أمين الفتوى: الإقلاع عن الشيشة خطوة عظيمة والصلاة نور يعين على ترك المعاصي
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من أحد المتابعين يُدعى حسام، قال فيه: «أنا بشرب شيشة وعاوز أقلع عنها وماشربش تاني، وعاوز أرجع للصلاة لأني مش مواظب عليها، أعمل إيه؟».
وأكد أمين الفتوى أن الإقلاع عن التدخين يُعد خطوة عظيمة تستحق الإشادة، موضحًا أن التدخين والشيشة من المحرمات شرعًا لما يترتب عليهما من أضرار جسيمة تؤدي إلى التهلكة، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر بالحفاظ على الجسد باعتباره أمانة، مستشهدًا بقوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، لافتًا إلى أن التفريط في الصحة يُعد معصية يُسأل عنها الإنسان، لا سيما في مرحلة الشباب.
الصلاة نور يعين على ترك المعاصي
وأوضح الشيخ محمد كمال أن أولى خطوات الإقلاع عن التدخين تتمثل في الابتعاد التام عن صحبة السوء، مؤكدًا أن العودة للتدخين كثيرًا ما تكون بسبب رفقة تدعو إلى التجربة ولو مرة واحدة، ما يستوجب قطع هذه العلاقة لضمان النجاح في الإقلاع.
وأشار إلى أن العامل الثاني هو صدق العزيمة، موضحًا أن الإنسان قادر على الامتناع متى توفرت الإرادة الحقيقية، مستدلًا بحال الصائم في شهر رمضان الذي يمتنع عن الطعام والشراب والتدخين لساعات طويلة بعزيمة داخلية، داعيًا إلى استحضار هذه الإرادة في سائر الأيام.
وشدد أمين الفتوى على أهمية الإكثار من الدعاء وذكر الله، مؤكدًا أن الدعاء عبادة عظيمة ووسيلة للثبات وصرف رفقاء السوء، وأن القلب إذا امتلأ بذكر الله اطمأن وابتعد عن المعاصي، مستشهدًا بقوله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».
وفيما يتعلق بالعودة إلى الصلاة، أوضح الشيخ محمد كمال أن الصلاة عبادة لا تقبل النيابة، وهي النور الحقيقي الذي يعين الإنسان على ترك المعاصي، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصلاة نور». وأكد أن المحافظة عليها تبدأ بترك كل شيء عند سماع الأذان، والوضوء، وأداء الصلوات في أوقاتها، مع الإكثار من الدعاء بعد الصلاة، خاصة الدعاء النبوي: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
وأضاف أن استشعار الوقوف بين يدي الله أثناء الصلاة، وتخيل أنها قد تكون آخر صلاة يؤديها الإنسان، يعين على الخشوع والمواظبة، مشيرًا إلى وجوب قضاء الصلوات التي تركها سابقًا، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها».
وحول تأثير التدخين على الوضوء، أوضح أمين الفتوى أن التدخين لا ينقض الوضوء، لكنه عادة سيئة لا يجوز معها إيذاء المصلين أو الملائكة بالرائحة الكريهة داخل المسجد، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، داعيًا إلى تنظيف الفم والأسنان جيدًا قبل دخول المسجد.