إحدى الفقرات، وتحريضه على الفجور مرتديا بدلة رقص، وبحوزته سي دي بداخله بعض الصور ومقاطع الفيديو المثيرة له.
وفى الأقصر أيضا هناك منطقة تسمى "حوض الرمال"، أو "جزيرة الرذيلة" وهي جزيرة فى وسط البلد يتواجد بها عدد من المساكن والشقق السياحية والفاخرة، باهظة الثمن، ويكثر فيها السائحون الذين يحضرون لممارسة الشذوذ مع الشباب مقابل مبالغ مالية كبيرة.
حكايات من دفتر الشواذ
رصدنا العديد من الحكايات من داخل العالم السري للشواذ، حيث يقول "كريم.م"، إن بدايته بهذا العالم كانت بسبب اغتصاب مدرس الألعاب له أثناء تواجده داخل المدرسة الخاصة التي كان يدرس بها.
وأوضح أنه كان قريبًا جدًا من مدرس الألعاب الشاب المتواجد فى المدرسة الخاصة به، وفى أحد الأيام وبعد انتهاء اليوم الدراسي ذهب لسؤاله عن شيء ما، إلا أنه وجد المدرس يحاول التقرب منه، وبعد ذلك وجده يحاول التحرش به، وعندما منعه أغراه بأنه سوف يساعده على النجاح، وفجأة وجد المدرس يحاول خلع ملابسه، وعندما رفض اغتصبه بالقوة.
وأضاف: "رفضت أن أحكي لوالدي خاصة أن المدرس أكد لي أنه سوف يحميني من جميع الطلبة، وبالفعل فعل ذلك، وجعلني طالبًا مهمًا بين زملائي، وأمام هذا الأمر طلب مني ممارسة الجنس مرة أخرى، ولم أستطع رفض هذا الأمر، وبالفعل أصبح يمارس معي الشذوذ، إلى أن بدأت رحلة الاحتراف، بالممارسة مع آخرين، والذين مازالت أمارس الشذوذ مع عدد منهم في العديد من المناطق داخل القاهرة وخارجها".
وتابع: "أتواصل مع الأشخاص عبر أحد المنتديات الإباحية، للاتفاق على ممارسة الشذوذ معهم، ولم يتم القبض علي حتى الآن".
وقال "سمير.م" إنه كان دائمًا يشعر أنه ليس شابًا، خاصة أن ملامحه تتطابق مع الفتيات أكثر من الرجال، مضيفا أنه بدأ البحث عن هذا الأمر حتى وجد أن هناك أدوية ترفع من نسبة الأنوثة عن طريق الهرمونات، فاشترى عددًا منها من الصيدليات، وتناولها؛ حتى تساعده على تحويل جسده إلى معالم أنثوية كاملة.
وأوضح أنه أمام تلك التغييرات فى جسده بدأ يعجب صديقه، والذى أكد له أنه يحبه ويريد الزواج به، وقال: "بالفعل بعد فترة من الوقت تزوجت بصديقي من خلال عقد عرفي، وسافرنا للعيش معا فى الإسماعيلية، ولكن بعد فترة من الوقت بدأ يشعر أنه يريد أن يمارس معه الجنس ثم يتركه ولا يريد منه شيئا آخر، وفى أحد الأيام وأثناء خروجه للشارع تعرض لعملية اغتصاب على يد شابين، جعلته يشعر بالمتعة".
وأضاف: "عدت لزوجي أخبره بما حدث فلم يمانع وطالبني بكتمان الأمر حتى لا يتم فضحهما، وبعد فترة من الوقت وجدت صديقي أو زوجي، يحضر أحد الأشخاص الذي يعملون معه، ويطلب مني ممارسة الجنس معه، وعندما رفضت اغتصباني مرة أخرى".
وتابع: "هذا الأمر جعلني أقرر ترك صديقي والعودة إلى القاهرة، وبعد ذلك احترفت ممارسة الشذوذ؛ مقابل الحصول على الأموال، خاصة أنني لا أستطيع العودة إلى أهلي مرة أخرى، الذين انقطعت عنهم بعد سفري مع صديقي، ولذلك احترفت هذا الأمر؛ من أجل جنى الأموال، وتلبية رغباتي"، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين يريدون ممارسة الجنس مع "شيميل"، أكثر من ممارسته مع الفتيات، خاصة أن لهم شعورا مختلفا عن الشعور الذى يتواجد مع الفتيات على حد قوله.
ولفت إلى أنه بالفعل يمارس الرذيلة مقابل الحصول على أموال، ولكنه يختار من يمارس معهم، من الذين يتعرف عليهم عبر المنتديات الإباحية، وبعد فترة من التحدث بينهم يتفق مع من يقع عليه اختياره، على ممارسة الرذيلة مقابل الحصول على أموال، على أن يتم اللقاء بعدما يشعر بالاطمئنان الكامل له، خاصة أنه يخاف من القبض عليه من قبل رجال الشرطة.
مشاهير تورطوا في قضايا شذوذ
لم تخل صفحات المشاهير من قضايا الشذوذ، حيث تورط «طليق الفنانة حنان ترك» في قضية شذوذ كبيرة، تحولت إلى قضية رأي عام، إلى جانب المطرب علي حميدة، صاحب أغنية لولاكي، والذي اتهم باغتصاب طفل، وأيضا صاحب محلات العجيل، والذي برأته المحكمة، مؤخرا، إلى جانب قضية طبيب أمراض النساء، ابن العائلة العريقة، الذي تورط في قضية شذوذ، شغلت الرأي العام لفترة.