رئيس التحرير
خالد مهران

هل يساعد التوتر والاكتئاب في تحسين التفكير؟

الضغط والتوتر
الضغط والتوتر

في عام ٢٠٢٣، شكّل التوتر والاكتئاب والقلق ٥٥٪ من إجمالي أيام العمل الضائعة في بريطانيا، ويبدأ التوتر حين تسوء الأمور، وتواجهك مصاعب، وتفشل علاقاتك، وتتبدد أحلامك، ويمرض أفراد عائلتك وأصدقاؤك أو يموتون، وقد يظلمك العالم، وهذا فضلًا عن كل الأمور الصغيرة، والأمور الجيدة أيضًا، التي قد تزيد الضغط والتوتر عليك.

مهما كانت الاستراتيجيات التي تستخدمها للتعامل مع هذه المواقف الصعبة، ومهما كنت بارعًا في وضع الأمور في نصابها الصحيح، ستجد نفسك أحيانًا تكافح للتأقلم، وعندها ستشعر بالتوتر، وهو شعور مزعج، وفي أسوأ حالاته وعلى المدى الطويل، يضر بصحتك النفسية والجسدية، فالتوتر في الواقع هو عرض من أعراض الإرهاق، وفي بعض الحالات، علاج له.

هل يمكن للتوتر أن يُحسن التفكير؟

يمكن للتوتر أن يُحسّن تفكيرنا، ويُساعدنا على التركيز والأداء بأفضل ما لدينا، وبات من المفهوم بشكل أفضل اليوم أن التوتر يُمكن أن يكون مُحسّنًا للأداء؛ لذا، في المرة القادمة التي تواجه فيها مهمة شاقة، يجدر بك محاولة إعادة تفسير التوتر الذي تشعر به في ذهنك وجسدك على أنه شعور بالحماس بدلًا من القلق.

وهذا أسهل قولًا من فعلًا، ولكن إحدى الطرق التي يمكنك اتباعها هي تذكير نفسك بسبب وجودك في هذا الموقف المتوتر، وربما لأن النتيجة مهمة للغاية بالنسبة لك، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فستشعر بإحساس الإنجاز والهدف.

بدلًا من اعتبار تسارع دقات القلب علامة على الذعر، حاول أن تنظر إليه كدليل على شعورك بالنشاط، وأن جسدك يستجيب للتحدي الذي تواجهه، وأن قلبك يعمل بجد لمساعدتك على تجاوزه، وأن عقلك وبقية جسدك يدعمون أدائك.

وبالطبع، من المفيد عمومًا الاستعداد جيدًا عند إلقاء محاضرة أو خطاب، تمامًا كما يحفظ الممثلون أدوارهم أو يتدرب المغنون على أدوارهم. لكن في جميع الأحوال، لا يجب أن تكون مسترخيًا أكثر من اللازم، وإلا قد يبدو أداؤك باهتًا.

ويكمن التوازن في الاستعداد الكافي للشعور بثقة معقولة، مع تقبّل الشعور بالتوتر أيضًا، وأن هذا التوتر يمنحك ميزة، حيث يمكن للخوف أن يتحول إلى وقود. أشعر برهبة المسرح طوال الوقت؛ وكلما مثّلت أكثر، كلما شعرت بها أكثر، لكن عليك فقط استغلالها لصالحك، فالخوف يولد كمية هائلة من الطاقة، وعليك أن تجعلها تعمل لصالحك.