زيلينسكي يلوّح بتسوية إقليمية محتملة وتحويل دونباس إلى منطقة اقتصادية منزوعة السلاح
رأت صحيفة بوليتيكو الأوروبية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ألمح، للمرة الأولى بشكل غير مباشر، إلى إمكانية القبول بتنازلات إقليمية ضمن إطار خطة سلام محتملة، في خطوة تعكس تحولات لافتة في الموقف الأوكراني بعد سنوات من الحرب المستمرة مع روسيا.
تسريبات عن مسودة خطة السلام
وبحسب التقرير، فإن المسودة الأخيرة لـ خطة السلام التي ناقشها مفاوضون أمريكيون وأوكرانيون تتضمن انسحاب كييف من بعض المناطق الشرقية التي تطالب بها موسكو، وعلى رأسها إقليم دونباس.
وتشير الوثيقة إلى إمكانية تحويل المنطقة، التي تسيطر عليها القوات الروسية حاليًا، إلى منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح.
دونباس بين الحرب وخيارات التسوية
وخلال إحاطة صحفية في كييف، أوضح زيلينسكي أن الخطة المُحدثة تقترح عدم وجود أي قوات أوكرانية أو روسية داخل دونباس، بما يحولها إلى مساحة اقتصادية مفتوحة، في محاولة لخفض التوتر العسكري.
وأكد أن أوكرانيا لا تزال تعارض مبدأ الانسحاب، لكنه أشار إلى أن الخيارات باتت محصورة بين استمرار الحرب أو البحث عن حلول اقتصادية وسياسية جديدة، في إطار خطة السلام المطروحة.
ضمانات أمنية مشددة
وأكد زيلينسكي أن النسخة الأخيرة من خطة السلام تُبقي على الضمانات الأمنية المقترحة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والشركاء الأوروبيين، والتي تعادل من حيث المضمون المادة الخامسة من ميثاق الناتو.
ولفت إلى أنه في حال شنّت روسيا هجومًا جديدًا، فسيتم الرد عسكريًا بشكل منسق، مع إعادة فرض جميع العقوبات الدولية.
التزامات متبادلة وشروط صارمة
وأوضح الرئيس الأوكراني أن هذه الضمانات ستُلغى في حال أقدمت كييف على أي عمل عسكري غير مبرر ضد موسكو.
كما أشار إلى أن واشنطن حذفت بندًا سابقًا كان ينص على حصول الولايات المتحدة على تعويضات مقابل توفير الضمانات الأمنية، ضمن تعديلات أُدخلت على خطة السلام.
أبعاد اقتصادية واستثمارية
وتقترح الخطة المعدلة اعتراف روسيا قانونيًا باستراتيجية عدم الاعتداء على أوكرانيا وأوروبا، مع الإقرار بحق كييف في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والمطالبة بتعويضات عن الأضرار، إضافة إلى إنشاء هيئات استثمارية خاصة لتمويل إعادة الإعمار، في سياق دعم الاستقرار الاقتصادي بعد الحرب.
محطة زابوروجيا وخلافات قائمة
كما تتضمن خطة السلام إدارة مشتركة لمحطة زابوروجيا النووية بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة.
ورغم تحفظ كييف على إشراك موسكو في إدارة المجمع، فإنها أبدت استعدادًا للتعاون مع واشنطن في إدارة البنية التحتية الحيوية، خاصة المرتبطة بمشروعات استخراج المعادن مستقبلًا.
الاستفتاء الشعبي شرط أساسي
وأشار زيلينسكي إلى أن مدينة إنيرهودار المجاورة، والخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية، قد تُدرج ضمن المناطق المنزوعة السلاح إذا أُقرت المناطق الاقتصادية الخاصة، مؤكدًا أن أي خطوة من هذا النوع تستلزم استفتاءً شعبيًا لضمان شرعيتها القانونية.
ويعود أصل خطة السلام إلى مقترح تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر مبعوثها ستيف ويتكوف مع الجانب الروسي، قبل أن تخضع الوثيقة لمراجعات جوهرية خلال محادثات ثلاثية حديثة.
وأعلن ترامب أن الاتفاق بات "أقرب من أي وقت مضى"، بينما أكد زيلينسكي أن وقف إطلاق النار الشامل سيدخل حيز التنفيذ فور إقرار الاتفاق رسميًا.