رئيس التحرير
خالد مهران

من نقد فني إلى أزمة سياسية.. كواليس هجوم إعلاميي MBC على الفنان محمد صبحي

النبأ

هجوم إعلاميي شبكة MBC السعودية على محمد صبحي بعد انتقاده فيلم «الست»
تحول الجدل حول فيلم "الست" الذي يستعرض سيرة كوكب الشرق أم كلثوم من نقاش فني وجماهيري إلى أزمة إعلامية واسعة بعد انتقاد الفنان الكبير محمد صبحي للعمل.

تصاعدت ردود الفعل على قناة MBC مصر التابعة لشبكة قنوات MBC السعودية حيث شن بعض الإعلاميين هجومًا وإساءات مباشرة ضد الفنان محمد صبحي  ما أدى إلى موجة من الاتهامات المتبادلة وفتح الباب لنقاش محتدم حول حدود النقد الفني واحترام الرموز الوطنية في الوسط الإعلامي والفني

جدل جماهيري واسع يسبق تصريحات صبحي

قبل ظهور محمد صبحي إعلاميًا شهد فيلم «د "الست" جدلًا واسعا على مواقع التواصل حيث اعتبر الجمهور أن بعض المعالجات الدرامية للشخصية لم تحترم تاريخ أم كلثوم وانتقدوا اختيار منى زكي للدور وتسليط الضوء على أفعال مثل التدخين والشخصية الحادة ما مهد لظهور تصريحات صبحي والغضب الجماهيري.

تصريح محمد صبحي: بداية الأزمة  

انتقد الفنان محمد صبحي فيلم "الست" مؤكدا رفضه المشاركة في أي عمل يحرف أو يشوه الحقيقة التاريخية. 

وقال خلال مداخلة ببرنامج "حضرة المواطن" إنه يرفض أي عمل يزور الواقع حتى لو كان كبيرًا موجهًا انتقادًا للفنانة منى زكي قائلًا: "أنا بلوم تلميذتي منى زكي اللي بفتخر بيها".

 وأكد أن أم كلثوم كانت مثالا في الأخلاق والكرم مستذكرًا موقفا شخصيا في صغره عندما حضر حفلة لها  رفض التنازل عن مقعده فقامت بنقله للصف الأول ومنحته بعد الحفل 50 جنيهًا. 

وختم بتأكيد رفضه القاطع لأي محاولات لتشويه الرموز المصرية الكبرى داعيا إلى تقديم السير الذاتية للفنانين بشكل يحترم تاريخهم الفني والثقافي.

عمرو أديب يهاجم تصريحات صبحي عبر MBC

رفض الإعلامي عمرو أديب تصريحات الفنان محمد صبحي حول فيلم "الست" للفنانة منى زكي التي أشار فيها إلى وجود "مؤامرة على الفن المصري". 

وأكد أديب في برنامجه «الحكاية» عبر "MBC مصر" أن هيئة الترفيه السعودية لم تتدخل في الفيلم وأنه عمل "شجاع وجاد ومحترم"

واستنكر فكرة المؤامرة قائلا: "الشركات المنتجة تملكها الدولة هل الدولة تعمل مؤامرة على نفسها؟" وأضاف أن تصريحات صبحي تهدف لصرف الانتباه عن أزمته السابقة مع سائقه معتبرًا أنها تقف ضد احترام جهود زملائه في الفن.

منشور «بعير» و«سعير»…  أول رد من محمد صبحي على عمرو أديب 

نشر الفنان محمد صبحي عبر "إنستجرام" تعليقا  تم تعديله عدة مرات بالتزامن مع هجوم الإعلامي عمرو أديب عليه.

 بدأ بقول: "لا نعير من داس على وطنه في أرض البعير" ثم عدله إلى "أرض السعير" قبل أن يوضح في التعديل الثالث: "أرض السعير هي أرض وطني المشتعلة بمؤامرات كثيرة من أعدائنا" مختتما: "وسنبقى مع وطننا حتى النفس الأخير".

هجوم ياسمين عز على للفنان محمد صبحي دفاعا عن السعودية 

هاجمت الإعلامية ياسمين عز الفنان محمد صبحي في حلقة برنامجها "كلام الناس" المذاع على MBC مصر التابعة لشبكة قنوات mbc السعودية 

وقالت "لو عايز تقول رأيك الفني أو غير الفنك قول لكن ما تتجاوزش ده ولما تيجي تتكلم عن دولة شقيقة المملكة العربية السعودية يا محمد صبحي الزم حدودك. 

اعرف بتقول إيه وأنت بتتكلم عن أطهر بقاع الأرض  وأرض الإسلام وقبلة 2 مليار مسلم محتاج تعرف بتقول إيه ومش بتقول إيه وخليك شريف في خصومتك

تركي آل الشيخ يوضح موقفه من فيلم «الست»

وفي خضم الهجوم وصف الفيلم بالمؤامرة على الفن المصري نفى المستشار تركي ال الشيخ رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية أي علاقة له شخصيا أو لموسم الرياض بالإنتاج أو الإخراج أو أي دور إنتاجي في فيلم «الست»، مؤكدا أن دوره اقتصر على الرعاية فقط بعد انتهاء إنتاج الفيلم دون أي تدخل في التفاصيل الفنية أو الإدارية. وأوضح أن الفيلم إنتاج مصري كامل بنسبة 100٪ مع تراخيص رسمية من الرقابة المصرية وأن المخرج والكاتب وأبطال العمل جميعهم مصريون مشددا على ضرورة التمييز بين الرعاية والدور الإنتاجي الفعلي وتصحيح المعلومات المغلوطة المتداولة حول الفيلم.

غضب الجمهور ضد الهجوم على محمد صبحي

تفاعل عدد كبير من رواد مواقع التواصل مع هجوم بعض الإعلاميين على محمد صبحي معبرين عن رفضهم لإساءته وانتقاداته غير المبررة.

 واعتبروا أن الفنان محمد صبحي  وطني وله تاريخ فني كبير وأن الهجوم والاسائة له لا تليق داعين لمحاسبة كل من أساء آلية واصفين أنه رمز للفن المصري.

ماجدة خيرالله: الفنان صاحب القيمة لا يضع نفسه في مرمى الجدل ولا وصاية لفنان على آخر

الناقدة الفنية ماجدة خيرالله


من جانبها تحدثت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله عن أزمة الإهانة التي طالت الفنان محمد صبحي مؤخرا بعد تصريحاته حول فيلم "الست" مؤكدة رفضها لتلك الإسائة

واوضحت  خيرالله  ان الفنان الذي يمتلك قيمة وتاريخا كبيرا لا ينبغي أن يزج بنفسه في موضوعات تضعه في دائرة الجدل والقيل والقال مؤكدة أنه لا يصح أن يفرض فنان وصاية على فنان آخر

وأشارت في تصريحات خاصة لـ "لنبأ "إلى أن محمد صبحي فنان كبير وله تاريخ مسرحي مهم لكن ذلك لا يبرر تعامله مع فنانة بحجم منى زكي وكأنها طفلة صغيرة.

وأوضحت أن منى زكي فنانة لها سنوات طويلة من العمل وتنجح وتفشل مثل أي إنسان ولا يصح مخاطبتها بمنطق "ميصحش تعملي كده" أو "أنا زعلان منك" لأن ذلك يعد وصاية على فنانة ناضجة لها كامل الحق في اتخاذ قراراتها الفنية

وأضافت: "وليس من حقك لمجرد أنها ظهرت في مسرحك أن تتحكم فيها منى ذكي أصبحت أهم منك في السينما مع احترامي لك مين أسمىه أكبر حاليا؟"

وأشارت خيرالله "أن مينفعش أجي على واحد أقول ده تلميذي المفروض التلميذ يقول فلان أستاذي لو شايف إن ده له دور في نشأته مش العكس أنت كده ط بتفرض نفسك عليه."

وأكدت خيرالله أن محمد صبحي لم يشاهد فيلم الست متسائلة عن سبب الغضب لافتة إلى أن نحو ٩٠% ممن تحدثوا عن الفيلم لم يشاهدوه أيضا وإنما اعتمدوا على السماع أو الانطباعات المسبقة معتبرة أن الحديث عن الفيلم في هذه الحالة يفتقد للأساس الحقيقي وأضافت: "الإنسان الكبير صاحب القيمة لا يضع نفسه في موقف يسمح للآخرين بالإساءة إليه ولما تحط نفسك وسط ناس تافهة طبيعي يتكلموا عليك لكن ده اختيارك تقلل من قيمتك."

وأوضحت خيرالله  أن الدخول في هذا النوع من المعارك يفتح الباب أمام إساءات من الصغار  مؤكدة أن الفنان محمد صبحي لو التزم الصمت لما تم الزج باسمه في هذا الجدل بل كان سيذكر باعتباره رجل المسرح وصاحب التاريخ والنجاحات متسائلة عن سبب عدم توجيه نفس الهجوم لفنانين آخرين مثل محمود حميدة أو حسين فهمي أو يحيى الفخراني وذلك لعدم دخولهم في أعمال غيرهم.

وبشأن تصريحات محمد صبحي السابقة حول  رفض العروض التي قدمت له  في موسم الرياض قالت خيرالله إن هذا موقف شخصي لا خلاف عليه ومن حقه القبول أو الرفض وفقا لقناعاته لكنها شددت على أنه لا يجوز فرض هذه القناعات على زملائه مؤكدة أن أي فنان من حقة  يختار المشاركة هناك ولا تقلل من شأنه أو تسخر منه

وتابعت: "أنت حيث تضع نفسك لو عايز تفضل كبير متدخلش في شؤون الآخرين وهل كل فنان يشارك في عمل ممول سعوديا أو اماراتيا يجب الهجوم عليه؟"

وعن الحديث المتكرر حول وجود مؤامرة على الفن المصري وصفت خيرالله هذا الطرح بأنه كلام فارغ وغير منطقي مشيرة إلى أن حفلات الرياض قدمت تراث بليغ حمدي والموجي وعبدالوهاب وغنت فيها أعمال عبدالحليم حافظ وأم كلثوم متسائلة: "فين المؤامرة؟" وأكدت أن الفن المصري لم يهدم على مدار الزمن  وأن القنوات والمنصات العربية تعتمد بشكل أساسي على الدراما المصرية وتدعمها مشددة على أن الفن هو المجال الوحيد الذي ننجح فيه ولا يزال يحظى بإجماع عربي.

وأضافت أن مشاركة الفنانين المصريين في مهرجانات المغرب وتونس وغيرها من الدول ذات النشاط الثقافي دليل واضح على أن الفن المصري مطلوب ومؤثر مؤكدة أن أي فنان يشارك يفعل ذلك بإرادته الكاملة مستشهدة بمشاركة الفنانة أنغام المستمرة في الحفلات بالسعودية دون أي ضغوط.

وتطرقت إلى الجدل حول فيلم أم كلثوم مؤكدة أن الفيلم إنتاج مصري ولا يجوز مهاجمته أو تدميره بسبب صورة أو مشهد موضحة أن أم كلثوم في حياتها كانت تدخن وأن السيدات في حفلاتها كن يدخن وأن ما قدم في الفيلم لا يتضمن إساءة أو مبالغة معتبرة أن المجتمع يضخم الأمور بشكل غير مبرر.

واختتمت ماجدة خيرالله تصريحاتها بالتأكيد على رفضها التام لأي إساءة تطال فنانا مصريا محترما لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة ألا يضع الفنان نفسه في مرمى أشخاص غير واعين قائلة: "نرفض أي تطاول على فنان له قيمة لكن في الوقت نفسه لازم الفنان يكون واعيا بالمكان الذي يضع نفسه فيه."

طارق سعد: ما يحدث ضد محمد صبحي حرب موجهة وتصفية حسابات… ومواقفه الوطنية هي السبب

 

الناقد الفني الدكتور طارق سعد

وفي هذا  السياق قال الدكتور والناقد الفني طارق سعد إن ما يتعرض له الفنان الكبير محمد صبحي في الآونة الأخيرة لا يمكن فصله عن كونه حربا موجهة ومقصودة تقوم على شقين رئيسيين.

وأوضح سعد أن الشق الأول يتمثل في أن محمد صبحي هو آخر عمالقة جيله الأحياء مؤكدا أن معظم نجوم جيل العمالقة رحلوا بينما اعتزل الزعيم عادل إمام ليبقى محمد صبحي حاضرا بثقله وتاريخه ومواقفه مضيفا:

«لو مكناش هنحترم الكبير منطلبش من حد يحترمنا. محمد صبحي له تاريخه وثقله وما يقوله يصدر عن فكر وقيمة حقيقية».


وأكد سعد  في تصريحات خاصة لـ "النبأ "أن محمد صبحي ليس مجرد ممثل بل هو صانع أجيال وأبو المسرح الحديث مشيرا إلى أن أعماله وعلى رأسها يوميات ونيس لم يشاهدها جيل واحد فقط بل امتدت عبر أجيال متعاقبة وأسهمت في التربية والتنوير وستمتد للأجيال القادمة لافتا إلى أن لايوجد أحدا في الوسط الفني يستطيع تكرار هذه التجربة بنفس العمق والتأثير.

وأضاف سعد أن محمد صبحي كان دائما صاحب موقف يكشف المؤامرات والخيوط الخفية وينتقد بلا خوف منذ عهد مبارك دون مواءمات أو مصالح وهو ما صنع قيمة اسمه فنيا وفكريا مؤكدا أنه أهم كوميديان في الوطن العربي.

وشدد على أن من حق محمد صبحي إبداء رأيه ونقد أي عمل فني ما دام التزم بالمهنية والقواعد النقدية منتقدا في الوقت نفسه بعض الأصوات التي هاجمته قائلا إن ثقافتهم محدودة حتى وإن حملوا لقب نقاد أو كتاب معتبرا أن ما يجري من هجوم على الفنان محمد صبحي لا يخرج عن كونه تصفية حسابات.

وتطرق سعد إلى موقف محمد صبحي من الفنانة منى زكي موضحا أنه هو من اكتشفها وقدمها للجمهور وهي طالبة بعد اختبارات ضمت مئات المتقدمين واختارها لتكون بطلة في  عرضة المسرحي بالعربي الفصيح بل وتنبأ لها بالنجومية وهي كانت تعليم أجنبي جعلها تتحدث الفصحى مؤكدا: "محمد صبحي له فضل لا يمكن إنكاره على منى زكي ولا يملك أحد أن يصادر حقه في توجيه النقد أو إبداء الرأي لها هو استاذها ووالدها ".


وبشأن فيلم الست أوضح سعد أن إنتاجه مصري من خلال شركات معروفة بينما جاءت الرعاية من المستشار تركي آل الشيخ مؤكدا أن الرعاية في مثل هذه الأعمال أقوى من الإنتاج نفسه وأن الفيلم لا يخرج للنور دون الداعم وبالتالي لا يمكن التنصل من المسؤولية بحجة أن الدور كان دعائيا فقط.

وأشار إلى أن تراجع إيرادات الفيلم ووعي الجمهور بالمغالطات التاريخية والتشويه الواضح كانا سببا في الهجوم مؤكدًا أن الجمهور المصري ليس ساذجا ويدرك ما يُقدم له.

وأكد سعد أن الشق الثاني من الحرب على محمد صبحي يعود إلى رفضه المشاركة في موسم الرياض رغم العروض المادية الضخمة التي قدمت له موضحا أن صبحي فنان مسرح حقيقي يعمل بالرواية وليس بالإسكتشات ورفض أن يبيع تاريخه أو فنه مقابل المال.

وأضاف أن محمد صبحي أعلن صراحة أن موسم الرياض لا يناسبه ولا يناسب الفن المصري بالشكل المطروح  وهو ما أثبتت الأيام صحته بعد الاستغناء عن نجوم مصريين في موسم الرياض  واستبدالهم بآخرين وهو ما تنبأ به صبحي سابقا.

وأكد أن رفضه "حقائب الدولارات" وامتلاكه موقفا واضحا هو ما أشعل الحرب ضده لأن البعض لا يقبل أن يكون لأحد موقف.

وانتقد سعد ما صدر عن بعض مقدمي البرامج في قنوات MBC وعلى رأسهم ياسمين عز معتبرا أن ما حدث إساءة فجة تفتقر للمهنية والأخلاق متسائلا: "من يحاسب على هذا المستوى المتدني؟ ولماذا يسمح بالإساءة لرمز فني مصري على شاشة سعودية  تحمل إسم مصر وتبث من مصر بإعلاميين مصررين ؟.

وأوضح سعد أن اختيار شخصيات سطحية للهجوم على محمد صبحي كان مقصودا لكن النتيجة جاءت عكسية إذ رفض الجمهور الإساءة بسبب الرصيد الكبير الذي يتمتع به صبحي في وجدان المصريين.

كما تساءل سعد عن صمت الجهات المعنية، قائلا: "أين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟ أين نقابة الإعلاميين؟ وأين نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي الجميع لا يتكلم"


وأكد أن ما يحدث يمثل سقطة تاريخية للمنظومة الإعلامية والفنية مشددا على ما يحدث للفنان محمد صبحي هو نفسة ما حدث من قبل للفنان محمد سلام ونفس حالة الصمت تتكرر وأن محمد صبحي يدفع ثمن نخوته ومواقفه الوطنية وغيرته على الفن المصري لكنه في النهاية هو ليس محمد سلام هو نجم كبير وله تاريخ ومحمي بجمهوره قائلا: "أبناء ونيس هم من يدافعون اليوم عن بابا ونيس… والشعب المصري لن يترك محمد صبحي ولن يسمح بإهانته "

واختتم قولة بسؤال لنقابة الإعلاميين "هل لدى نقابة الإعلاميين السلطة أن تتذر قناة mbc وتستدعي ياسمين عز للتحقيق معها ؟  وأتحدى أن يحدث ذلك والتاريخ لن يغفر ما يحدث من أخطاء لأصحابها في هذه المواقف أبدًا.

 

عماد يسري: حزين لأن الخلاف تحوّل إلى تراشق… ومحمد صبحي قيمة فنية يعتز بها الوطن العربي

الناقد الفني عماد يسري

ومن جانبه قال الناقد الفني عماد يسري تعليقا على الأزمة المثارة إنه بعيدا عن الجدل المرتبط بموضوع فيلم الست أم كلثوم أو تقييم الفيلم نفسه فإن ما يثير الحزن هو أن الخلاف في الرأي تحول من نقاش طبيعي بلا تجريح إلى تراشق حاد وتبادل اتهامات.

وأكد يسري في تصريحات خاصة لـ "النبأ" أن الفنان محمد صبحي فنان كبير وصاحب تاريخ عظيم يحظى بتقدير الجميع ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي كله مشددا على أن احترام الرموز الفنية واجب متمنيا ألا تتحول الاختلافات في الرأي إلى إساءات شخصية.

وأوضح أن الأزمة كشفت للأسف عن غياب ثقافة الاختلاف وتبادل الآراء قائلا "لو حبيت الفيلم تتهم بأنك شخص سيئ، ولو كرهته تتهم أيضا بأنك شخص سيئ وهو ما يعكس حالة من التطرف في المواقف سواء لدى المؤيدين أو الرافضين للعمل"

وأضاف أن ما حدث مع هذا الفيلم تحديدا كشف كارثة اجتماعية تتمثل في التطرف في الآراء وغياب الحوار الحقيقي وأثبتت افتقادنا  لشرف الخصومة معربا عن أمله في ألا يتكرر هذا المشهد مستقبلا مؤكدا في الوقت نفسه أن محبة محمد صبحي واحترامه أمر يعلمه الجميع ولا جدال عليه.

وبشأن الجدل المتعلق بدور المستشار تركي آل الشيخ في الفيلم أوضح يسري أنه راعي العمل وليس المنتج الفعلي مشيرا إلى أن الإنتاج تم عبر شركات مصرية وطنية معروفة تحظى بالتقدير كما أن الرقابة المصرية أجازت السيناريو والفيلم بعد الانتهاء منه وهو ما ينفي وجود أي مؤامرة أو تدخلات خارجية خاصة أن جميع صُناع العمل معروفون بوطنيتهم.

وأكد أن الإخفاق أو النجاح في تقديم عمل فني جيد أو أقل جودة مسألة أخرى تناقش نقديا وفنيا ولا يجب تحميلها أبعادا سياسية أو توجيه اتهامات غير منطقية.

واختتم يسري تصريحاته قائلا إن الموضوع أخذ حيزا أكبر وعكس ما كان ينبغي أن يطرح به النقاش وإن الجميع عبر عن رأيه

إلا أن المعركة في نهايتها كانت خاسرة بسبب الاتهامات التي وجهت إلى شخصيات عديدة معتبرا أن ما حدث لن يعالجه الزمن بعدما خسر بعض الأشخاص بعضهم البعض نتيجة الانقسام الحاد بين مؤيد ومعارض للفيلم.