الضحك من القلب.. فوائد صحية مذهلة لن تتخيلها
في تسعينات القرن الماضي، ظهرت في الهند "نوادي الضحك"، وهي تجمعات كانت تهدف إلى التمرين على الضحك، في تلك التجمعات قد تشعر بالحرج في البداية، لكن عليك التظاهر حتى تتقن الأمر.
واستندت نوادي الضحك في الهند إلى الفكرة البديهية القائلة بأن الضحك يخفف التوتر، لكن الضحك مفيد أيضًا للقلب والجهاز المناعي، وله فوائد صحية أخرى كثيرة.
دراسة الضحك
على الرغم من أن علماء بارزين، من الإغريق القدماء إلى فرويد، قد تناولوا جذور الضحك وآثاره، إلا أن الدراسة الحديثة في علم الضحك بدأت بالظهور في ستينيات القرن الماضي.
وفي الدراسة، قام عالم النفس بجامعة ستانفورد، ويليام ف. فراي، أحد مؤسسي علم الضحك، بأخذ عينات دم من نفسه أثناء مشاهدة لوريل وهاردي، واكتشف أن الضحك يزيد من عدد خلايا الدم المعززة للمناعة.
في عام ١٩٩٥، علم الدكتور مادان كاتاريا، وهو طبيب في مومباي، بالبحوث الناشئة في مجال الضحك أثناء عمله كمحرر في مجلة صحية، وذلك خلال بحثه لكتابة مقال عن إدارة التوتر. وللتغلب على توتره، أسس أول نادٍ يومي للضحك في إحدى الحدائق. وقال إن عدد المشاركين ازداد بشكل كبير من بضعة أشخاص إلى أكثر من ١٥٠ شخصًا في غضون شهر.
بعد أن نفدت النكات من المجموعة بسرعة، ابتكر كاتاريا تمارين لتنشيط الحجاب الحاجز، وأضاف إليها تمارين التنفس، وتمارين تمدد خفيفة، وأصواتًا وحركاتٍ طريفة.
لماذا يُعدّ الضحك مفيدًا؟
بدأت دراسة الضحك في التسعينيات، ومن خلال عرض أفلام كوميدية على المشاركين في الدراسة، وجد أن الضحك يُنتج الإندورفين في الدماغ، الذي يُعزز إفراز مواد كيميائية مفيدة في الأوعية الدموية. فعلى سبيل المثال، يُسبب أكسيد النيتريك توسع الأوعية الدموية، مما يُخفض ضغط الدم والالتهابات ومستويات الكوليسترول، وهذا المزيج يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية، كما أن الإندورفينات مسكنات طبيعية للألم.
الضحك المُصطنع
وقد يكون الضحك القسري - أو الضحك المُصطنع، كما يُطلق عليه في الأوساط الأكاديمية - أكثر فائدة من الضحك التلقائي، حيث تم إجراء تحليلًا تجميعيًا لـ 45 دراسة حول الضحك، إلى جانب أبحاث أخرى، ووجدت أن العلاجات المُحفزة للضحك تُخفض مستويات الجلوكوز، وهرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، والألم المزمن، كما أنها تُحسّن الحركة والمزاج العام، خاصةً لدى كبار السن.
ونظرًا لأن الفكاهة أمر شخصي، فمن الصعب قياسها، لهذا السبب، ركزت معظم الأبحاث الحديثة على يوغا الضحك وبرامج مشابهة تُحفز نوبات ضحك متواصلة خلال جلسات تتراوح مدتها بين 30 و45 دقيقة.