رئيس التحرير
خالد مهران

بعض الأغذية قد تكون علاج لأكثر أنواع السرطان شراسة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يُجري العلماء اختباراتٍ لمعرفة إذا كان أطعمة يومية مثل اللحوم والألبان يُمكن أن يُعالج السرطان، حيث يقول الباحثون إن هذا النهج الجديد قد يُساعد في علاج الأطفال المُصابين بأحد أصعب أنواع السرطان علاجًا، وكذلك البالغين المُصابين بورم المتوسطة، وهو سرطان نادر ولكنه شرس.

ولطالما اعتمد علاج هذا النوع من السرطان على الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، ومؤخرًا، العلاج المناعي - باستخدام أدوية تُسخّر قوة دفاعات الجسم لمهاجمة الأورام.

مع ذلك، اقتصر دور النظام الغذائي في الغالب على ضمان بقاء المرضى بصحة جيدة أثناء العلاج، وليس كعلاجٍ بحد ذاته.

الأحماض التي تعالج السرطان

لكن دراسة نُشرت الشهر الماضي كشفت أن إزالة حمضين أمينيين، وهما الأرجينين والبرولين من غذاء الفئران المصابة بالورم الأرومي العصبي، وهو سرطان خبيث يصيب الخلايا العصبية ويؤثر على الأطفال، جعل الأورام أقل شراسة.

ويُعدّ كل من الأرجينين والبرولين من الأحماض الأمينية الشائعة في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان.

قام علماء في مستشفى جامعة زيورخ للأطفال في سويسرا بإطعام الفئران نظامًا غذائيًا خاصًا خاليًا من الأرجينين والبرولين. إذ تحوّل خلايا الورم الأرومي العصبي هذين الحمضين الأمينيين إلى مواد كيميائية تُسمى البوليامينات، والتي تساعدها على التكاثر والنمو.

لكن الباحثين وجدوا تأثيرًا أكبر عندما أُعطيت الفئران أيضًا دواء DFMO، وهو دواء يُستخدم بالفعل لعلاج الورم الأرومي العصبي، والذي يثبط إفراز البوليامينات، وعند استخدام الطريقتين معًا، تقلصت الأورام وتضاعفت معدلات الشفاء.

في المقابل، فإن إزالة الأرجينين والبرولين تستنزف العناصر الغذائية اللازمة لتكوين البوليامينات. ويعزز الجمع بين الدواء والتغييرات الغذائية فعالية الدواء المعتمد.

مع ذلك، حذر الباحثون من أن إخضاع الأطفال الصغار جدًا (معظم المصابين بالورم الأرومي العصبي تقل أعمارهم عن خمس سنوات) لأنظمة غذائية قاسية كهذه سيكون غير آمن. 

وبدلًا من ذلك، يأملون في محاكاة تأثير النظام الغذائي باستخدام أدوية تزيل هذين الحمضين الأمينيين من مجرى الدم، مما يؤدي إلى تجويع الخلايا السرطانية. 

وقد ثبت بالفعل نجاح هذه التقنية نفسها - حرمان الخلايا السرطانية من الأحماض الأمينية الحيوية - لدى البالغين. أظهرت دراسة دولية واسعة النطاق، أن إضافة جرعة أسبوعية من دواء يُسمى بيغارجيميناز - الذي يُزيل الأرجينين من الدم - إلى العلاج الكيميائي القياسي، أدى إلى إطالة أمد البقاء على قيد الحياة لدى مرضى ورم الظهارة المتوسطة غير الظهاري، المرتبط بالتعرض للأسبستوس.

وبإزالة الأرجينين من الدم، يُعرّض البيغارجيميناز الخلايا السرطانية لضغط مستمر، فتصبح أضعف، وتنمو ببطء، وتواجه صعوبة في إصلاح التلف.

كما أظهرت دراسة نُشرت عام ٢٠٢٣ في مجلة Nature Metabolism أن خفض مستوى حمض الميثيونين الأميني (الموجود أيضًا في البيض والأسماك واللحوم والمكسرات) في النظام الغذائي يزيد من فعالية العلاج الكيميائي لدى الفئران المصابة بسرطان الأمعاء والثدي.